أراضي دير مار كبرئيل .. لم ُتحسم لصالح الكنيسة السريانية

[برطلي دوت نت]

أراضي دير مار كبرئيل .. لم ُتحسم لصالح الكنيسة السريانية

على أثر حسم الدعوى القضائية الثانية بخصوص أراضي دير مار كبرئيل، والتي لم تحسم لصالح الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، أبرق قداسة البطريرك المعظم مار إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس ، إلى نيافة الحبر الجليل مار طيمثاوس صموئيل أقطاش مطران طورعبدين، يعرب بها عن أسفه لهذا الخبر المؤلم، وتمنياته أن يعود هذا الصرح السرياني الكبير إلى أمجاده الخالدة، خاصة وأن أنظار السريان في جميع أنحاء العالم تتوجه إلى دير مار كبرئيل.

وأكد قداسة البطريرك عيواص بأنه كلف نيافة الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم بإجراء إتصالاته تحضيراً لزيارة قداسة البطريرك  عيواص شخصياً إلى أنقرة على رأس وفد من المطارنة لحل هذه المشكلة.

وفيما يلي النص الكامل للرسالة:

ܡܢܝܢܐ: ܩܨ/ ܒ̱ܝܐ
ܣܝܩܘܡܐ: ܟܘ/ܒ/ܒ̱ܝܐ


ܙܗܝܘܬܗ ܕܐܚܘܢ ܡܥܠܝܐ ܡܪܝ ܛܝܡܬܐܘܣ ܫܡܘܐܝܠ ܐܩܛܫ܆
ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܛܘܪܥܒܕܝܢ܆ ܪܡ ܐܝܩܪܐ.

ܨܠܰܘܬܐ ܘܚܽܘܒܳܐ ܘܰܫܠܳܡܐ ܒܝܶܫܽܘܥ ܡܰܚܝܳܢܳܐ ܕܐܢܳܫܽܘܬܰܢ ܠܟܽܘܢ ܦܳܫܛܺܝܢ܆ ܘܳܐܡܪܺܝܢܰܢ:

