نيو يورك بوست: لماذا يتوجب على القوات الامريكية التدخل لانقاذ المسيحيين العراقي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 17, 2018, 04:43:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


  نيو يورك بوست: لماذا يتوجب على القوات الامريكية التدخل لانقاذ المسيحيين العراقيين من الانقراض   

         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم/ نيو يورك بوست/ بقلم كينيث تيمرمان 15/12/2018
ترجمة وتحرير/ ريفان الحكيم/

عندما اقتحم مسلحوا تنظيم الدولة الاسلامية الدير الذي يخدم فيه الاب افرام سوني شمال العراق في يونيو 2014 وهم يحملون اسلحة رشاشة وسكاكين, هرع هو واخوته لحماية اغلى ممتلكاتهم.
لم تكن ممتلكاتهم من الذهب او الاثار, بل كانت بعض من اقدم المخطوطات الباقية في العالم المسيحي.

على مدى شهرين تقريبا, احتجز الارهابيون حفنة من الرهبان كسجناء وناقشوا فيما اذا كانوا سيقتلونهم ام لا لانهم رفضوا التخلي عن عقيدتهم. لكن الاب افرام كان اكثر تركيزا على انقاذ النصوص المسيحية القديمة.

وذات مرة تمكن هو وعدد قليل من اخوته الرهبان من الفرار الى قرية مجاورة تحت جنح الظلام, وحملوا معهم اثمن المخطوطات تحت عباءاتهم. لكن داعش القى القبض عليهم في احدى نقاط التفتيش واعادهم الى الدير. كان هذا عندما توصلوا الى خطة جريئة.

وقال "لقد بنينا حائطا مزيفا في خزانة صغيرة بلا نواذ ووضعنا الكتب في براميل في الداخل". بعض منهم يعود الى القرن الرابع. لقد انقذنا 750 كتابا ومخطوطة قديمة".
قام داعش باطلاق سراح الرهبان في 20 تموز 2014, وبقوا-داعش-  عامين اخرين في الدير دون العثور على المخطوطات. لكن كل اثر مسيحي اخر عثروا عليه, كل صليب او قبر, حطموه او شوهوه, بما في ذلك قبر القديسين سارة وبهنام, الشهداء الذين عاشوا قبل اكثر من 1600 عام.

معظم الامريكان قد حظوا بـجهود 15 سنة من عمرنا لاحلال السلام والاستقرار. وكان الرئيس ترامب قد انتقد الرئيس جورج دبل يو بوش مرارا وتكرارا بسبب خوضه الحرب في عام 2003, واصفا تلك الحرب بأنها "اسوأ قرار منفرد على الاطلاق".

ومع ذلك, فأن الولايات المتحدة لديها مصالح دائمية في العراق فيما عدا القضاء على اسلحة الدمار الشامل. ومن ابرزها, اهمالنا لغاية الان: ضمان بقاء الاقلية المسيحية في العراق, وبشكل اعم, مسيحيو الشرق.

لماذا يجب ان نهتم؟ امريكا هي في الاساس دولة يهودية – مسيحية. اكثر من 70% من الامريكيين يعرفون انفسهم كمسيحيين, واذا كان لهذا الاحصاء اي معنى, فعلينا ان نأخذ على محمل الجد مقولة مار بولص حول جسد المسيح "اذا كان جزء واحد يعاني, كل جزء يعاني معه, اذا تم تكريم جزء واحد, فأن كل جزء يفرح معه".

لا شك في ان جسد المسيح في شمال العراق يعاني. لقد عانى منذ 15 سنة بطرق لم تكن ممكنة من قبل. وحتى وقت قريب, لم يفعل الاميريكيون والحكومة الامريكية الكثير للمساعدة.
هذا هو شعبنا وهذا هو واجبنا.

من خلال 1400 سنة من الهيمنة الاسلامية', بقيت هذه المجتمعات امينة, وكانت اديرتها وكنائسها القديمة سليمة الى حد كبير. لغاية ظهور داعش. اليوم يوجد في العراق 150 الف مسيحي كاكبر تقدير,  في حين ان 10% من المجتمع الذي كان يعيش في السابق قبل عام 2003 . وكل يوم يقتربون اكثر من الانقراض.

ميرفت هي مسيحية تبلغ من العمر 32 عاما من برطلة, شرق الموصل, وقد طردت من منزلها بسبب غزو داعش في عام 2014 فقدت اربعة من افراد عائلتها بسبب بربرية تنظيم داعش وتعيش اليوم مع اطفالها الاربعة في مخيم للاجئين تحت رعاية الجمعية الخيرية الاشورية. وعندما سألت فيما اذا كانت مستعدة للعودة الى المنزل, هزت رأسها بقوة. "انا خائفة جدا".
في حين فقد داعش قدرته الاحتلالية بعد معركة قاسية دامت اكثر من عام مع قوات التحالف العراقية والكردية والقوات بقيادة الولايات المتحدة عام 2017, ذهب اعضاء التنظيم الارهابي الى تحت الارض وهم الان يشكلون خلايا جديدة على اطراف الموصل, والعديد منها تقودها النساء. قال العقيد عارف الزيباري من الشرطة الوطنية في شرق الموصل"في الاشهر الاخيرة اعتقلنا 40 امرأة في قطاعنا فقط"  واضاف "لقد اخبروا المحققين انهم محميون ويتلقون المساعدة من الحكومة التركية".

