نازحون مسيحيون في اول ايام عيد الميلاد لن تعرف الفرحة طريقها الينا الا بتحرير من

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 29, 2015, 09:51:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  نازحون مسيحيون في اول ايام عيد الميلاد
لن تعرف الفرحة طريقها الينا الا بتحرير مناطقنا



برطلي . نت / خاص
يحتفل المسيحيون في كافة انحاء العالم في الخامس والعشرين من شهر كانون الاول من كل عام بعيد ميلاد يسوع المسيح ، وهو من الاعياد الكبيرة والمهمة التي يحرص المسيحيون في كل مكان وزمان على الاحتفال به والتهيؤ له قبل فترة من الزمن ، فتجد مظاهر الاحتفال منتشرة في كل مكان في البيوت والشوارع ، وفي العراق في المناطق التي يكثر فيها تواجد المسيحيون ، بل زاد الامر على ذلك حتى بات الاحتفال به من قبل الشعوب والامم غير المسيحية ايضا مشاركة منهم بهذه المناسبة .

يأخذنا المسير في أول ايام عيد الميلاد هذه السنة الى أحد مجمعات النازحين المسيحيين في عنكاوا . أول ما يلفت نظرنا في هذا المكان الى عدم وجود ما يشير الى ان عيدا هنا ، فالامر مختلف تماما فلا مظاهر للعيد بين ساكنيه . ولولا أقفال محلات البقالة البسيطة المنتشرة على طول الطريق امام واجهة المجمع وانعدام الحركة في المكان بالكامل ، بالأضافة الى بعض الرموز الدينية التي وضعت في واجهة كنيسة المجمع الكرفانية وفي مداخل المجمع والتي تشير الى العيد ، لجزمنا بان الساكنين هنا في هذا المجمع لا علاقة لهم لا بالمسيح ولا بميلاده .

زيا بشارة . أحد سكنة المجمع كانت تهنئتنا له بمناسبة العيد قد أثارت في نفسه مشاعر العيد ، والا ليس في مظهره ما يوحي الى انه يعيش أجواء العيد ، هندام بسيط ، في رجليه نعلٌ خفيف وبسيط ، شعر كث غير مرتب وغير حليق الوجه ، وكل الذين في دائرة مكان تواجدنا يحملون نفس المظهر وهو ما أثار استغرابنا . بادرته بالسؤال كيف هو احتفالك بالعيد ؟ فاجاب أي عيدٍ تسأل عنه ، كل يوم جديد نعيشه هنا يزيد من مأساتنا ، كنا نتصور انها اياما معدودات وسنعود الى بلداتنا لكن مرت أكثر من سنة ولا زلنا هنا ، لا نفكر بغير العودة وكيفما كانت هذه العودة .




مساعدات توزع في يوم العيد

تشاركنا في الكلام ( نورا ) التي كانت واقفة بالقرب من مكان تواجدنا وقد أثارها سؤالي حول عدم ملاحظتنا في مظهر سكان المجمع ما يشير الى انهم يعيشون أجواء عيد وقالت : من في نفسه ان يتهندم ويرتدي ملابس جديدة ونحن في هذا المكان ، الفرحة بعيدة عنا . هم لا يستطيعون ان يرسموا الفرحة في نفوسنا بهذه المواد التي يأتون بها لنا بين فترة وأخرى وهي تشير الى مجموعة توزع موادا يبدو انها مساعدات انسانية ، فرحتنا الوحيدة عند عودتنا الى مناطقنا وبيوتنا وكنائسنا .

عند حكمت جميل كما عند غيره من سكنة المجمع لم يلحظ اي شيء يميز هذا اليوم عن باقي الايام الاخرى ، فلولا القداديس التي اقيمت في كنيسة المجمع الصغيرة بمناسبة العيد لكان هذا اليوم يوما عاديا مثل ايام نزوحنا الاخرى . عيدنا سيكون يوم نعود الى ديارنا . حكمت يعود ليشير مرة أخرى الى المساعدات التي توزع في ساحة المجمع ليقول بدلا من ان تشغل الحكومة نفسها في هكذا أمور لتذهب وتحرر مناطقنا وعندها سيكون فرحنا عظيما . 

ياسر يُعزْي سبب عدم فرحته بالعيد الى وضعه الاسري حيث له ابنة مصابة بمرض الصرع دائما ما تحتاج الى علاج غالي الثمن وهذا ما يزيد من وضعه الماساوي الذي يعيشه في المجمع . بينما تشكو أنعام باستمرار من آلام في ذراعيها من كثرة ما تنقله من حاويات المياه البلاستيكية من مصدر المياه في المجمع البعيد بعض الشيء عن كرفانها .




اطفال كبروا مع الحزن لم يعرفوا طعم الفرح


حتى الاطفال لم يعد يعرفون طعم العيد فلا ملابس ولا هدايا ومع ذلك تقول انعام نحاول ان نخلق اجواء العيد لاجل هؤلاء الاطفال فنضع نشرة على حائط هنا في داخل الكرفان أو شجرة بسيطة في زاوية اخرى منه او بالونا ملونا ولكن هذه صعب ان نجد لها مكانا في الكرفان المزدحم بستة أشخاص وجميعهم من الشباب .

وجوه فارقها الفرح منذ ما يقارب من السنة والنصف وهذا هو عيد الميلاد الثاني الذي يحتفلون به وهم بعيدون عن مدنهم وبلداتهم بعد ان هُجِّروا منها في مطلع آب من عام  2014 .   











المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "

مؤيد اليوناني

مع اعتزازنا باعيادنا التي نفتخر بها واعتزازنا بقيمها ومدلولاتها الا ان احتفالاتنا كانت ولاتزال وبغض النظر عن ضروف الحياة المختلفة تعم عليها احتفالات جسدية مادية لاتناسب جوهر المناسبة ولا نقدر قيمتها سوى بحضور تقليدي لمراسيم دينية لا تاخذ سوى اوقات قليلة جدا وقد يمل قسم منها ايضا فاخذت قسم من الكنائس باقتصارها ارضاء للناس , ولكن اشير ان هذا الكلام ليس عاما وشاملا للجميع ولكن لايخالفني انسان بان هذا الامر هو الغالب مع تقديري للجميع طالبين من الرب الاله ان بمنحنا اعيادا  يعم فيها السلام فطريقة الاحتفال ليست بمظاهرها فقط ...