مشاكســــة حـــــــرائق . . . الحقائـــــــــــق/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 08, 2015, 10:33:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكســــة
حـــــــرائق . . . الحقائـــــــــــق



برطلي . نت / بريد الموقع

مال اللــــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
..........................................
مثل فراشات ملونة كانت الاكاذيب الرومانسية الشفافة والمقالب الوردية والمواقف التي تفجر قهقهاتنا تتطاير من حولنا في الاول من نيسان، فقد كنا على مدى عام كامل ننتظر هذا اليوم بالذات لصياغة مقالب ربما لم يكن بعضها يخطر على بال، وربما كانت تلك الطرائف والنوادر والمآزق احيانا الذ ما في طفولتنا المشاكسة، وربما لو تواصل ذلك الزمن اللذيذ وبقي على حاله لتجنبنا الكثير من المآسي والويلات والمصائب والنكبات، فكذب يوم واحد في السنة مع فرضية (364) يوماً من المصداقية الحقيقية لهو وفقا لكل الموازين والمفاضلات والاعتبارات خير بملايين المرات من سنوات اكاذيب سوداء تغرق الانسانية بالبلاء ربما تفتقد ليوم واحد من الصدق.
  لكن الزمان قد تغير فعلا، وتغيرت معه خارطة العلاقات السياسية والاجتماعية والشعبية والرسمية وحتى العائلية منها، فاقتربت وتداخلت وتمازجت الاكاذيب بالحقائق حتى ما عاد باستطاعتنا غالبا ان نميز الحقائق من الاكاذيب وبذلك تحولت كل ايام السنة الى الاول من نيسان، ولعل من ابرز اكاذيب هذا الزمان التي طحنت الانسان ووضعت على مسرح المزادات السياسية والمصالح الشخصية المصائر والاوطان، مفردات (المصلحة العامة، والحرية، والديمقراطية، والسيادة، والاستقلال، ومكافحة الفساد، والنزاهة، والشرعية الثورية، والعدالة، والمساواة، وسلطة القانون، والتحرير، والحرب على الارهاب، والتوزيع العادل للثروات، وحقوق الانسان).
فقد ادمن الغالبية العظمى من الرؤساء والملوك والقادة والسياسيين ورؤساء الحكومات والبرلمانيين والوزراء والمسؤولين في كل مكان على التأكيد والتشديد والحماسة الثورية في خطاباتهم وبياناتهم وحواراتهم ولقاءاتهم الاعلامية، التاكيد ، على هذه المصطلحات، وكأن الامم المتحدة ومجلس الامن فيها قد الزما الجميع  بترديد هذه المفردات التي لو طبقت فعلا بارادة ثورية لاختفى الجوع والعنف والبطالة والتشرد والتهجير والفساد والانحراف والجريمة المنظمة من حياتنا ولاغلقت المؤسسات الامنية والشرطوية والقضائية والتدقيقية والاصلاحية والسجون والمعتقلات ابوابها ولتمتعت الانسانية بارفع واروع اجواء الرضا والحرية والسعادة والامن والسلام والاستقرار.
لكن، وا أسفاه فقد بات ما نعيشه في هذا الزمن الذي تداخلت فيه الالوان وتمازجت، وأطاحت فيه المصالح السياسية والشخصية بكل القيم والمصالح الوطنية يثبت العكس تماما، فطوابير الفقراء والجياع والمشردين باتت تزداد وتتناسل بسرعة رهيبة، وبشكل طردي مع تنامي ثروات واموال وممتلكات المسؤولين والسياسين هنا وهناك، وحيث يتمسك هذا القائد الثوري او ذاك بسلطة القانون والنزاهة ويجعلهما الركيزة الاساسية في كل خطاباته السياسية فان ميزانيات سنوية لشعوب كاملة تختفي فجأة في ظلمات الفساد والسرقات الممنهجة والاستحواذ دون ان يتمكن احد من المسك بها او انقاذها او تحديد مصائرها، وكذا الامر عندما تسقط مدينة او دولة او حتى قرية في مستنقع الارهاب، فلن نفاجأ ان شاهدنا،  ان من كان السبب الرئيسي في تلك (الفاجعة الوطنية) هو الذي يسرع للقفز فوق الاحداث والاتهامات والمحاسبة المفترضة، معتليا (صهوة) الاحداث كفارس للتحرير وتقرير المصير، وان من فقد معظم ان لم نقل كل مؤهلات صحته وسلامته الجسدية واصبح مقعدا وبحاجة لمن ياخذ بيده ويساعده على قضاء احتياجاته، لا بأس، واحتكاما (للشرعية الدستورية والثورية) من  تمسكه بكرسي الحكم ،والاصرارعلى ترشيح نفسه لخدمة ناخبيه وعشاقه  ومحبيه حتى وان كان عاجزا عن السير على قدميه، وان من طرده شعبه واطاح به من فوق كرسي الحكم، لا ضير في ان يتحالف مع الاخرين في الداخل والخارج من اجل النصر المبين والعودة ثانية عودة الفاتحين المنتصرين حتى لو كانت عودته  تمر فوق جثث الملايين.
في خضم ذلك، وبمنتهى الشفافية وحسن النية، اكاد اجزم ان معظم القادة والمسؤولين في العالم الذين يشددون على هذه الاهداف والمصطلحات ويمارسون العكس تماما انما يفعلون ذلك بحسن نية ومن منطلق المصالح الوطنية والشرعية الثورية، لسبب بسيط لانهم ينظرون الى شعوبهم عبر نظرتهم لانفسهم ولابنائهم ولعوائلهم.
فالرئيس والزعيم والقائد والسياسي والبرلماني الذي يرى ان ثروته اصبحت بعشرات وربما بمئات المليارات، يعتقد ان شعبه بخير والا ما تحقق له هذا الفائض المادي، وعندما يرى ان ابنه العاق ورغم انه نصف جاهل وربما ابله وعديم المؤهلات والكفاءات قد امسى يملك اسطولا من السيارات الحديثة وشققا وفيلات في عدد من الدول وفضائيات وشركات، يعتقد بان الفقراء قد اغتنوا والجياع قد شبعوا  والمشردين قد وجدوا ماوى لهم والا لما تحقق لابنه العاق ما تحقق، والسياسي الذي  يرى زوجته او ابنته تذهب الى اي مكان بسلام وتعود بسلام وهي   محاطة باسطول من الحمايات الشخصية متنقلة ربما داخل  سيارة مصفحة ، لابد ان يوهم نفسه بتوفر الامن والامان والاستقرار في البلاد وان لاصحة لما يعانيه العباد من جرائم التهديد والابتزاز والاختطاف والمساومة والقتل والتهجير.
اخيرا، بعد ان نجح (الاول من نيسان) في ان يمد سطوته ليجعل كل ايام السنة هنا وهناك حلقات متصلة من الاكاذيب المختلفة، ما احوجنا ان نطالب المنظمة الدولية بتحديد يوم واحد من الصدق في السنة يلزم المسؤولين كافة باحترامه والصدق مع شعوبهم في جميع امورهم، عندها  ستنكشف امر واقسى  الحقائق وستعرف الشعوب من هو الصادق من مسؤوليها ومن هو المنافق، حينها ستندلع من دون شك اوسع واخطر الحرائق.