بيت المدى يحتفي بمئويّة فائق حسن على أنغام جميــل بشـــــير

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 19, 2014, 08:00:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

بيت المدى يحتفي بمئويّة فائق حسن على أنغام جميــل بشـــــير


برطلي . نت / خاص للموقع

/ بغداد/ المدى - تصوير/ محمود رؤوف
احتفى بيت المدى للثقافة والفنون وضمن منهاجه الأسبوعي أمس الجمعة باثنين من أعلام المشهد الفني العراقي. وأشار مقدم الجلسة الباحث رفعت عبد الرزاق  إلى أننا في حفل مميز يمتزج فيه اللون بالنغم من خلال استذكار الرائدين التشكيلي فائق حسن بمناسبة مرور مئة عام على ولادته. والموسيقار المبدع جميل بشير.

وقال: كما ترون اننا لم نستثنِ أحداً ممن قدم للوطن في شتى مناحي الإبداع، ومعيارنا هو خدمة البلد الحبيب الذي يمر اليوم بأزمة تاريخية نتمنى أن يتجاوزها بأبنائه الغيارى للانطلاق نحو الأفضل والأجمل. مبيناً أن وطننا الذي أحب فائق حسن وجميل بشير وسواهما من الأسماء اللامعة جدير بأن يعيد لأنبائه البسمة، وحري به ان يكون بمصاف البلدان المتقدمة، فالبلد الذي أنجب هؤلاء الأعلام يستحق البقاء والخلود برغم كل ما جرى ويجري.

لمحات من سيرة وتجربة جميل بشير

تخللت الجلسة مقطوعات موسيقية على آلة العود عزفها الفنان سامي نسيم، وعلى آلة الكمان الموسيقي علي عبد الشهيد،مبيناً أنه حاول من خلال معزوفته التي قدمها التقرب من روحية الفنان المبدع جميل بشير الذي ولد في مدينة الموصل عام 1921 ودخل معهد الفنون الجميلة سنة 31 وكان من أوائل الخريجين. مشيراً الى انه تميز بالعزف على آلتي العود والكمان برغم ان لكل منهما اسلوبه الخاص ، فأجاد بالغزف عليهما معاً متفرداً عن غيره. إضافة الى مؤلفاته الكثيرة، وخلال مسيرة حياته شغل مركز رئيس الفرقة الموسيقية في الاذاعة والتلفزيون في الستينات، وقد قام بتأليف العديد من الأناشيد المدرسية التي فيها الكثير من القيم العلمية والتربوية المهمة. وقال: تميز بعزف نغم الحجاز واللامي إضافة الى البيات والريفي، وقد كان مدرسة كبيرة نهل منها كل عازفي العود والكمان حتى خسرته الساحة الفنية العراقية بعد وفاته في لندن يوم 27 /9/ 1977. ومهما قدمنا لذكراه يعد قليلاً بحقه.



أسطورة عراقية

وأشار الفنان الموسيقي سامي نسيم إلى انه فرح بارتباط اسمي بشير وحسن في جلسة واحدة. وقال: هناك اكثر من صلة تجمع موزارت العراق بالملون العالمي، فهما يحملان راية التجديد في الفن العراقي من خلال اللون والتشكيل والموسيقى والاداء. وقال: غير العود كثيراً بأنامل وريشة جميل بشير عما كان سابقاً لعصره وما بعده. أما فائق حسن فأيضا غيّر حامل اللون من خلال فرشاة رسمه، فأنجبا الكثير من القامات الموسيقية والتشكيلية.. مبينا ان الكثير من التشكيليين يدينون بالفضل لحسن الذي غيّر بأسلوبهم في الرسم. وكذلك عازفو العود بدءاً من منير بشير وانتهاءً بأصغر عازف في الوطن العربي والعالم يدينون بالفضل لجميل بشير كونه قامة موسيقية واسطورة عراقية مازال لم يأخذ حقه لأنه ولد قبل زمنه بكثير.