ܕܗܳܢܳܐ ܟܽܠܶܗ ܚܰܫܢܰܢ ܒܰܓܒܽܘܠܝܐ ܟܺܝܬ ܘܰܩܒܽܘܠܝܐ ܕܰܥܕܰܟܺܝܠ ܒܰܐܬܪܳܐ ܩܰܕܺܝܫܳܐ ܕܰܐܒܳܗܬܢ ܣܽܘܪܝܝܐ ܡܶܢܗܘܢ ܕܣܳܢܝܰܝ ܫܪܳܪܐ ܩܰܝܳܡܺܝܢ܆ ܡܰܠܽܘܢ ܕܶܝܢ ܟܰܕ ܐܶܫܬܰܘܕܰܥܢܰܢ ܕܒܶܝܬ ܕܺܝܢܳܐ ܠܽܘܩܒܰܠ ܐܰܪܥܳܬܐ ܕܥܽܘܡܪܳܐ ܡܰܠܰܐܟܳܝܳܐ ܕܡܳܪܝ ܓܰܒܪܺܐܶܝܠ ܠܰܙܒܰܢܬܐ ܕܬܰܪܬܶܝܢ ܚܽܘܪܩܳܢܳܐ ܚܪܰܩ ܡܪܺܝܡܳܢܳܐ܆ ܛܳܒ ܐܶܬܟܡܰܪܢܰܢ. ܐܶܠܳܐ ܒܪܰܡ ܒܰܫܟܺܝܚܘܬܟܘܢ ܕܒܰܐܪܥܳܐ ܕܰܐܒܳܗܬܐ ܐܶܬܒܰܝܰܐܢܰܢ܆ ܘܰܕܠܳܐ ܠܰܡ ܡܰܪܦܶܝܢ ܐܰܢܬܘܢ ܐܰܬܪܳܐ ܠܰܒܥܶܠܕܒܒܶܐ ܗܳܢܽܘܢ ܕܦܺܐܪܐ ܫܳܛܽܘܪܐ ܘܡܰܪܺܝܪܐ ܠܟܽܘܢ ܡܬܰܪܣܶܝܢ܆ ܡܗܰܝܡܢܺܝܢܰܢ. ܟܰܕ ܡܶܢܶܗ ܕܡܳܪܝܳܐ ܡܪܰܝܡܳܐ ܫܳܐܠܺܝܢܢ܆ ܕܰܠܟܽܘܢ ܠܒܺܝܒܽܘܬܐ ܢܶܬܶܠ܆ ܘܬܽܘܩܦܳܐ ܕܗܰܝܡܳܢܽܘܬܳܐ ܠܟܘܢ ܢܰܛܐܶܒ܆ ܕܢܳܛܽܘܪܐ ܠܥܽܘܡܪܐ ܩܰܕܺܝܫܐ ܕܡܳܪܝ ܓܰܒܪܐܝܠ ܠܡܺܐܡܰܪ ܘܰܠܛܘܪܥܒܕܝܢ ܦܰܪܕܰܝܣܐ ܒܪܺܝܟܐ ܕܣܽܘܪܝܝܐ܆ ܬܶܫܬܰܪܪܽܘܢ. ܐܰܟܡܳܐ ܕܰܒܙܰܒܢܶܐ ܡܛܰܪܦܐ܆ ܥܰܣܩܬܐ ܡܶܕܶܡ ܣܰܝܒܰܪܬܽܘܢ ܘܰܣܒܰܠܬܽܘܢ܆ ܘܗܳܟܰܢܳܐ ܦܰܩܚܳܐ ܗܝ ܠܰܡܣܰܝܒܳܪܽܘ ܬܪܺܝܨܳܐܺܝܬ ܒܰܕܗܰܝܡܳܢܽܘܬܳܐ ܠܳܐ ܡܛܰܘܰܫܬܳܐ ܘܰܡܣܰܬܰܬܬܳܐ ܐܺܝܬ ܠܟܽܘܢ ܡܶܛܽܠ ܫܡܶܗ ܕܡܳܪܝܳܐ ܡܒܰܪܟܳܐ܆ ܘܠܳܐ ܕܰܡܚܰܓܪܳܐ ܒܚܽܘܫܳܒܐ ܚܶܫܽܘܟܳܝܐ.

ܘܡܶܢ ܩܶܨ ܗܳܟܰܢ܆ ܡܦܺܝܣܺܝܢܰܢ ܡܢܗ ܕܡܳܪܝܳܐ ܚܰܝܠܬܳܢܳܐ ܘܰܐܚܺܝܕ ܟܽܠ ܕܰܢܙܰܡܶܢ ܠܟܽܘܢ ܠܒܽܘܣܳܡܳܐ ܪܚܺܝܡܳܐ ܘܚܰܒܺܝܒܳܐ ܘܠܰܘ ܠܦܽܘܢܳܩܳܐ ܕܰܡܗܰܒܶܒ ܘܚܳܡܶܐ. ܐܳܦ ܘܚܰܝܐ ܕܠܳܐ ܥܳܩܬܳܐ ܘܛܽܘܒܬܳܢܶܐ ܠܟܽܘܢ ܢܫܰܟܶܢ. ܒܥܳܬܰܢ ܕܶܝܢ ܡܶܢܟܽܘܢ ܐܰܝܟ ܦܰܛܪܝܪܟܐ ܘܰܐܒܳܐ ܕܓܰܘܳܐ ܐܺܝܬܶܝܗ ܕܰܬܚܰܦܛܽܘܢ ܠܟܽܠܗܽܘܢ ܗܰܕܡܝ ܡܰܪܥܺܝܬܟܽܘܢ ܚܣܺܝܡܬܳܐ ܘܰܡܚܰܣܰܢܬܳܐ ܠܡܺܐܡܰܪ ܘܠܰܒܢܰܝ ܥܽܘܡܪܳܐ ܡܰܠܰܐܟܳܝܳܐ ܕܡܳܪܝ ܓܰܒܪܺܐܶܝܠ ܗܳܝ ܕܰܒܓܽܘܒܳܐ ܕܰܦܣܳܩ ܣܰܒܪܳܐ ܗܶܢܽܘܢ ܠܗܽܘܢ ܠܳܐ ܢܰܪܡܽܘܢ܆ ܒܗܳܝ ܕܡܶܢ ܟܰܕܽܘ ܠܰܢ ܝܺܕܺܝܥܳܐ ܕܢܰܨܺܝܚܽܘܬܟܽܘܢ ܡܣܰܝܒܪܳܐ ܫܚܳܩܐ ܘܛܽܘܪܦܐ ܕܡܰܪܓܙܳܢܶܐ.

