شرح و تفسير إنجيل الميلاد بحسب لوقا البشير( للأب الخوري بولس فغالي ) الجزء 2

بدء بواسطة rayan lallo, يناير 06, 2011, 10:45:57 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

rayan lallo

أوّلاً: إنّه المُخلّص.
تُشير هذه اللفظة الى اسم يسوع (الرب يخلص، متى 1: 21). وتدلّ على الخلاص الذي انتظره الشعب منذ أقدم النبوءات المسيحانيّة في التوراة. ولكنّه لا يوافق تمامًا الاستعمال البيبلي (أي في الكتاب المُقدّس). يتحدّث النصّ العبريّ مرارًا عن "إله خلاصنا" أو عن "الله الذي يُخلّصنا"، ولكنّه لا يملك لفظة "مُخلّص ". أمّا التوراة اليونانيّة (السبعينيّة) فتملك هذه اللفظة وتُطّبقها 35 مرّة على الله، وه مرّات على البشر (قض 3: 9، 15؛ 12: 3؛ نح 27:9؛ أس 8: 12)، ولكنّها لا تطبّقها أبداً على المسيح. والأناجيل الإِزائيّة (أي متى ومرقس ولوقا) لا تُسمّي يسوع بهذا الاسم إلا في هذا المكان. ولكنّنا نجد هذا الاسم في سفر الأعمال (5: 31؛ 13: 23) وعند القديس بولس، سَواءٌ أكان في الرسائل الأولى (فل 3: 20؛ أف 23:5) أم في الرسائل الرعائية (2 تم 1: 10؛ تي 1: 4؛ 13:2؛ 6:3)، وعند يوحنا (يو 42:4؛ 1 يو 14:4)، وفي رسالة بطرس الثانية (1: 1- 11؛ 2: 20؛ 2:3، 18). من الواضح أنّنا أمام تسمية مسيحيّة استعملتها الكنائس اليونانية ردًّا على الوثنيين الذين تحدّثوا عن "الآلهة المُخلّصين"، وعن القيصر المؤلَّه الذي سُفي هو أيضًا المُخلّص. أمّا لوقا فيستعمل هذه اللفظة ليُعلن المُخلّص الحقيقيّ بوجه الإِمبراطور الوثنيّ.

ثانيًا: إنّه المسيح الربّ.
ولقَبُ "المسيح الربّ " هو أصيلٌ أيضًا. فالتوراة العبرية تتحدّث عن "مسيح يهوه" (12 مرّة تقريباً)، فتُترجم اليونانيّة اللقب "مسيح الربّ ". ولكنّنا نجد في مرا 4: 20 (اليوناني) عبارة "مسيح الربّ " (وكذلك في مزامير سليمان المنحولة 36:17). ولكن لا تُستبعد أن يكون هذان النصّان قد تأثّرا بالمسيحية. وبتفرّد لوقا بين الإِزائيّين فيُسمّي عادةً يسوع "الربّ في إنجيله (14 مرة، ولكن مرة واحدة في متى 3:21 ومرّة في مر: 3:11) وفي سفر الأعمال (عشرات المرّات) ولا سيّما في خطبة بطرس يوم العنصرة، وهي قريبة جدّاً من كلام الملاك الى الرعاة: إنّ يسوع هذا قد جعله الله ربًّا ومسيحيًّا". (أع 36:2). لا شكّ في أنّه أخذ هذه التسمية من الكرازة الرسوليّة (فل 3: 20) برنّتها الإِلهيّة.
نلاحظ أيضًا سِمَتين مُميّزتَين في كلام الملاك: هو يُعلن أن الطفل وُلد "اليوم". يستعمل لوقا هذه اللفظة 12 مرّة في إنجيله ليدلّ على آنيّة الخلاص (4: 21؛ 19: 9...)، ليدلّ على تدشين الزمن الجديد الذي ستتمّ فيه مواعيد العهد القديم. وُيشير لوقا إلى هذه المواعيد عندما يذكر للمرّة الثانية "مدينة داود" (ذكرها مرّة أولى في آ 4).
