المطران بشار وردة: الوكالة الامريكية للتنمية الدولية فشلت بتنفيذ وعود الادارة ال

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 10, 2018, 09:41:42 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المطران بشار وردة: الوكالة الامريكية للتنمية الدولية فشلت بتنفيذ وعود الادارة الامريكية للمسيحيين   

         
برطلي . نت / متابعة


عنكاوا كوم \ ناشينال كاثوليك ريجستر
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم

ما هو وضع التعهد الذي قطعه نائب الرئيس مايك بنس في الخريف الماضي لتحديد اولويات المساعدة الامريكية للمجتمعات المسيحية العراقية المحاصرة والتي عانت بشكل خطير بسبب الابادة الجماعية من قبل داعش.

ووفقا لرئيس اساقفة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بشار وردة, فان المساعدات التي وعد بها بنس ليست في اي مكان في الاوطان المسيحية القديمة التي دمرها احتلال داعش.

وفي حديثه في شهر تشرين الاول الماضي في "عشاء التضامن" الذي ينظمه مؤتمر الدفاع عن المسيحيين سنويا في واشنطن, اعلن نائب الرئيس انه "لا يجب على المسيحيين في الشرق الاوسط الاعتماد على المؤسسات المتعددة الجنسيات عندما تستطيع امريكا مساعدتهم بشكل مباشر".

بالتالي, قال ان وزارة الخارجية ستتوقف عن تمويل جهود الاغاثة الغير فعالة للأمم المتحدة وبدلا من ذلك ستقدم المساعدة الامريكية بشكل مباشر الى الكنائس والوكالات والمنظمات من اجل مساعدة المجتمعات المضطهدة التي تضررت من تنظيم الدولة الاسلامية وجماعات ارهابية اخرى.

لكن منذ ذلك الحين, ذكرت فوكس نيوز في الخامس من حزيران انه لم يتجسد الكثير من حيث تنفيذ تعهد بنس على الارض. وسيتم بث مخاوف المسيحيين العراقيين بشكل علني في الاسبوع المقبل في العاصمة واشنطن, في جلسة استماع في 14 حزيران للجنة فرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب, برئاسة عضو الكونغرس كريس سميث من نيوجيرسي.

في مقابلة عبر البريد الالكتروني مع جوان فراولي ديسموند, رئيس تحرير "ناشينال كاثوليك ريجستر" قال رئيس الاساقفة بشار وردة انه منذ ان اعلن بنس عن تعهده, ازداد الوضع سوءا من حيث تقديم المساعدات للمسيحيين. وقد القى باللوم بشكل اساسي على اتخاذ القرارات بصورة غير ملائمة من قبل مسؤولي الوكالة الامريكية للتنمية الدولية المكلفين بإدارة 35 مليون دولار من التمويل في شمال العراق, من خلال الالية الجديدة لإعلان تجمع منظمات الاغاثة (BAA).

ماهو ردك على رفض المقترحات المدعومة من الكنائس المسيحية المحلية من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في عملية تمويل تجمع منظمات الاغاثة  (BAA)؟

بالطبع هذه خيبة امل كبيرة بالنسبة لنا. عمل موظفونا بجد وبحسن نية كاملة مع حكومة الولايات المتحدة في هذا الشأن. بعد الاعلان عن السياسة من قبل نائب الرئيس في تشرين الاول الماضي, بدأ العديد من ممثلي الولايات المتحدة بزيارتنا, واكدوا جميعهم ان المساعدات الامريكية المباشرة لجهودنا ستصل قريبا. الكثير من كهنتنا وشعبنا صدقوهم.
لكن بصراحة, انا لست متفاجئ, رغم انه يحزنني قول هذا, لكن قضيت الكثير من الوقت في السنوات الاربع الماضية في رؤية وتعلم كيف تسير الامور في الولايات المتحدة وسياستها وحكومتها وشعبها. اعلم مدى الصعوبة السياسية التي تواجه الرئيس والادارة في الحديث عن مسيحيي العراق بأي طريقة يبدو انها تعطينا اولوية صغيرة. اعلم ان هناك العديد من الاصوات داخل الحكومة التي لا تدعم جهود نائب الرئيس.
لكن يجب ان اقول انه من المدهش بالنسبة لي الدرجة التي تبدو مقبولة في الولايات المتحدة والغرب في الاستمرار بإهمال الحاجات الوجودية لحضارتنا القديمة وشعبنا, الذين وجدت الولايات المتحدة انهم ضحايا للإبادة الجماعية

