مسيحيو لبنان رقم صعب عام 2040

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 18, 2018, 02:57:42 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسيحيو لبنان رقم صعب عام 2040   

         
برطلي . نت / متابعة

عشتارتيفي كوم- القوات اللبنانية/

دائماً تستخدم فكرة الديموغرافيا الطائفية في لبنان كفزاعة لفئة من اللبنانيين في وجه أخرى، علماً ان لا ديموغرافيا ثابتة في المنطقة منذ بداية التاريخ. ولا شك في أن الطائفة أو المجموعة البشرية الاكثر خوفاً على مصيرها اليوم في المنطقة، وتحديداً في لبنان، هي الطائفة المسيحية في مذاهبها كافة. فمنذ انتهاء الحرب في لبنان في العام 1990، وبدء تنفيذ اتفاق الطائف بعد حرب طاحنة بين المسيحيين، كثر الحديث عن تراجع عدد المسيحيين لمصلحة المسلمين، الأمر الذي سبب حالاً من التقهقر عند المسيحيين دفعتهم للاستسلام لهذا الواقع، لا بل تعايشوا معه. الا ان هذا الامر غير صحيح، وخصوصاً أن الديموغرافية في لبنان ليست ثابتة، وفق دراسة أعدتها أخيراً مجموعة من الاكاديميين، وأكدت ان المسيحيين سيرتفع عددهم مجدداً في لبنان وفق أدلة وبراهين نالت موافقة مراجع علمية عدة في العالم.

واستندت الدراسة التي ترأس فريقها الدكتور في الرياضيات ورئيس قسم الرياضيات في الجامعة الاميركية في بيروت وسام راجي، إلى محورين أساسيين للوصول الى الاستنتاج ان نسبة المسيحيين سوف تزداد في المستقبل القريب. وأوضح في حديث لـ"النهار": "المحوران هما الهجرة ومعدل الخصوبة؛ وبيّنت هذه الدراسة ان الهجرة عند الطوائف الاسلامية تزيد بقليل عن الهجرة عند الطوائف المسيحية على عكس ما هو شائع". وتابع "أما بالنسبة إلى معدل الخصوبة فإن انحدار معدل الخصوبة عند الطوائف الاسلامية من 5.44 سنة 1971 الى 1.82 سنة 2004 قد ادى الى تقليص الفارق بينه وبين معدل الخصوبة عند المسيحيين مما سيؤدي الى ارتفاع نسبة المسيحيين، لكن التحدي الاكبر يبقى في وعي المغتربين على تسجيل اسماء اولادهم في لبنان". وأشار الى ان "الهجرة اليوم لا تعتمد فقط على المسافة كما في السابق بسبب سرعة الانتقال من مكان لاخر اليوم بعكس الماضي، بل اصبحت وفق فرصة العمل التي سيحصل عليها اللبناني المهاجر في الدولة التي سافر اليها".

وعن خريطة ارتفاع عدد المسيحيين، قال راجي إنه "بحسب الدراسة فإنه من المتوقع في عام 2030 أن يصل معدل المسيحيين الى نحو 38% وعام 2045 الى نحو 39%. وعلى لوائح الشطب الى نحو40% عام 2030 ونحو 41.12% عام 2045.

وأضاف: "انها عملية حسابية اعتمدت على عوامل ديموغرافية واجتماعية وسياسية عدة، فانحدار نسبة الأمية وتأخير سن الزواج وارتفاع الهجرة الداخلية من القرى الى المدن والتأثير المباشر للعولمة، كلها عوامل ساهمت بانحدار معدل الخصوبة عند الطوائف الاسلامية التي بدأت تنخفض بعد العام 2001، لكن هذا التغيير لن يبدأ بالظهور فعلياً على لوائح الشطب قبل العام 2025 اي بعد 21 عاماً".

وتتمتع هذه الدراسة بصدقية كبيرة واعتمدت في مراكز علمية أكدت على صوابية استنتاجها العلمي. وأوضح راجي أن هذه الدراسة "نشرت سنة 2013، وقد سلطت الأضواء عليها مصادر عدة محلية وعالمية قبل نشرها هذه السنة في مجلد أكاديمي Yearbook of international religious demography 2018 الذي تنشره فيBrill  في دار النشر العلمي في ولاية Boston في الولايات المتحدة والذي يشرف عليه اختصاصيون أكاديميون عالميون في مجال الديموغرافيا، وكتبت مقالات عالمية عدة تتعلق بهده الدراسة.

وعن الاجواء السياسية والاجتماعية التي رافقت هذه الدراسة العلمية، أكد راجي انه "من المهم جداً ذكر انه عند إعداد هذه الدراسة لم تكن الأزمة السورية واضحة المعالم ولم يكن تأثيرها جلياً على الوضع اللبناني الداخلي من ناحية تأثير اللاجئين على الوضع الاجتماعي والاقتصادي الداخلي، إضافة الى تورط "حزب الله" بالحرب السورية ومدى تأثير هذا التدخل على المجتمع الشيعي من حيث الديموغرافية والعوامل السيكولوجية الاخرى".

وفي خلاصة هذه الدراسة، يمكننا القول إنه مهما تغيّرت الأعداد وتبدلت فإن من الواضح ان أي نظام سياسي وبخاصة في لبنان يجب ألا يتعلق بالنسب العددية. فبالإضافة الى ان النظام اللبناني هو ديموقراطي توافقي ذو طابع مختلف عن الديموقراطيات المعهودة، فإن عنصر التأثير السياسي لا يقتصر فقط على العدد بل على قدرة التأثير الاقتصادية والصحية والعلمية والاجتماعية وغيرها وما زال المسيحيون في لبنان ذا تأثير كبير جداً ضمن هذه العوامل المذكورة.

وأعدّ هذه الدراسة كل من الدكتور راجي وإيف رحمة، head equity in Byblos bank ومارك زينون، مدير عام شركة TUV Rheinland في لبنان وارمينيا، وشربل زيدان، مدير في World Vision فرع البقاع.