ورافقت الآية (آ 12) الوحي الذي ناله الرعاةُ من السماء. هذا ما حصل لزكريّا ومريم (18:1- 20، 36) ولعدد من مُرسَلي الله في الأيّام القديمة (خر 3: 12 ؛4: 1-9؛ قض 17:6 ،36- 40؛ 1 صم 10: 1-9، 1 مل 20: 8؛ أش 7: 11، 14). كانت الآيات (أو العلامات) في العهد القديم ذاتَ طابَع استثنائي يدلّ على قدرة الله ويكفل إتمام الخلاص الموعود به. أمّا هنا، فالآية عاديّةٌ ويوميّة: "طفل بائس في مذود البهائم ". تكفي هذه الآية لتُقنع الرعاة أنّ كلام الملائكة ليس حُلمًا. ولكن هذه الآية هي في الوقت نفسه وَحىٌ: فهذا الولد هو المُخلص المُنتظَر، وفقرُه يدلّ على الذين يعرفون أن يستقبلوه، كيف يُتم الله الخلاص. وهذه الآية تُشبه إلى حدّ بعيد الآيات التي كان يُقدّمها كارزو الإِِنجيل ليثبّتوا تعليمهم: مرّاتٍ يصنعون مُعجزات (أع 3: 1- 10؛ 5: 12، 15- 16؛ 9: 32- 42؛ 14: 8- 12؛ 8:28- 9؛ رج 2 كور 12: 12؛ روم 15: 19)؛ ومرّاتٍ أخرى يقدّمون المُخلّص المصلوب الذي هو شكّ لليهود الذين يطلبون علاماتٍ مُثيرة، والذي هو علامة فاعلة لقدرة الله وحكمته بالنسبة الى الذين يقبلونه بالإِيمان (1 كور 2:2- 25). ففي شقاء طفل المذود، بدا حضورُ الله المُحرّر واضَحًا لمن يريد أن يراه.
وفجأةً جاء كلُّ جيش السماء (أع 18:7؛ 2:8؛ 13:19) فساندَ كلامَ ملاك الربّ (آ 13). إنّه يقوم هنا بوظيفة ليتورجيّة، هي في العهد القديم أُولى وظائف الملائكة (أش 6: 3؛ أي 38: 7؛ مز 29: 1- 2؛ 103: 10- 21؛ 148: 1- 2)، كما في العالم اليهوديّ في زمن المسيح.
والمديح الذي ينشدُه الملائكة يعود بنا الى العالم السامي. إنّه يُعلن مجد الله في مقامه العلويّ والسماويّ؛ إنّه يعلن تساميَه السرّي الخاص به الى الأبد. وسيصير هتافُ الغلبة هذا هتافَ تلاميذ يسوع (لو 38:19)، ثم هتافَ الليتورجيّا: المجد لله في العلى. ولكن الله يجعل مجده في خدمة حنانه. إنّه يسكُب على أحبّائه السلامَ الذي وعد به ليوم الخلاص (مي 5: 4؛ اش 9: 5- 6؛ 11: 6؛ 53: 5؛ 17:60؛ 66: 12). لسنا هنا أمام "السلام الرومانيّ" والطمأنينةِ الزمنيّة التي ينتظرها العالم من أوغسطس، بل أمام مِلءِ الحياة العُلوّية التي يمنحها الربّ وحدَه. وهو وحدَه ينبوعُ الخلاص الحقيقيّ. هو وحدَه يمنح هذا الخلاص بحريّته السامية. يمنحه أوّلاً للفقراء (10: 21)؛ ولكنّ لوقا يعرف بخبرته أنّ الرب لا يحرم أحدًا من هذه العطيّة سَواءٌ أكان يهوديًّا أم يونانيًّا.

3- الرعاةُ هم أوّلُ المُرسَلين (آ 15- 20).
