النظام السوري يرحل راهبا إيطاليا أعفته البطريركية الكاثوليكية من مهامه بعد اكثر

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 14, 2012, 07:11:25 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

النظام السوري يرحل راهبا إيطاليا أعفته البطريركية الكاثوليكية من مهامه بعد اكثر من ثلاثين عاما من الخدمة في سوريا





الشرق الاوسط/

بعد أكثر من ثلاثين عاما قضاها متنسكا في دير مار موسى الحبشي للسريان الكاثوليك في جبال القلمون قرب مدينة النبك شمال العاصمة دمشق، يغادر الأب الإيطالي باولو دالوليو سوريا نهاية الأسبوع رغما عنه.

باولو الأب الإيطالي المولد، السوري الهوى، اختار زيارة مدينة القصير بداية الشهر الجاري صائما. واجتمع بثوارها وتبرع بدمه ورفع الصلوات إكراما للشهداء والمعتقلين، مؤكدا أنه يريد أن تكون صلاته «علامة رجاء كي يزهر الربيع السوري ويعطي ثمار الوحدة والحوار تحت شعار التعددية».

وفي حين ذكر ناشطون سوريون أمس أن النظام، وبعد نشر مقاطع فيديو لزيارته إلى القصير، قرر إبعاد الأب الإيطالي بذريعة أنه «خرج عن نطاق مهمته الكنسية»، قالت مصادر مقربة من الأب باولو لـ«الشرق الأوسط» نقلا عنه، إنه بات موجودا في السفارة الإيطالية في دمشق بعدما منحته السلطات السورية ستة أيام لمغادرة سوريا، مؤكدة أن «مغادرته تأتي بعد إنهاء خدماته من قبل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بعد خدمة استمرت أكثر من 30 عاما في سوريا».

وفي وقت لاحق من مساء أول من أمس، أكدت إذاعة الفاتيكان خبر مغادرة الأب باولو لسوريا، مذكرة بأنه دعا للحوار منذ بدء النزاع ورفض أي تدخل عسكري أجنبي. وندد الأب باولو للإذاعة عينها بـ«التضليل الإعلامي» في سوريا، وقال: إنه يجري «تضليل للرأي العام من قبل أولئك الذين يوهمون الناس بأنها مجرد معركة ضد الإرهاب»، مبديا أسفه لأن هذا «الكذب تردده حتى وسائل إعلام كاثوليكية».

وكان النظام السوري قد أصدر بحق الأب باولو مذكرة إبعاد نهاية العام الفائت، بعد توجيهه رسالة الميلاد التي دعا خلالها النظام السوري إلى الاعتراف بالتعددية والإقرار بالحريات والمحافظة على سلامة الشعب السوري، محذرا من خطورة تجاهل هذه المطالب. لكن اتصالات على أكثر من مستوى حالت من دون ترحيله بالتزامن مع تلقيه نصائح بالانصراف إلى واجباته الدينية داخل الدير.

وبدأ الأب باولو زيارة إلى مدينة القصير بداية الشهر الجاري على خلفية أحداث ذات طابع طائفي أدت إلى تهجير مئات العائلات المسيحية. ونقلت وكالة «فيديس الفاتيكانية» منذ أيام عن الأب باولو قوله: «اخترت زيارة القصير لأني أريد بحضوري معالجة الاستقطاب الطائفي الذي تشهده المدينة. أصغيت إلى طلب بعض العوائل المسيحية التي رأت أعزاءها مخطوفين، وأريد أن أقوم بأفضل ما لدي، من خلال الصلاة والصوم لرأب الانقسامات».

ويظهر شريط فيديو على موقع «يوتيوب» الأب باولو وهو يتوجه للثوار داخل إحدى الغرف قائلا: «البقية من النصارى أمانة بأعناقكم بوصية من رسول الله عليه السلام»، موضحا «أن المرة الأولى التي تحدثت فيها إلى العلن (عن موقفه من الثورة السورية) كانت للمطالبة بكامل الاحترام للمستشفيات والأطباء والممرضين ليقوموا بأعمالهم بشكل إنساني حيادي»، منتقدا أداء الهلال الأحمر السوري.

وفيما يلوذ رجال دين كثر، مسيحيون ومسلمون، بالصمت منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، ساكتين عن الانتهاكات الجسيمة بحق الأبرياء والمدنيين، لم يتخل الأب باولو عن رسالته في السلام والدفاع عن المظلومين أيا كانت هويتهم أو انتماؤهم الطائفي. وخلال جلسة مع الثوار في مدينة القصير منذ أيام، بث ناشطون مقاطع مصورة عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، توجه الأب الذي يجيد التحدث بالعربية بطلاقة للجالسين معه بالقول: «إن سوريا التي نضحي كلنا في سبيلها سوف تحترم الإنسان بالدرجة الأولى»، ليضيف بعدها: «إن مجتمعا متنوعا كهذا عليه أن يستفيد من حسن الجوار، ومن الأساس الاجتماعي وخصوصيات سوريا الرائعة، حتى نبني الظروف الثقافية الحضارية لاجتياز نظام لا أحد يريده ولا حتى أصحابه».

ويظهر شريط فيديو آخر على موقع «يوتيوب» طبيبا سوريا يدعى محمد المحمد لم يجد أحدا يقدم له سماعته الطبية ومنظار أذن، وهما كل ما بقي من عيادته التي دمرت في بابا عمرو، إلا الأب باولو.. حملهما وتوجه للأب باولو في القصير قائلا: «لم أجد إنسانا أغلى منك ممن التقيتهم حتى هذه اللحظة»، مضيفا: «ليعوضنا الله أحسن منها إما بالشهادة وإما بالنصر».. فابتسم الأب باولو طالبا من الله أن يبارك الطبيب قبل أن يضمه إليه ويقول: «كلنا بابا عمرو».