ܐܶܫܬܰܡܫ ܣܘܕܐ ܒܶܝܬ ܠܰܢ ܘܰܠܫܽܘܠܛܳܢܳܐ ܥܶܠܳܝܳܐ ܕܬܽܘܪܟܳܝܳܐ ܒܝܰܕ ܡܥܰܠܝܽܘܬܶܗ ܕܰܐܚܽܘܢ ܙܰܗܝܳܐ ܡܳܪܝ ܓܪܺܝܓܽܘܪܺܝܽܘܣ ܝܽܘܚܰܢܳܢ ܐܰܒܪܳܗܳܡ܆ ܕܕܰܠܡܳܐ ܡܶܫܟܚܺܝܢܰܢ ܒܰܩܢܽܘܡܰܢ ܠܰܡܨܳܒ ܠܰܐܢܩܰܪܰܐ ܕܝܰܬܺܝܪܳܐܺܝܬ ܢܒܰܚܶܢ ܡܶܛܽܠ ܨܒܽܘܬܐ ܕܰܐܪܥܳܬܐ ܕܡܳܪܝ ܓܰܒܪܺܐܶܝܠ. ܟܰܕ ܕܶܝܢ ܦܽܘܢܳܝܳܐ ܣܳܝܽܘܡܳܐ ܡܩܰܒܠܺܝܢܰܢ܆ ܥܬܺܝܕܺܝܢܰܢ ܕܢܰܘܕܰܥ ܠܪܶܚܡܰܬ ܐܰܠܗܳܐ ܕܺܝܠܟܽܘܢ ܡܶܛܽܠ ܡܶܐܬܺܝܬܰܢ.

ܒܰܕܓܘܢ ܗܘܰܝܬܽܘܢ ܚܠܺܝܡܺܝܢ ܘܚܳܕܶܝܢ ܘܡܰܨܠܚܺܝܢ ܒܡܳܪܰܢ܆ ܘܛܰܝܒܽܘ ܕܡܳܪܝܳܐ ܥܰܡܟܽܘܢ܆ ܘܰܐܒܽܘܢ ܕܒܰܫܡܰܝܳܐ ܘܫܰܪܟܳܐ.


ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܙܟܝ ܩܕܡܝܐ ܕܒܝܬ ܥܝܘܐܨ
ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܕܟܠܗ ܡܕܢܚܐ

