تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

ابو طبر .. قاتل بغداد

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 13, 2013, 08:11:27 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي



أبو طبر



من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة




أبو طبر واسمه حاتم كاظم مجرم وسفاح عراقي ظهر في أواسط السبعينيات وهو من مدينة المسيب في محافظة بابل لكنه جرائمه دارت في بغداد وإشتهر باسم أبو طبر لأنه يستخدم طبر (فأس) في قتل ضحاياه، وعلي الرغم من أن حوادث القتل لم تتجاوز كثيرا محيط العاصمة، إلا أن ذلك لم يمنع الناس في اعالي الجبال من أن يروا (أبو طبر) يجوس في الظلمة بزي الاكراد، ويختفي في أحد الشعاب الجبلية، وفي الاهوار انطلقت غير مرة صرخات مذعورة لبشر رأوا بأم اعينهم (أبوطبر) يمر خلسة في قارب من البردي! وقد عبرت تلك الصرخات الوهاد والسهول والجبال لتتحول الي اقاصيص وحكايات تقوي من جرثومة الخوف في نفوس الناس. ففي هدوء الليل وسكينته اضحي امرا مألوفا ان تستيقظ طفلة حالمة أو امرأة خائفة وربما رجل مس الذعر اعماقه، فيجدون (أبوطبر) يقف فوق رؤوسهم. كان ذكياً حتى انه كان يشارك الشرطة الواجبات ويردد(شوكت نخلص من أبو طبر)استمر الحال لفترة طويلة حتى خانته احدى الليالي حينما سطى على منزل فارغ يعود لأسرة مهاجرة فرأت احدي السيدات الاضواء فسارعت إلى تبليغ الشرطة بوجود لص وبعد ذلك تم القاء القبض على حاتم كاظم هضم.ساله المقدم عن أصعب موقف تأثر به؟ فأجاب.. لا تزال حرقة الطفل تدوي في أذني عندما اقتحمت في احدى الليالي منزل في حي المنصور وكان أفراد العائلة يغوصون في نوم عميق، فضربت الأب على رأسه ثم الزوجة، ورأيت طفلاً يبلغ السادسة من العمر، كان يرتجف تحت البطانية فاقتربت منه وسمعته يبكي بصوت خافت فكشفت عنه البطاينة فصرخ بأعلى صوته مرعوباً.. (عمو حباب لتقتلني) فضربته بقوة على رأسه ومات في الحال..

كان أبو طبر يقتل بواسطه قطعه من حديد طويله وكان يخبئها في كم القميص أو الرداء والتي تعرفت عليه هي خادمه عائله يهوديه قام بقتل العائله المؤلفه من زوج وزوجه وبنت صغيره وهي البنت الوحيده حيث قتلهم وهم نائمون والخادمه كانت ايضأ مستيقظه وعندما رأت الجريمه هربت إلى المطبخ وغطت نفسها ببطانيه لكنه تمكن من ايجادها وقام بضربها ايضا لكنها لم تمت حيث خرج وهو يعتقد انها ماتت عند اكتشاف الجريمه وجدوها تتنفس وقاموا بنقلها إلى المستشفى وبعد أن تعافت وعند اخذها إلى مركز الشرطه للتحقبق رأته واقف مع أحد افراد الشرطه يتحدث فارتعبت وعلى الفور اسرعت بالقول والصراخ هذا هو المجرم فقاموا بمراقبته ومداهمه بيته حيث اكتشف أحد الضباط باب مخفي في الطابق العلوي للبيت وعند دخوله إلى الغرفه وجدوا بعض من المسروقات التي كان يسرقها من ضحاياه ووجدا مذياع مكتوب عليه اسم ابنه العائله اليهوديه وتم القبظ عليه وعند التحقيق معه اكتشفوا ان زوجته كانت تساعده في اختيار الضحايا من الناس الميسوري الحال في بغدا حيث كانت تدعي انها تبحث عن عمل كخادمة وعندما يستخدمونها كانت توصف له البيت من الداخل والخارج وما تحتويه حيث كانت تترك العمل بعد فترة وجيزه وكان يقوم بجرائمه بفترة حتى لا يشك الناس بزوجته

أراء المشككيين

نسب البعض جرائم أبو طبر إلى المخابرات العراقية آنذاك، وأعتمدو في هذا التفسير على ان بعض الجرائم طالت معارضين سياسيين. أبو طبر عبارة عن مجرم بامر المخابرات العراقية وفبركت قصته بالكامل والقت القبض عليه! لاشغال الشارع العراقي وتحقيق انتصارات وهمية! و بعض شهود العيان قد رائ السفاح العراقي أبو طبر يتجول في شوارع أوروبا ولا يعرف حتى الآن ما هي نهاية السفاح أبو طبر.

