حقوق الأقليات الدينية في ظل الربيع العربي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 18, 2012, 06:26:28 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

حقوق الأقليات الدينية في ظل الربيع العربي


راديو سوا/


عقد المعهد العربي الأميركي في واشنطن ندوة للحديث عن أوضاع الأقليات الدينية في أعقاب التغيرات التي شهدتها مجموعة من البلدان في العالم العربي.
لم تكن الأقليات الدينية في العالم العربي ببعيدة عن التأثير الذي خلفته التغيرات الاجتماعية في دول الربيع العربي خاصة مع صعود التيارات الإسلامية.
ويرى الدكتور قمر الهدى كبير باحثي الديانات بمعهد الولايات المتحدة للسلام يرى أن التوتر الطائفي الذي بدأ يطفو على سطح العالم العربي بعد سقوط الأنظمة لم يكن مفاجئا لأن الأنظمة السابقة درجت على حجبه، ويضرب مثالا بمصر.
وقال قمر الهدى: "أعتقد أن التوتر في عهد مبارك كان يتم التحكم به وكان محجوبا لأن المرء كان يخشى الحديث عن وجود توتر. إذاً التوتر طبيعي لا سيما بعد الثورات الكبيرة. لكن السؤال هنا هل يستطيع القادة الآن أن يجتازوا هذا التوتر ويخرجوا بنتائج جيدة؟ يتعين عليهم أن يتوصلوا لحلول واقعية وحوار حقيقي. يجب عليهم عدم إضاعة الوقت في التطلع للوصول لمنصب سياسي أو الانضمام لحزب. يجب عليهم مناقشة مخاوف المواطنين".
ويؤكد جيمس زغبي مدير مؤسسة العرب الأميركيين على أن صعود التيارات الإسلامية في الانتخابات الأخيرة في مصر وتونس والمغرب سيكون له أكبر الأثر على تصعيد التوتر الطائفي بالنظر إلى الطريقة التي وصلوا بها للحكم واعتمادها على الدين.
ويقول: "الجماعات تستخدمه لتحقيق مكاسب والقادة يستخدمونه عاطفيا للاستحواذ على السلطة. ثانيا العقود التي تعرضوا فيها للظلم خلفت لديهم سلوك القفز على السلطة".
لكن الأب سيمون فاضل مدير مؤسسة كارتس يعتبر صعود التيارات الإسلامية مفهوما لأنها قدمت نموذجا للتواصل الاجتماعي مع شعوب هذه الدول لكنه يدعو هذه التيارات إلى البحث عن توافق اجتماعي بين مختلف الطوائف وعدم الاستئثار بالسلطة. وفي نفس السياق، شدد قمر الهدى على أن نجاح التيارات الإسلامية والأنظمة الجديدة في العالم العربي في احتواء التوتر الطائفي مرهون بمدى قدرتها على تقليص الأزمات الاجتماعية التي تعيشها الشعوب إبان الثورات.
وأضاف: "وسط هذه التغييرات يتطلع الناس إلى نوع من الشعور بالأمان. فهم يقولون: حسنا سنتغير وسنبدأ عملية التغيير السياسي لكن نحتاج لضمانات، ضمانات اجتماعية. هل ما زال يعمل الاقتصاد؟ هل التعليم مستمر؟ هل الأمن موجود؟ هل الوظائف متاحة؟ وبالتالي إذا ما تمكنت السلطة من العمل على تلك الجوانب إلى جانب العملية السياسية، سيكون هذا أفضل لهم".
ولا يستبعد جيمس زغبي أن يطول الأمر بالنسبة لشعوب العالم العربي لتصل إلى عقد اجتماعي جديد يحدد العلاقة بين كافة الطوائف الدينية في المجتمع بالنظر إلى التغيير العاصف الذي تعيشه هذه الشعوب الآن.
يقول: "بلا شك، لقد احتاج الأمر 30 عاما للتغيير. في واقع الأمر فإن الثورة الأميركية وبعد عقود من انتهائها ما زال لدينا عبودية. المرأة لم تحصل على حق التصويت إلا بعد نحو 150 عاما من الثورة. التغيير يستغرق وقتا. كنا نتوقع أن الأمر سيتم بسرعة لكن سيحدث".
لم يكن التوتر الطائفي في العالم العربي غائبا في عهد الأنظمة السابقة لكنه كان مغيبا بفعل هذه الأنظمة. ومن ثم فإن الكثيرين يعتقدون أنه يتعين على المجتمعات أن تبحث عن سبيل يحافظ على مبدأ المواطنة بشكل يحقق المساواة والعدالة الاجتماعية التي يصبو إليها الجميع.