الميلاد والحوادث السماويه

بدء بواسطة الشماس سعد حنا بيداويد, ديسمبر 28, 2013, 12:25:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سعد حنا بيداويد

الميلاد والحوادث السماويه
صاحب ميلاد الرب يسوع له كل المجد العديد من الحوادث السماويه فقد جرت في السماء اعظم حركه لقد سبق بيان اهتمام اهل السماء بحوادث الارض وتكرر مجيء كبير الملائكه ليبشر بقرب هذه الولاده العجيبه لكن هذه هي المره الوحيده التي ارسل فيها الله الى العالم جمهورا من الملائكه وسمع على الارض ترنيم الحان السماء .
فمن هم الذين نالوا هذا الحظ الفريد وبهرت ابصارهم برؤية هذا الجمهور واطربت اسماعهم هذه الترنيمه الوحيده السماويه التي بلغت اذان البشر ؟ ليسوا اكابر القوم ولاعلمائهم ولارؤساء الدين ، لم يحظى بذلك هيرودس الملك في قصره المجاور ولارئيس الكهنه في الهيكل القريب الباهر بل جاء هذا الشرف وهذا السرور لاشخاص تشابه احوالهم الخارجيه احوال هذا المولود لكي تتم هيئة الاتضاع التي تمثل تنازل الاله لاجل خلاص الانسان .
لما تاسست الارض ووضع حجر زاويتها ترنمت كواكب الصبح معا وهتف بنوا الله لكن هذا الهتاف والترنيم لم يطرق اذن بشريه لكن لما تاسس الفداء ووضع حجر زاوية الخلاص للبشر الخطاة بتانس الابن الازلي سمع فوق سهول بيت لحم هتاف ملائكة الله في اذان رعاة يحرسون حراسات الليل على رعيتهم وبينما كانوا هولاء ساهرين على اغنامهم  وقف بهم ملاك الرب واضاءحولهم مجد الرب فيحق لهم ان يخافوا خوفا عظيما اكثر من مريم وزكريا لكن الملاك قال لهم (لاتخافوا) ثم قال ( ها انا ابشركم بفرح عظيم ).
بشر جبرائيل زكريا ثم مريم بامر مفرح سيكون او سيحدث قريبا لكن هذه البشاره اعجب لان موضوعها امر واقع او حدث لايوجد فيه انتظار وان الفرح يشمل جميع شعب الله الذين يفرحون بهذه الولاده .
كرر الملاك الكلمه الجوهريه التي قالها لمريم ثم ليوسف لما سماه ( مخلصا ) وقال الان للرعاة ( ولد لكم اليوم مخلص ) وافهم الرعاة ان هذا المخلص من مدينة داود فهو اذا من نسله وانه ( المسيح ) اذا هو الموعود به منذ القديم وانه ( الرب ) اذ ليس هو مجرد بشر ثم اعطاهم علامة دون ان يسالوه وهي الهيئه التي يرونها عندما يجدون هذا ( المخلص ) وحالما اكمل الملاك هذا الموضوع الخطير ظهر بغتة جمهور من الجند السماوي لاليعلنوا اعلانا جديدا بل ليثبتوا الاعلان الاول ظهروا مسبحين الله ... ان تسبيح الله هو عملهم الخصوصي في السماء ولما جاءوا الى الارض كان هذا ايضا عملهم فقالوا ... (( المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسره )) وهذه العباره الوجيزه تتفق مع قول الرسول بولس في رسالته الى اهل روميه ( 14 : 17) (( ملكوت الله هو بر وسلام وفرح )) . لان مجد الله بره اي قداسته وثمر البر السلام والسرور . ليس للملائكه ان يمكثوا مع البشر مهما اشتهى البشر رفقتهم فرجعوا الى السماء وكان تاثير زيارتهم ان الرعاة اسرعوا الى المغاره حسب اشارة الملاك ليمتعوا اعينهم بهذا المنظر الجامع بين المجد والتواضع فصاروا شهودا للزياره الملائكيه ثم للاعلان المثبت لحقيقة هذا الطفل غير الظاهره في شيء من احواله الخارجيه .
فلو ولد هذا الطفل في قصر ملكي يناسب مقامه الحقيقي لما سمح احد لهؤلاء الرعاة في ملابسهم الفقيره وهيئتهم الخشنه ان يدخلوا لينظروه ولكن من يمنعهم من زيارة المغاره ؟ جاءوا مسرعين فشاهدوا ما اخبرهم به الملاك تماما وحكوا لمريم ويوسف وغيرهم ممن صادفوهم خبر ماحدث لهم في ذلك الليل في البريه فتعجب كل الذين سمعوا ماقيل لهم عن الرعاة ، اما مريم الوالده السعيده فكان لهذا الخبر في المنزله الاولى من الاهميه لاثبات صحة بشارة الملاك بخصوص مولودها ثم رجع الرجال الى قطعانهم وهم يمجدون الله ويسبحونه كما فعل الملائكه في مسامعهم فكانوا اول من بشر بمجيء راعي النفوس وراس الكنيسه العظيم .
وبعد مرور الفي سنه واكثر نحتفل كل عام ونتامل المذود المحترم الموضوع فيه ذلك الطفل الفقير موضوع عبادة اعظم ملوك الارض واغنى سكانها واشهر علمائها انهم يفتخرون ان يسجدوا امام صليبه وان ينتسبوا اليه وان يخضعوا لتعاليمه والحق يقال اننا نرى فيه وهو ابن يوم واحد موضوعا لمزيد الاحترام الحبي لانه ادم الاخير داخلا الى العالم كادم الاول بسقوطه ويجدد نسلا روحيا ويعيد الفردوس اخيرا الى عالمنا هذا الحزين .
فهنيئا  لنا هذا الميلاد العظيم ... وكل عام وانتم بالف خير