علامات استفهام تحوم حول منح البطريرك ساكو منصب الكاردينال

بدء بواسطة ARAMI, يونيو 08, 2018, 06:07:57 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ARAMI

                       علامات استفهام تحوم حول منح البطريرك ساكو منصب الكاردينال

ليون برخو

"لا خوف من كشف مواطن الخلل ونشر الغسيل ... بل على العكس نشره ينشّط الذاكرة ويدفع الى توعية أكبر بالمسؤولية ويمهد سبيل البحث عن حلول." البطريرك ساكو

توطئة

سيرتقي البطريرك ساكو الى مرتبة الكاردينال في التاسع والعشرين من الشهر الحالي في احتفال في الفاتيكان.

وما شدّ انتباهي هو التعبئة الإعلامية التي دشنها من خلال بيان لا يختلف كثيرا عن بياناته المستمرة والتي غايتها ليست نقل المعلومة او الحدث بنزاهة وموضوعية الى المتلقي بل التعبئة لأغراض سياسية وشخصية.

ويهرع البطريرك في كل بياناته تقريبا الى مديح الذات والقاء الضوء على النفس وتضخيم الحدث والمعلومة حتى وإن كان على حساب النزاهة والمصداقية.

ومثله في هذا يشبه مثل الذي يمارس ما نطلق عليه في العلوم الاجتماعية بنظرية التجهيل      (عدم المعرفة) Theory of Ignorance او النظرية الحديثة التي نطلق عليها الهاكطولوجيا Haktology لتفسير ظاهرة تفشي المعلومات والأخبار الكاذبة في عصرنا هذا. (رابط 7).

وسأعرج على النظريتين هاتين لربطهما بالتحليل الذي سأقدمه في نهاية المقال كي أظهر ان هناك علامات استفهام كبيرة تحوم حول البطريرك ساكو وأن حدث تنصيبه كاردينالا يزيد من غيوم هذه الأسئلة سوادا.

سأضع باختصار علامات الاستفهام هذه امام القراء الكرام املا في مناقشتها.

البداية

وكنت قبل فترة وجيزة أثرت العديد من الأسئلة وقمت بتحليل معمق وطويل مع أمثلة وشواهد أظهرت فيها ان البطريرك وصل الأمر به الى استغلال "ايماننا المسيحي" من اجل الدعاية السياسية لنفسه وتعزيز موقعه وتنفيذ أجندة خاصة به، وهذا يبدو انه المراد والغاية في أغلب ما يقوم به وليس خدمة المجتمع او الشعب الذي بمعيته:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,874065.0.html

والمعطيات التي في الإمكان الاستدلال من خلالها ان هناك علامات استفهام تحوم حول البطريرك ساكو وبينها الطريقة التي تعامل فيها مع قرار تنصيبه كاردينالا كثيرة ولكنني سأكتفي بعدد محدود منها.

التضخيم والتجهيل على حساب الحقيقة

هناك تضخيم في السردية او لوي عنق الحقيقة من أجل غايات وأجندات خاصة. خذ مثلا البيان الذي نشره البطريرك حول خبر تنصيبه كاردينالا.

يقول البيان: " وجاء اسم غبطة أبينا البطريرك لويس ساكو الكلي الطوبى في المرتبة الأولى." (رابط 1).  هنا محاولة مكشوفة لخداع القارئ وتضليله. وصاحب البيان هنا يتصور أن القراء مع احترامي لا يفهمون أي شيء ويأخذون كل ما يكتبه رغم هزالته أحيانا على أنه صحيح.

هذه الجملة معناها وكأن كان هناك تنافس على المنصب وعلى المرتبة الأولى او امتحان او اختبار وجاء البطريرك ساكو الأول على مجموعته المؤلفة من 14 شخصا او كأن الذي اتخذ القرار يرى فيه أنه القمة.

وهذا ليس صحيحا ابدا ويرقى الى الغش والتضليل. اسم البطريرك ساكو اتى أولا على المجموعة لأنه يحمل لقب البطريرك الذي يبدو أن الكاتب يستخف به ويعزو كون اسمه على رأس المجموعة لاعتبارات أخرى مثل الذكاء او العمل او التأليف او التأثير او غيره.