دام ظهور الملائكة لحظةً واحدة. ولكن الرعاة لم يشكّوا أو يرتابوا بالكلام الذي سمعوه في الحال (آ 15). لقد تقبّل قلبُهم البسيط هذا الكلامَ منِ دون تحفّظ. إنّه بالنّسبة إليهم كلام الربّ. لا شكّ في ذلك. فأسرعوا نحو بيت لحم مثل مريم الذاهبة إلى مدينة أليصابات (1: 39)، وتحقّقوا من واقع الآية التي أُعطيت لهم: فالطفل هو هنا، كما صوّره الملاك. ومريم المذكورة أوّلاً هي الشاهد الأكبر لسرّه (آ 16).
إنّ فقر المذود الذي يصدُم عظماء هذا العالم، ثبّت الرعاةَ في إيمانهم. تعرّفوا الى الواقع الذي أكّد الرؤية التي حصلوا عليها، وروَوا ما شاهدوا للمجموعة الصغيرة التي تحيط بالطفل (آ 17).
لم يكن السامعون عديدين (في بيتَ لحم) ليتقبّلوا كلام الرعاة (آ 18).
ولكن تحدّث للوقا عن "كل الذين سمعوا". هذه هي طريقته في الكتابة، وهو يُفكّر بكلّ الذين سيتقبّلون فيما بعد تعليم الإِِنجيل.
وتعَجُّبُ السامعين يشبه التعجُّبَ الذي أثارته ختانةُ يوحنّا المعمدان (63:1). هو أقرب إلى الدهشة منه إلى الإِيمان. يُشير لوقا مرارًا إلى ردّة فعل مُماثلة أمام أقوال يسوع (22:4؛ 20: 26) أو عجائبه (25:8؛ 43:9؛ 14:11)، فيُبيّن أنّ هذا التعجّب يبقى بعيدًا عن فهم السرّ (22:4- 24؛ 25:8؛ 11: 14- 16؛ 10: 26؛ 12:24- 41). ويُقابل موقفَ مريم بهذا التعجّب السطحيّ (آ 19). أنها "تلك التي آمنت" (45:1). وُيبيّن إنجيلُ الطفولة الواقعَ البشريّ لإِيمانها: تحدّث عن اضطرابها العميق أمام تحيّة (سلام) الملاك، وعن أسئلتها (1: 34؛ 48:2)، وعن دهشتها أمام قول سمعان النبيّ (33:2)، عن تصرف يسوع (47:2) وعجزها عن ولوج سرّ ابنها ولوجاً كليّاً (2: 50). غير أنّ لوقا يُقابل هنا بين تعجّب الحاضرين وأمانتها على حفظ هذه الأمور (أو الأقوال) في قلبها (2: 51؛ 1: 66). نجد هذه العبارة في دا 28:7 (وفي 28:4 حسب نصّ السبعينية) وفي نصوص رُؤى عديدة، وهي تبيّن كيف أنّ "الرّائي" يحفظ للمُستقبل الوحي الذي ناله والذي ظل خفيًّا على الذين يُحيطون به. أمّا هنا، فلم تتقبّل مريم وحدَها كلامَ الرعاة. إلاَّ أنَّ لوقا قال إنها وحدَها تأمّلت فيه وحاولت ولوجَه في الإِِيمان. هي، منذ الآن، نموذجُ كلّ سامعٍ للكلمة، نموذج الكنيسة التي تعيشُ من هذه الكلمة.
وينتهي الخبر برجوع الرعاة وهم "يمجّدون الله ويُسبّحونه" (يُنشدون مجد الله وتسابيحه) (آ 20)، كما فعل جيشُ السماء خلال الرؤية السماويّة (آ 13- 14). يورد لوقا مرارًا مدائح مُشابهة على ألسنة شهود نَعِموا بمُعجزات يسوع (5: 25- 26؛ 7: 16؛ 13:13؛ 17: 15؛ 18: 43؛ 37:19)، على لسان الرسل أمام ظهور القائم من بين الأموات (53:24؛ أع 47:2)، على لسان صانعي العجائب باسمه (أع 8:3- 9؛ 4: 21)، على لسان الذين سمعوا بنموّ الإِِنجيل وتقدّمه (أع 18:11، 21: 20)، على لسان الذين قبلوا البشارة (أع 48:13). منذ ولادة المُخلّص انضمّ شكرُ الرعاة الليتورجيّ إلى عبادة الملائكة السماويّة فدُشِّنت العبادة في الكنيسة. فالعبادة هي جواب البشر على عطيّة الله.

