حوار مع البابا تواضروس الثاني وحديث عن توحيد العيد والحوار مع الكنائس ودور العلم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 23, 2015, 09:34:40 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

حوار مع البابا تواضروس الثاني وحديث عن توحيد العيد والحوار مع الكنائس ودور العلمانيين في الكنيسة
: ليس هناك انقسام في المجمع المقدس وتعبيرات الحرس القديم والجديد غير كنسية
العلمانيون لهم دور هام في الكنيسة وبابها مفتوح للجميع وهي ليست ملكا لأحد

   

فريق الصحفيين الذي أجري الحوار مع قداسة البابا. تصوير/ بهيج يونان وأيمن فخري

برطلي . نت / متابعة
لوس أنجيلوس في 20 أكتوبر /إم سي إن/ من د. وليم ويصا
نفى قداسة البابا تواضروس الثاني أن يكون هناك انقسام في المجمع المقدس. وذلك في لقاء مع عدد من الصحفيين، بحضور نيافة الأنبا سرابيون، أسقف لوس أنجلوس وتاهيتي، شاركت فيه قناة لوجوس، وقناة الكرمة، وقناة الحرية، وصحيفة "أرثوذكس نيوز"، ووكالة أنباء مسيحيي الشرق الأوسط MCN، بثته قناة لوجوس الفضائية القبطية مساء أمس.

وقال إن تعبيرات مثل الحرس القديم والحرس الجديد ليس تعبيرات كنسية أو دينية أو روحية، وليس لها وجود أصلا، وتدخل الأنبأ سرابيون مبيتسما قائلا "أنا لا أعرف ما إذا كنت من الحرس القديم أو الجديد أو الحرس الثوري"، ورد قداسة البابا على الدعابة قائلا "ولا أنا، لا أعرف من أي حرس أنا؟". وأضاف قداسته "ولو أن هناك تعددا في الآراء، فهو ثراء وغِنى، ولو كنا على رأي واحد سنكون مثل القوالب الجامدة، ولا وحود لمؤامرات إلا في العقول المريضة".

وأضاف قداسته: "هناك سكرتارية نشيطة للمجمع المقدس فيها نيافة الأنبا رافائيل، ونيافة الأنبا يوسف من جنوب أمريكا، ونيافة الأنبا توماس من صعيد مصر، ونيابة الأنبا أبولو من جنوب سيناء، وتضم كل هذا التنوع الجميل، وتقوم بتجميع كافة الاّراء قبل عرضها على المجمع".

وقال قداسته حول دور العلمانيين في الكنيسة "إن كل كنيسة بها مجلس من العلمانيين، يضم عنصرا نسائيا، وعنصرا شبابيا، ورأينا أن يكون فيه طبيب ومهندس ومحامي ومحاسب إلى آخره، وفي المجال الإكليريكي فإن كل مجلس من المجالس الستة التي تم تكوينها من أب أسقف، واثنين من الآباء الكهنة، وطبيب أو طبيبة، ومحامٍ أو محامية، وهيئة الأوقاف كلها من العلمانيين، ألا يمثل كل هؤلاء العلمانيين؟"، وأضاف "هناك المجلس المِلي الذي انتهت دورته، وأنا لا أحب تسميته، وسوف أفكر في كيفية تغيير الإسم من الناحية القانونية؛ لأنه يجب أن يصدر به قرار جمهوري، كما ننتظر تشكيل البرلمان؛ حتى ننظر في تشكيل المجلس الجديد".

وقال "إنني أيضا ألتقي من وقت لآخر بعدد من المثقفين الذين يتحاورون معي حول العديد من القضايا، إن الكنيسة بابها مفتوح للجميع، وهي ليست ملكا لأحد، والذي يرعاها هو ربنا يسوع المسيح، ونحن أدوات في أياديه".

