تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

صحافة المطابخ

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 09, 2011, 08:03:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

صحافة المطابخ

الاستاذ متي كلو

أنهى "وليد" دراسته الثانوية وبمعدل يؤهله لدخول الجامعة ولكن لضيق حالته  المادية بدا بالبحث عن وظيفة في دوائر الدولة أو الشركات الخاصة  وطرق كل  الأبواب و تسكع في شوارع  الرشيد والسعدون والجمهورية والاعظمية والكاظمية ولكن دون جدوى، وبعد عدة اشهر  لاحظ لافتة صغيرة  تعلو إحدى البنايات في حي البتاويين وكتب على متنها "الشركة بحاجة إلى عمال" وتفحص فوق باب البناية كانت لافتة كبيرة تشير بأنها شركة لتصنيع واستيراد المواد  الكمالية الصحية  فقرر الدخول والاستفسار عن نوع العمل الذي يتوفر في هذه الشركة، استقبله موظف الاستعلامات ورحب به وطلب منه الانتظار ريثما يبلغ مدير الشركة، لم تمضِ دقائق قصيرة حتى طلب منه الدخول لمقابلة "الحاج مقبل"مدير الشركة، رحب به واستفسر منه عن مؤهلاته  وقال له أن هذه الوظيفة تتطلب الانخراط في دورة تدريبية  لمدة أسبوع تبدأ بعد ثلاثة أيام مع الآخرين وبعدها يستطيع العمل كممثل لتسويق منتجات الشركة إلى الصيدليات ومحلات التسوق في العاصمة .

حضر مبكرا إلى مقر الشركة وعند الساعة الثامنة صباحا كان مع ثلاثة آخرين في غرفة مدير التسويق للاستماع إلى شرح مفصل حول طرق التسويق للمواد التي تتعامل بها الشركة والحوافز التي يحصل عليها الموظف إضافة إلى الراتب الرمزي الذي يتقاضاه الموظف وكانت أهم التفاصيل التي استمع إليها مع زملائه أوليات العمل كما يلي :

سوف يستلم كل منكم حقيبة وفي داخلها المواد التي يتم تسويقها ولكن قبل زيارة  صاحب الصيدلية أو محل التسوق يجب أن تبحث مسبقا عن هوايات هذا الشخص ومثال ذلك، عندما تعلم بان المعني له هواية جمع المسابح" فعليك أن تضع فوق المواد مسبحة مميزة وتعرف نوعيتها وعندما تقصد صاحب العمل وتفتح الحقيبة فيشاهد المسبحة ويسألك عن المسبحة ويعلم انك تشاركه هواية المسابح وتكون بداية جيدة لتسويق المواد وإذا كان الأخر من هواة جمع الطوابع فعليك أن تضع ألبوما صغيرا للطوابع وإذا كان الأخر يبحث عن الكتب والمطالعة فعليك أن تضع في حقيبتك كتابا ثقافيا وليس سياسيا وهكذا تستطيع أن تنافس الآخرين في تسويق المنتجات التي نستوردها. وعمل في هذه الوظيفة لأكثر من سنتين ولكن تركها بعد أن وجد وظيفة في إحدى مؤسسات الدولة في إحدى مدن الجنوب وترك زملائه بعد أن احتفوا به في إحدى الأمسيات على شارع أبي نؤاس.

ومرت السنوات الطويلة كموظف  وتقاعد  بعد 25 عاما وعاد إلى بغداد، وعندما اشتد الحصار الاقتصادي  في البلد وتأثير هذا الحصار على كافة أبناء الشعب ومن ضمنهم "وليد" قرر أن يفتح محلا لبيع المواد الغذائية، وفي يوم مشمس، كان جالسا أمام محله جاءته حسناء فاتنة ذات شعر أشقر ، تحمل حقيبة دبلوماسية، دخلت المحل وكان ابنه داخله، وكانت تتكلم  بدلع وتضحك بغنج: 

هل درست شيئا عن التسويق يا ابتني! أجابت كلا ولكن والدي كان يعمل عملا كهذا وهنا سألها عن اسم والدها فقالت " فيصل" وهنا قال لها هل تقصدين "فيصل الفلاني" وأجابت نعم، فقال لها أرجو ان تبلغيه تحياتي وقولي له "وليد الفلاني" الذي تعلم معك في أيام الشباب هذه الطريقة في التسويق عند "الحاج مقبل" بعد أن أعلمت الفتاة والدها التقائها "وليد" سارع "فيصل" بالاتصال بزميله القديم هاتفيا وجرى بينهما حديث حول تلك الأيام وكيف كانا يتسابقان في الحصول على طلبات المحلات المنتشرة في بغداد الحبيبة، واعلمه انه سوف يترك الوطن بعد اشهر قليلة إلى مدينة اغترابية، واقفل الهاتف متمنيا له التوفيق في حياته .

بعد ثلاث سنوات رن هاتف "وليد" ليكون على الطرف الأخر صديقه "فيصل" فيخبره بأنه مقيم في مدينة اغترابية منذ سنتين وهو يصدر مجلة فنية، ويصدرها من المنزل!  ويحصل على تمويل المجلة وإصدارها من الإعلانات وهنا سال "وليد" صديقه "فيصل":

إلا يرهقك وأنت تبذل مجهودا كبيرا في جمع الإعلانات للمجلة. 

هنا قهقه فيصل وقال لصديقه "وليد":
-  ما تعلمته من "الحاج مقبل" علمته لزوجتي وابنتي في الحصول على الإعلان ويحصلن على الإعلانات "بسرعة فائقة " وليس بمجهود كبير!

صمت وليد  لحظات  ثم  قال :

ما شاء الله ... واقفل سماعة الهاتف .