محاضرة في عمان حول المسيحيون في الشرق الأوسط

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 17, 2012, 11:35:23 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

محاضرة في عمان حول المسيحيون في الشرق الأوسط





أبونا

بتنظيم من المعهد الملكي للدراسات الدينية ومنتدى الفكر العربي، القت الدكتورة ايفون يزبك حداد محاضرة بعنوان تلاشي الأقليات: المسيحيون في الشرق الأوسط. والدكتورة حداد هي أستاذة تاريخ الإسلام والعلاقات الإسلامية المسيحية في مركز الوليد بن طلال للوئام الإسلامي المسيحي في جامعة جورج تاون واشنطن، ولها العديد من المؤلفات والخبرات المتعلقة بتاريخ الاجتماعي والسياسي في العالم العربي والإسلامي في شمال أميركا.

الدكتور كامل أبو جابر مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية، وبعد أن رحب بضيفة المعهد، نوّه لعدة قضايا أهمها: الهجرة بشكل عام أسبابها وتداعياتها، العلاقات الإسلامية المسيحية في الأردن، الانسجام المجتمعي، الاختلافات الدينية ما بين مسلم ومسلم كما هي ما بين مسيحي ومسيحي.

وفي المحاضرة التي حضرها المطران مارون لحام والأب حنا كلداني والدكتور عدنان بدران والدكتور الصادق المهدي وغيرهم من أساتذة الجامعات والمهتمين، دعت الدكتورة ايفون إلى تقديم الصورة الحقيقية للعلاقات المجتمعية في الوطن العربي في الأردن، فلسطين، سوريا، لبنان وأيضاً في العراق ومصر، وهناك كان تساؤل من طرفها وهو هل الأردن أنموذجاً لحسن العلاقات الأخوية ما بين المسيحيين والمسلمين، وهل هناك ما يدعى بتلاشي الأقليات، المسيحيون في الشرق الأوسط؟.

وأضافت إننا لا ننكر المواضيع الحساسة المتعلقة بالهجرة، وتطبيقات الشريعة الإسلامية في مواضيع حقوق المرأة والميراث والتبني وهذه المواضيع التي تعد خطوطاً حمراء يجب عدم الاقتراب منها، لكن هناك أموراً أخرى تقلق الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان ومجلس الكنائس في الشرق الأوسط من حيث الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في العراق وحالياً في مصر ومن قبل في فلسطين والآن هناك تخوف في الأردن، سوريا ولبنان، كما نوهت بأن الأردن لم يرض بأن يكون صدى لهذه الاضطهادات كون المسيحيين يتمتعون نوعاً ما ببعض الحريات إن كان في الإيمان وممارسة الشعائر وأيضاً بنيل الحقوق كاملة كمواطنين متساوين أمام القانون.

وجرى حوار موسع بين المحاضرة والحضور، وأثار المطران لحام مواضيع هامة مطروحة منذ زمن أمام الحكومات ولم يصدر عنها أي قرار مثل إمكانية التعليم المسيحي في المدارس المسيحية وأبدى معارضته بخصوص كلمة أقلية وكلمة تلاشي، فإن هاتين الكلمتين لا تنطبق على وضع المسيحيين في الأردن أو المنطقة العربية.

وأكد الدكتور عدنان بدران أن ما يحصل في البلدان العربية صحيح والأسباب الداعية هو سوء تفسير الشريعة حيث هناك متناقضات تؤدي إلى لبس في بعض المفاهيم والتي تشوه صورة الإسلام الحقيقي وهي التناقضات التي نجدها بين الوهابيين والسلفيين والصراع القائم بينهم الذي ظهر حديثاً لذا عليهم أن يعملوا معاً لكي يوصلوا هذه الفجوة التي حدثت في العلاقات حتى لا تتوسع أكثر.

وتحدث الأب الدكتور حنا كلداني عن شباب هذه الأيام الذين يقارنون مستوى معيشتهم وإيرادهم بمستوى معيشة شباب الدول المجاورة في الخليج أو حتى في الدول الغربية، الجميع يطمح إلى حياة أفضل مسيحيين ومسلمين.

وذكر أيضاً أن القصص الشعبية التي تتحدث عن العيش المشترك والإخاء التي حدثت قبل 50 – 60 سنة ولا زلنا نتناقلها عفى عليها الزمن ومضى، فالأردن من بداية الإمارة لغاية الآن لم يتغير ولم يتطور من حيث التشريعات والحريات الدينية، فالقانون الأردني يراوح ما بين حالة "التثليج والتبريد".

الدكتور عامر الحافي في مداخلته أضاف بأن الهجرة في بعض البلدان مثل الهند مثلاً لم تكن مشكلة وإنما هي نوع من الثقافة، كانت تسمى قديماً أدب الرحلة، فالهجرة تعد حركة طبيعية إنسانية، دول أميركا مبنية على مهاجرين، علينا إعادة النظر في فلسفة الهجرة. وأضاف بأننا بحاجة إلى نوع من الدراسات الاجتماعية الدينية التي تنقصها في الوقت الحاضر لإعادة الإحساس والشعور بالمواطنة ومعنى الهوية.

الدكتورة فدوى نصيرات تساءلت لماذا نثير هذه المساءل الآن؟ فموضوع الهجرة موجود قبل 200 سنة نتيجة الحروب التي توالت على المنطقة، علينا إعادة قراءة التاريخ، وتصحيح الأدلة المغلوطة التي يتبناها الإعلام. وأيضاً تساءلت لماذا التستر على دور المسيحيين العرب بنهضة الأمة العربية، وحضورهم الفعّال.

وتعقد حداد دورات في الحركات الإسلامية الثورية وأيضاً في العلاقات الإسلامية المسيحية، المرأة في الإسلام والمسيحية في الشرق الأوسط، ونشرت ما يقارب 23 كتاباً تتضمن الإسلام المعاصر والتحديات عبر التاريخ، المرأة المسلمة في شمال أميركا أدار الحوار وأيضاً مواجهات بين الإسلام والمسيحية.

وفي مقابلة خاصة، بعد المحاضرة، قالت لموقع أبونا بأن ما سمعته وما لمسته في لقاءها مع الشخصيات الرسمية العامة والخاصة سوف يثري كتابها الذي تؤلفه وعنوانه "تلاشي الأقليات: المسيحيون في الشرق الأوسط"، وهي أيضاً تطمح للقاء سمو الأمير الحسن بن طلال لكي تستزيد من ثقافته ومعرفته، وأضافت بأنها تأثرت من أراء المطران لحام والأب كلداني لأنهم تحدثوا بكل انفتاح وشفافية وأخذت آراءهم وآراء كل الحضور بعين الاعتبار، وفي زيارتها الخاصة للأردن والتي تعد زيارة عائلية وبنفس الوقت إرشادية تثقيفية، ستلتقي رؤساء الكنائس المحلية في الأردن وكافة الفعاليات الكنسية وأيضاً شخصيات رسمية عامة وخاصة.