http://syrian-orthodox.com/readnews.php?id=858

دير مار كبرئيل ودير الزعفران
   
دير مار كبرئيل :
هو عماد أديرة طور عبدين وأكبرهم مساحة يقع شرقي مديات ب (24) كم أسسه مار شموئيل الصوري ومار شمعون القرتميني سنة ( 397) م فعرف أولاً باسمهما ثم دعي باسم مار كبرئيل القسياني الذي كان رئيسه ومطرانه حتى سنة ( 668) م وهؤلاء من أشهر قديسي الدير ،بلغ عدد رهبان الدير في العهد الذهبي ( 1800) راهب ، ضم مدرسة تخرج منها معلمون ورعاة من ضمنهم أربعة بطاركة  ، ومفرياناً  و(79) مطراناً ، كان الدير مركز مطرانية طور عبدين من ( 615- 1045) م ثم صار مطرانيةً  لجزء كبير من بلاد طور عبدين .
واليوم يرعى الدير ويترأسه المطران مار  صموئيل أقطاش ( مطران طور عبدين ) ويهتم بإصلاح الدير وتطويره  ، ففي الدير مدرسة اكليركية تضم (35) طالباً اكليركياً ، ومديراً للدير حائز على شهادته من جامعات إنكلترا .
والكثيرين من رجال الدين  السريان في العالم كانوا طلاباً في الدير ،  ومن بينهم معلمين مدنيين ، وفي الدير(13) راهبة  يقمن  بأعمال  الدير بنفس راضية ومتواضعة. 
والدير يتسع لاستقبال (150) شخص ( إقامة ، مبيت) ففيه الغرف والصالات وملحقاتها ، ومستعدون أتم الاستعداد لاستقبال كافة الزوار من كافة أنحاء العالم ، أما عدد السريان في مديات ( 100) عائلة سريانية .

دير الزعفران :
يشمل  دير الزعفران على ثلاث كنائس ،( كنيسة مار حنانيا ، وكنيسة السيدة ، وكنيسة الكرسي ) و دير مار حنانيا من أهمها وأشهرها دير الزعفران هو من  أقدم  وأجل أديرة بلاد ما بين النهرين . وأشهر معاهد السريان ، يقع في الجهة الشرقية من ماردين ويبعد (5 1) كم عن المدينة .
كان لأول عهده حصناً منيعاً أقامه  ملوك الروم مشيداً بالحجارة المنحوتة ، عندما كانوا يحكمون هذه البلاد . ولما هجم الفرس قلعة  ماردين ( 607)  خربوا الحصن ، صار مهجوراً حتى اشتراه مار حنانيا مطران ماردين ( 793) م ، وجعله ديراً وأهتم في بنائه وتنظيمه وأشتهر الدير باسمه . أما تسميته بالزعفران يعود إلى القرن الرابع عشر . فيقول التقليد . أن تاجراً حاملاً زعفراناً مر بهذا الدير  أثناء بنائه  فابتاعه رئيس الدير منه واستعمله في البناء مع الكلس  فسمي  باسم الزعفران .
كان الدير مقراً للكرسي الإنطاكي ( البطريركية ) منذ عام ( 1293- 1930) م أي (640) سنة ، وأخر بطريرك للدير كان البطريرك الياس الثالث شاكر (المارديني ) الذي اعتلى الكرسي البطريركي عام (1917) بعد وفاة البطريرك عبد الله الصدي عام (1915) ،   قصد البطريرك الياس الهند عام ( 1931) لوضع قواعد السلام في الكنيسة ، ورقد هناك في (13- شباط 1932) ودفن فيها ، فأنشئ له مقاماً لائقاً . اعتبره الهنود قديساً ففي ذكرى وفاته ،  يقام له حفل مهيب ، حيث تتوافد الوفود إلى مقام البطريرك  الراحل من مختلف الجهات سيراً على الأقدام بالترانيم الروحية ،  سائرين عشرات الكيلومترات ليتباركوا من  ضريحه الطاهر .
اليوم يترأس أبرشية ماردين ( دير الزعفران ) المطران مار فيلكسينوس صليبا أوزما الحائز على شهادة الدكتوراه في اللغات السامية واللاهوت من جامعات إنكلترا .
وفي الدير مدرسة اكليركية حديثة العهد تضم عدداً من الرهبان مع الكادر التدريسي ( مدير + أساتذة )
والدير مستعد لاستقبال الزوار استعداداً تاماً وأغلب زواره من الأجانب ،  فالأتراك ، ومن بينهم إسلام .
يمول المشروع ( جمعية نادي دير الزعفران – استنبول )
يضم الدير مكتبة تشمل على أكثر من ثلاثمائة مجلد مخطوط سرياني وعربي ، أقدمها يرقى إلى القرن التاسع للميلاد . وفيها نسخ من أبدع ما خطته أنامل الخطاطين . ومن نسخها الثمينة خمسة أناجيل اسطرنجيلية مكتوبة على  رق حسب الترجمة البسيطة والحرقلية  ترقى إلى القرن العاشر حتى الثاني عشر منها نسختان مصورتان بصورة بديعة . وفيه أول مطبعة سريانية في العالم . وقبر المطران يوحنا دولباني .أما عدد العائلات السريانية في ماردين ( 70) عائلة

