هل يعتمد النازحون تقويما جديدا / فيليب سعيد ابراهيم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 17, 2015, 10:04:03 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

هل يعتمد النازحون تقويما جديدا


برطلي . نت / بريد الموقع

فيليب سعيد ابراهيم

كل امه عبر التآريخ البشري وضعت لنفسها تقويما سنويا حددت بموجبه عدد فصول السنه وعدد اشهرها وربطوا ذلك بحوادث مهمه فالرومان اعتمدوا في تقويمهم تأريخ بناء مدينة روما والاشوريون والبابليون اعتمدوا الانقلاب الربيعي والعالم المسيحي اعتمد تأريخ ميلاد الرب يسوع المسيح اما النازحون من سهل نينوى يبدوا انهم اختار يوم 6\8\2014
بداية لتقويم جديد يبدأ بشهراب وينتهي بشهر اب بالحدث الجلل الذي افقدهم صوابهم الى الان وهو التهجير القسري من الديار وفقدان كل شئ بما فيها الوطن وبداية الرحله نحو المجهول والاغتراب الايحق لهذه النكبه ان يعتمد لها تقويما خاصا خوفا من ضياع الذاكره والاحلام باجندة الايام العاديه.وتقويم النازحون هذا يتكون من اربع فصول قاسيه فالصيف اللاهب هو المدخل الى التهجير وخريفه الحزين الذي بكى على حالهم اما الشتاء فهو القاسى بامطاره وبرده الذي تغلل الى الاجساد بدون استثناء اما ربيعه فتميز بازهاره الذابله التى تأبى ان تفوح منها رائحه زكيه .
وعليه اقام النازحون احتفالاتهم بحلول راس السنه التهجيريه الاولى يوم 6 -8-2015 ولكن بوجوه حزينه متعبه فالكل تذكر الفاجعه التى اخذت طريقها الى ذاكرة الاطفال قبل الشيوخ وخلال الاحتفال تعالت اصوات الاستنكار والتنديد بالماساة امام ممثلية الامم المتحده وا نيرت الشموع وقرعت اجراس الكنائس كما رتلت الجوقات الترانيم والصلوات وقدمت التضرعات الى الله لرفع هذه الغمه وساهم الشعراء والكتاب بما جادت قرائحهم فى تشخيص هذه النكبه وكانت عيون اغلب الحاضرين من النازحين شاخصه الى بلداتهم ودورهم وكنائسهم وجدرانها والطفوله الشاخصه عليها وما عانوه اثناء رحلة النزوح الطويله للوصول الى المكان الامن والسكن فى الخيم المتهرئه وهياكل الابنيه غير المكتمله وما وفرته الدوله لهم من مستلزمات البؤس والشقاء كونهم مواطنون متميزون ؟؟؟
والملفت للنظر ان وسائل الاعلام والفضائيات لم تعر هذه المناسبه اهميه تذكر (عدا قناة عشتار) وهم يتنعمون بقلة الموارد الماليه اللازمه لديمومة الحياة وكثرة الامراض التى غزت خيمهم وكرفاناتهم قبل اجسادهم.
وما لبثت الاحتفالات ان انتهت حتى بدأ النازحون يدخلون اليوم الاول من السنه التهجيريه الثانيه وعاد الحال كما كان وتبخرت الساعات الورديه القليله التى عاشها كل نازح وبدأ ت صورة العوده الى الديار تسير بعكس اتجاهه وكادت تتحول الى سراب لا يمكن ادراكه,فعاد الساكنون فى المدن المعلبه (الكرفانات) الى مزاولة اعمالهم اليوميه فى قتل الوقت
واجترار حكايات الماضى الذي بدأوا يشكون فى عودته اما الساكنون فى الدور المؤجره فعادوا الى صراعهم مع مالكي العقارات من اجل تخفيض بدلات الايجارات لكن دون جدوى, كما عادوا ايضا الى ارقامهم وتسلسلاتهم فى قوائم لجان الاغاثه وعاد جارنا النازح الرجل الستيني الجلوس صباحا تحت ظل شجرة اليوكالبتوس وتحت ظل بناء عالى مساءا يرافقه فى ذلك ذكرياته التى غزاها الاصفرار وعلبة السكاير ومذياع صغير لعله يذيع بشرى العوده الى داره.
اما النازحون الى دول الجوار يبدوا انهم لم يتمكنوا من الاحتفال براس السنه التهجريه الاولى لانشغالهم بالبحث عن فرصة عمل والانتظار امام مكاتب الامم المتحده لتحديد مواعيد التوطين والمقابلات فهم معذورون.
وختاما قام النازحون بوضع ذاكرتهم تحت التبريد الشديد وما تحويه من صور الماضى حتى لا تتأثر بدرجات الحراره العاليه حفاظا عليها من التلف الا ان الدور والاراضي هناك لا زالت مغتصبه وحلم العوده اليها يشغل الجميع واتمنى ان لا يطول هذا الحلم وان لا تبدآ رحله جديده نحو مجهول جديد ثم يبدأ تقويم اخر وهذا ما اخشاه

فيليب سعيد ابراهيم
15/8/2015

سعدي شابا ابراهيم

عاشت ايدك أبو فادي . بالمناسبة لدي بحث عن التقاويم منذ بدء الحضارة الإنسانية إلى آخر تقويم صدروهو بحدود 350 صفحة فلا ضير أن أضيف تقويمك هذا لكي لايُنسى ( كما أن أخوتنا الأقباط يستعملون تقويماً يطلقون عليه تقويم الشهداء ). ونسمي كل شهر بأسم معين ولكل مرحلة من مراحل التهجير وعدد أيامه بعدد آلام الأطفال والنساء والحوامل والمرضعات والمسنين والمسنات والمعوقين والمثقفين . ليكون تقويماً لاتنساه الأجيال القادمة ليشهد على فداحة الحدث وجسامته وخطورته .هذا إذا بقي منّا أحد ليكتب وآخر ليقرأ .