فرمان البرلمان العراقي حول الكحوليات.. وعلاقته بانتصارات العبادي

بدء بواسطة jerjesyousif, أكتوبر 26, 2016, 03:47:41 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

فرمان البرلمان العراقي حول الكحوليات.. وعلاقته بانتصارات العبادي

الثلاثاء 25-10-2016 | 10:22:03

]
عبد الصمد اسد

لا يخلو القانون الاخير الذي صدر من البرلمان العراقي من انانية سياسية للكتل البرلمانية في التحالف الوطني، وكان الارجح بغرض التعمية على انتصارات القوات المشتركة من جيش وشرطة والبيشمركة، التي حررت معظم المناطق ذات الغالبية المسيحية في اطراف الموصل.
من المعروف ان جميع المناطق التي سيطر عليها داعش في العراق كانت قد حصلت في عهد رئاسة المالكي للحكومة. وفي عهده ايضاً انتشر الفساد المالي والاداري، وكذلك ولاول مرة في تاريخ العلاقة الاستراتيجية بين الشيعة والكورد، كاد ان يحصل شبه طلاق سياسي بين حكومتي بغداد واقليم كوردستان، ونتج عنها اضرار اقتصادية بالاقليم، وكادت تلك الخلافات ان تعود بالعلاقة السياسية بين الطرفين الى الايام السوداء والحروب التي كانت تشنها الحكومات العراقية السابقة ضد الكورد قبل التغيير الذي جرى في العراق على يد قوات التحالف الدولية في العام ٢٠٠٣.
وقد حملت تلك الخلافات غيوماً سوداء وخيمت اجتماعياً على التعايش العربي الشيعي والكوردي بطائفتيه السنية والشيعية خارج اقليم كوردستان وفي بغداد بالخصوص، ووصلت الى حد التهديد بحق العديد من عوائل الكورد مما حدى بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ان اعلن حمايته لهم فيما اذا تعرضوا الى اذى.
وحين تم قطع الطريق من امام محاولات دولة القانون لتجديد ولاية ثالثة الى المالكي، وانتخب د. حيدر العبادي بديلاً له، لم تهدأ مشاكسات العناصر ذو التاريخ البعثي الصدامي من نواب دولة القانون عن وضع العراقيل في وجه الحكومة الجديدة، والانتقام عن طريق استغلال شتى صنوف الوسائل الاعلامية لخلق المشاكل امام خطوات العبادي نحو التصحيح، بملاحقة رؤوس الفساد، واولهم وكبيرهم المالكي، الذي سلم ثلث العراق الى داعش، وتسببه بوصول البلد الى حافة الافلاس الاقتصادي. فظلت ماكنة اعوان المالكي تعمل من اجل الاطاحة بحكومة العبادي، ولكن صبر العبادي قاده الى العمل باتجاه اعادة بناء القوات العراقية، فنجح في ذلك حتى تمكينه من دحر داعش من معظم المناطق التي انكسر فيها المالكي و قيادته المتخاذلة. وسارع الى تخفيف حدة التوتر مع الاقليم الكوردي بلقاءات وحوارت ناجحة مع مسؤولي حكومة الاقليم، و توجت بزيارة رئيس الاقليم الى بغداد والاتفاق على توحيد الجهود من اجل تحرير نينوى واهاليها من داعش.
ففي ظل هذه الانتصارات السياسية والعسكرية التي تحسب للتفاهم بين الحكومة العراقية ورئيسها العبادي وبين اقليم كودرستان ورئيسها البارازاني، سيكون حتماً الخاسر هو المالكي وزبانيته، ويعني بذلك تحجيم دورهم في الانتخابات القادمة مما يقود الى تغيير معادلة التوافقات البرلمانية بصعود نجم العبادي ومن يتحالف معه في تشكيل حكومة عراقية جديدة.
ولذا فإن دس النائب محمود الحسن اقتراح قانون منع المشروبات الكحولية في وقت الانتصارات على داعش، ليست الا محاولة خبيثة لتشتيت الانتباه عنها، خاصة وان هذه الانتصارات بعكس سابقاتها، ستكون محسوبة لقوات البيشمركة ورئيس الاقليم من جانب، والى الجيش والقوات الامنيه الاتحادية وقائدها العبادي الذي احتفظ بنتائج انتصارات الجولات الاولى في تكريت والانبار من الجانب الا خر.
لقد رصد الاعضاء من النواب الذين يعملون في غرفة انعاش المالكي من اجل اعادته الى الحكم، ان حظوظهم ومعهم البعض من الائتلاف الوطني ستكون كارثية في الانتخابات القادمة، اذا ما استمر التأييد الدولي المتعاظم للنصر العراقي على داعش الى جانب زخم الدعم الشعبي المتواصل يصب في نهر محور العبادي وحلفاءه، فلجأوا الى محاولة كسب المؤيدين الجهلة الى جانبهم عن هذا الطريق..
ان هذه اللعبة التي اقدم عليها النائب محمود الحسن، تشبه تلك التي كان يقدم على لعبها صدام وخاله خير الله طلفاح ولكن بطرق مختلفة، وفي مناسبات شتى لتشتيت افكار الناس عن جرائم كان يقترفها النظام بحق مناوئيه، وكانت عصابات ومخابرات صدام يروجوها بين الناس من اجل الاحتفاظ بالسلطة والتسلط على رقاب وحرية الناس ... ولكن من المؤسف ان تستعمل تلك الاساليب التي تعتبر لا محمودة، وغير الحسنة بحق الوطن الجريح، وتحويل الانتباه والدعم الاعلامي المبهر المساند لتلاحم الجيش والقوات الامنية والبيشمركة والحشد الشعبي في ساحات النصر المؤزر...

منقول من موقع "شفق نيوز"/ جرجيس يوسف