وحول الانفتاح على الكنائس الأخرى، وتوحيد الأعيا،د روي قداسته كيف رحَّب الفاتيكان سريعا بإتمام الزيارة في عدة أسابيع، بدلا من ثمانية أشهر على الأقل، كما هو الحال في ترتيب الزيارات للفاتيكان. وقال "إنه بالنسبة لتوحيد الأعياد؛ فإن جميع كنائس العالم تؤمن بالميلاد والقيامة من الناحية الإيمانية، والاختلاف في التاريخ، وقد أعدت الكنيسة أبحاثا وأرسلتها لجميع الكنائس في العالم، واقترحت فيها أن يتم الاحتفال بعيد القيامة في الأحد الثالث من أبريل، بينما ترى الكنيسة الكاثوليكية أن يتم الاحتفال به في الأحد الثاني من الشهر ذاته، وهذا لن يفرق كثيرا؛ حيث يتم الاحتفال بعيد القيامة فيما بين الأحد ٤ أبريل والأحد ٨ مايو، كما أننا جميعا نحتفل بعيد القيامة معا مرة كل أربع سنوات، ويختلف في السنوات الأخرى". وأضاف قداسته "لو احتفلنا في يوم واحد بالعيد، سوف نخدم الأقليات المسيحية في العالم، وسيكون له مردود نفسي إيجابي على كل مسيحيي العالم".

وأضاف قداسته: "لقد بحثت هذا الأمر مع بابا روما، والحوار ما يزال مستمرا بين كنائس العالم حول ذلك، ولو نجحنا في توحيد تاريخ الاحتفال بعيد القيامة، سيكون الحوار أكثر سهولة عندما نبحث توحيد عيد الميلاد، وعندما يسألني أحد في هذا الخصوص أقول له نحن نحتفل بعيد الميلاد على مدى أسبوعين من ٢٥ ديسمبر حتى ٧ يناير؛ لأن الاحتفال بعيد ميلاد المسيح لا يمكن أن يكون يوما واحدا مثل البشر".

وقال نيافة الأنبأ سرابيون في هذا الصدد "إنه لو تم التفاق على طريقة القياس سيكون الأمر سهلا".

وفيما يتعلق " بالعقول المتحجرة التي ترفض الحوار مع الكنائس الأخرى، وفقا لتعبير قداسته في مقال له بمجلة "الكرازة" مؤخرا، قال "نحن نقوم بالتواصل مع كنائس العالم التي تقبل قانون الإيمان ككل، وتؤمن بالمسيح وتعيش الكتاب المقدس، ولكن بعض العقول غير قادرة على التواصل مع حركة التاريخ، ولكن مع الوقت سوف تذوب هذه الأمور".

وحول تصريحه الجَسور عند أول زيارة له للنمسا بشأن الاعتراف بالمعمودية الكاثوليكية قال قداسته "مشكلة المعمودية ما تزال قائمة، ونحن نكتفي بمسحة زيت الميرون، وهو السر الثاني من أسرار الكنيسة؛ باعتبار أن الكنيسة الكاثوليكية كنيسة سرائرية، وذلك حتى يتم الارتباط، وهناك حوار مستمر معها، كما أن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية التي تجتمع مرة كل عام في إحدى الدول سوف تجتمع في القاهرة في ١٦ يناير القادم".

وأضاف قداسة الأنبا تواضروس الثاني بشأن الحوار مع الكنائس الأخري " إن كل كنائس العالم أعضاء في جسد المسيح الواحد، ولا أستطيع أن أتهم كنيسة بأنها ليست عضوا في جسد المسيح، حتى ولو كانت هناك أخطاء أو خلافات، لنا ملاحظات نعم ،ولكن المحبة لم تُجرح وقائمة".

غير أن قداسته أعرب عن أسفه؛ لأن "مردود الحوارات بين الكنائس منذ عشرات السنين يعتبر قليلا نسبيا، فضلا عن أنه غير ملموس للمؤمن العادي، بمعني أن اللاهوتيين جلسوا وتحاوروا، ولا يشعر الإنسان العادي بنتائج الحوار، سواء توصلوا لنتائج أو لم يتوصلوا".

