أرباح (مافيا) تهريب البشر تفوق خمسة مليار دولار سنويا

بدء بواسطة Paules, فبراير 14, 2012, 10:29:05 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

Paules

أضمن وأقسى..!!
أرباح (مافيا) تهريب البشر تفوق خمسة مليار دولار سنويا - الفيتناميون أنشط وأذكى.. والروس أضمن وأقسى
..!!

تتزايد يوما بعد يوم عمليات التسلل والدخول غير الشرعي إلى أراضي الإتحاد الأوروبي طلبا للجوء هربا من القمع أو بحثا عن عمل. ويشغل هذا الملف الشائك الحكومة الألمانية تحديدا، خاصة بعد تلقيها تقريرا من جهاز الاستخبارات يحذر من تسلل الأجانب غير الشرعي الى أراضي الاتحاد الأوروبي عبر البوابتين الألمانية والإسبانية. ويكشف التقرير بعض نشاطات المافيا الدولية والطرق والأساليب التي تعتمدها لتغرير أبناء العالم الثالث بحجة تأمين دخولهم للإستقرار أو للعمل في اوروبا.

ويقدّر تقرير الاستخبارات الألمانية، الذي نقلت جانبا من فحواه مجلة "درشبيغل"، أرباح تجارة تهريب البشر الى أوروبا بأكثر من خمسة مليار دولار سنويا، يذهب نصفه تقريبا لصالح "المافيا" الفيتنامية، التي تعتبر "الأنشط" بين مافيات تهريب البشر العالمية وتليها في منسوب الأرباح "المافيا" الروسية.

وتشير دوائر اللجوء والهجرة في ألمانيا إلى أن نسبة عدد طالبي اللجوء من الأجانب إلى ألمانيا بلغت حتى نهاية شهر نوفمبرالماضي 41491 مواطنا أجنبيا، وهذا يعني أن نسبة معدل اللجوء إلى ألمانيا إرتفعت في خلال عام واحد ما يقارب 10,8%.

وفي نظرة شمولية إلى جنسيات طالبي اللجوء يتبيّن أن العدد الأكبر هو من دول تعيش حالات قتل وعدم إستقرار أمني، وفي طليعتها سوريا والعراق وباكستان، وهذه الدولة الأخيرة أي باكستان وصل عدد الفارين منها إلى 2145 مواطن طلبوا اللجوء، ومن أفغانستان تحديدا وصل عدد الفارين منها في خلال 11 شهرا الماضية إلى 7299 مواطن طلبوا اللجوء.

واللافت للنظر أن الرهان على "الربيع العربي" في تأمين الإستقرار والعمل للسكان طالبي اللجوء في أوطانهم لم يحقّق إطلاقا المرتجى منه ولم يكن على سوية الآمال المعقودة عليه.

وفي السياق، فإذا كان مفهوما مضاعفة عدد السوريين الفارين من بطش "نظام الأسد" ووصول عددهم إلى 2417 لاجىء في خلال 11 شهرا الماضية، وفرار الإيرانيين من حالات القمع والتضييق على الحريات داخل إيران وطلبهم اللجوء إلى ألمانيا وإرتفاع عددهم إلى 3030 لاجىء في عام واحد، فمن غير المفهوم على الإطلاق إستمرار تصاعد عدد اللاجئين الوافدين من تونس وليبيا ومصر.

إن نظرة سريعة إلى معدل الجوء والهجرة من دول "الربيع العربي" يتبين أن دائرة اللجوء والهجرة سجلت في خلال 11 شهرا الماضية إرتفاعا لطالبي اللجوء من ليبيا 163 طلب لجوء، ومن تونس 456 طلب لجوء، ومن مصر 169 طلب لجوء...
وتشير وسائل الإعلام الألمانية الى وجود "وسائل قاسية ودموية" تستخدمها المافيات الدولية، وخاصة "مافيات التهريب الروسية" التي تشكل نقطة لقاء وتقاطع بين مافيات التهريب - في نشاطها وأساليبها لتهريب البشر الى أوروبا.

وعلى الرغم من نجاح أساليب ووسائط التهريب الروسية القاسية والتي أدّت في أحيان كثيرة الى وقوع خسائر في الأرواح، فهي حقّقت نجاحا في تهريب ما يفوق الأكثر من مليوني لاجىء أجنبي سنويا الى أوروبا، معظمهم من روسيا البيضاء وأوكرانيا.