كيف غير اعلان سياسة نائب الرئيس الامور بالنسبة لمسيحيي العراق وجهودهم؟
بطريقتين: واحدة ايجابية واخرى سلبية.
من الناحية الايجابية, ارسلت رسالة واضحة الى جميع الجهات الفاعلة في المنطقة مفادها ان الولايات المتحدة كانت تراقب وضع الاقليات المضطهدة في العراق, وهو ما يعني في الغالب المسيحيين والايزيديين. ربما تستحق هذه الرسالة السياسية اكثر من اي مساعدة مالية, وستظل حاسمة بالنسبة لنا. في كل اجتماع اقيم في واشنطن خلال الشهر الماضي, شددنا على ذلك مع قادة الحكومة.
اما من الناحية السلبية, ترك الاعلان انطباعا بأن الولايات المتحدة كانت مستعدة لتمويل جهودنا بشكل مباشر بعد اكثر من ثلاث سنوات من تركنا بمفردنا. لسوء الحظ, هذا الانطباع جعل معظم الجهات المانحة الرئيسية يقللون مساعداتهم والانتقال الى مجالات اخرى من الحاجة. بهذا المعنى, نحن الان اسوأ حالا مما كنا عليه قبل عامين.

دعوني اكون دقيقا هنا, لايزال يوجد في رعايتنا العديد من العائلات المسيحية من الموصل, تلكيف, وبلدات مسيحية اخرى, ولا احد منهم ضمن خطط الامم المتحدة او الوكالة الامريكية للتنمية الدولية او اي جهة اخرى.
المسيحيون لا يستطيعون العودة الى منازلهم بسبب الخوف المشروع على حياتهم. قد يكون انصار داعش في هذه البلدات قد حلقوا لحاهم, لكنهم لم يغيروا عقلياتهم. الدعم الوحيد لهؤلاء النازحين يأتي من الكنيسة, والان يبدو ان العديد من المانحين السابقين قد ابتعدوا. اذن, وبمعنى مأساوي, فأن الاعلان عن السياسة, لانه لم تتم متابعته, زاد من صعوبة وضعنا. لا يزال لدينا منظمة عون الكنائس المحتاجة وفرسان كولومبوس والحكومة المجرية يقدمون لنا دعما قويا, ونحن نشكر الله على ذلك. لكن بخلاف هؤلاء الثلاثة, انتقلت معظم الجهات المانحة الاخرى الى مأساة سوريا وأماكن اخرى.

ماهي رؤيتك للمشاريع التي ستمولها الوكالة الامريكية للتنمية الدولية؟
لا اعرف تفاصيل اي من هذه المشاريع, لكني اعرف المنظمات التي اقترحتها. في حين ان الجميع يسعون للمساعدة, فأن ايا منهم ليسوا من السكان الاصليين للعراق, ولم يلعب اي منهم دور رئيسي في مساعدتنا مع المسيحيين النازحين الذين فروا الى اربيل على مدى السنوات الثلاث الماضية. و اود ايضا ان اشير الى ان اي من هذه المنظمات ليست فقيرة,او تعاني من نقص في الاموال بأي شكل مماثل لعملنا هنا على مدى السنوات الثلاث الماضية. افهم ان جميعهم يتلقون بالفعل مساعدات مالية كبيرة من الحكومة الامريكية.
بالاضافة الى ذلك, من خلال ما اعرفه, يبدو انها كلها مشاريع مسح وتحليلات مدفوعة بالإشراف والتوجيه الغربي. بكل صراحة لا ارى كيف ان ايا من هذه الانواع من الاشياء يقدم لنا المساعدة على الاطلاق. نحن ندرك جيدا الوضع داخل مجتمعاتنا, وصولا الى اسماء واحتياجات كل فرد في كل اسرة. لا نحتاج الى المزيد من الاستطلاعات استنادا الى النماذج الغربية لإخبارنا بذلك.

ان المقترحات التي طرحتها الجامعة الكاثوليكية في اربيل CUE ذهبت مباشرة الى القضايا الجوهرية المتمثلة في الحفاظ على حقوق الملكية والتراث الثقافي وفعلت ذلك بطريقة توفر توظيفا وثقة فورية لكل مجتمعاتنا في نينوى. كيف يمكن اعتبار هذه الاشياء اقل اهمية من المزيد من الدراسات الاستقصائية المتعلقة ببناء العلاقات بين المجتمعات وما شابه ذلك؟ اتفهم انه في الغرب هذه الاشياء تبدو ايجابية ومهمة, لكن بالنسبة لنا تبدو كمهزلة قاسية. لقد كنا ضحايا الابادة الجماعية على ايدي عقلية ارادت, ولاتزال, قتلنا. مجتمعاتنا على وشك الاختفاء. لا يوجد شيء للدراسة والتحليل هنا. نحن نفهم بوضوح ما يحدث هنا.

