من أجل الله
كان هناك غنيٌ له قبو مليء بالخمر، وكان فيه جرّة معتّقة من سنين، وكانت كثيرة الثمن بالنسبة له. وكان يفكّر في أنه لا يريد أن يستعملها إلا في مناسبة كبيرة ومهمة.
ذات يوم زاره حاكم البلد، فكّر الغني وقال: لن أضحي بالخمرة من أجل الحاكم. وبعد فترة زاره الأمير، وكذلك قال في قلبه: هذه خمر جيدة لا يجب أن أضحي بها من أجل الامير. وتزوج ابنه الوحيد، وفكّر وقال: ليس من أجل هؤلاء الضيوف أخسر هذه الخمر التي لا تقدَّر بثمن. ومرت السنين ومات الغني بعد أن كبر كثيراً في السن، واندفن بالتراب مثل باقي الناس. وفي اليوم التالي اجتمع الفلاحين في القرية وتقاسموا كل خوابي الخمر ومن بينها جرة الخمر المعتقّة، وشربوها مثل غيرها، ولم يعرف أحد كم كان عمرها وكم كانت ثمينة بالنسبة الى صاحبها.
هكذا نحن أيضاً، أحياناً كثيرة نبقى معلَّقين بأمور هذه الدنيا، متجاهلين أنه سيأتي ذلك اليوم الذي فيه سنترك كل شئ ونرجع ونصير حفنة تراب. خُلِقنا عريانين، وولدنا وايدينا مسدودة، ومتعلّقين بهذه الدنيا، وفجأة نرحل وايدينا مفتوحة وتاركين كلّ شي في هذه الدنيا، وليس معنا زوادة إلا سراج مليء بالزيت، زيت محبتنا لله ولإخوتنا.
أنت اليوم ... عن ماذا تستطيع ان تتخلى..؟؟ اتركه... محبةً بالله وبإخوتك، وأضفه على الزوادة.
شكرا الاخ الاكليريكي بشار الشمني على الموضوع
يسلموا