هناك بعض الأديرة :
ـ دير وكنيسة مار يعقوب الحبيس في صلح ( ماردين )
ـ كنيسة والدة الإله في الحاح ( مديات )
ـ كنيسة مار ملكة جبل  إيزلا المطل على القامشلي
ـ دير مار أوكين  ( المهجور حالياً )
ـ ذخائر كنيسة مريمانا ( ديار بكر )
ـ أما في الرها ( أورفا ) : كنيسة مار جرجس أصبحت ( جرجس بيغنبار جاميسه ) ، أما المطرانية فكانت  كنيسة  مار بطرس وبولس وتضم مدرسة ومقبرة بجانبها ، أصبحت اليوم مركزاً ثقافياً . ولم يتغير فيها شيء والكتابات السريانية  موجودة حتى الآن على الكنائس والمدرسة والقبور . سيعقد سينوديوس بتاريخ ( 11-10-2006) في معرة صيد نايا ،يبحث في موضوع الأبرشية المقترحة أو المطروحة ( اضه يمان ، سيفراك ، ملاطيا وقد تضم أورفا ) .
تضم أضه يمان بين ( 70-80 ) عائلة سريانية وهناك (300) عائلة كانت مفقودة وأعيدت إلى الكنيسة .
واستنبول وفيها (10- 15 ) ألف سرياني يترأس أبرشية استنبول المطران مار فيلكسينوس يوسف جتين وأغلب السريان من ماردين ،  ديار بكر ، خربوط ، اضه يمان ، أورفا   .

لوسين كردو ـ قنشرين 

السريان الأرثوذكس .. صراع على دير تاريخي

   

يتعرض دير تاريخي يعود لطائفة السريان الأرثوذكس، لسيل من الدعاوى القضائية من قبل الدولة التركية. ومن جانبها استغلت الطائفة الفرصة، لعرض أوضاعهم بشكل عام على أنظار الدول الأوربية. "يوماً بعد يوم تتزايد أعداد من يرغب منا في الهجرة". بني الدير 'مار كبرئيل' في منطقة طور عابدين بجنوب شرق تركيا في العام 397 للميلاد. ويعد أحد أقدم الأديرة في العالم، ومركزا روحيا لطائفة السريان الأرثوذكس في تركيا. وقد تمكن الدير من النجاة بأعجوبة من عشرات الحروب الدولية والإقليمية التي توالت على المنطقة عبر التاريخ، آخرها في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي حينما كان وسط معترك النزاع المسلح بين الأكراد والجيش التركي.

بيد أن الدير الآن أصبح مهدداً بسبب تحالفٍ جميع خصوم الأمس: الدولة التركية وثلاث قرى كردية في محيط الدير، يحاولون عن طريق القضاء نزع ملكية أراض تعود للدير. بل يذهب عمدة البلدة الكردية أبعد من ذلك، حينما يدعي أن المكان الذي أقيم عليه الدير كان في السابق مسجدا. وهو أمر مستحيل كون الدير بني قبل مولد الرسول محمد بقرنين من الزمن. كما يُتهم الدير بنشر الديانة المسيحية، في أوساط المسلمين، وتلقين التعليم باللغة الآرامية.

يقول بوليكاربوس أوجين آيدين، أسقف الطائفة السريانية الأرثوذكسية في هولندا: "يبدو أن الحملة منظمة والغاية منها تهجيرنا من المنطقة". وبرى الأسقف، الذي يعيش في دير 'مور إفرايم' في بلدة غلان القريبة لمدينة توينته الهولندية، أن كثيرا من الحوادث تؤكد هذا المنحى. "تتعرض أرضنا للمنازعة، ومدارسنا للغلق وتتكرر حوادث خطف رجال الدين. في ظل هذه الظروف يقرر الكثير من أفراد طائفتنا الهجرة".

يسود شعور بالغضب داخل أبناء طائفة السريان الأرثوذكس في بلدان الشتات، حول طريقة تعامل السلطات التركية معهم. وعلى الرغم من أنهم استوطنوا الأناضول منذ زمن سحيق، إلا أن تركيا لا تعترف بهم كأقلية دينية كما تعترف بالمسيحيين من الطائفة الأرثوذكسية اليونانية والأرمن واليهود. وهو ما يعني بالتالي منعهم من بناء كنائس ومدارس أو ممارسة شعائرهم الدينية وتعليم لغتهم الأصلية. لا يفهم آيدن الأسباب التي تدفع السلطات التركية إلى تضييق الخناق عليهم: "نحن أناس مسالمون، فليتركونا وشأننا. غايتنا القصوى هي أن نعيش في وئام مع الآخرين".

السريان الأرثوذكس بتاريخهم السحيق، وباعتبارهم الطائفة المسيحية الأقدم في العالم، كثير منهم ما زالوا يتحدثون باللغة الآرامية - لغة السيد المسيح - كما تعتبر أديرتهم وكنائسهم الأقدم في العالم. وعلى الرغم من السيطرة الإسلامية الطويلة على منطقة الأناضول، ظلت الطائفة صامدة؛ وعلى الخصوص طيلة خلال الفترة العثمانية التي كانت متسامحة تجاه الطوائف الدينية الأخرى.

ولكن تغير كل شيء مع مجيء صعود نجم القوميين الأتراك ووصولهم إلى السلطة. فكل ما ليس تركيا ولا إسلاميا، يدخل في خانة العداء. وأثناء مجازر 1915، لم تتم إبادة الأرمن فقط، بل راح ضحيتها أيضا عشرات الآلاف من السريان، وفر البطريرك إلى دمشق. ومنذ ذلك التاريخ يمكن الحديث عن هجرة مكثفة للطائفة السريانية الأرثوذكسية من تركيا، أولا نحو سوريا وخلال الثلاثين سنة الأخيرة نحو البلدان الغربية. ففي نهاية القرن التاسع عشر كان يعيش في تركيا ما يناهز مئتي ألف سرياني في منطقة طور عابدين، تراجع العدد الآن أقل من ثلاثة آلاف. كما يعرف الدير مار جبريل أيضا أوقاتا عصيبة، بحيث يقطنه الآن عدد قليل من الرهبان لا يتعدى عدد أصابع اليد.


ويبذل أبناء الطائفة الموزعون في بلدان الشتات، كل ما في وسعهم من أجل لفت الانتباه في أوربا إلى قضية ديرهم، حيث يكتبون إلى أعضاء البرلمان الأوربي، كما ينظمون مظاهرات في العاصمة الألمانية برلين وفي غيرها من المدن الأوربية. يقول القس آيدن:

"لن تفكر بالكف عن تجاهل حقوقنا إلا عندما تضغط عليها الدول الأوربية ". وفي هولندا وجد السريانيون حليفا لهم، وهو النائب البرلماني عن الحزب المسيحي الديمقراطي، بيتر أومتزيخت لعرض مصير الدير أمام أنظار وزير الخارجية الهولندي مكسيم فرهاخن. كما رفع السيد أومتزيخت توصية إلى المجلس الأوربي الأعلى في ستراسبورغ يطالب فيها تركيا باحترام ملكية أراضي دير مار جبريل، و"ألا تنزعها بحجج مغشوشة، لأن من شأن ذلك تعريض الدير نفسه إلى أضرار، والذي يعد تراثا دينيا لتركيا وطائفتها الدينية". وتنظر المحكمة اليوم الأربعاء الحادي عشر من فبراير/ شباط مجددا في القضية، بحضور مراقب عن الاتحاد الأوربي.

ميشيل هوبينك
إذاعة هولندا العالمية