بيان المجلس القومي الكلداني حول تصريحات البطريرك مار لويس ساكو

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 01, 2017, 08:58:14 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

بيان المجلس القومي الكلداني حول تصريحات البطريرك مار لويس ساكو     

         
برطلي . نت / متابعة

منذ اعتلاء غبطة البطريرك مار لويس ساكو سدة البطريركية الكلدانية ولحد الآن، أرتأت قيادة المجلس القومي الكلداني ان تكون على مسافة واحدة في الكثير من الأمور والقضايا التي طرحها ويود تحقيقها اوتفعيلها، ولكن مجريات الاحداث والتصريحات المتلاحقة لخلط الاوراق وقلب الطاولة والتسقيط العلني للاحزاب الكلدانية، جعل الأمور تأخذ منحى آخر وخاصة بعد أن أدركنا محاولاته المتكررة لإقحام الكنيسة بالسياسة ووضعنا احتراماً لمكانته الدينية والروحية ليس تملقاً او مجاراة لأفكاره ولكن لعلمنا بأن مثل هذه الأمور لا يمكن تمريرها بالشكل الذي رسمه غبطته، لكنه استنبط  نوعاً من عدم الثقة والتعاون بين الطرفين وهو ما عول عليه غبطته وخاصة في ظل الأوضاع الأستثنائية والعصيبة التي يمر بها شعبنا الكلداني.

ان الكنيسة ككيان تحمل رسالة روحية وليست حزبية، والشأن الحزبي لا يدخل بأي شكل من الأشكال في رسالتها او دعوتها وعليها أن تترك المسافات وألا تغرق نفسها ومؤمنيها في السياسة بحجة المشاركة الفعالة او الدفاع عن المستضعفين، لأن هذا سيقودها بحتمية العمل بقواعد السياسة والتي هي أساساً مخالفة لتعاليمها وإيمانها مما يعني تحولها لحزب سياسي ونظرة الكثيرين اليها ستكون بذات المعنى، والأحزاب السياسية هي مؤسسات مدنية لا تخضع لإدارة وسلطة الكنيسة.

لذا وضمن السياق أعلاه فأن البطريركية الكلدانية وعلى رأسها البطريرك ساكو وفي أكثر من مناسبة سواءاً في البيانات الرسمية او اللقاءات والاحاديث التي يجريها غبطته داخل وخارج العراق يشير وعلانية الى فشل وانقسام وتبعية احزاب شعبنا والاحزاب الكلدانية على وجه الخصوص بدون أدنى محاولة منه لفهم الواقع السياسي والقومي والاقتصادي لهذه الاحزاب ودعمها ليس بالضرورة مادياً وإنما معنوياً ولوجستياً. وآخر تصريحات غبطته بهذا الخصوص في كاليفورنيا بمناسبة تنصيب سيادة المطران مار عمانوئيل شليطا مطراناً لابرشية ساندييغو بدعمه جهة سياسية من خارج الشأن القومي الكلداني الذي يدعي تمثيله ولكنه لم يعمل على تقويته واعتبرها ذات ارادة حرة مستقلة بلا تبعية دون الاحزاب الاخرى التي نعتها بالفشل مشيراً الى الرابطة الكلدانية التي اسسها ويدعمها نداً للاحزاب الكلدانية المناضلة والعاملة على الساحة السياسية بكل تحدياتها لأدارة الوجهة السياسية لغبطته وعقدها للندوات الجماهيرية داخل مقراتها في الكنائس والأبرشيات وهذا بحد ذاته مخالف لتعليمات قانون منظمات المجتمع المدني الذي تأسست الرابطة وفقه، وبقيت كل الدعوات والنداءات في بياناتنا لرأب الصدع وترتيب البيت الكلداني من قبل كل الأطراف الكلدانية بضمنها الكنيسة من أجل مستقبل الأمة والشعب الكلداني دون استجابة.

أننا في المجلس القومي الكلداني نستنكر وبشدة التصريحات التي يطلقها غبطة البطريرك ساكو رئيس الكنيسة الكلدانية بشأن تبعية وفشل الاحزاب عموماً والكلدانية على وجه الخصوص العاملة في العراق واقليم كردستان وأي مساس بسمعتها وتأريخها النضالي، وأن يولي غبطته الكنيسة الكلدانية والمؤمنين الأهمية في الأداء الروحي وأن يبتعد عن مثل هذه الأدعاءات والتصريحات احتراماً لدرجته الكهنوتية وأن يكون على مسافة قريبة من السياسيين وليس تدخلاً مباشراً في عملهم او الالتفاف سياسياً عن طريق الرابطة الكلدانية، ونحمله كامل المسؤولية بمختلف تفاصيلها ازاء هذه التصريحات.

ومن منطلق كوننا أحد الاحزاب السياسية التي لها تأريخ ونهج قومي نطالب الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان وكافة مؤسساتها بمختلف ابجدياتها أن يكون التعامل بما يخص الحقوق القومية والشؤون السياسية وكما هو معمول به في مختلف الدول والمحافل الدولية مع الاحزاب العاملة على الساحة والمسجلة رسمياً وليس مع رجال الدين مع جل احترامنا وتقديرنا لدورهم الروحي ومواقفهم الأنسانية، وخاصة أن طموحنا بناء دولة مدنية وهذا يترتب عليه فصل الدين عن السياسة لأن الأوطان تبنى بالسياسات التي ترسمها الدولة وليس الجهات الدينية.

                                                      المكتب السياسي
                                                    للمجلس القومي الكلداني
                                                      31 آب 2017