مع احترامي الشديد لعلماء السياسة وعقلائها . ولكني لا أريد أن تسقط سوريا !

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, فبراير 04, 2012, 10:27:29 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

مع احترامي الشديد لعلماء السياسة وعقلائها . ولكني لا أريد أن تسقط سوريا  !

أكتب مقالتي هذه كانسانٍ يهتم لإخوته البشر أولا .. وككاهن يبكي أخوته (من الأقليات) الذين ُيقتلون دون أدنى سبب .
يسأل العلماء دوما عن سبب التسونامي الرهيب (موجات البحر المُرتفعة) الذي يضرب المدن الكبيرة ويدمرها كلياً مثلما حصل مؤخراً في اليابان، ليكتشف العلماء بعد ذلك ، من أنَّ زلزالاً ما (في عمق البحر) كان السبب الرئيسي لهذه الكارثة  من ما أدى لهذا التشقق في قشرة الأرض  . وتذكرت هذا كلهُ عندما كنت أرى في الفضائيات موجاتُ البشر الغاضبة والمُدمّرة أحياناً والقادمة نحو الساحات العامة ، كنت أسأل أحيانا عن السبب (الزلزال) الرئيسي الخفي وما هو اسمهُ ومن هم هؤلاء البشر وهل يعلمون لماذا هم في الشارع !.
ولأني اكرهُ السياسة ومطامعها ، فأنا لا اهتمُ البتة بمن يحوز السلطة في سوريا  .. إن كان بشار أو حسام أو حتى عادل .. ولكني احمل في جُعبتي سؤال واحد فقط : يا تُرى هل ستكون سوريا بعد تغيير الحكم صالحة إنسانيا للعيش !.. وأُجيب بالمثل المصري (الكتاب باين من عنوانهُ) فالكل يطلبُ اللجوء من مصر وليبيا وتونس والعراق واليمن .. وبما إن الكُل يحب الربيع وألوانه فلماذا كره العرب ربيعهم وألوانه ؟ .
وأقول .. أي شخص لا يعترف من إن هناك خلل وخلل كبير ومنحرف في هذه الثورات هو غير منصف وعادل .. يقول المسيح يأتونكم بثياب الحملان وهم في الدخل ذئاب خاطفة .. بعد ثورة المصريين (ثورة الشباب المصري!) كان أول مهرجانٍ بعد انتصار الثورة في ساحة التحرير!  وكان من المفترض أن يتم تكريم سبعة من مدوني الثورة .. ماذا حدث ! تفاجأ الجميع  بالشيخ القرضاوي (القادم من قطر) يهتف وينادي ويَطرد الشباب السبعة.. أقرض يا قرضاوي .. لينطبق المثل العراقي (يا من تعب وشكى ويا من عالحاضر لكى)! منظمة العفو الدولية .. اعترفت بموت ستة ألاف مسجون (إلى اليوم) نتيجة التعذيب في سجون ليبيا بعد التحرير! المخابرات الأمريكية اعترفت من إن 90% من الواردات المخصصة لإشراك الشعب العراقي في العملية الديمقراطية ، ساعدت التيارات الإسلامية المتطرفة بشكل أو بآخر !
ككاهن.. لا أريد أن تسقط سوريا لأنها منيعة للأقليات ...لان مصر والعراق وليبيا وتونس المُحررات ، دولٌ بدأت تأكل أقلياتها وتطردهم .. وتصريح كلينتون الغبي لأقليات سوريا بأن لا يقلقوا يذكرني بنفس التصريح للعينة كوندليزا رايس لأقليات العراق .. وأين أصبحنا ؟      .
     إن التساقط الحالي للدول هو من اخطر أنواع التساقط .. فالتساقط الطبيعي يكون عادة نتيجة لانقلاب عسكري أو جماهيري. وما هو غير الطبيعي : هو ان نُبدل الحكومات الحالية الديكتاتورية ، بحكومات متعصبة إسلامية غير ذكية مُتخلفة وتبعيتها للمراجع الفقهية الغير متفهمة للنسيج القومي للدول. والتصريح السخيف والمتعصب لرئيس البرلمان المصري السلفي (المُنتخب!) عندما قال: اليوم انتهت فترة العلمانية وسنعيش مسلمين حقيقيين ! .
إن السياسة بطبيعة الحال ومنذ نشوءها هي علم يعتمد على التمييز والتحاور. وما يحصل اليوم في سوريا بالنسبة للكثير هو تغيير نظام ديكتاتوري وظالم .. ولكني كقارئ للتاريخ أرى فيه إغراق مُتعمد لجزيرة طالما احتمت فيها الأقليات والقوميات وحصلت فيها العديد من التغيرات السياسية التي غيرت معادلات هذا العالم .
أليست السياسة في عمقها هي البحث عن المصالح . وسؤالي ما يحدث من تغييرات في المنطقة هو في صالح من .. الأقليات ؟ أم العلمانية ؟ أم الطبقى الوسطى ؟ أم وحدة الوطن الواحد وخصوصاً العربي ؟ أم العالم الكبير وتقدمه ؟ الجواب : كلا .. فكل ما يحدث اليوم هو في خدمة التيارات الإسلامية فقط .
فمن (الزلزال) الذي يحرك هذه الجماهير : قطر والسعودية .. دولٌ تقود حركات التحرر العربي؟ هل هي متحررة وذات نظام ديمقراطي ! الجواب كلا فلماذا نصدقهم ؟
قنوات العربية والجزيرة .. القنوات التي تحرك الاضطرابات والأكاذيب ؟ هل هي قنوات ذات توجه ديمقراطي وغير متحيز ! الجواب كلا فلماذا نصدقهم..
أمريكا وبريطانيا وفرنسا .. دول الاستعمار للحربين الأولى والثانية ؟ هل هي دول تحب العرب وتسعى لازدهار العالم العربي ؟ الجواب كلا فلماذا نصدقهم .
ثلاثُ محركات شيطانية تحيط بهذه التغييرات في المنطقة .. السياسة هي أن تنظر إلى ابعد من انفك .. فالانجذاب والتغازل العلني بين الدول العظمى والتيارات الإسلامية (كالإخوان والسلفية) ليس وليد البارحة واليوم بل هو حالة  مُتجذرة وعنوان واضح لتعاون قديم ومهم قد حصل قبل عشرات السنين أثناء الحرب في أفغانستان مع السوفيت وكيف ساعد المجاهدين العرب (السلفيين والإخوان) أخوتهم الأمريكان في هذه الحرب .

لست أتغنى بالديكتاتورية ولكني خائف من صحابة الرسول القادمين (السلفية والإخوان) وديمقراطيتهم الصفراء (الصحراء حيث بدايات الإسلام). سيطرة الإسلام تعني أن لا سلام فيما بعد في كل الأرض .
الاب سرمد يوسف باليوس
كنيسة الرسولين / فانكوفر

Ankawa.Com
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة