ثلاثون عاما على استشهاد والدي المرحوم جرجيس اسحق البزو / رافد جرجيس

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 13, 2018, 11:35:35 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

ثلاثون عاما على استشهاد والدي المرحوم جرجيس اسحق البزو
معركة تحرير الزبيدات, ليلة 12-13 تموز 1988     



رافد جرجيس

منذ سنين وانا افكر ان اكتب ولكن التاجيل كان خياري الى ان حلت الثلاثون.
ثلاثون عاما مرت, لم تكن تقاويم او ارقام سنين, بل انها ثلاثون صليبا اضافيا على صلباننا.
فقدناك بسبب الاهواء الدموية والحربية لمجرمين اثنين ما شبعوا من الدماء حتى موتهما احدهم سمى نفسه روح الله والاخر سمى نفسه عبدالله المؤمن, اله يحب الحرب والدمار والدماء, واي اله هذا الذي يتسمون به غير الشيطان؟.
دائما كنا نسال, لماذا الحرب؟ لماذا نفقد اعزائنا؟ ما ذنب الارامل واليتامى؟ لماذا ذهب خيرة شباننا وقودا لحرب عاد المجرمين الاثنين الى نفس الاتفاقية بعد ثماني سنين من الحرب عليها. ولا تاتيك الا الاجوبة السخيفة المعروفة. لو استخدم هذين المجرمين الحكمة وانصتا الى صوت العقل , لما كانت قد حلت الكارثة. ويستمر المسلسل والوقود نفسه والضحايا يزدادون.

قبل ثلاثين سنة لم يقتل والدي فقط, بل قتلونا نحن ايضا, فعشنا الموت ونحن احياء, دفنونا في قبر مفتوح على الارض وليس تحتها.
منذ ثلاثين سنة قد توقف عمرنا
فقدنا نعمة الابوة
فقدنا حياة الطفولة
فقدنا العيش بكرامة
آه, كم كنا بحاجة اليك يا بابا؟ ومازلنا كأن الفاجعة كانت بالامس
اذا كان حملي قد ازداد ثلاثين صليبا, فحمل اخوتي هو اكثر بكثير لانهم كانوا صغارا
اما حمل والدتي, فهو اضعاف مضاعفة. وتبقى الام والاب والصديقة والمرجع.
ونعود لنسال مرة اخرى لماذا الحروب؟ فالحرب دائما خسارة وبعد الحرب امراض واوبئة اجتماعية خطيرة.

ثلاثون سنة, عفوا ثلاثون صليبا بل جرحا غائرا في القلب لايحس به احد
فمن يشعر باليتيم غير اليتيم؟
ومن يشعر بالارملة غير الارملة؟
والقادم اصعب لليتامى والارامل الجدد,
هل من نظرة انسانية الى هؤلاء الضحايا
وهل من انسان يقول كفى؟
هل من يوقف الحرب اينما كانت؟
هل من يقول معا من اجل بناء الانسان والارض ولا والف لا للهدم؟

فقدناك يا والدي ونحن في اصعب مراحل الحياة, ولكن مازلنا ننتظرك لن نمل, مخطيء من اعتقد اننا نسينا. كلا, لم ولن ننسى لان جرحنا في القلب عميق جدا جدا وصلباننا ثقيلة.

لكن عزاءنا ان لنا كل الثقة بانك في احضان الاب السماوي, ايمانك كان قويا لا يتزعزع والعلامات العجائبية التي حدثت قبل وبعد اسشهادك (ربما نكتب عنها في المستقبل) ليست الا دليلا قويا على انك مشيت في درب القداسة الذي نستنير به في عالمنا المظلم والظالم.
تشفع لنا يا حبيبي عند الاب السماوي فنحن بحاجة ماسة لشفاعتك.
سنكون كما تريدنا وسنحمل صلباننا مهما كان حملها, سنة بعد سنة الى يوم اللقاء, فنحن على ثقة انك يوما ما ستاتي انت, لتصطحبنا الى حيث انت الان.

ومنذ ثلاثين سنة ونحن نسال , لماذا الحرب؟ فهل من مجيب؟




ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

matoka

Matty AL Mache