وفيما يتعلق بموضوع الأحوال الشخصية، والحديث المزمن والملتهب فيه، وما إذا كان هناك قانون موحد أو قانون لكل كنيسة على حدة، أشار قداسته للقانون الذي كان قد أعده المتنيح البابا شنودة الثالث مع قيادات الكنائس، وظل في الأدراج ثلاثين عاما، وقال "إن كل حالة في الأحوال الشخصية تحتاج لقانون، وهنا تكمن الصعوبة في الموضوع، وقد أدى النقاش الذي امتد خلال السنين الأخيرتين إلى أن تتفق جميع الكنائس على حوالي تسعين في المائة من بنود مشروع القانون، وهناك اختلافات بين الكنائس حول عشرة في المائة، مثل الكاثوليك الذين ليس عندهم طلاق، والاقتراح الموجود الآن أن يكون هناك قانون موحد بين الكنائس حول ٩٠ في المائة، على أن يُضاف ملحق لكل كنيسة يتضمن العشرة في المائة الأخيرة، وهذه هي الفكرة المستقرة حتى الآن، ولكن لم نصل لنهاية فيها".

وحول ما إذا كان هناك توسع في مفهوم الزنا؛ حيث أصبح العنف في المشروع الحالي مسببا للطلاق، رفض قداسته استخدام تعبير "توسع". وقال "نحن نتعامل مع حياة ناس، ونفكر في كل شئ، يعني لو ترك أحد الزوجين الآخر لعدة سنوات، هنا انكسر الزواج، أين الزيجة القائمة على اتفاق عندما يستمر العناد، وعدم الاستجابة للنصيحة؟ ولو أن شخصا كان مدمنا وتقدم للزواج، وهو يُخفي ذلك، وبعد الزواج ظهر إدمانه الفاحش، أليس هذا غشا في الزواج؟ وما العمل عندما يرجع في الثالثة صباحا ويضربها ويطردها من المنزل، هل نقف مكتوفي الأيدي؟ لابد وأن نعيش الزمن الذي نحن فيه، والمجمع المقدس في الكنيسة القبطية هو هيئة التشريع، وكما علمنا الكتاب المقدس- قد رأى الروح القدس ونحن- فإن الله أعطانا أن نصلي معا، ونعطي الوقت الكافي للحوار؛ لاتخاذ القرار بعد التصويت، وبأغلبية الثلثين، وهناك متغيرات في الزمن لابد وأن تأخذها الكنيسة في الاعتبار".

وأضاف قداسته أنه "سيعقد في نوفمبر القادم مؤتمرا للمجمع المقدس لمدة أربعة أيام تحت عنوان (الخدمات الكنيسة والأسرة)، في عشر حلقات نقاش ستتناول كل ما يخص الأسرة".

وسُئِل عن القنوات الفضائية المسيحية والخدمة، وعما إذا كان مردودها إيجابيا أم سلبيا بالنسبة للخدمة؛ فقال "إن التلفزيون هو وسيلة خدمة طيبة، خاصة بالنسبة للمناطق التي لا توجد بها كنائس، وإذا ما كان الملمس الروحي فيها فيها واضحا، وفيما يتعلق ببعض الجوانب السلبية، أحيانا أرى خمسة أساقفة وخمسة كهنة يتحدثون، وهو ما يمثل جرعة زائدة".

وحول الفتور الذي يوجد أحيانا في المهجر بين الشباب والكنيسة قال قداسته "إن خدمة الشباب ينجح بأمرين، الأول هو أن يشعر الشاب بروح الحب فيمن يخدمهم، والثاني إقامة الحوار الذي يحترم شخصيته، وعلى مستوى شبابي، وليس من فوق لتحت، ولابد أن نعترف أن شباب اليوم يعرفون أكثر منا بسبب الثورة التكنولوجية وشبكات التواصل، وأحيانا أنصح الكهنة أن يكونوا قريبين من الشباب، حتى يظلوا شبابا".