مأزق مع المتشددين

وأوضح نسيم: في مهرجان أبي تمام قبل عامين او اكثر ذهبت الى مدينة الموصل بدعوة من نفسي وليس من احد لكوني موسيقي وقد تم منع حمل الآلة الموسيقية، ومن يحملها مهدداً بقطع يده في هذه المدينة التي انجبت الكثير من المبدعين شعراء وتشكيليين وموسيقيين، فرأيت تمثال ملا عثمان الموصلي مهدماً وهو المعروف عنه بسيد درويش العراق. وقال: وتم توقيع جميع الفنانين الموصليين على تعهد بخصوص ذلك. مشيراً الى ان هذا الشيء يحدث في القرن المتأخر من الحضارة ببلد ابتكر النغمة الأولى والحرف الأول في الكون.وتابع: ولم يكن مرحباً بي هناك لأني ادخلتهم في مأزق مع المتشددين، لكني فعلتها ثانية في الفلوجة ايام الاسبوع الثقافي الذي اقامه المثقفون هناك، فجلست كالغريب بين اناس يتقبلون الشعر ولا يتقبلون الموسيقى. مبيناً انهم لا يعرفون ان الموسيقى شعراً كما التشكيل ودموع الناس ايضاً. وقال: تخيلوا شاعر دكتور لا اريد ان اسميه يجلس بين الحضور قال عني"من اتى بهذا الشعّار هنا"وهو شاعر دكتور ويدرس في الجامعة، فكيف بغيره؟! مشيراً الى ان هناك من البسطاء يتفهمون الموسيقى اكثر ممن درسها لسنوات طويلة. وتابع: عزفت بعد ان طلبت ذلك، ثم قلت لهم في النمسا شاهدت حتى الحلويات تحمل رأس بتهوفن وعلى شكل تمثال لموزارت، وشوارعهم لا تخلو من وجود تماثيل لهم. فكيف بنا وقد انجبت مدننا موسيقيين عالميين،مثل جميل بشير ومنير بشير تجد اسطواناتهم في كل مكان من العالم. مبينا انه طلب إطلاق اسم جميل بشير وسواه من المبدعين على شوارع المدينة، وكان المحافظ يجلس بين الحضور فاستجاب لطلبه قائلاً: التماثيل تهدم وتقطع رؤوسها بينما الشارع لا احد يستطيع قطع رأسه.

قامتان كبيرتان

ومن جانبه أشاد الفنان التشكيلي ابراهيم رشيد بالمزاوجة التي قدمها الموسيقار سامي نسيم ما بين الموسيقى والتشكيل. وقال: هي فعلاً مزاوجة حقيقية ومهمة بين قامتين كبيرتين. مبينا ان فائق حسن فنان قدير صنع تقاليد اكاديمية ومهنية فنية عريقة في الرسم الحديث. وقال: خلال العشرينات والثلاثينات لم يكن هناك رسام عراقي وانما كانت بعض المواهب المتناثرة ترسم بشكل واقعي من دون دراسة اكاديمية وفنية. مشيراً الى ان بعد عودة فائق حسن من باريس حاول ان يعكس ما تعلمه فأسس فرع الرسم في معهد الفنون الجميلة. وتابع: حين قدمت اوراقي الى معهد الفنون منتصف السبعينات مصطحباً معي رسومي البسيطة تعرفت على اللجنة المكونة من فائق حسن وفرج عبو ومحمد غني حكمت. مبيناً انهم رحبوا به واشادوا برسوماتي. ومن بينهم كان فائق يدخن"البايب"قصير القامة وجهه متداخل التجاعيد وحاجباه يغطيان عينيه. مشيراً الى انه اولاه اهتماماً واهداه كتاب"كويا ورسوم الحرب"وقد اعلمه بمستقبل فني جيد. وقال: بالنسبة لي لم يكن كتاباً وانما شهادة تخرج من انسان نبيل احببناه جميعاً وكنا ننتظر درسه.

معلّم الأجيال

الفنان التشكيلي فهمي القيسي أكد ان فائق حسن يشكل علامة بارزة من علامات الفن المعاصر ليس في العراق فقط وانما في الوطن العربي والعالم،واضاف القيسي ان الاحتفاء بمئوية فائق حسن هو احتفاء بالثقافة العراقية المعاصرة التي كان فائق حسن احد ابرز مؤسسيها، فكان له دور السبق في تأسيس فرع الرسم في معهد الفنون الجميلة وايضا له الفضل في تأسيس فرع الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة.. وأكد القيسي ان فائق حسن هو استاذ الاجيال ومعلم لجميع الرسامين وهو رمز ثقافي وطني.وعرج القيسي في حديثه عن جميل بشير مبينا ان الجمع بين بشير وفائق حسن في فعالية واحدة يعد ترسيخا لمفهوم تقارب الفنون فقد كان جميل بشير جزءا لا يتجزأ من حركة الفن المعاصر في العراق وكان استاذا ومعلما نادرا في مجاله وله الفضل في إشاعة الموسيقى العراقية وتطورها.

مداخلات الحضور

وفي مداخلته أشار وسام توفيق إلى انه خلال فترة السبعينات كان موفداً إلى دولة اليمن الديمقراطية وقد لفت نظره ذات يوم احد استاذة مادة الفنية يعزف مقطوعات اثناء انشغال الطلبة في الرسم. وقال: شعرت بأن ما يعزفه هذا الاستاذ ليس غريباً عني، كأني سمعته في العراق. لم أستطع صبراً فسألته، واذا به يعلمني انه درس في العراق واستاذه جميل بشير.

وقال الإذاعي لطيف جاسم: جميل بشير فنان كبير له أثر بالغ في حياتنا من خلال عزفه وتأليفه وسمو ألحانه التي قدمها. مبينا أنه كان قائداً مميزاً للفرقة الموسيقية.