النص الكامل لكلمة قداسة سيدنا البطريرك المعظم الرسمية بمناسبة عيد الميلاد المجيد

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 01, 2013, 07:17:24 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

النص الكامل لكلمة قداسة سيدنا البطريرك المعظم الرسمية بمناسبة عيد الميلاد المجيد


برطلي . نت / متابعة

أيها السامعون الكرام:

في هذا العيد المجيد، نتوجّه بالتهاني الخالصة إلى أبنائنا وإخوتنا في سوريةَ الحبيبة، سورية المجد والتاريخ، سورية الحزينة المكلومة، التي تعيش أحداثاً دامية، ونقول لهم مسلمين ومسيحين: إننا معهم في السراء والضراء، ففرحهم فرحنا وحزنهم حزننا وخسارتهم خسارتنا وأملهم أملنا. وندعوهم إلى التشبّث بأرضهم، ووجودهم ودورهم الوطني والحضاري، فلا بديل عن الوطن، فتشبَّثوا بوطنكم وتاريخكم.

نحن كنّا في هذا البلد منذ بدء التاريخ، وأجدادنا السريان الآراميون هم الذين بنوا في دمشق المعبد الآرامي الذي تحوّل إلى كنيسة ثم إلى المسجد الأموي. والذين قرأوا التاريخ بعناية وموضوعية يعرفون أن لأجدادنا في تاريخ هذا البلد بصماتٌ لا تمحى، وعلاقاتُ حُبٍ ومودةٍ وتعايش مميزة، لا تزول ولا تندثر.

لنا في سوريةَ الشيء الكثير الكثير، ولها عندنا القلب والمحبة والمشاعر والإخلاص.

وفي عيد الميلاد نهنئ أبناءَنا الروحيين الذين غادروا الوطن إلى المغتربات لأسباب مختلفة، وشكّلوا جاليات كبيرة في أوروبا وأستراليا والأميركيتين والهند وغيرها، وندعوهم اليوم إلى إبقاء الوطن الأم سورية في قلوبهم وعقولهم، ونقول لهم: إن الوطن اليوم بحاجةٍ ماسةٍ إليكم أكثر من أي يومٍ مضى، فلا تتخلوا عن سورية، ولا تنسوا كنيستكم السريانية التي هي كنيسة سورية بالذات، التي منها أطلق السيد المسيح رسالة السلام بلغته وباللغة السريانية المقدسة، لغةُ سورية القديمة. فنحن لها وهي لنا، نعيش فيها في محبة مع الجميع، ونعمل من أجل رفعَتها وتقدّمها وعظمتها، كما عمل آباؤنا منذ بدء التاريخ، كل من فيها أخ لنا، وكل ما فيها عزيز علينا.

وفي هذا العيد السعيد، عيد السلام والمحبة والتضحية، ونكران الذات، تهفو أفئدتنا إلى السلام... فالأمن والسلام هو حُلمنا الجميل ورسالتُنا الخالدة، وهو جوهر ديننا السماوي، والسلام لا يمكن أن يكون سلاماً، إذا لم يقمْ على أسس العدل الثابتة.

فالسلام ليس كلمةً تُقال، ولا شعاراً يُرفع، ولا لافتةً تُعلّق، ولا صفقةً تُعقد.
السلامُ قضيةُ مصيرٍ، ومستقبلٌ وحياةٌ، وكرامةٌ، وسيادةٌ، وأرضٌ، وحقوقٌ، وواجبات.

والعملُ من أجل السلام، أشدُّ صعوبةً وتعقيداً من الحرب، والخطأ فيه أبلغُ أثراً من الخطأ في القتال.

وشعبنا السوري الأبي، يعرف هذه الحقائق جيداً ويؤمن بها، ولذلك رفض ويرفضُ كلَّ حلّ جزئي يضرب وحدةَ سورية أرضاً وشعباً، ويزرعُ بذور الفتنة والنزاعات والصراعات، وأخطأ من راهنَ على الوحدة الوطنية في سورية، التي هي سرُّ قوّتِها وصمودِها وضمانُ تقدّمِها.

نقولُ هذا بثقةٍ... ونبشّرُ بالفجرِ القادمِ إلى سورية، لأنَّ الله ليس مع الظلم والقهر والطغيان والتعصّب، فعندما تكون إرادتُنا واحدة، فبقوةِ الله تعالى يتحوّلُ الضعفُ قوةً، والتفرّقُ وحدةً، واليأسُ أملاً، والتشاؤمُ تفاؤلاً، فَدَمُنا ليسَ أرخصُ من دماء الشعوب الأخرى، وبلدنا ليسَ أقلُ حصانةً من الدول الأخرى، وشعبنا ليس أقلُ وطنيةً وإرادةً وتمسكاً بالحرية والسيادة من الشعوب الأخرى.

وإننا من هذا المكان المقدس، ندعو جميع السوريين الأعزاء، «تعالوا لنجتمعَ إخوةً معاً» (من الكتاب المقدس)، «تعالوا إلى كلمةِ سواءٍ بيننا وبينكم» (من القرآن الكريم)، تعالوا لنُشعلَ في نهاية النفق المظلم الذي وصلنا إليه منارةً تهدينا إلى ما هو خيرٌ لنا جميعاً، وَتَضمنُ لأبنائنا مستقبلاً جميلاً.

إننا نناشدُ جميع أصحاب القرار، وذوي النوايا الطيبة في سورية، لوقف العنف بكل أشكاله، وحقن الدم السوري الثمين، والجلوس إلى طاولة الحوار. الحلُّ الوحيد الذي يوقف الخسائر البشرية والمادية، ويضمنُ للجميع حقوقَهم المشروعة، ويجسد المعنى الحقيقي للديمقراطية، شريطة أن تكون سورية للسوريين وحدَهم فقط.

ومن هذا المِنبَر المقدس نَستمطرُ شآبيبَ الرحمة لشهداءِ سورية، ونعزّي جميعَ الأسر الحزينة والمنكوبة، ونحيي الجيش العربي السوري المقداد، ونُثني على همّةِ كلِّ شريفٍ ومخلصٍ يبذل قصارى جهده من أجل أبناء بلده، وخير وطنه.
ويطيب لنا في هذا العيد المجيد أن نهنّئ سيادة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، وجميع المخلصين معه، ونسأل الرب الإله أن يُلهمه الحكمة ليجمع شملَ أبناء البلد الواحد، وأن يحقق آمال السوريين ببناء سوريةَ الجديدة، كما يُريدها السوريون. كما نهنئ أيضاً فخامة العماد ميشيل سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية داعين له بالتوفيق وللبنان العزيز التقدم والازدهار.

وكل عام وأنتم بألف خير.
25/12/2012

إغناطيوس زكا الأول عيواص
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس

يوسف الو

أين العراق ومسيحي العراق من كلمة البطريرك ؟؟ هل تعافى مسيحيوا العراق بشكل تام كي لايذكرهم في كلمته وهل عم السلام في العراق ونيجيريا وليبيا ومصر وغيرها كي يغيبوا عن كلمة البطريرك ؟؟ أم ان بطريركنا هو لسوريا ومسيحي سوريا فقط وللرئيس اللبناني  ؟؟؟ هذه أسئلة موجهة بشكل مباشر لمار أغناطيوس زكا الأول عيواص الذي هو عراقي ومن مدينة الموصل !!!