المسيحيون يبيعون أرضهم فهل يبقى اثر للمسيحيين في تلك الأرض؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 12, 2018, 09:38:39 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المسيحيون يبيعون أرضهم فهل يبقى اثر للمسيحيين في تلك الأرض؟     

         
برطلي . نت / متابعة
اليتيا/

المستقبل، بالنسبة إلى بعض المسيحيين في العراق، بدأ منذ أسابيع قليلة...

في أغسطس 2014، وصل تنظيم داعش إلى برطلة المسيحية الواقعة في سهل نينوى قرب الموصل، فهرب جميع المسيحيين المقيمين فيها مذعورين من المتطرفين الاسلاميين. دُمرت كنائسهم وبيوتهم، ونُهبت كلها تقريباً.

الآن، تتيح جمعية "عون الكنيسة المحتاجة" لهؤلاء المسيحيين فرصة العودة إلى ديارهم. فقد أطلقت مشروعاً لترميم البيوت التي دمرها تنظيم داعش، الأمر الذي مهّد الطريق لعودة أكثر من 45% من العائلات التي هُجرت سنة 2014 إلى بيوتها، أي أكثر من 8700 عائلة ابتداءً من يونيو 2018.

شددت لجنة إعادة الإعمار التي تعمل برعاية عون الكنيسة المحتاجة على تخصيص المساعدات لترميم البيوت المدمرة أو المتضررة نتيجة أعمال داعش، فقط إذا كان المالكون الذين لا يعيشون في بيوتهم يسمحون لعائلة محتاجة بالعيش فيها مجاناً لسنة كاملة.

أبصر الطفل تيموثاوس النور في منتصف مايو. أبوه سمير (30 عاماً) وأمه صبا (25 عاماً) مسيحيان متدينان يعيشان في بلدة برطلة التي يتألف معظم سكانها من سريان أرثوذكس. يقول الوالد: "أرغب من كل قلبي أن يترعرع ابني في العراق. الله سيجد سبيلاً لذلك". وعندما يكبر تيموثاوس، سوف يخبره والداه عن الفترات الصعبة التي مرت بها عائلته في السنين التي سبقت ولادته.

يمضي الطفل تيموثاوس عامه الأول في بيت يعود إلى شخص يعيش في السويد، ويسكن فيه الآن مع عائلته مجاناً بفضل مساعدة "عون الكنيسة المحتاجة". ولكن، في نوفمبر، ستكون قد مضت سنة على عودة العائلة إلى برطلة. بالتالي، سيتوجب عليها دفع الإيجار ابتداءً من ذلك الحين. لكن سمير لا يزال ينظر إلى المستقبل بتفاؤل. يقول: "أعيش من دون قلق على المستقبل، مثلما علّمنا يسوع. ليعطنا الله خبزنا اليومي".

يكسب سمير لقمة عيشه من تعليم اللغة الانكليزية. يُعدّ الطلاب للجامعة. ويعلّم بخاصة طلاباً غير مسيحيين ينتمون إلى إتنية الشبك التي تتبع الإسلام الشيعي. فأعداد المسلمين تتزايد في برطلة لأن العديد من المسيحيين يبيعون أرضهم قبل الرحيل إلى بلدان أخرى.

وعندما هرب معظم المسيحيين إلى كردستان العراق كلاجئين بحثاً عن الأمان، عمل سمير أيضاً كمعلم لغة انكليزية هناك. يقول أن سنين اللجوء كانت صعبة للغاية، ولم تكن أمام المسيحيين إمكانية للبقاء على قيد الحياة لولا دعم الكنيسة.

رغم هذا الوضع الصعب، لم يفكر سمير يوماً بالرحيل عن العراق. يقول: "من دون شك، نعيش في بلد غير مستقر. مع ذلك، هو وطننا. أريد أن أبقى هنا، طالما لا تحصل أحداث مزعجة للغاية".

توافقه زوجته صبا الرأي قائلة: "أحب وطني. دعم ربي وزوجي يعطيني القوة لاحتمال كافة المحن".

كذلك، يعبر سمير عن سروره بتحسن الأوضاع مجدداً في البلدة. فأعمال الترميم تجري في جميع نواحي البلدة فيما يصلح الناس الأضرار التي خلفها تنظيم داعش.

مع ذلك، لم تُمحَ كافة الآثار في كنيسة السريان الأرثوذكس في برطلة. بحسب الأب يعقوب، رُممت الكنيسة باستخدام أموال قدمتها جمعية عون الكنيسة المحتاجة. أزيلت كتابات داعش عن الجدران، وإنما تُركت كابيلا متفحمة كتذكير بداعش. تُركت كما هي عن قصد لتذكّر بالفظائع التي واجهها المسيحيون.