البطريرك (او الجاثاليق) رئيس كنيسة وهو أرفع بكثير من منصب او لقب الكاردينال وهناك بعض البطاركة المشرقيين من الكاثوليك من يحترم منصبه ودرجته الكنسية هذه ورفض ويرفض كل المغريات التي تقدمها روما له لقبول تنصيبه كاردينالا. البطريرك ساكو لم يصدق الخبر ولو نظرت الى موقعه الإعلامي لرأيت أن هناك من التطبيل والمديح والتزمير وكأن العالم يمر بحدث جلل.

ويستمر التضخيم والتضليل

وهذا يذكرني بسفرته الأخيرة الى فرنسا حيث ادعى أنه في "زيارة رسمية" لباريس (رابط 2). الزيارة الرسمية هي ترجمة للمصطلح الإنكليزي state visit التي لها قواعدها الدبلوماسية، أي ان الدعوة تكون من قبل مسؤول حكومي كبير الى مسؤول حكومي كبير ومن ثمارها اصدار بيان رسمي مشترك. بأي صفة يقوم البطريرك ساكو بزيارة رسمية؟ الذي يسمع او يقرأ يتوقع ان يكون في استقباله في المطار وزير الخارجية او مسؤولون فرنسيون كبار وأنه سيعقد مباحثات في قصر الإليزيه!

ولكن من كان في استقباله في المطار وهذا يرد في البيان نفسه: "وفد كنسي برئاسة الخوري صبري آنار." بحق السماء هل هذه زيارة رسمية للجمهورية الفرنسية؟ وبحق السماء لماذا كل هذا التضليل والتضخيم؟ هل لأننا شعب مسكين ومغلوب على أمره واي واحد فينا يستغل منصبه كي يخطفنا ويضحك على ذقوننا؟

وهذه السردية ترافق تقريبا أغلب البيانات والأخبار البطريركية.

بين كاردينال وكاردينال

فقط للتذكير بالسردية التي يستند إليها البطريرك ساكو، وهي سردية التضخيم والتضليل، والتي ترافق منحه لقب الكاردينال أيضا. لنقارن هذه السردية بسردية الموقف الذي اتخذه في حينه المطران ساكو من المرحوم البطريرك عمانوئيل دلي الذي أيضا كانت روما قد منحته لقب الكاردينال.

المقاربة والمقارنة مهمة لأن الأمر لا يختلف من قريب او بعيد. وكما ان الفاتيكان نصب المرحوم دلي كاردينالا فإنه ينصب اليوم البطريرك ساكو كاردينالا. الأمر سيان. ولكن هل من قارئ جريء يذكرنا بموقف المطران ساكو في حينه من ترقية المرحوم البطريرك دلي الى درجة كاردينال؟ وما نوع التهنئة التي قدمها والأخطر من كان وراء فرض الاستقالة عليه وهل يمكن لنا كشف الأوراق والمحاولات لا بل المؤامرات وراء الكواليس لإزاحة البطريرك دلي؟ فقط للتذكير لأن هذا المعطى يقرب التحليل في هذا المقال ويؤكد النظريتين اللتين ذكرتهما أعلاه.

بين التستر والشفافية

لا أظن أنني سأجافي الحقيقة إن قلت إن البطريرك ساكو ينشر من البيانات أكثر مما تنشره دولة الفاتيكان. بيد أنه من النادر ان يصدر من قبله بيان فيه نقد ذاتي او مراجعة للذات والاعتراف بالخطأ ومن ثم العمل للوصول الى حلول.

هناك تستر واضح وخطير (وضع عدة خطوط تحت مفردة خطير) على أمور لو انكشفت قد يكون لها تبعات لا يحمد عقباها.

لماذا لا ينشر البطريرك بيانا (وهو صاحب البيانات التي لها بداية وليس نهاية) عن الشاب الذي أقام دعوة قضائية على الكنيسة الكلدانية في استراليا (رابط 3). ولماذا كل هذا التستر واخفاء قضية بهذه الخطورة بينما البطريرك يرى بأم عينيه كيف يتساقط الكبار الكبار من الكرادلة والأساقفة الكاثوليك في استراليا وأماكن أخرى كثيرة في العالم وكيف أن مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية دفعت وتدفع مليارات ومليارات الدولارات لذات السبب تعويضا لضحاياهم. (رابط 4).