في الاعلام
في شهر رمضان من سنة 2011 عرض مسلسل يحمل بعنوان أبو طبر من إنتاج قناة البغدادية ومن بطولة الفنان كاظم القرشي

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B7%D8%A8%D8%B1
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

ماهر سعيد متي




لا يزال البغداديون يتساءلون.. السفاح أبو طبر.. قاتل مريض.. أم رعب يتجول بموافقة رسمية؟!



مابين عامي 1973 و 1974 إستفحلتْ أجواء الرعب و الخوف على ضواحي
بغداد بشكل خاص و دبَّ القلق في الاجهزة الامنية بعد دوي سلسلة من
الجرائم البشعة من قبل عصابة إختارت الخسة و الرذيلة ان يكون زعيمها
المجرم (حاتم كاظم هضم)الملقب بأبي طبر و زوجته (ساجدة) ابو طبر
ينحدر من اسرة في محافظة بابل/قضاء المسيب كان يعمل في صنف
القوة الجوية غير ان سلوكه المخالف حوله الى الاداريات لتبدأ رحلته مع
الاجرام معيثا ً بليل بغداد فساد و سمي بأبي طبر
كونه يعتمد على الطبر في جرائمه غير ان الحقيقة اتضحت انه كان
يستعمل قطعة من الحديد و ابو طبر كان مريض نفسيا ً
و يمتلك ست اصابع في احدى قدميه كما اشار تقرير الشرطة الايرلندية و
كان ذكياً حتى انه كان يشارك الشرطة الواجبات
و يردد( شوكت نخلص من ابو طبر)استمر الحال لفترة طويلة حتى خانته
احدى الليالي حينما سطى على منزل فارغ يعود
لأسرة مهاجرة فرأت احدي السيدات الاضواء فسارعت الى تبليغ الشرطة
بوجود لص و بعد ذلك تم القاء القبض على حاتم كاظم هضم و إليكم



جانب من اللقاء النادر الذي تم مع المجرم حاتم كاظم هضم:
1-سأله المُقدِم ماهي أصعب جريمة إرتكبتها؟
أجاب ابو طبر عندما قررت قتل عائلة احد ضباط الشرطة بقيت منتظر اً
اياهم 12 ساعة في مكان واحد و دون طعام. .
2-هل أصابك الخوف في عصرك الإجرامي؟
أجاب كل قوى الامن لم ترعبني و لكن طفل صغير أرعبني فذات مرة كنت
أسير في شارع الرشيد فأقتربت مني عجوز و معها طفل صغير فأشار
نحوي (بيبي هذا أبو طبر). ..
3-ماهو الموقف الذي تأثرت به؟
أجاب (لاتزال صرخة الطفل تدوي في أُذني )ففي احدى ليالي المنصور
دخلت الى منزل وكان افراد العائلة في نوم عميق فضربت ُ الأب على
رأسه ثم الأخ ثم الزوجة فرأيت ُ طفلاً يبلغ السادسة من العمر يرتجف
تحت(البطانية) إقتربتُ منه و سمعته
يبكي بصوتٍ خافت فكشفت عنه(ا لبطانية) فصرخ بأعلى صوته و دموعه
تنهال (عمو حباب لتقتلني) فضربته بقوة على رأسه
فمات. ..
4-هل كنت تتلذذ و انت ترتكب جرائمك؟
أجاب نعم و هناك موقف اسعدني عندما كنت في اليرموك في واجب
فرميت ُ حجارة على احد المنازل فبدأت الاطلاقات تصدر
و تبعته االمنا زل المجاورة بالرمي فأدركت ان الناس هنا لا تنام و سعيد
لأنني قذفتُ فيهم الرعب ...
5-ماذا تقول في الختام؟
أجاب ابو طبر أقول أنني مستعد أن أشرب من دم الانسان... .
بعد المحاكمة صدر حكماً بالإعدام على المجرم و تم إعدامه بالكرسي
الكهربائي لتنتهي صفحة مرعبة من تاريخ بغداد .



