مشاكســــــــة خدمـــة الشـــعوب أم مــــلء الجيــــوب ؟/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 31, 2014, 08:21:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســــــــة
خدمـــة الشـــعوب
أم مــــلء الجيــــوب ؟



مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تمر غالبية الامم والدول والشعوب بعملية فقدان الوزن مرتين كلما حانت مواعيد الانتخابات البرلمانية لديها, مرة خلال الفترة التي تسبق الانتخابات حيث تتحول الشعوب بنظر المرشحين الى واحدة من اجمل حوريات العالم عبر الزمن واشدهن فتنة ودلالا واغراءا وحلاوة واثارة , الكل يتسابق على خطب ودها والاشادة بجمالها وعراقة تاريخها ومميزاتها الانثوية المختلفة والاستعداد لان يكون عبدا تحت قدميها ملبيا كل رغباتها وطلباتها فضلا عن التعهد بصيانة حقوقها والحفاظ على اموالها بوسائل تفوق الف مرة وسائل وتحوطات وضمانات ارقى البنوك السويسرية, والكل يقسم بالاستعداد للتضحية بحياته من اجل الدفاع عن حقوقها وصيانة كرامتها وتوفير ارقى انواع الحياة الحرة السعيدة الكريمة الهانئة المرفهة لها ان هي اختارته شريكا لحياتها وزوجا مثاليا لها, والمرة الثانية بعد انتهاء الانتخابات حيث تندلع معارك وحرائق وجولات المباحثات لتشكيل الحكومة.
واذا كانت العلاقات الزوجية الحميمة المثالية المتفانية القائمة على التفاعل المشترك والعطاء المتبادل والاستمتاع بلذائذ الزواج وحرائقة عادة ما تستمر شهرا واحدا عبر ما اصطلح على تسميته بشهر العسل لتخبو بعده رويدا رويدا نيران اللهفة والاشتياق ولتتراجع احاسيس اللهفة والاحتراق ولتهاجر ايضا اسراب فراشات الغزل الرومانسي ولتختفي محاسن ومميزات وفضائل العروس بنظر معظم عرسان هذا الزمان الذين يسدل بعضهم الستار على محاسن وفضائل ومميزات عروسته وشريكة حياته ولا يعود يتذكر الا هفواتها واخطائها وكانه اشبه بالمحقق الامني شرلوك هولمز وهو يمسك بيده عدسة مكبرة للبحث عن اخطاء غريمه (ارسين لوبين ) ,  بدل الوقوف في محطات الفضائل والتضحية والعطاء , فان (شهر العسل) والعلاقات الرومانسية الحميمة بين الشعوب والمرشحين لا تدوم الا ليلة عسل واحدة وربما ساعات عسل ليدير بعدها معظم المرشحين الفائزين وحال اعلان نتائج الانتخابات  ظهورهم لشعوبهم للانهماك بشحذ اسلحة الاستعدادات للمعركة الاخرى الاهم والاصعب تلك هي معركة الاستعدادات الفعلية للامساك بكرسي الرئاسة سواء الحكومية  او البرلمانية.. وهكذا تجد غالبية الشعوب بالاخص في البلدان المسلوبة والمنهوبة والمتوسلة والمتسولة  نفسها بعد الانتخابات حيث تنطفئ جذوة الوعود والاهتمامات والخطب والبيانات والتصريحات والتاكيدات والتشديدات اشبه بعروسة تكاد تغرق بخيبة الامل بعد ان ادار لها عريسها وجهه وظهره وكل اهتماماته بعد ليلة الزواج العاصفة الملتهبة المترعة باعذب الوعود واحلى الاماني وحيث تعيش الشعوب حالة الترقب لمخاض الاحداث تكون المعركة الاهم والاخطر والاوسع قد اشتعلت على مختلف جبهات الكتل والتحالفات والكيانات والاحزاب والتشكيلات والقوائم الفائزة , لتغيب من الاجواء المشحونة بالترقب والانتظار كل الوعود والعهود والخطب والبيانات والتصريحات التي اغرق بها المرشحون شعوبهم ولتبرز بقوة معركة الملفات والمصالح وتبادل الادوار والتلويح بالمواقع وتسويق المغانم والامتيازات والدرجات الوظيفية والمواقع الدبلوماسية, وهكذا تغيب الشعوب التي كانت بالامس العروسة المتفردة بجمالها التي تسابق الجميع لتقديم خاتم الخطوبة والزواج لها, لتحل محلها كرسي الرئاسة لتكون هي العروس المثلى المضمخة بالاغراء والرغبة والمطلوبة من الجميع .
وما بين المباحثات واللقاءات والحوارات والتجاذبات تبرز على السطح الاجتهادات المختلفة والاراء السديدة  والمتخلفة , فهذا يسعى لحكومة اغلبية سياسية واخر يريدها حكومة توافقات وطنية واخرى تلوح باغلبية برلمانية وهنالك اقتراح بشراكة حقيقية وراي اخر حول حكومة عابرة مثل الصحون الطائرة , في وقت تراقب فيه الشعوب بتلهف وانتظار واحيانا بخيبة وانكسار مراحل المباحثات وحسم المواقف والخلافات من اجل ان تتلمس مواطئ قدميها وتحاول توقع اتجاهات سيرها .
وفي مختلف التجارب الديمقراطية والدكتاتورية والثورية والتقليدية والاشتراكية والراسمالية والملكية والجمهورية والرئاسية والدستورية قديما وحديثا نوعان من المسؤولين وفق مختلف درجات المسؤولية , نوع يهدف لخدمة الشعوب , واخر يهدف لملء الجيوب,  بكل الوسائل والاساليب والطرق التي تتيح له استغفال الشعوب وخداع الشعوب وسرقة اموال الشعوب من اجل الاستحواذ على ثرواتها وعائداتها ومصالحها باتجاه ملئ الجيوب حتى لو اضطر لاقتراف ابشع الجرائم ولسلك اقذر واحقر كل الطرق والدروب .
وحيث ما تزال معارك محاولة الامساك بصلاحية ومسؤولية رئاسة وتشكيل الحكومة محتدمة في بلادنا, وحيث ما تزال انظار المواطنين تستحضر مسيرة المرحلة الماضية بكل ارهاصاتها وافرازاتها ومعاركها ومساجلاتها, وفي احيان كثيرة ضياع الوفاق والاتفاق الذي ادى في الكثير من المواضع الى اقسى حالات التبعثر والاخفاق جراء التهميش مرة ومرات جراء التباعد والافتراق, مما افرز اخفاقات وتحديات ومعضلات اغرقت البلاد بالازمات وعرقلت الكثير الكثير من برامج البناء والاستقرار والخدمات, وبعيدا عن كيل التهم لاية جهة من الجهات, فان العراقيين يتطلعون الان بامل وثقة ورجاء الى نمط من المسؤولين الذين يكرسون انفسهم لخدمة الشعوب وليس لملء الجيوب.