مشاكســــة بيـــن الكنـــــة والحمــــــاة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 17, 2014, 08:03:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكســــة
بيـــن الكنـــــة والحمــــــاة

برطلي . نت / بريد الموقع


مال اللــــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

أصبح موقف رئيس الحكومة الذي فشل في اكمال تشكيلته الوزارية خلال اكثر من شهر، بعد أن وعد بأن ينجز ذلك خلال اسبوع واحد، وذلك بسبب عدم توافق الكتل السياسية على اسماء محددة للوزارات الامنية، في وقت باتت فيه البلاد تهتز بعنف بفعل أخطر واشرس اعصار ارهابي يهدد بدفعها نحو كارثة حرب اهلية دموية طاحنة إن لم يتم وبسرعة وعبر فعل جماعي مسؤول اجتثاث جذوره وهدم قواعده وتشتيت جموعه الدموية، حال ذلك الزوج سيئ الحظ الذي وجد نفسه في غفلة من الزمن ضحية بين سندان الكنة و مطرقة الحماة .
فما تريده زوجته تسارع والدته لرفضه والعكس صحيح، وعلى الرغم من محبته لوالدته ولزوجته معا ومحاولاته المستمرة للتوفيق بينهما واغراقهما بالهدايا والرعاية الا ان كل جهوده باءت بالفشل، فحتى خلال لحظات صفائهما الشكلي المصطنع امامه، ومجاملاتهما الباردة لبعضهما الا انه كان يحس دوما بان ابتساماتاهما الباهتة ما هي الا مشروع تامر، وما ودهما المصطنع الا مرحلة استعداد لاعداد مسرح المعركة في غيابه، وحتى قبلاتهما في بعض المناسبات الروحية والعائلية ما هي الا رسائل ملغمة لقادمات المعارك الملتهبة ، ومع تواصل تلك الحرب الضروس غير المعلنة احيانا بين زوجته ووالدته لم يكن امامه سوى خياران لاسيما بعد ان حملت زوجته بمولوده البكر الذي انتظره طويلا، اما تركهما والهرب من لهيب منازعاتهما اليومية التي لا تنتهي، واما البقاء في الجحيم، لعل وعسى ان تتغلب الحكمة يوما وتطفئ نيران خلافاتهما وقد فضل البقاء في الجحيم املا ان تخبو لهيب تلك المعارك يوما .
ان حال السيد رئيس الحكومة الذي قدم برنامج عمل واسعا وطموحا وكان يأمل ومعه كل المخلصين، ان تلتف كل القوى الوطنية حوله لعبور كل هذه التحديات الشرسة التي تحيق بالبلاد، قد اصبح حال ذلك الزوج المسكين الذي وجد نفسه بين سندان الكنة ومطرقة الحماة، او بالاحرى بين ارادة الام وارادة الزوجة اللتين ما اتفقتا ابدا حتى على وجبة الطعام اليومية، مما يجعلنا نطرح تساؤلات مشروعة، لمصلحة من تعطيل اختيار الوزراء الامنيين وخصوصا لحمل حقيبة الدفاع في وقت يخوض البلد فيه واحدة من اعنف المواجهات المصيرية ضد اشرس تنظيم ارهابي؟ وهل لدى البعض مخطط لابقاء الوزارات الامنية بلا وزراء حقيقيين لحين انتهاء الدورة البرلمانية اسوة بحكومة السيد المالكي وتبريرا لاخطائها؟ أم ان البعض يسعى لافشال السيد العبادي وتعطيل برنامجه للحيلولة بينه وبين اصراره على الكشف عن الكثير من ملفات الفساد والصفقات المشبوهة ؟ والحيلولة دون تحديد مصير موازنة العام الحالي التي يدعي البعض وجود عجز فيها، على الرغم من عدم اقرارها لغاية الآن وعدم انتهاء السنة المالية ؟ أم ان الامر برمته يتعلق بالتغطية على ابرز واخطر الملفات التي قادت لاضخم الكوارث في تاريخ العراق الحديث ذلك هو ملف السقوط الدراماتيكي المثير للدهشة وللجدل لمدينة الموصل دون قتال وترك الاسلحة المختلفة غنائم سهلة لتنظيم داعش الارهابي، ومنع اي اصبع الاقتراب من ذلك الملف الحيوي الذي ربما يكشف الكثير من الاحداثيات والاتفاقات والصفقات السرية التي قد تكشف من الذي دفع ومن الذي قبض ثمنا لذاك السقوط المأساوي؟
ان ما يثير العجب العجاب والحيرة المريرة في هذه المرحلة الخطيرة ، ان في هذا الوقت بالذات الذي يجب ان يكون اشبه بسباق ملحمي وربما مجنون للامساك بالارض وغلق كل المنافذ امام تنظيم داعش الارهابي ومنعه من التمدد هنا وهناك وما يستلزمه ذلك كله من الالتقاء على برنامج وطني حقيقي للتصدي لهذا الطوفان الارهابي والقفز فوق كل المصالح والاعتبارات الاخرى ومنح الثقة لمن هو اهل لها لتسنم منصب وزير الدفاع بالذات، الا ان الخلافات ما زالت تتعمق وداعش تتقدم والخلافات تكبر وداعش تمتد والمناقشات تتواصل والمدن توالي سقوطها ايضا والرفض يستمر لهذا المرشح وذاك فاسحا المجال امام عصابات داعش ليس لالتقاط الانفاس حسب وانما لحشد مجرميها لمحاصرة المزيد من المدن.
انه لمن المعيب والمثير للهزء والسخرية، بل وللعار ان اكثر من اربعين دولة اتفقت ربما خلال ساعات على تشكيل تحالف دولي لنجدتنا ومساعدتنا ودعمنا، بل وباشرت باعمال اغاثتنا وارسال طائراتها لقصف مواقع الارهابيين، ونحن ما نزال في خلافاتنا غارقين لم نتفق على تسمية الوزراء الامنيين.
فهل سينتظر بعض سياسيينا (العقـــــلاء) حتى يحاصر الارهابيون المنطقة الخضراء ليشعروا بخطورة البلاء، وعندها لن يجديهم نفعا الصراخ والنحيب والعويل والبكاء؟