وهناك محكمة أخرى في كندا فيها اتهام لقس كلداني أخر وقد تورطت فيها المؤسسة الكنسية التي يديرها البطريرك ساكو. هناك تستر على القضية من قبل الأسقف السابق في كندا الذي عرف بالأمر ولم يحرك ساكنا الا بعد خراب البصرة.

وبدلا من أن يقوم البطريرك بتعويض الضحايا المساكين من الفقراء الكلدان بعد ان قامر هذا القس بمدخراتهم، يُنقل الاسقف الى محل اخر ومن ثم يُعين أسقف أخر كان قد أدخل المؤسسة الكنسية في محاكم أمريكية كبيرة خسرها كلها ما أجبر المؤسسة الكنسية دفع مبالغ طائلة من أموال الكلدان تفوق أضعاف وأضعاف ما قامر به القس في كندا. والأسقف الذي بذّر كل هذه الأموال، وهي أموال الكلدان، في محاكم تشبه محاكم المافيا لأن الصراع فيها كان على الأموال والعقارات، يكافأ ويعين في واحدة من أفضل الابرشيات في المهجر. (رابط 5)

المال يسيل في البطريركية مثل الأنهار وبعشرات الملايين من الدولارات وفي غياب تام لأبسط قواعد الشفافية والمحاسبة ولا تقبل هذه المؤسسة برئاسة البطريرك ساكو الذي لا يصدق أنه سيصبح كاردينالا تعويض ضحايا قس مقامر وأغلبهم من المهجرين المساكين من الكلدان رغم أن المؤسسة العتيدة هذه هي المسؤول المباشر عنه. (رابط 8)

بين الكاردينال والبطريرك

البطريرك ساكو مشهود له وبأدلة دامغة كرهه للغة وثقافة وطقس وفنون وأزياء كنيسته وشعبه. وهذا ليس سرا. فهو يقوم بذلك كتابة وممارسة. وقد تم تسطير العديد من المقالات عن ذلك.  وقد كتب هو الكثير من النصوص يشن فيها هجوما عنيفا على لغة وثقافة وطقوس شعبه وكنيسته ويعمل جاهدا على تعريبها بلغة ركيكة هزيلة.

السؤال او علامة الاستفهام تكمن في إن كان للبطريرك ساكو الجراءة وهو يصبح كاردينالا بعد يوم او يومين أن ينطق ولو بكلمة واحدة او عبارة يتيمة يستهجن او يهاجم فيها الطقس اللاتيني كأن يقول إنه "طقس أجوف" كما وصف طقوسنا وفي عظة له في عيد الفصح. وكذلك ان يتجرأ ويصف الأزياء التي يرتديها الكرادلة في المناسبات ويستهجنها ويهاجمها كما هاجم أزياء البطاركة من اجداده ورفض حتى ارتدائها في المناسبات واصفا إياها والبطاركة من اجداده أنهم فيها كان مثلهم مثل سلاطين بني عثمان. (رابط 6 ورابط 9)

ولعلم البطريرك ساكو فإن الزي الرسمي للكاردينال هو شبيه وقريب من زي الاباطرة الرومان الوثنيين وأعضاء مجلس شيوخهم. فهل له الجراءة أن يهاجهم بنفس العبارات التي استهجن فيها اجداده البطاركة لأنهم التزموا بالموروث الثقافي واللغوي والتقليدي لشعبهم وكنيستهم؟

وكذلك فإن بعض النصوص التي ستتلى عند التنصيب هي نصوص تعود الى القرون الوسطى وهي زراعية واقطاعية. فهل سيهاجمها كما هاجم ويهاجم نصوصنا؟

ومن ثم فإن الكثير من النصوص الكنسية التي يرتلها الكرادلة هي نصوص لاتينية رتيبة كتبت لتلبية حاجة الفلاحين الاوربيين في زمن الأقطاع من قبل ملافنة لاتين وهي زراعية أيضا. فهل سيستهجنها البطريرك ساكو ويؤنها كما يفعل بنا وبطقوسنا ولغتنا وثقافتنا وأزيائنا وفنونا؟ مجرد أسئلة او علامات استفهام. (رابط 6 ورابط 9)

البطريرك والرهبنة الكلدانية – علامة استفهام كبيرة

هناك علامة استفهام كبيرة حول علاقة البطريرك ساكو مع الرهبنة الهرمزدية الكلدانية. وسترافقه هذه العلاقة الى الفاتيكان حيث سيتم تنصيبه كاردينالا وما بعد مرحلة الكاردينال.

