نحن هكذا ؛ مجبوّلون بطين المحبة والتعايش المشترك

[ماهر سعيد متي]

نحن هكذا ؛ مجبوّلون بطين المحبة والتعايش المشترك
نصر حاجي خدر



كلنا واقفون على بعد خطوة واحدة من المحبة، وكلنا ننتظر الأخر الذي يخطو خطوته باتجاه الأخر وهو يفتح يده وصدره وقلبه وعقله من اجل تحقيق هذه الخطوة كاملا، ليس فقط شكلاً ومظهراً بل فعلاً ومضموناً..

تاريخ بعشيقة وبحزاني يقرأ بأنه تاريخ مليء بمآثر المحبة والتعاون والتآخي والانسجام والعيش المشترك وقبول الثاني، وليس هذا فقط بل تقاسمنا الفرح والحزن معاً، والشعور بالطرف الثاني على اعتبارهُ أخا أخر وليس إنسان مختلف عنه دينيا، فبعشيقة وبحزاني التي تعد واحدة من اشهر مدن الايزيدية شرقي نينوى  احتضنت (الايزيدي والمسيحي والمسلم) و (الكوردي والشبكي والكاثوليكي والسرياني وأشوري والعربي..) حتى حملت لقب "العراق المصغر بجدارة ".

بعد برودة العلاقات بسبب إفرازات الواقع المرير، وازدياد العصبيات الضيقة (الدينية والمذهبية والقومية) وتغليب (الأنا الضيقة) على حساب مصلحة العامة والعيش المشترك والتآخي والانسجام التاريخي القديم..، ربما فترة ألثمان السنوات الماضية كانت ثقيلة على الجميع بحيث أدخلت الجميع في غيمة سوداء وفي فترة نوم وسبات عميق، ألان استيقظ الجميع على وطأة وثقل تلك الخيمة السوداء.

مد خطوة باتجاه مصالحة الأخر ومصارحته ضرورية من اجل ترميم العلاقات الأخوية بين جميع مكونات أطياف الشعب البعشيقي والبحزيني، كوننا جميعا اضطهدنا وتلقينا نفس الضربة الموجعة على اختلاف موجاتها وشدتها وقوتها، لكنها آلمتْ بنا جميعا على حدا سواء.. ولذلك علينا ان نطوي الصفحات السابقة التي مرت على الجميع وان نفتح أذرعنا من جديد لإخواننا وجيرانناكي نعيش مع بعض على وفاق و امان.

خطوة المجلس الاجتماعي الايزيدي  في بحزاني بدعوة أخوانهم لجنة شؤون المسيحيين في بحزاني من اجل الجلوس على طاولة واحدة وفتح باب الحوار البناء من اجل خدمة وخير ومصلحة المنطقة، كانت في مكانها الصحيح وفي توقيتها الصحيح، وخطوة لجنة شؤون المسيحيين في بحزاني بالحضور لمزار بير بوب مع أخوانهم وفي المقابل إقامتهم مأدبة عشاء على شرف إخوانهم أعضاء المجلس الاجتماعي الايزيدي في بحزاني أضفت هالة من القوس قزح على تنوع المنطقة.

  هذه الخطوات المباركة التي تمت رعايتها من قبل كل من سماحة قوال سليمان سفو(رئيس القوالين – جوقة رجال الدين الايزيدية ) وسماحة (الخوري افرام الخوري بنيامين) وسماحة (القس عبدالله الخوري بنيامين) وأعضاء المجلسين ومركز لالش الثقافي والاجتماعي فرع بحزاني.

لتكتمل الخطوة علينا ان نخطو خطوات أخرى باتجاه كافة مكونات المنطقة لكي تعود المياه إلى مجاريها الصحيحة كما كانت قبل عشرات السنوات، وكي نتقاسم اسس العيش المشترك بسلام. 

http://www.tfpb.org/?page=view&id=167