ـ طرق تهريب منوّعة :

وتنشط مافيات تهريب البشر جوا وبحرا وبرا، وتتخذ لها نقاط لقاء وعبور محددة في محيط القارة الأوروبية، وعلى الرغم من اجراءات الأمن وأجهزة حرس الحدود الأوروبي فقد توصلت المافيات الدولية الى تحديد نقاط تسلل وعبور شبه ثابتة، تعتبر "سالكة وآمنة" أمام المتسللين، وذلك عن طريق الرشاوى وتزوير المستندات الثبوتية لأصحاب العلاقة.

وتعتبر بوابة التسلل الفيتنامية الى أوروبا الأوسع والأنشط، وهي تتخذ من موسكو محطة "ترانزيت" في نقل اللاجئين، جوا ثم برا، عبر الحدود البولندية الألمانية، سيرا على الأقدام ليلا، ثم سباحة لقطع نهر "أودر" بقرب مدينة "تشاشين" الحدودية بين ألمانيا وبولندة.

وفي حال نجاح المتسللين الفيتناميين الى المانيا، تعمد المافيا الفيتنامية بالتعاون مع المافيا البولندية والروسية الى نقل المتسللين بواسطة باصات نقل صغيرة الى داخل المدن الألمانية حيث يجري تشريدهم في الأزقة والزواريب، مع كلمة وداع أخيرة مفادها "دبر رأسك"!

والعامل المساعد في نجاح مافيات تهريب البشر الفيتنامية هو وجود مئات ألوف العمال الفيتناميين في أوروبا نتيجة عقود عمل سبق أن وقعتها الدول الاشتراكية الأوروبية مع فيتنام، وهذه "تركة ثقيلة" أجبرت دول الاتحاد الأوروبي، وتحديدا المانيا على تنفيذها "لأسباب انسانية".

ـ صورة شخصية واحدة :

وتلاقي دوائر الشرطة الأوروبية صعوبات جمة عند التثبت من هويات الفيتناميين وذلك لتشابه سحناتهم الخارجية عند مقارنتها مع الصورة الفوتوغرافية على الأوراق الثبوتية، ولتشابه أسمائهم، كما لصعوبة تدوينها في السجلات الأوروبية لعجز اللغة عن التوفيق بين النطق والكتابة في اللغة الفيتنامية.

وتعتبر تجارة بيع الدخان المهرب هي الرائجة في اوساط اللاجئين الفيتناميين الى اوروبا الى جانب مهنة العمل في المطاعم، وكثيرا ما تقع جرائم قتل واشتباكات مسلحة في أوساط المافيا الفيتنامية بسبب الخلاف على توزيع المغانم والأرباح.

ـ المافيا الشيوعية :

ينتمي معظم قيادات وعناصر المافيا الروسية الى أجهزة الاستخبارات الشرقية الشيوعية سابقا وهي تستفيد من شبكة العلاقات الوثيقة التي كانت قائمة بين أجهزة الاستخبارات في الدول الأشتراكية، وتتخذ من موسكو محطة لتنشيط تهريب البشر وتوزيع لاجئي العالم الثالث على دول الإتحاد الأوروبي.
ومعظم "زبائن" مافيا التهريب الروسية هم من "انتاج محلي" أي من مواطني جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وهؤلاء يتسللون الى أوروبا بحثا عن فرص عمل ومستقبل أفضل، وتعتبر نقاط العبور البولندية والتشيكية هي الأفضل بسبب الرشاوى التي تدفعها المافيا الروسية لموظفي الجمارك وحرس الحدود في بولندة وتشيكيا، وأيضا بسبب النجاح الفائق في تزوير الأوراق الثبوتية وسمات الاقامة والمرور.

وعلى الرغم من المصاعب التي تواجه المتسللين الأجانب الى أوروبا، فان العائلات اليهودية الوافدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق – على العكس من بقية الجوالي - تلاقي تسهيلات أوروبية، وتحديدا ألمانية، في الحصول على مسكن مفروش واعانات اجتماعية.

وينشط المتسللون الروس الى أوروبا في جرائم تزوير وغسل العملات والدعارة وادارة محلات ألعاب الميسر وتجارة الألبسة والألكترونيات والقطع الكهربائية المغشوشة والمزورة.