لم يعد ليل بغداد ينعم بالهدوء والطمأنينة مع حلول عام (1973)، فعندما يتثائب المساء ويعلن عن موعده، تجتاح موجة من الرعب والخوف والحذر في صدور العوائل البغدادية التي طالما تعودت على النوم في أسطح بيوتاها المتقاربة ومتلاصقة الجدران أحياناً.
ولعل أحد الجيران، قد يفز من نومه مذعوراً، اثر دوي طرقعة باب لمدخل منزله، أو يرعبه صوت صراخ طفلة حالمة أو صوت امرأة أو رجل استيقضا من كابوس تراءى لهما فيه خيال لضل السفاح (ابو طبر) وهو ينقض على ضحية جديدة من ضحاياه!، وعندما يدرك الصباح وجهه، يطلق الجيران العنان لأنفسهم ويهمون لتبادل الحوارات الصباحية الساخنة لوقائع الليلة الماضية بكل تفاصيلها، وربما ينبري أحدهم ويعلن عن شجاعته واقدامه على مواجهته البطولية للسفاح قبل أن يقبل على ضحيته وربما أقسم الرجل بأنه أجبره على الفرار في حينها!!
بدأ الذعر ينتشر في نفوس الناس بعدما عثرت الشرطة على عائلة مغدورة بأكملها، تمت بطريقة الذبح، ثم تلتها في الأيام المقبلة عدة عوائل في حوادث مماثلة، وحين شاع الخبر عم الذعر بين الناس وفي عموم أحياء بغداد، وخصوصاً بعدما تأكدت السلطات بأن القاتل يتبع الاسلوب ذاته في الذبح، ويستخدم الوسائل عينها باستخدامه سلاحاً واحداً في جرائمه وهو آلة (الطبر) وهي نوع من الفؤوس الحادة، يقطع بها رؤوس ضحاياه، ثم يكتب بدم الضحايا داخل جدران منازلهم اسم (أبو طبر)، لقد كان في يومها شبحاً مرعباً يجوب العاصمة، ويتجول في الأحياء والأزقة، في أي وقت يشاء -على حد قول الشرطي المتقاعد أبو ياسين (70) عاماً- والذي قضى خدمته في سلك الشرطة وبمراكز عديدة في منطقة الكرخ من العاصمة بغداد.
في يومها -يضيف أبو ياسين- صدرت الأوامر من وزارة الداخلية بالقاء القبض على كل السراق والحرامية من الذين انتهت مدة محكوميتهم، وتم اجراء التحقيق معهم، واذا ما ألقي على أحد السراق الجدد، فمع أول لكمة أو صفعة يتلقونها على وجوههم فيقسمون ويعترفون بأنهم حرامية، لكنهم ليسوا بالسفاح أبو طبر!
أبو احسان (60عاماً) من سكنة حي الجعيفر القدامى والواقع على ضفاف دجلة من جانب الكرخ، مازالت ذاكرته مفعمة بأحداث أبو طبر وتداعياتها على أهالي المحلة يقول أبو احسان..