البطريرك ساكو قدم شكوى ضد الرهبنة لدى المجمع الشرقي في الفاتيكان، وهذه سابقة سلبية حسب علمي لم تقع في تاريخ الكنيسة الكلدانية. لماذا؟ لأن الرهبنة تصارع من اجل استقلاليتها والحفاظ على الموروث والإرث واللغة والطقس، وهذا يعارض سياسة التأوين الهدامة. (رابط 10)

وبعد محاولات حثيثة نشر الفاتيكان رسالة توضيحية حثت فيه البطريرك على الصلح مع الرهبنة والتعايش معها ومساعدتها، ولكن البطريرك قفز على البيان ومطه ومده وضخمه لمديح نفسه ونجاح شكواه وسياساته ومواقفه ضد الرهبنة من اجل إخضاعها والعمل على تنشئتها (المعنى المعجمي للتنشئة هو التربية). (رابط 11)

وبعد أن حصل على وصاية مؤقتة عليها عمد البطريرك الى هدم هذا الصرح وذلك بتشجيع الرهبان على ترك الرهبنة وقدم لهم العون وساعدهم وعينهم في خورناته وأبرشياته. أسماء الرهبان الذي تركوا الرهبنة وانضموا الى البطريرك ساكو وهو يقوم اليوم بتغطيتهم موجودة لدي ولكن لن أذكرها حفظا على الخصوصية وأمل الا اضطر الى نشرها.

هل بإمكاننا أن نذكر البطريرك بالمعمعة والمعركة حامية الوطيس التي شنها ضد الرهبان الكلدان (الخارجون على القانون والمتمردون، حسب لغة البطريرك) في أمريكا والجرح العميق الذي احدثته والذي لا يزال ايلامه محسوسا؟ وهل بإمكاننا أن نسأل البطريرك لماذا أنت بالذات تقوم بالأعمال ذاتها وذلك بتخريب الرهبنة من خلال منح ملجأ لكل من يهرب منها بمساعدتك بينما قمت بشن حرب على الأخرين من الذين قدموا مأوى للرهبان الذين تركوا رهبنتهم؟

عود على بدء

الشعوب والمؤسسات التي على الهامش والتي لا تكترث بل تهتف لكل صغيرة وكبيرة دون إثارة أسئلة تقع ضحية لنظرية التجهيل او عدم المعرفة Theory of Ignorance  ونظرية الهاكطولوجيا Theory of Haktology. حسب النظرية الأولى تعمل المؤسسات لا سيما الشمولية منها – والمؤسسات الدينية أغلبها شمولية – تعمل جهدها ان تخفي المعرفة والمعلومة الصحيحة عن أتباعها. زيادة المعرفة معناه تقليص سلطة المؤسسة الشمولية والنحو صوب الشفافية. غياب المعرفة معناه زيادة التسلط والتعسف والظلم والجهل بالأمور. ونظرية الهاكطولوجيا تقدم لنا تفسيرا لظاهرة الأخبار والمعلومات الكاذبة: كيف تنشأ، وكيف تنتشر ولماذا وكيف يتقبلها الناس. (رابط 7)

======


رابط 1
http://saint-adday.com/?p=23791
رابط 2
http://saint-adday.com/?p=22640
رابط 3
https://onlineregistry.lawlink.nsw.gov.au
رابط 4
https://www.nytimes.com/2017/06/28/world/australia/cardinal-george-pell-charged-sexual-abuse.html
https://www.washingtonpost.com/
رابط 5
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=832145.0
رابط 6
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=791774.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=793177.0
رابط 7



https://onlineregistry.lawlink.nsw.gov.au/content/court-lists#/
رابط 8
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,874065.0.html
رابط 9
https://saint-adday.com/?p=22900
رابط 10
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=856097.0
رابط 11
https://saint-adday.com/?p=19937
-



رابط المقال لمن يريد الاطلاع على الردود
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,877796.0.html