مشاكســة حــــــوارات (بالاحذيــــة الحضاريــــة)/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 30, 2013, 12:06:37 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســة
حــــــوارات
(بالاحذيــــة الحضاريــــة)



مال اللــه فـرج
   malalah_faraj@yahoo.com



اهتز الضمير العالمي بعنف ' واشرأبت رؤوس واعناق الملوك والرؤوساء والقادة والسياسيين والبرلمانيين والمنظمات الدولية قاطبة ' وفي مقدمتها الامم المتحدة التي اعلنت الاستعداد والاستنفار والترقب لحدث انساني مثير خطير ' وتوجهت انظار كل الشعوب والامم وحكوماتها في القارات الخمس الى العراق لاستجلاء انباء حدث توقع الكثير من المراقبين والمحللين الستراتيجيين بانه ربما سيغير موازين القوى وسيرسم خارطة جديدة ليس للمنطقة وحسب وانما للعلاقات الدولية باسرها ' وتحولت انظار العالم من تفاعلات الاحداث على الاراضي السورية وترقب الضربة الامريكية لنظام بشار الاسد الى بحيرة النفط الخرافية الهائلة التي تطفو عليها تضاريس الخارطة العراقية التي تجمع فوق ثراها وثرائها مفارقة الضدين (اغنى دولة وافقر واتعس شعب) ' بعد ان فجرت برلمانية فاضلة قنبلة من العيار الثقيل هز انفجارها جبال القارات  الخمس بعنف وكاد ان يطيح بها ويجعلها تتهاوى مثل جبال الجليد وتردد صداها في العالم اجمع وهي تعد الشعب بمنتهى الجرأة والحكمة والشجاعة والمبدئية والتصميم والاقدام والحزم والجزم والحسم والعزم بتنفيذ واحدة من اروع وافضل واكبر واهم متطلباته الستراتيجية التاريخية  'وبلحظة واحدة غرق العالم بالتخيلات والتحليلات والتوقعات وغرق العراقيون بالامنيات والتمنيات.
ولأن ذلك الامر الحاسم الحازم ' الكبير الخطير جاء في واحدة من اهم التحولات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم ' فربما توقع المراقبون الدوليون ان يتضمن القرار اعلان وحدة اندماجية مع احدى الدول الاقليمية ' او عقد معاهدة دفاع مشترك مع موسكو في ضوء صفقة الاسلحة المثيرة للجدل التي هزت بعنف كل الستراتيجيات الدفاعية لحلف شمال الاطلسي برغم ما احاطها من شكوك واتهامات بالفساد ' او تحول السياسة النقدية من الدولار الامريكي الى الين الياباني او عقد اتفاقية اقتصادية ستراتيجية طويلة الامد بحصر صادراتنا النفطية مع بكين مكافأة لموقفها الداعم لدمشق او الاعلان عن انبثاق كتلة دولية شرق اوسطية تعمل على نقل مقر المنظمة الدولية الى بغداد لتكون تحت رقابتنا المباشرة ضمانا لحياديتها تجاه قضايا المنطقة المصيرية او الاعلان عن ممارسة السوق الاقتصادية الشرق اوسطية المشتركة بقيادة العراق لمهامها الدولية ومنع استيراد البضائع الاوربية من قبل دول المنطقة الا باذن هذه السوق او الاعلان عن انتاج اجيال جديدة من الاقمار الصناعية فائقة الذكاء والتاثير قادرة على تجميد عمل كل الاقمار الصناعية الاخرى وقطع الاتصالات بينها وبين قواعدها الفضائية والارضية معا مما قد يطيح بالانظمة الالكترونية الخاصة باستخدام وتوجيه الاسلحة الستراتيجية ويقلب كل موازين القوى العالمية' وربما غير ذلك الكثير الكثير من مختلف التوقعات الدولية .