ج- من التاريخ إلى الإِِيمان.
إنّ إحصاء الإِمبراطورية الرومانيّة على يد أوغسطس، أمرٌ معروف وقد ترك بعض الأثر في التاريخ. أمّا كيرينيوس فشخصٌ عرفه المؤرّخ تاقيتس والمؤرّخ اليهوديّ يوسيفوس. ونجد اسم يوسف ومريم عند متى ومرقس ولوقا ويوحنا، في إنجيل الطفولة (نسل داود، مت 16:1-10؛ لو 1: 27؛ رج 23:3)، وفي مقاطع أخرى من الانجيل (يوسف، لو 22:4؛ يو 1: 46؛ 42:6؛ مريم، مت 13: 55؛ مر 3:6؛ أع 1: 14). ثمّ يُحدَّد موضعُ ولادة يسوع في بيت لحم (آ 4- 6، 11، 15؛ رج مت 2: 11)، هذا مع العلم أنَّه يسوع الذي عرفوه كالناصريّ.
ونُشير أيضًا الى طريقة لوقا في تقديم ما حدثَ ليسوع وما تعيشه كنيسته، في لوحة واحدة. سُمّي يسوع "المُخلّص " و"مسيح الربّ ". ماذا فهم الرعاة من هذين اللقَبين اللذَين لم يفهمهما الرسل قبل القيامة؟ لا شكّ في أنّ لوقا تحدّث عن هذين اللقبَين كما تحدّث عن الإِِنجيل (آ 10) والآية (آ 12) والسلام (آ 14) على ضوء القيامة وفي إطار كنيسة تعيش في الرُبع الأخير من القرن الأوّل المسيحيّ.
ولا ننسى أخيرًا أنّ لوقا أخذ رسمة العهد القديم ومواضيعه اللاهوتيّة ليتحدّث عن مولد يسوع. نشيد الملائكة (آ 14) يُشبه أناشيدَ يهوديّة أو مسيحيّة دوّنت في جوّ يهوديّ. نجد تدخّل ملاك الله في عدد من النصوص التوراتيّة التي تتحدّث عن دعوة نبيّ (أش 6؛ ار 1) أو إعلان ولادة (تك 16: 11- 21) أو إيصال كلمة الله (دا 8: 15- 27؛ طو 12: 11- 21). فأخبار الدعوة تتضمّن أمر مُهمّة، واعتراض المدعوّ، وعلامة تُقنع المدعوّ. هذا ما نقرأه في إنجيل الطفولة.
ويبقى واقعُ ظهور الملائكة للرعاة، وتدخّلات الله في العهد القديم. هنا نترك عالم النقد التاريخيّ والتشكيك، وننتقل إلى مستوى الإِِيمان حيثُ نلزم نفوسنا فنعترف بالله وبعمله في مُجمل التاريخ المُقدّس. نُميّز بين اللامؤمن والمؤمن. كلاهما ينطلقان من موقف لوقا الذي يعبّر عن سرّ المسيح بعباراتٍ كرستولوجيّة عرفتها الكنيسة الأولى. يرى اللامؤمن في صورة يسوع هذه تفسيرًا لاهوتيُّا، يبقى على مستوى الرمز ولا يصل إلى الواقع. أمّا ظهور الملائكة للرعاة فهو تعبير من تعابير الإِِيمان. أمّا المؤمن فيرى في صورة يسوع هذه إِيمانه الشخصيّ وإِيمان الكنيسة. هو يعرف كم تطلّب هذا الإِِيمان من وقت ليُعبّر عن نفسه، وكم يبقى سرّيا فلا يحويه تعبير . ولكنه ، بالنسبة إليه ، الحقيقة التي يحاول التعمق بها في كلّ حياته، وبالأخصّ في بحثه عن يسوع المسيح.