في شهر تشرين الاول من هذا العام, عدت من مهمة تقصي الحقائق لمدة 10 ايام في الموصل والقرى المسيحية المحيطة في سهل نينوى, والتي تم تأسيسها من قبل مارتوما في القرن الاول الميلادي. العديد من الكنائس هنا لاتزال تقيم القداديس باللغة الارامية, لغة يسوع, لكن تواجد داعش استمر طوال الوقت.

قال لي عضو المجلس البلدي لويس مرقس ايوب: "انظر الى هذا القبر, بينما كنا نسير عبر مقبرة مار كوركيس في كرمليس, وهي قرية مسيحية تقع شرق الموصل".
"انه جديد – ليس لأن الشخص المدفون فيه قد مات للتو, لكن الاسرة عادت الى هنا لدفن اقربائهم. لقد نبش داعش القبور وقطع رأس الجثث لانها تعود لمسيحيين".
في الاونة الاخيرة وصف رئيس اساقفة كانتربري "التهديدات اليومية بالقتل" التي يواجهها المسيحيون اليوم بأنه اسوأ وضع منذ الغزو المغولي في القرن الثالث عشر".

"لقد غادر الكثيرون" هذا ما كتبه جوستن ويلبي في صحيفة صنداي تلغراف البريطانية. وقد اجبر مئات الالاف على ترك منازلهم و ديارهم. لقد قتل العديد منهم واستعبدوا و اضطهدوا او تم تحويل ديانتهم بالقوة. حتى اولئك الذين ما زالوا يطرحون السؤال," لماذا نبقى؟" المجتمعات المسيحية التي كانت اساس الكنيسة الجامعة تواجه الان خطر الانقراض الوشيك".
لاينبغي ان تكون مسيحيا لتصدق انه من مصلحتنا الوطنية ضمان ابقاء مسيحيي العراق. قرر الكونجرس ان جهود داعش لمدة ثلاث سنين للقضاء على السكان المسيحيين واليزيديين تحت سيطرتهم بلغت "الابادة الجماعية".

وقال ماكس بريموراك, مسؤول الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في العراق(USAID) ان الابادة الجماعية هي جريمة محددة للغاية تتطلب استجابة محددة. وقال بريموراك : "لقد قدمنا 27 منحة في غضون ثلاثة اشهر, ربما كانت الاسرع على الاطلاق". "لم نحصل على المذكرة فحسب, نحن نترجمها على ارض الواقع".

جاءت المذكرة من نائب الرئيس الامريكي مايك بنس. قبل اكثر من عام تعهد بنس بأن تغير ادارة ترامب الطريقة التي وزعت بها الولايات المتحدة المساعدات, ذلك لضمان وصولها مباشرة الى الطوائف المسيحية واليزيدية.

لقد كانت الخطة الملموسة الاولى تتمثل بسحب 55 مليون دولار كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بها للامم المتحدة, التي لها سجل حافل في تفضيل المسلمين واهدار المال على المقاولين من الداخل. بدأت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في انفاق الاموال بشكل مباشر على المشاريع المحلية التي تديرها المنظمات المحلية.

وقال بريموراك "المال يدعم جهود اعادة الاعمار والمدارس والخدمات المحلية مثل جمع القمامة". هذه اولوية للبيت الابيض".

دول اخرى تبذل جهدا ايضا. بتمويل من منظمة فرنسية, يعمل المهندس المعماري غويليوم دي بوريبايير (28 عاما) على اعادة اعمار مقبرة بهنام وسارة الى جانب الاب افرام الذي عاد الى ديره.

وقال دي بوريبايير لي "احتاج داعش لثلاث محاولات لتفجير القبر" كان معظم الضريح على الارض عندما وصلنا اولا الى هنا. لكن فاتت داعش اشياء كثيرة. كانت الكوة الرئيسية تحت الارض سليمة ووجدنا العديد من الاقراص المنقوشة بين الانقاض واعدنا ترسيخها في الجدران.
بالاضافة الى المساعدات, تحتاج هذه المجتمعات الى دعم سياسي ودبلوماسي رفيع المستوى من واشنطن. وبدأوا في الحصول عليه.

وبينما كنت اغادر العراق, حصلت على ماحوظة من بريموراك تفيد ان مفاوضات استمرت لثلاث اشهر من قبل السفير الامريكي في العراق دوغلاس سوليمان نجحت باقناع حكومة اقليم كردستان برفع الحواجز التي عزلت البلدات المسيحية في سهل نينوى وخنقت النمو الاقتصادي لسنين.
"نحن بحاجة الى حكومة محلية, شرطة محلية في الكانتونات المسيحية" هذه خطوة اولى عظيمة وتظهر على المستوى العملي  ما معنى مساعدة المسيحيين العراقيين: اعمال ملموسة وليس خطابات ووعود جوفاء.

الخطوات التالية اكثر اهمية: ضمان حصول المسيحيين الذين يعودون الى الموصل وسهل نينوى على ضمانات سياسية وامنية كي لايستهدفوا مرة اخرى من قبل المسلمين او الاكراد.
وقال يوحنا يوسف توما, المستشار القانوني لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان, وهي جماعة عراقية تقدم المساعدة والدعم السياسي للمسيحيين المحاصرين: "نحن بحاجة لان نكون قادرين على حكم انفسنا".

"نحن لانريد محافظة اخرى تكون ذات غالبية مسلمة. نحن بحاجة الى حكومة محلية وشرطة محلية في الكانتونات المسيحية".

الان هو الوقت المناسب, قبل ان تختفي هذه المجتمعات المهددة بالانقراض الى الابد.

https://nypost.com/2018/12/15/why-us-forces-must-step-in-to-save-iraqi-christians-from-extinction/