العودة إلى حض الوطن

بدء بواسطة جورج غرزاني, يونيو 09, 2015, 09:55:20 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

جورج غرزاني

العودة إلى حض الوطن








جورج غرزاني / ناشط مدني  في حقوق السريان والأقليات

كنا نطالب دائماً وبشكل مستمر، من خلال كتاباتنا أو أحاديثنا، مع مسؤولين أو أشخاص عاديين، بعودة كرسي كنيسة المشرق الآشورية إلى بلاد الرافدين، من مقره المؤقت في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، ولم نقطع الأمل أبداً في ذلك إلى أن تحقق هذا الحلم الكبير، حيث أعلن أحد مطارنة الآشوريين المشرقيين عن نقل هذا الكرسي إلى بلاد الرافدين، بمجرد إنتخاب البطريرك الجديد خلفاً للبطريرك الراحل مار دنخا، إذ لا يمكن للبطريرك أن يكون بعيداً عن شعبه الذي غدره الزمن، ووطنه الذي هانى الويلات، ويعيش في بلاد الإغتراب، بل يجب أن يكون قريباً من هموم ومشاكل وتطلعات شعبه ويلمسها لمس اليد ليجد لها الحلول في ظل غياب قادة أحزابنا وتنظيماتنا عن معاناة شعبنا وملتهين بالمناصب والكراسي والخطابات الرنانة التي لا تقدم ولا تؤخّر وقد مللناها بالأساس، فحتى هذه اللحظة لا توجد هيئة أو تنظيم يمثلنا بالشكل الصحيح ويتطلع إلى تحقيق ما نصبو إليه من آمال وطموحات على مستوى المصير والحقوق المشروعة لنا.
نحن كشعب فقدنا الأمل بتلك التنظيمات والأحزاب الإسمية بالشكل فقط دون وجود أفعال تذكر، عسى أن يقوم رجال ديننا بملئ هذا الفراغ المروِّع، رغم الوسائل التي تستعملها هذه التنظيمات والأحزاب لهذا الشعب المسكين الذي لاحول ولا قوة له، ولكن دون جدوى.
اننا نرحِّب بهذه الخطوة التاريخية بنقل الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية إلى حضن الوطن، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إثبات وجودنا في هذه الأرض المباركة، عبر التاريخ منذ آلاف السنين وترسيخ مبدأ التعايش بين مكونات شعب بلاد الرافدين وتثبيت كل ذلك التنوع في الدستور في كل من أقليم كردستان وفي دستور الحكومة المركزية.
إن هذه الخطوة الجبارة بإعادة الكرسي البطريركي إلى حضن الوطن، ستبقى علامة فارقة في تاريخ الكنيسة المشرقية الآشورية وشقيقاتها من الكنائس التي تعتمد الطقس السرياني في صلواتها وأحاديثها.