اما على الصعيد الوطني فقد توقع كل من تابع ذلك التصريح من المواطنين البسطاء والمتفائلين جدا جدا وخلال لحظة واحدة ان  وعد الحكومة ربما قد ازف وستتم اخيرا عملية التوزيع العادل لما تبقى من الثروات ' وراح البعض يفكر في كيفية جمع المستلزمات الاساسية المطلوبة وفي مقدمتها ام الوثائق البطاقة التموينية وهوية الاحوال المدنية ام الفسفورة وشهادة الجنسية العراقية  وبطاقة السكن وتأييد المختار والمجلس البلدي والشهادة الدراسية وشهادة حسن السير والسلوك ووثيقة عدم المحكومية وجواز السفر وربما يفضل بالطبع من يمتلك جنسية اجنبية وجوازا اجنبيا فاصحاب الجنسيات المزدوجة والولاءات المزدوجة هم الذين يتقدمون على الاخرين احيانا ' في حين توقع اخرون ان يتم الاعلان عن حملة لتوزيع دور السكن لمن لا سكن له مجانا ورأى اخرون ان يكون القرار التاريخي بدء تصدير الكهرباء الفائضة الى دول الجوار واعفاء العراقيين من اجور الماء والكهرباء ومفردات البطاقة التموينية بعد رفع مفرداتها الى مائة مادة وتوهم البعض بالاعلان عن تعيين جميع خريجي المعاهد والجامعات وتوقع من توقع بالاعلان عن عرض جميع ملفات الفساد ' وتوقع المتقاعدون الفقراء الاعلان عن جعل الحد الادنى للتقاعد مليون دينار 'في حين رأى متفائلون منصفون ان الحكومة ربما ستعلن عن بدء الحدث التاريخي بتطبيق قانون من اين لك هذا باشراف دولي وبدءا من اعلى الهرم الحكومي وحتى سكنة اكواخ الطين والصفيح.
ولأن رياح الاحداث وللاسف الشديد اصبحت تأتي دائما بما لا تشتهيه سفن العراقيين ' فقد اعلنت تلك البرلمانية الفاضلة عن قرارها التاريخي الثوري الحاسم الحازم الشجاع المتضمن ضرب احد زملائها البرلمانيين (بالحذاء) ان تخطت قدماه عتبة البرلمان' مما سيضطره ربما الى اصطحاب مظلة مغناطيسية مضادة للصواريخ البالستية الحذائية معه لدى دخوله البرلمان ' فهل هنالك انجاز برلماني وطني واقليمي ودولي يفوق هذا الانجاز الخالد الذي ياتي بعد ان انجز البرلمان جميع مهامه ومسؤولياته فقضى على الارهاب والفساد واستعاد مئات المليارات من الدولارات العراقية المسروقة من الخارج ومعها استعاد جميع الوزراء والمسؤولين الهاربين المتهمين بالفساد  واحال هم للقضاء العادل وقضى على البطالة ووفر كل الخدمات ولم يبق اي عراقي بلا مورد حياتي وبلا سكن وبلا طعام واقام صرح الصناعة وعزز مرتكزات الاقتصاد وقاد البلاد الى الاكتفاء الذاتي ولم يبق ما يتسلى به اعضاؤه في اوقات فراغهم الا ممارسة لعبة التراشق بالاحذية' بالاخص وقد سبق ذلك اقدام برلمانية فاضلة اخرى بنفس مثل هذا التصرف (الحضاري الثوري الانساني) ضد احد زملائها البرلمانيين.
ترى , ان كان البرلمانيون في جميع الدول هم صفوة الكفاءات التي تستحق ان تمثل شعوبها ومنها ومن تصرفاتها الحضارية الراقية بالاخص في ميدان قوانين وقواعد واداب واخلاقيات الحوار والمناقشات تتعلم شعوبها ' فمالذي سنتعلمه من بعض برلمانيينا ؟ والاهم هل انتفت وعجزت كل اساليب الردع والعقاب والمساءلة القانونية في ردع ومحاسبة المخالفين والمتجاوزين والمتهمين والمدانين ولم يتبق امامنا الا استخدام اسلحة الردع الحذائية في حل خلافاتنا الطائفية والسياسية والبرلمانية.
اخيرا ' لنا ان نتصور اوضاع اي برلمان اخر في العالم لو استبدل لغته الاساسية واستخدم في مناقشاته البرلمانية مثل هذه اللغة (الحضارية) عندها سيدرك الشعب كلما يشاهد اعضاء برلمانه وكل يحمل منهم مجموعة كبيرة من الاحذية بان قاعة البرلمان ستشهد ذلك اليوم واحدة من اشد الجلسات سخونة من عبر المناقشات والحوارات (الحذائية الحضارية ) الملتهبة .