يبدو انه من بين المقترحات التي رفضتها الوكالة الامريكية, معظمها تلقى الضوء الاحمر رفضا, مما يعني انه لن يتم تقديم اي تفسير او تعليقات اضافية. ما هي ردة فعلك تجاه هذا الامر؟
كان هذا بمثابة الصدمة لنا, تلقينا العديد من التأكيدات من الحكومة الامريكية بانهم ملتزمون تماما بالعمل معنا مباشرة وان عملية تقييم تجمع منظمات الاغاثة BAA اتاحت لهم اداة مرنة لبدء ذلك.في اسوأ الاحوال, توقعنا منهم ان يقدموا استجابة "الضوء الاصفر", ليكونوا من خلالها قد نصحونا بالمجالات التي تحتاج الى ان تكون ثابتة في مقترحاتنا. ولأنهم كانوا قد اختاروا مقترحاتنا في وقت سابق باعتبار ان لديها ميزة التحول الى المستوى التالي, فقد فهمنا انه لا توجد مشكلة جوهرية فيها.
مع رفض مقترحات منظمات NRC و CUE, هل هناك اي مقترحات من مجموعات مسيحية محلية باقية في تجمع منظمات الاغاثة  BAA؟
ليس على حد فهمي, لا, ارجو ان تفهموا هنا ان عروض NRC و CUE هي العروض الوحيدة التي جاءت من مجموعة من الشركاء المحليين المرتبطين بالكنيسة والذين عملوا معا خلال السنوات الثلاث الماضية لرعاية الغالبية العظمى من النازحين المسيحيين. عندما تم الاعلان عن عملية BAA, ادركنا انها ترتبط ارتباطا مباشرا بإيجاد طريقة لمساعدتنا, بعد فترة تم خلالها حرماننا باستمرار من المساعدة من الولايات المتحدة والامم المتحدة. على ما يبدو كنا مخطئين بشكل مأساوي في هذا الموضوع. يبدو الان ان المنظمة الدولية للهجرة, والتي هي في الاساس وكالة تابعة للامم المتحدة, من المقرر ان تحصل على اكبر جائزة مالية من عملية تجمع منظمات الاغاثة  BAA. وهذا بعيد جدا عما كنا نعتقد انه كان الهدف من السياسة الامريكية الجديدة.

ما هو املك في المستقبل فيما يتعلق بمساعدة الولايات المتحدة؟
اولا, هم سيستمرون في تزويدنا بالدعم السياسي من اجل الاستمرار في ارسال رسالة واضحة الى جميع الجهات الفاعلة في المنطقة مفادها ان وضع الاقليات المضطهدة, بما في ذلك المسيحيين, يبقى اولوية امريكية. لقد تلقيت تأكيدات شخصية من قادة في الحكومة الامريكية بان الامر كذلك, ونأمل ان نواصل رؤية هذه الضمانات علنا. على وجه الخصوص, الوضع في برطلة سيء للغاية فيما يتعلق بجودة العمل المنجز, وان الناس بدأوا بالاحتجاج هناك.

ايضا لدينا معلومات تفيد بأن هناك العديد من المشاريع التي يجري تنفيذها في باطنايا, الامر الذي يثير قلقنا الشديد. باطنايا هي بلدة مسيحية كلدانية قديمة طرد منها المسيحيون. هي الان معسكر مسلح للجيش العراقي وميليشيات الحشد. لقد توسلت من الولايات المتحدة لمدة عام لتقديم المساعدة لنا في باطنايا لكي نتمكن من اعادة عائلاتنا هناك وعدم تركها شاغرة ومفتوحة للاحتلال. لكننا لم نتلق اي مساعدة على الاطلاق خلال هذا الوقت, والان بعد ان تم تجاوزها وخسر المسيحيون جميعا, نرى ان المشاريع يتم تنفيذها الان. من سيستفيد من هذا الان؟ لدينا خوف حقيقي من ان السكان الجدد سيكونوا مسلمين مشردين من الموصل. بالطبع نحن متعاطفون مع المشردين في كل مكان, ولكن ماذا نفعل حيال هؤلاء المسيحيين الذين لا يعتبرون ابدا في اهتمام اي شخص اخر؟

وفيما يتعلق بالمساعدة المالية والانسانية, فقد ابلغنا مكتب النائب الرئيس اننا مازلنا ملتزمين في هذا الصدد. في هذا ما زلنا نأمل انه بالرغم من ارتباك عملية BAA, لايزال هناك مجال للولايات المتحدة لتقديم المساعدة المباشرة لنا بالطريقة التي وعدت بها. لقد قيل لنا ان الحكومة الامريكية تعمل على معالجة هذا الامر, لكننا لم نشهد اي شيء ملموس.
في الخريف الماضي, شمل تغيير السياسة من قبل ادارة الجهود المبذولة لتحسين معاملة المدن المسيحية في عمل برنامج الامم المتحدة الانمائي في نينوى. هل يوجد اي تحسن هناك؟

لا يمكننا رؤية اي تغيير حقيقي حتى الان. وبينما يبدو ان هناك المزيد من المشاريع التي تم فتحها, فان التقارير التي تأتينا من البلدات تفيد بان جودة العمل سيئة وليست ذات اولوية لاحتياجات المجتمع. كل هذا يجري من قبل غير المسيحيين الذين لا يهتمون بالمحافظة على مجتمعاتنا. نحن نعلم ذلك.