وتجني مافيا تهريب البشر الروسية أرباحا طائلة من خلال استغلالها لمدينة موسكو كمحطة ترانزيت واقامة مؤقتتة لبقية المافيات الدولية التي تمتد تجارتها الى خارج حدود القارة الأوروبية.

ـ ممرات تهريب خاصة :

ويتركز نشاط مافيات تهريب البشر المدربة على نقاط جغرافية حساسة فهي تنشط على طريق شمال افريقيا الى أوروبا، ويعتبر مضيق جبل طارق، ممرها الرئيسي، وهي تقيم مقرات لها في المغرب وتونس والجزائر، وتعمل على تسهيل عمليات التهريب في قوارب بحرية، تجتاز ليلا المضيق، فيصل بعضها ويغرق البعض الآخر بسبب ثقل الحمولة البشرية على القوارب.

وتقوم طرادات الحراسة الاسبانية بمكافحة تهريب البشر من شمال افريقيا الى اوروبا عبر استعانتها بعدسات تصوير ليلي وقطع الطريق على المتسللين واعادتهم الى ضفة المضيق التي وفدوا منها.

وفي حال نجاح مافيا تهريب البشر في الوصول إلى هدفها فهي تقوم بتفريغ "حمولتها" على الشاطىء الاسباني حيث تضطر السلطات الاسبانية الى منح المتسللين سمات اقامة مؤقتة لمدة عشرة أيام تكون كافية لانتقال المتسللين الى بقية الدول الأوروبية وتحديدا فرنسا والمانيا.

والتسهيلات التي تقدمها السلطات الاسبانية ناتجة عن قناعتها بأن المتسللين لن يقيموا في اسبانيا بل سيقصدون وسط وشمال أوروبا لحصولهم على فرص عمل بسرعة. وهذه الثغرة سببها غياب قانون أوروبي موحد يرعى شؤون اللاجئين الأجانب الى أوروبا.

ومن الخطط المميزة التي تعتمدها مافيات تهريب البشر هي شحن المتسللين في مستوعبات منقولة على ظهر السفن حيث يتسللون ليلا بعد ان تربض البواخر على الشواطىء الأوروبية، لكن هذه الخطط أودت بحياة العديد من المتسللين اختناقا نتيجة حشرهم أو نتيجة تعثر فتح باب المستوعب بسبب وجود دوريات مراقبة وتفتيش أوروبية.

ويعمل المتسللون من شمال افريقيا الى أوروبا في مجال بيع المخدرات والدعارة والعمل في المطاعم وتجارة السيارات المستعملة، كما ينشط بعضهم سياسيا في مجالات ارهابية.

وإلى ذلك، تنشط مكاتب تهريب البشر في مجالات تغرير الشباب ودفعهم لترك أوطانهم عبر الوعود بإيجاد فرصة عمل في أوروبا أو الطبابة والخلاص من أزمة النزاعات والحروب. وتعتبر الحدود التشيكية الألمانية مكانا مناسبا لعبور المتسللين ليلا بمساعدة دليل تشيكي أو فيتنامي يعرف جيدا مسالك العبور الجبلي والنهري، لكن كثيرا ما أدت هذه المسالك الى كوارث ذهب ضحيتها متسللون لا يتقنون السباحة لاقوا حتفهم أثناء عبور النهر أو متسللون قضوا بسبب برودة الطقس في فصل الشتاء، والبعض خسر بعض أطرافه بسبب الثلج والجليد.

ـ مصير مجهول :

الى جانب مافيات التهريب المذكورة تنشط مافيات من جنسيات أخرى، أهمها التركية العريقة تاريخيا في التسلل الى أوروبا، كما المافيا اليوغوسلافية التي ازداد نشاطها وازدهر بسبب حرب البلقان، لكن السؤال الأساسي يبقى: الى أين؟ وهل تستأهل "الجنّة الأوروبية" هذا الجهد الكبير وغير الشرعي لدخولها؟ .. وهل تكفي الاجراءات الأوروبية الحدودية لمكافحة مافيات تهريب البشر؟ .. انها رحلة عذاب من موقع لا يطاق الى مصير مجهول، من مكان سيء إلى مكان أسوأ... لكن الأكيد تحديدا هو فراغ الدول النامية من سكانها!