ربما يعلم الجميع ان بيوتات الكرخ كانت ومازالت تشغلها اكثر من عائلة، وفي أيام أبو طبر، اجتمع وجهاء المحلة، واتفقنا للبدء بعملية التناوب في الخفارات المسائية والتجوال ليلاً بين البيوت بمعاونة الحراس الليليين المعروفين باسم (النواطير) وتركت العوائل النوم في أسطح منازلها، فيما راح عدد من أصدقاؤنا الميسورين الذين يسكنون الأحياء الراقية مثل المنصور والحارثية واليرموك وغيرها، يقوم بعضهم بشراء الكلاب الثمينة من نوع (_وولف دوك، دوبر مان) لحراستهم وعوائلهم.
ثم يضيف أبو احسان.. ما أشيع لدى العراقيين في يومها ان شخصية السفاح أبو طبر، قد ظهرت في هذه الفترة بالذات كانت تتخبط من المخابرات العراقية لتنفيذ عدد من الاغتيالات والاعتقالات لعدد من الشخصيات السياسية المعارضة لنظام حكم البعث وخصوصاً انها جاءت بعد فترة من حادث الانقلاب الفاشل الذي تزعمه السفاح ناظم كزار مدير الأمن العام، للاطاحة بنظام حكم البكر وصدام، ما دعا غالبية المقاهي والنوادي الليلية والأسواق التجارية أن تقفل محالها في أول الليل خوفاً من مداهمة الأجهزة الأمنية وادعائها بأن السفاح متواجد في هذا المكان أو ذاك.
وتشير احدى تقارير الشرطة السرية لمكتب مكافحة الاجرام، بأن المجرم حاتم كاظم هضم الملقب بـ(أبو طبر) وزوجته ساجدة ينحدران من محافظة بابل/ قضاء المسيب، وكان يعمل المجرم في القوة الجوية ونقل الى احدى الدوائر الادارية في سلك الشرطة بسبب سلوكه السيء وعدم انضباطه وقد أصيب بمرض نفسي مزمن، وقد ثبت في التحقيق انه كان يستخدم (هيم حديدي) كأداة لجريمته وليس أداة (الطبر) بالرغم من شيوعها، وكونه يتمتع بقامة ضخمة وقوة عضلات تمكنه من الاجهاز على ضحيته بضربة واحدة لا أكثر بواسطة أداة (الهيم) وهذا ما ذكره تقرير خبراء الأدلة الجنائية، بعد فحص المبرزات الجرمية من خطوط وبصمات دماء من مخلفات جرائمه التي انتهت بالقاء القبض عليه في منطقة الكرادة حي (52) واعترف حاتم كاظم بجرائمه وتم تشكيل لجنة مشتركة من الشرطة والأمن والمخابرات تولت التحقيق معه، كان مقرها في حاكمية المخابرات للوقوف على صحة اعتقاد السلطات البعثية بأن أبو طبر ربما يكون عميلاً لاحدى دوائر المخابرات الأجنبية ولم يثبت صحة ذلك -على حد ما جاء في التقرير الأمني- وقد أصدرت المحكمة الجنائية قراراً باعدامه شنقاً حتى الموت وقيل آخرون انه أعدم بواسطة الكرسي الكهربائي وشاهد العراقيون على شاشة تلفزيون العراق عام(1974) السفاح أبو طبر يقدم اعترافاً بجرائمه.
وظهر صوت مقدم البرنامج دون ظهور هيئته ويبدو وكأنه أحد ضباط التحقيق

http://www.shakwmakw.com/vb/showthread.php?t=152605
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

almahaba

#2
عدل عن قتل شخص في الموصل ومات طبيب قبل أن يقتله!
البحرين/ سلام الشماع
مدخل
"هذا اللقاء أجريته في التسعينات من القرن الماضي مع ضابط الشرطة المتقاعد المرحوم فيصل محجوب، وقبل رحيله رحمه الله بأسابيع إذ زرته في بيته في حي الدندان في الموصل فكشف لي هذه الأسرار عن أبو طبر المجرم الذي هزّ بغداد في السبعينات".
ونبتدئ الحكاية
ظلت شخصية (المجرم حاتم كاظم هضم)، المعروف بـ (أبو طبر) سراً من الأسرار، وإلقاء القبض عليه وإنهاء حالة التوتر والقلق ،التي سادت الشارع العراقي في سبعينات القرن العشرين ظلت كذلك لغزاً من الألغاز.
إن أبناء الجيل الماضي يهمهم معرفة أية معلومة جديدة عن (أبو طبر). أما أبناء الجيل الجديد فأن أكثر من مئة (أبو طبر) يشغلهم في ظل الانفلات الأمني، الذي نعيشه.
وقد قيّض لي، قبل سنوات، أن ألتقي ضابط شرطة متقاعد هو المرحوم فيصل محجوب ،الذي كشف لي أسراراً عن خفايا القبض على هذا المجرم الخطر وإفادته أمام اللجنة التحقيقية الخاصة التي تشكلت خصيصاً للتحقيق معه، كون المرحوم فيصل محجوب كان هو المحقق، الذي انتزع الاعتراف من (أبو طبر) بأنه هو (أبو طبر) وجميع جرائمه نفذها بأسلوب غاية في الغرابة ومن دون اللجوء للتعذيب والقوة!!
آخر جريمة
قال المرحوم فيصل محجوب راوياً حادثة القبض على (أبو طبر) :
-اقتحم (أبو طبر) دار طبيب كان مسافراً إلى خارج العراق وليس في الدار غير الحارس، فصرخ الحارس في وجه (أبو طبر) وطارده فأجتمع شباب المنطقة وشاهدت إحدى الجارات، وهي معلمة، ما يحدث فأسرعت وأخبرت شرطة النجدة، التي تعقبته حتى ألقت القبض عليه.. كنت، وقتها، مديراً لمكافحة الإجرام في بغداد، وكنت، في تلك الأيام أتمتع بأجازة في الموصل ورن جرس الهاتف في البيت، وإذا على الطرف الآخر من الخط مساعدي (مناف الصالحي) يدعوني للتوجه إلى بغداد في الحال.. موضحاً لي أنهم ألقوا القبض على شخص (وضعيته) غريبة ويشتبه بأنه هو (أبو طبر)، الذي استنفرت الدولة أجهزتها كلها للقبض عليه.. قلت له: احتفظوا به حتى أصل إلى بغداد.. قال لي: تعال بسرعة لأن مدير الشرطة العام طلب ذلك.. وفعلاً اتصل بي مدير الشرطة العام، بعد دقائق، من إغلاق الخط مع مناف الصالحي وقال لي: نحن بانتظارك.. فأسرع بالمجيء لتحقق مع هذا الشخص فقد يكون هو (أبو طبر) فنريح ونستريح.. فامتثلت للأمر وحضرت إلى بغداد وطلب مني مدير الشرطة العام الذهاب إلى الكرادة الشرقية للمباشرة بالتحقيق مع الشخص المذكور.. وقد اصطحبت معي مساعدي مناف الصالحي وذهبنا إلى الكرادة الشرقية واستدعيت المتهم.
جان آرنست
قلت له: استطيع أن أتخيل انك أول ما رأيته صفعته على وجهه صفعة قوية ثم سألته..
قاطعني المرحوم فيصل محجوب بابتسامة تعبى، فقد كان على وشك الرحيل إلى العالم الآخر وقال لي: -لابد أن تعرف، في البداية، أني لا أميل أبداً إلى استعمال العنف في التحقيق وألجأ دائماً إلى أسلوب المجاملة، بعد التعرف على شخصية المشتبه به وميوله النفسية ،ولكني اتفقت مع مساعدي مناف الصالحي على أن يدخل علينا ويطلب مني السماح له باستعمال العنف مع المتهم ليعترف.. عندما جيء به قال لي إنه ضابط طيار متقاعد، وأراني هوية ضابط