يوم ... بيوم / الصياد والحجارة

بدء بواسطة الاكليريكي بشار الشمني, يناير 29, 2011, 06:15:13 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الاكليريكي بشار الشمني


الصياد والحجارة

عن مركز التربية الدينية البطريركي


    في أحد الأيام وقبل شروق الشمس... وصل صياد إلى النهر، وبينما كان على الضفة تعثر بشيء ما وجده على ضفة النهر كان عبارة عن كيس مملوء بالحجارة الصغيرة، فحمل الكيس ووضع شبكته جانباً وجلس ينتظر شروق الشمس... كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله. حمل الكيس بكسل وأخذ منه حجراً ورماه في النهر، وهكذا أخذ يرمي الأحجار... حجراً بعد الآخر... أحبّ صوت اصطدام الحجارة بالماء، ولهذا استمر بإلقاء الحجارة في الماء حجر... اثنان... ثلاثة... وهكذا، سطعت الشمس... أنارت المكان وكان الصياد قد رمى كلّ الحجارة ماعدا حجراً واحداً بقي في كف يده، وحين أمعن النظر فيما يحمله... لم يصدق ما رأت عيناه... لقد... لقد كان يحمل ماساً!! نعم، يا إلهي... لقد رمى كيساً كاملاً من الماس في النهر، ولم يبق سوى قطعة واحدة في يده؛ فأخذ يبكي ويندب حظّه التّعس... لقد تعثّرت قدماه بثروة كبيرة كانت ستقلب حياته رأساً على عقب... ولكنّه وسط الظّلام، رماها كلها دون أدنى انتباه... لكن ألا ترون أنّ هذا الصّياد محظوظ؟! إنّه ما يزال يملك ماسة واحدة في يده... كان النّور قد سطع قبل أن يرميها هي أيضاً...

    وهذا لا يكون إلّا للمحظوظين، وهم الّذين لا بدّ للشّمس أن تشرق في حياتهم ولو بعد حين... وغيرهم من التعسين قد لا يأتي الصباح والنور إلى حياتهم أبداً... يرمون كلّ ماسات الحياة ظناً منهم أنها مجرد حجارة.
الحياة كنز عظيم ودفين... لكننا لا نفعل شيئاً سوى إضاعتها أو خسارتها، حتى قبل أن نعرف ما هي الحياة... سخرنا منها واستخف الكثيرون منا بها، وهكذا تضيع حياتنا سدى إذا لم نعرف ونختبر ما هو مختبئ فيها من أسرار وجمال وغنًى!!!... ليس مهماً مقدار الكنز الضائع... فلو بقيت لحظة واحدة فقط من الحياة؛ فإنّ شيئاً ما يمكن أن يحدث... شيء ما سيبقى خالداً... شيء ما يمكن انجازه... ففي البحث عن الحياة لا يكون الوقت متأخراً أبداً... وبذلك لا يكون هناك شعور لأحد باليأس؛ لكن بسبب جهلنا، وبسبب الظلام الذي نعيش فيه افترضنا أن الحياة ليست سوى مجموعة من الحجارة، والذين توقفوا عند فرضية كهذه قبلوا بالهزيمة قبل أن يبذلوا أي جهد في التفكير والبحث والتأمل.

    الحياة ليست كومة من الطين، بل هناك ما هو مخفي بين القاذورات والحجارة، وإذا كنت تتمتع بالنظر جيداً فإنك سترى نور الحياة الماسيّ يشرق لك لينير حياتك بأمل جديد.







matoka

                           شكرا الاخ  الاكليريكي بشار الشمني  على الموضوع
                                  عاشت الايادي
Matty AL Mache

heba_yonany


qaiss sabah khider

#3
لدى الرب ما هو اثمن من كل ماسات العالم لديه حياة لا تنتهي يعطيها لكل من يؤمن به و بفداء دمه لديه سلام عجيب تعجز العقول عن وصفه و محبة غامرة التي ان لمسناه نحبه بكل ما فينا و لديه وعدا بان يسكن بداخل احباءه فيملك عليهم و يصير ملكوته في داخلهم لا ادري ما اقول امام عظمة الفادي و ما لديه من نعم فطوبى لأبناءه المؤمنين باسمه