نحن نؤمن بألوهية المسيح، ولهذا نؤمن بأنّ هذا اللاهوت تراءى وظهر: في يوم الفصح، في الكنيسة، لشهود حياة يسوع على الأرض، منذ الطفولة حتى الموت والقيامة. أجل، إنِّ حدث ولادة يسوع لا يأخذ كامل بُعده ومعناه في نظر لوقا إلاَّ في الإِِيمان بيسوع. هنا وهنا فقط تدخل الله في تاريخ النصوص. هذا ما يقودنا إلى الحَديث عن الإِِيمان في إِنجيل لوقا.
أراد لوقا أن يصوّر واقعًا حصل في بيت لحم، في زمن أوغسطس قيصر، في تقليد الكنيسة. إنّه يهتمّ بهذا الواقع كحدث مُحدَّد في زمان ومكان، ولكنّه يتجرّد من بعض التفاصيل ليُشدّد على المعنى الروحيّ.
ما يهمّ لوقا في هذا الواقع هو مدلوله في تاريخ الخلاص. الحدَث هو يوم الخلاص. وهذا اليوم يمتدّ في كل حياة يسوع، من بيتَ لحم إلى الفصح.. وحين يتحدّث عن يسوع كالمُخلّص ومسيح الربّ، فهو لا يتوقّف عند الحقيقة التي فهمها الناس يومَ مولد يسوع، بل يرى شخص يسوع على ضوء الفصح. وحين يروي خبر الرعاة، فهو يفكّر بكلّ الذين نقلوا هذا التعليم في الكرازة الرسوليّة، كما يُفكّر بالذين قبلوه. ولهذا يعنينا هذا الخبر اليوّم. إِنّ السرّ يتّحد في نظر لوقا بالتاريخ اتّحادًا لا طلاق فيه. وهو يعتقد أن الخلاص أعطي في حدَث يسوع، ولهذا دوّن كتابه.
لا يتأسّس إيمانه على الخبر وحدَه. بل هو يُولد منٍ معرفته ليسوع في كلّ تاريخه، في كلّ شخصيّته السرّيّة التي اكتشفها اكتشافا بطيئًا، في تعليمه الخلاصيّ وفي حضوره الدائم. فوحيُ يسوع هو واقع فريد تمّ في زمن يسوع وما زال حاضرًا إلى أيّامنا في زمن الكنيسة. فكلّ واحد منّا مدعو ليتّخذ موقفًا بالنسبة إلى هذا الواقع. وهو قرار صعب لأنّه يلزمنا بكلّيّتنا. وهو قرار لا ينتهي أبدًا، لأنّ معرفتنا ليسوع هي اكتشاف يدوم ما دامت الحياة.
وهكذا يتّخذ خبر بيت لحم كلّ معناه للذي رأى في يسوع المُخلّصَ والمسيحَ والربّ. هنا نفهم فقر يسوع ومجده اللذَين حيّرا اليهود ولا يزالان يُحيّران البشر: وَلَدٌ ضعيف وخاضع منذ ولادته لقرارات امبراطور وثنيّ.. تستقبله أمّه بعيدًا عن البيت العائليّ، ونجّار يعمل في القُرى، وبعض الرعاة. ومن جهة ثانية، ظهور ساطع للجيش السماوي، للمجد الإِلهيّ، وإعلانُ المُخلّص والمسيح الربّ. إنّ هذا اللقاء بين شقاء البشر ومجد الله هو دخول الله في تاريخنا. هو يتّحد ببشريّتنا لينعش فيها الأمل، بل ليكون فيها حاضرًا بمحبّته الدائمة.