تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

البهلوان اردوغان ‏

بدء بواسطة متي اسو, أغسطس 30, 2016, 11:41:49 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


البهلوان اردوغان ‏
يعاني السلطان اردوغان ، حاله حال " الاخوان " والاسلام السياسي السني ، حاله حال الاحزاب الاسلامية ‏الشيعية ، حاله حال حزب البعث ، من " شبق "  التفرّد بالسلطة الدكتاتورية المطلقة التي لا يمكن إشباعها ابدا ‏، كما  لا يمكن رؤية حدودها عند تخوم الأفق المنظور . ولغرض أشباع شهوة السلطة هذه ، يجازف ويقامر ، ‏بل ويتبنّى مواقف في غاية التناقض من اجل الوصول الى ما تصبو اليه شهوته المريضة نحو الهيمنة ‏والتسلّط .‏
علاقته مع اسرائيل : بغية ربح قلوب الجماهير العربية التي إختارت مؤخرا التوجّهات الاسلامية ، ولتعزيز ‏مركزه لدى اخوان المسلمين الذين يشاركونه الرؤى في إحياء " الخلافة الاسلامية " ، إتخذ موقف الحليف مع ‏حركة حماس على حساب الصداقة التقليدية بين تركيا واسرائيل التي كانت تصل الى حد إجراء مناورات ‏عسكرية مشتركة ... ساءت علاقته باسرائيل جدا الى حد استدعاء سفيري البلدين ... هلل العالم العربي ‏والاسلامي لهذا " الاسلامي‎ ‎‏ الغيور " الذي يرفض رفضا قاطعا المهادنة مع المحتل الاسرائيلي .‏
على اثرها منح ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز  في الثلاثاء 9-3-2010 رئيس الوزراء التركي رجب ‏طيب اردوغان جائزة "الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام " .‏
http://www.alarabiya.net/articles/2010/03/10/102620.html
لكن ، لما وجد اردوغان نفسه معزولا بسبب سقوط الاخوان في مصر ، والاتهامات القاسية التي وجهها ‏الغرب وامريكا له بدعم الارهاب ، والخوف من الثأر الروسي بعد اسقاطه الطائرة الروسية ، وتنامي مقاومة ‏الاكراد له ، والخسائر العسكرية التي تُنذر بنهاية أمله في داعش ... بعد كل ذلك تناسى السلطان " موقفه ‏الاسلامي " وأخذ يغازل اسرائيل قائلا ان للبلدين مصير واحد !! ، الى ان انتهى به المطاف الى موافقة ‏البرلمان التركي على تطبيع العلاقات مع اسرائيل !!!!!‏
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2016/08/160820_turkey_israel_relations
علاقته مع روسيا : كانت مخاطرة كبيرة من السلطان عندما تحرّش بـروسيا ... كان يأمل من ذلك تحقيق ‏هدفين ، الاول هو منع روسيا من توجيه الضربات الموجعة  لـ " داعش سوريا "  ، والثاني كان محاولة ‏اردوغان إقناع حلف الناتو بالوقوف الى جانبه ، وقد يؤدي هذا ( حسب تقديره ) الى مواجهة عسكرية بين ‏الناتو وروسيا ... وكان هذا حلما يراود السلطان وكل الفصائل الاسلامية ان ترى اعدائها ( الكفرة ) في ‏الشرق الاوربي والغرب الاوربي يدمران بعضهما البعض ، كانت فرصة العمر لداعش ولكل الاسلاميين ‏الذين طالما حلموا بها ، لكن الناتو خيّب ظنّه ، لأنه لم يكن مستعدا لحرب عالمية من اجل سلطان " شيمته ‏الغدر " ، سلطان يجيد مساعدة الارهاب سرا .‏
لكن ( دائما هناك لكن ) ، عندما إختبر اردوغان صلابة الرئيس الروسي وهو يتحداه في سوريا ، والحصار ‏الاقتصادي المفروض من روسيا عليه ، وعدم التعاون الامني من روسيا خاصة بخصوص تدفّق المقاتلين ‏لتنفيذ عمليات عسكرية ضد تركيا ، وخلافه الشديد مع الغرب بشأن  تدفق اللاجئين الى اوربا عن طريق ‏تركيا ... كل هذا جعل السلطان يتراجع عن موقفه السابق مع روسيا ، يعتذر ، ثم يبني علاقات لها طابع ‏الصداقة والتعاون معها !!!‏
علاقته مع امريكا والغرب : ان السلطان يعرف تمام المعرفة بأن امريكا والغرب لا يمكنهما التفريط بالعلاقة ‏مع تركيا ... تلك العلاقة  المتجذّرة في قدم التاريخ ، وبالأخص مع ادارة " اوباما " التي يشوب سياساتها ‏الخارجية الكثير من الغموض على كافة الاصعدة ...‏

حاول السلطان مرارا ان يبتزّ امريكا والغرب مستغلا الامور التالية : ‏
‏1‏- موضوع " الهجرة الغزو " ‏:، حيث اشترط السلطان اعفاء الاتراك من " الفيزا " للدخول الى الدول ‏الاوربية !!! ... يعني سيقوم بتقنين الهجرة الغير شرعية وارسال الارهابيين بصورة شرعية !!... علاوة على ‏طلب مستمرللمساعدات المالية الضخمة من الغرب  في هذا الخصوص ... لا زال في كل يوم يناور في هذا ‏الشأن .‏
‏2- موضوع الحرب على الارهاب : ان تتحول تركيا من راعية للارهاب الى عضو في مكافحة الارهاب ‏لأمر غريب حقا !!! لكن الامر  لا يستحق الكثير من التأمل لمعرفة النوايا الحقيقية للسلطان ... الرجل خاب ‏أمله في داعش وهي في طريقها الى الزوال ... تدخّله لمكافحة الارهاب سيعيد بناء الثقة مع الغرب ، كما ان  ‏معظم عملياته العسكرية ستكون موجهة ضد اكراد سوريا الذين اذاقوا داعش مرارة الهزائم المتلاحقة ، كما ‏سيكفل تدخّله إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدواعش لأستخدامها في خططه المستقبلية . انه يتطلع منذ امد بعيد ‏لانشاء منطقة آمنة على الحدود داخل سوريا ... ستكون هذه المنطقة نقطة التآمر على النظام السوري وعلى ‏الاكراد وعلى الاقليات المسيحية لتصبح مرتعا للمتشددين السنة والتركمان ... وما ارساله القوة العسكرية الى ‏بعشيقة إلا عملا مشابها لهذه الخطة . ...‏
وستكون السياسة العامة لأردوغان  هي خلط الاوراق لتحقيق ما في ذهنه ، خاصة وان امريكا والغرب يقفان ‏ضده في مسألة الاكراد . ‏
‏" الورقة الدينية " التي يستعملها اردوغان ليست ، في اعتقادي ، مجرد ورقة او خطة او تكتيك ، بل انها ‏عقيدة راسخة في وجدان السلطان لإحياء الخلافة وماضي الفتوحات ... القسطنطينية ( اسطنبول ) شاهدة حية ‏، رغم النزيف الابدي ، على ما كان يحصل . ‏
لا  اعتقد ان روسيا  والغرب  واسرائيل  والاكراد غافلون عما يضمره ويخطط له السلطان .... لكنها السياسة ‏، ولكل حدث حديث .

‏ ‏