تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

اسباب واقع شعبنا اليوم *

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 11, 2011, 08:39:14 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

اسباب واقع شعبنا اليوم * 



شليمون داود أوراهم

أظن أن قليلين سيختلفون معي إذا قلت أن المكونات القومية والدينية الأقل عددا في العراق الجديد تعيش أوضاعا لم تكن تنتظرها أو تتمناها، ولا هي تتناسب مع أصالتها ودورها في المجتمع ماضيا وحاضرا، وكان يفترض أن تكون أفضل من هذا الواقع بكثير.

ومن بين هذه المكونات المقصودة بهذه الافتتاحية: المسيحيون في العراق وبكلتا الهويتين القومية والدينية.. وقد كان من أبرز نتائج هذه الأوضاع عندهم، ذلك النزف الكبير المتمثل بالهجرة الداخلية والخارجية كتحصيل حاصل لتكالب عدد من العوامل عليهم وصولا إلى وضعهم هذا، وضمن أجندات خفية تسعى إلى إفراغ البلد منهم، حتى إن اختلف أصحاب هذه الأجندات في الأهداف والتوجهات والآيديولوجيا.. لكنها الغاية التي تبرر الوسيلة!!.

  فما أسباب وتفاصيل هذه العوامل التي تكالبت على هذا المكون العريق والأصيل الممتد قوميا إلى سبعة آلاف من الحضارة، ودينيا إلى ألفين من المحبة والسلام؟. دعونا نطرح المتداول بهذا الشأن حاليا:

* إنهم أناس مسالمون، علّمهم إيمانهم أن "أحبوا أعداءكم، باركو لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، صلوا لأجل المسيئين إليكم"، "من ضربك على خدك أدر له الآخر"، "إغفر لأخيك لا سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات". وهي قيم ومفاهيم إيمانية "دينية" ترسخت في نفوس هؤلاء أبا عن جد، بحيث جعلت التفكير بالعنف وحمل السلاح وتشكيل الميليشيات ومواجهة التحدي بمثل أدواته.. أمورا غير مطروحة ضمن خياراتهم، ولا محل لها في فكرهم وأجندتهم، إنما المحبة والسلام والتسامح والعفو، و... يا رب إغفر لهم.

* المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية في عراق ما بعد 2003، وسياسة استحواذ القوي "بحسب عوامل معينة".. على المعتبر ضعيفا "بحسب هذه العوامل"، وما أفرزه ذلك من الرغبة الجامحة لهذا القوي في الاستحواذ على السلطة وامتيازاتها.. وما رافق ذلك من تهميش وإقصاء وتغييب للآخر، أللهم إلا استحضارا محدودا لا يتجاوز مستوى المجاملات والاستهلاك الإعلامي في أفضل الأحوال.

* التعصب الديني لدى قلة محددة، والمبني على الفكر التكفيري وعلى طريقة من ليس معنا فهو ضدنا، والذي وجد في الظرف الاستثنائي قاعدة خصبة له، فكان الاستهداف المسلح الذي أوقع الخسائر في الأرواح والممتلكات.. بما فيها المقدسات.

* الوقوع ضحية صراعات سياسية وقومية.. لا سيما في مناطق التواجد المهم، إما كمزايدات سياسية وإعلامية أحيانا، أو لكي يثبت هذا الطرف فشل الطرف الآخر في إدارة المنطقة أحيانا أخرى.. لكن على حساب هؤلاء المسالمين الذي صاروا الضحية التي تدفع الثمن.

* محدودية قدرة المرجعيات الدينية "الكنسية"، على التأثير في الواقع رغم توحيد المواقف العامة من خلال اجتماع الرئاسات ضمن مجلس رؤساء الطوائف الذي لم يزل غير قادرا على تحقيق الثقل المطلوب في ظل التقاطعات العديدة.

* تشتت وتفرق قيادات شعبنا السياسية وأحزابه خلال سنوات عديدة "قبل وبعد".. حتى اجتمعت أخيرا على وقع اشتداد الاستهداف المتوج بمأساة "السيدة" المريرة.. في تجمع واحد انطلق مجتهدا لكنه يبقى بحاجة للمزيد من الوقت والدعم الشعبي والفرصة السانحة والعوامل الذاتية والموضوعية لمحو مرحلة التشتت، وفرض الواقع الوحدوي الجديد في الساحة السياسية العراقية على الصعيدين الوطني والقومي، بحيث يلقى تجاوبا إيجابيا مع باقي الأطراف والقوى في الوطن وبما يليق بالمكون الذي يمثله.

* محدودية تأثير وسائل الإعلام الخاصة بشعبنا في الواقع القائم لا سيما أن أكثرها إما حزبي أو مؤدلج، أو تابع لمؤسسة معينة أو جهة التمويل.

* تشتت وضعف واضح في أداء وتأثير منظمات المجتمع المدني.

* تخاذل الجهات الدولية "دول ومنظمات" والداعمة للسكان الأصليين وحقوق المكونات القومية والدينية الصغيرة في التعامل مع مسيحيي العراق، سواء من خلال ازدواجية التعامل عندها.. أو المزايدات أو التسييس أو المحاباة أو المصالح الخاصة ولا سيما الاقتصادية منها.

* وإذا كنا قد نسينا عاملا آخر نتمنى أن تسعفونا به مع الامتنان.

  فما هي سبل معالجة هذا الواقع غير الطيب؟. ذلك ما سنحاول تناوله في العدد القادم بمشيئة الرب.


ـ افتتاحية العدد الجديد من مجلة الأفق (أوبقا)، (العدد 38، نيسان ـ حزيران 2011).