طيار.. فأجلسته، وبينما أنا أتحدث معه دخل مناف الصالحي وقال لي:(سيدي إن هذا الشخص لا يريد أن يعترف فلنأخذه ونذيقه مرّ العذاب حتى يعترف).. فرفضت بشدة وقلت له كيف تعذب ضابطاً طياراً.. اتركه ولا شأن لك به.. وعندما خرج مناف الصالحي من الغرفة بذلت محاولاتي مع المتهم لدفعه إلى الاعتراف ولكنه لم يعترف، وعند الظهر شعرت بالجوع فأعطيت أحد أفراد الشرطة ديناراً وطلبت منه أن يجلب لنا نصف دجاجة.. وضعت الطعام على المكتب ودعوت المتهم لتناول الغداء معي فرفض ولكني ألححت عليه، ثم شربنا الشاي سوية.. ساورني شك قوي بأن هذا المتهم هو (أبو طبر) بعينه لأن شرطة النجدة وجدت معه حقيبة جلدية جلبتها إليّ فيها (جطل) سيارة وحديدة رفيعة ومسننة، قيل لي إنها جزء من أجزاء السيارة. وزاد الشك في داخلي أن هذا المتهم ارتكب جرائم عدة.. وسألته عن محل سكناه، فأخبرني أنه يسكن قرب جامع (أم الطبول). فطلبت من (مناف الصالحي) أن يجلب كل ما يشك به من مواد وأثاث كانت لدينا صورها.
وماذا وجدتم؟
كان احد البيوت المسروقة لمهندس متقاعد يعمل مقاولاً وقد سرقت منه سجادات صغيرة وقتلت خادمة البيت، وقد التقطنا صوراً للمسروقات.. وعندما عاد مناف قال لي:(أبشّرك يا سيدي فقد عثرت على السجادات المسروقة من دار المهندس في بيت المتهم).. وهذا ما جعلني أثق أن هذا المتهم هو (أبو طبر) لأنه عندما سرق بيت المهندس ضرب الخادمة بطبر على رأسها، والحادثة الأخرى هي حادثة جان آرنست، الذي كان بيته في كرادة مريم وكان (أبو طبر) قد سرقه وضرب زوجته بالحديدة المسننة على رأسها وعندما نزلت ابنتها من الطابق الثاني وهي تصرخ لحق بها وضربها على رأسها بالطريقة نفسها.. وكانت خادمة البيت نائمة وعندما استيقظت ضربها على رأسها فأغمى عليها، فظنّ (أبو طبر) أنها ماتت بعد أن تلطخت يداه بدمها.. ولما صعد إلى الطابق الثاني امسك (المحجّر)، الذي على السلم فرسمت كفه وفيها الدم..ثم أن (أبو طبر)، قبل تنفيذه هذه الجريمة، كان قد نفذ جريمة أخرى بالأسلوب نفسه هي جريمة قتل المرحوم بشير احمد السلمان مدير شرطة كركوك الأسبق وزوجته وولده وأحد أقاربهم يشاركه ابن أخته حسين.. ولكني لم أبين أمام المتهم أني اعرف ذلك كله وبقيت أجامله وقد مال هو إليّ نتيجة ممانعتي استعمال العنف ضده ومجاملتي الزائدة له،ولكني أرسلت في طلبه يوماً وكلمته وأنا أتصنع أني شارد الذهن مهموماً اضرب أخماساً بأسداس.. فسألني المتهم حاتم كاظم هضم (أبو طبر) عما بي وما إذا كان ثمة ما يضايقني فرويت له أن وزير الداخلية هددني بالنقل إلى نقطة نائية على الحدود وبالعقوبة إذا لم اكتشف من هو مرتكب الجرائم التي أقلقت بغداد وأرعبتها.. وفجأة قال لي المتهم حاتم: اكتب..اكتب..أنا (أبو طبر) وأنا الذي ارتكبت هذه الجرائم!!
الخبز والملح
وما الإجراء الذي اتخذته عندما سمعت هذا الاعتراف الصريح؟
ابتسم المرحوم فيصل محجوب قبل أن يقول لي:
- لقد تصنعت عدم التصديق وقلت له إن (الخبز والملح) الذي أكلناه سوية وعلاقتنا القوية جعلك تفعل ذلك لتنقذني من النقل والعقوبة وأنا صاحب عائلة كبيرة فأخذ المتهم يقسم لي انه هو (أبو طبر).. فخرجت من الغرفة بحجة الذهاب إلى المغاسل واتصلت بمدير الشرطة العام من غرفة مجاورة وزففت إليه البشرى باعتراف المتهم حاتم كاظم هضم بأنه هو (أبو طبر)، فأتصل المدير العام بوزير الداخلية، الذي طلب مني إنهاء التحقيق مع (أبو طبر) وإحالته إلى لجنة خاصة شكلت للتحقيق معه.. ونشرت وسائل الإعلام كلها نبأ تشكيل اللجنة التحقيقية التي ستحقق مع (أبو طبر) والمكونة من حاكم ومعاون أمن وأنا بينهم.. وذهبت إلى مديرية الأمن العامة مصطحباً (أبو طبر) ،فوجدت بانتظاري العضوين الآخرين في اللجنة التحقيقية، اذ أودع (أبو طبر) في موقف مديرية الأمن العامة، واتفقنا على أن نأتي كل يوم للتحقيق مع (أبو طبر) مستعينين بالتحقيق الأولي الذي أجريته معه.
مقتل حلاق
* وما الجديد الذي حصل في هذا التحقيق؟
- استعرضنا الجرائم والحوادث كلها،التي حصلت في بغداد وروي لنا (أبو طبر) حادثة مضحكة، هي أن زوجته كانت مريضة وذهب بها إلى الطبيب، فطلب منه الطبيب الخروج من غرفة الفحص ليقوم بفحصها ولما أبدى رفضه زجره الطبيب.. فخرج (أبو طبر) من غرفة الفحص وقرر في نفسه أن يقتل الطبيب ،فأعاد زوجته إلى البيت وعاد لينتظر الطبيب حتى خرج من العيادة ومشى خلفه حتى تعرف على السيارة وأخفى نفسه ،فقاد الطبيب سيارته ودخل بها إلى مرأب بيته ودخل الدار، فقفز (أبو طبر) من صندوق السيارة وتسلق بسرعة نخلة كانت في حديقة الدار وبقي ينتظر حتى ينام من في الدار ليقتل الطبيب، ولم يطل انتظاره فقد أخذ يسمع لغطاً في دار الطبيب تحول إلى عياط وصراخ ثم أخذ الناس يدخلون ويخرجون من بيت الطبيب، ثم تبين أن الدكتور قد فارق الحياة، وقبل الفجر نزل (أبو طبر) من النخلة وذهب إلى حال سبيله!
وروى لنا (أبو طبر) حادثة أخرى عن حلاق قتله بعد أن تعقبه إلى بيته، والسبب أنهما اختلفا على أجرة الحلاقة وقال الحلاق لـ(أبو طبر): لو كان عندي مادة لاصقة للصقت شعرك على رأسك مرة أخرى، وكنا قد ساورنا الشك بزوجة الحلاق وتم توقيفها، وعندما حصلنا على هذا الاعتراف من (أبو طبر) أطلقنا سراحها.
سرق نقودي
من المعلوم أن (أبو طبر) كان يقيم في ألمانيا فما الذي جاء به إلى العراق ثانية؟!
- قبل أن يذهب (أبو طبر) إلى ألمانيا كان مفوض شرطة وكان احد أقاربه مديراً للأوقاف فعينه في مديرية أوقاف كركوك جابياً للمال فأختلس مبالغ كبيرة وقبض عليه وقدم إلى المحكمة، وحكم عليه بالحبس سنة واحدة، وبعد إطلاق سراحه سافر إلى ألمانيا إذ عمل بتهريب الخمور إلى السعودية بوساطة سيارة سرقها من ألمانيا، واصطدمت سيارته في المانيا بسيارة أخرى، فنزل (أبو طبر) وضرب سائق السيارة التي اصطدمت بسيارته وأسقطه أرضاً مغمياً عليه وهرب عائداً إلى العراق.
وفي أثناء التحقيق سألني (أبو طبر): هل أنت من الموصل؟
وعندما أجبته بالإيجاب قال لي:
-عندما وصلت من ألمانيا إلى العراق ذهبت إلى الموصل لأقتل شخصاً ولكني أشفقت عليه عندما رأيت أمه العجوز، فعدلت عن قتله.. ولما سألته عن سبب تخطيطه لقتل الشخص المذكور.. أجاب: أن هذا الشخص كان مسيحياً من الموصل صادفته في ألمانيا ودعوته بعد العشاء للمبيت معي في الفندق الذي انزل فيه بعد أن عرفت انه لا يملك سكناً وانه في ضائقة مادية، ولكني عندما استيقظت صباحاً لم أجده وعندما بحثت عن نقودي لم أجدها فقد سرقها وهرب!.
هذه هي قصة التحقيق مع (أبو طبر).. فمن يكتشف العشرات من أمثاله الذين يعيثون في الشارع فساداً في ظل الانفلات الأمني الذي نعانيه؟

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة