الإنتحاريون صناعة أمريكية - دليل جديد - هل سيكفي هذه المرة؟

بدء بواسطة صائب خليل, مارس 08, 2011, 12:50:58 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

الإنتحاريون صناعة أمريكية - دليل جديد - هل سيكفي هذه المرة؟


حين انفجرت كنيسة القديسين في مصر بعمل إرهابي، أنهال المثقفون العرب، كما كانوا يفعلون منذ عدة سنين وخاصة بعد 11 ايلول 2001، وبعد كل عملية إرهابية، "يحللون" الأمر وينقبون في التاريخ وفي التعاليم الإسلامية بحثاً عن "سر" الجنون الذي يجتاح العالم الإسلامي – العربي والذي يدفع أبنائه إلى قتل انفسهم إنتحاراً ليقتلوا الآخرين.
وكان من الواضح أن هؤلاء المثقفين قد وضعوا لأنفسهم بشكل مسبق حاجزاً للتفكير والتحليل، ومنطلقاً قررته لهم وسائل الإعلام وهو أن الإرهاب عربي – إسلامي. إنطلق من هذه النقطة ولك كامل الحرية إلى ان تصل إلى أية نتيجة تتفتق عنها قريحتك، حتى لو توصلت إلى أن الملام على هذا العنف العربي الإسلامي هي أميركا وإسرائيل وسياساتهما العدوانية. المهم ان لا يخرج النقاش عن هذا الإطار ليقترح أن الأمريكان والإسرائيليين قد يكونوا هم من يقوم بتلك العمليات أو على الأقل، يديرونها!

الحق يقال، أن الإحتلال قدم عشرات الأدلة، بعضها قاطع، على أنه هو المتورط في الإرهاب في العراق وأنه يقوده ويديره، لكن "الجو الثقافي" و "الجو السياسي" كان مصراً بإرادة غريبة على تجاهل تلك الأدلة والإستمرار في البحث في مكان آخر، مكان تشير إليه وسائل الإعلام العراقية والعربية المملوكة من جهات أمريكية: عند المسلمين العرب المتطرفين!

منذ البداية، كان تعيين جون نيكروبونتي كأول سفير لأميركا في العراق، نقطة تثير الشبهات وتدعو للتفكير. فنيكروبونتي ليس سوى رجل صناعة الإرهاب في أميركا الوسطى في الثمانينات من القرن الماضي، والذي تطارده التهم والمتظاهرون حيثما حل ورحل في العالم. وحينها كتبت مقالتين أحذر من الرجل في أولها (نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير).(1) وأطالب الجهات العراقية بطرده من العراق، ورفض التعاون مع الإحتلال حتى يستبدله في الثانية.

وفي 2006 جاءت الصدفة الذهبية بالدليل القاطع. فقد القي القبض على جنديين بريطانيين متلبسين بتنفيذ عملية إرهابية انتحارية قرب حسينية في البصرة، وتوقعت أن تقوم الدنيا ولا تقعد بعد الآن، وقامت القوات البريطانية بإطلاق سراحهما بقوة الدبابات.
لكن الدنيا لم تقم! وبقيت الصحف تكتب بخجل، وتتجنب النقاط المحرجة للإحتلال بتماه خطير ومقزز، ولم تكن تصريحات الجعفري وحكومته بخير منها، فقد كان  علينا ان ننسى: البريطانيان كانا يحملان جهاز تفجير عن بعد. (2)

مرت السنون مثقلة بالإرهاب والقتل، والإعلام العراقي الأمريكي والسياسيون العراقيون لا يجرؤون على  الإشارة إلى الأمريكان حتى كمتهمين محتملين إلا نادراً، وهو ما كان أمراً محبطاً ويدفع إلى ا ليأس الشديد. فقد مرت تلك الفرصة الذهبية، وأفلت الوحش الذي يسفك الدم في العراق، فكتبت متألماً: "هذا الدم في رقبتك يا جعفري". و "أما حان الوقت لننظر بشجاعة إلى الإرهاب في عينيه؟"  (3)

لكن خبر مفرح آخر جاء: "وهاهي حقيقة إرهاب تفجير الكنائس ومن يقف ورائها تتكشف!" كما يقول عنوان إحدى مقالاتي، فقد أدى تحطم أسوار السجون المصرية إلى كشف خطير عن تورط وزير الداخلية في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية!" وكان خبر "إحالة وزير الداخلية المصري (4) بهذه التهمة خبراً صاعقاً! لقد تبين أن التحليلات الخاصة بكنيسة القديسيين، والتي تنطلق من أن المجرم إسلامي متطرف، حتى قبل أن يكون هناك متهم بالقضية، تحليلات مزيفة لا قيمة لها مهما عادت إلى التاريخ وعلم الإجتماع، لأنها تفسر أمراً لم يحدث!

والأمر الآخر المهم في الخبر هو أن المتهم فيه هو وزير داخلية في حكومة تابعة تماماً لإسرائيل، وأن تعاون هذه الحكومة "أمنياً" و "إرهابياً" مع إسرائيل وأميركا أمر معروف، ووصل إلى أن يهدد الأمريكان سجناءهم في غوانتانامو بنقلهم إلى مصر إن لم يسجلوا الإعترافات المطلوبة. وهذا يعني أن العلاقة بين تفجير الكنيسة وإسرائيل علاقة واردة تماماً، بل هي العلاقة المعقولة الوحيدة، فليس للحكومة المصرية أية مصلحة في مثل هذه الجريمة التي تثير لها المشاكل بشكل كبير. فلا يستبعد أن يكون وزير الداخلية المصري حبيب العادلي قد اتفق مباشرة مع إسرائيل على العملية، التي أدت إلى مقتل 23 شخصا وإصابة 97 آخرين، وكاد يتسبب في فتنة طائفية في مصر.

ومن الطبيعي أن يذكر هذا الحادث فوراً بحادثة كنيسة سيدة النجاة في العراق، وكانت قصتها هي الأخرى تثير الشكوك لما صاحبها من قصة ملفقة حيكت بطريقة متعمدة لتشير إلى متهمين إسلاميين، إضافة إلى نقاط ريبة أخرى بتصرفات الإرهابيين في الكنيسة وتناقضها مع ادعاءاتهم. وكان لكشف خبر تورط العدلي في كنيسة مصر سبباً لإفتراض احتمال ارتباط الجريمتين ببعضهما البعض وارتباط منفيذها ببعضهم البعض ايضاً.
لكن الموضوع ضاع مرة أخرى، ومرة أخرى لا يبقى منه سوى الألم وكتبت "رسالة إلى آدم الذي فاتنا أن نعلمه الخوف" (5)

واليوم تنهار أسوار أخرى (6) ويتبين بالوثائق، بأن نفس أمن الدولة المتورط في تفجير كنيسة القديسيين، كان يقوم بـ "اعداد منفذين لعمليات تفجير في العراق"! (7)
وهو بلا شك دليل قاطع آخر على خطل التحليلات المذعنة للضغط الإعلامي والخوف، وأن لا الإسلام ولا الطائفية ولا حتى "العرب" مسؤولين عن ذلك العنف الجنوني الخرافي، بل أجهزة أمن تتعاون مع المحور الإسرائيلي – الأمريكي وتأتمر بأمره إلى أبعد الحدود، فهل ستعود الإنتلجنسيا ويعود المثقفون العراقيون إلى إهمال الحقائق التي تقف صريحة أمام عيونهم، ويركزون على ما هو مسموح لهم به: البحث والتنقيب عن أصل العنف في التاريخ العربي والنصوص الإسلامية؟ أم ستكون هذه النقطة نقطة التحول التي تعلن نهاية هذه القصة الدموية المخجلة؟

(1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=20653
(2) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=46809
(3) http://igfd.net/?p=2309
(4) http://www.aljazeera.net/NR/exeres/24764930-5733-42DA-A0A8-00586C105984.htm?GoogleStatID=9
(5) http://almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=40500
(6)
(7) [url=http://www.jo-pal.com/News.aspx?id=65850]http://www.jo-pal.com/News.aspx?id=65850



ماهر سعيد متي

                     يبدو ان الصناعات الأمريكية قد توجهت نحو منحى آخر رغم عصوف الأزمة الأقتصادية .. امتعتنا بكتاباتك .. شكرا لك
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

صائب خليل

الأستاذ ماهر، شكري لك لمتابعتك ويسعدني أن تسرك كتابتي
تحياتي