رئيس اساقفة إيبارشية اربيل الكلدانية يستقبل كامل زومايا ويؤكد على أهمية وجود كيا

بدء بواسطة anmar_87, مارس 17, 2011, 08:24:38 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

anmar_87

رئيس اساقفة إيبارشية اربيل الكلدانية يستقبل كامل زومايا ويؤكد على أهمية وجود كيان سياسي للمسيحيين من الكلدان الاشوريين السريان




اربيل :

استقبل سيادة المطران بشار وردة رئيس اساقفة إيبارشية اربيل الكلدانية في 9/آذار2011 الأخ  كامل زومايا عضو لجنة متابعة مقررات مؤتمر برلين ومسؤول مكتب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في مقر الابرشية عنكاوا / اربيل ، وقد استمع سيادة المطران بشار وردة  الجزيل الاحترام  لشرح مفصل لتوصيات ومقررات مؤتمر برلين ، والتي عكست تلك القرارات والتوصيات  الكثير منها من مضامين رسالة سيادته التي بعثها عشية انعقاد المؤتمر ، كما تطرق اللقاء الذي حضرهكل من  الدكتور سمير الخوراني والاستاذ عزيز عمانوئيل عضو المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ، التحضيرات الجارية لأنعقاد مؤتمر اوربي في بروكسل  يتناول اوضاع شعبنا ومطالبه المشروعة ، من جانبه اكد سيادة المطران بشار وردة رئيس اساقفة ايبارشية اربيل الكدانية، دعمه الكامل  لكل جهد يسعى الى وحدة شعبنا والحد من معاناته،  وأكد ضرورة ايجاد مساحة واسحة للتسامح وايجاد ارضية تعزز وحدتنا لا تفرقنا ، كما أكد سيادته ، دور الكلدان الذين  كانوا دوما مع الوحدة وليس ديدنهم الانعزال او التخندق الذي يضر ولا ينفع وخاصة في الظروف التي نعيشها حاليا .

في نهاية اللقاء ودع سيادة المطران الجزيل الاحترام كامل زومايا مسؤول مكتب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في المانيا وعضو لجنة متابعة مقررات برلين بالحفاوة التي استقبل بها .

الجدير بالذكر ان سيادة المطران بشار وردة رئيس اساقفة إيبارشية اربيل الكلدانية ، كان قد بعث برسالة للمؤتمر الذي انعقد في برلين في 29 و30 من كانون الثاني 2011 ولأهمية رسالته الوحدوية والافكار القيمة التي تناولتها رسالة سيادته ننشر  النص الكامل للرسالة .





رئاسة إسقفية إيبارشية اربيل الكلدانية

عنكاوا- أربيل – العراق

 

العدد:

التاريخ: 24 كانون الثاني 2011

 

الإخوة  المؤتمرون... سلام الرب معكم

لا يخفى عليكم اليوم معاناة المسيحيين في العراق التي هي جزءٌ لا يتجزا من معاناة المسيحيين في الشرق عموماً. فهناك هجمة شرسة تدفع بها اجندات خارجية واقليمية وكذلك محلية شعبية تدفع كلها باتجاه اقصاء المسيحيين من هذه المنطقة كي تكون اسلامية خالصة.

إن مشكلة العنف الموجه ضد المسيحيين لا تقتصر على الاعمال الارهابية التي تجري كل يوم ضدهم وبشكل منظم. فالارهاب او العنف كما تعلمون ليس مشكلة مادية تتمثل في اعمال القتل والخطف والمُطاردة وتفجير البيوت والسيارات والتفخيخ والاحزمة الناسفة وتدمير الكنائس وغير ذلك، فقضية الارهاب واحدة لا تتجزأ، وهناك عوامل أساسية قلما ننتبه اليها هي المحرك الاساس في هذا العنف الموجه ضد المسيحيين. وتتمثل هذه العوامل في التربية والثقافة والبنية الاجتماعية القائمة على اساس التمييز الديني والطائفي والمذهبي. فلقد تبلور حُكمٌ ديني في العراق بقيادة أحزاب دينية إسلامية زرعت العراق بمليشيات دينية مُسلّحة معلنة وخفيّة، فضلاً عن تغلغل الإرهابِ بإسم الدين في كل قسمات المجتمع العراقي.

إن الارهاب في العراق على الاقل يستمد وجوده وشرعيته من تواجد ارضية مناسبة تسمح وتمهد لهذا العنف ضد المسيحيين. ولولا ذلك لقلنا إن مصدر هذا الارهاب خارجي، واجندة خارجية والعراقيون أبرياء منه. ولكن هذا ليس صحيحاً البتة. إذ ان البلد اليوم يتجه توجها دينياً بفضل الاحزاب الدينية والطائفية الشيعية والسنية والتي توحدت جهودها في تشريع دستور طائفي وتمريره، كما ان الدول الاقليمية المجاورة للعراق تذكي هذه النار بإتجاه التصعيد الديني والمذهبي، مما يضر بالمكونات الدينية غير الاسلامية.

إن الشعب المسيحي يعاني من ضغوط دستورية وقانونية واجتماعية ومهنية وسياسية. ويأتي على رأس تلك الضعوط وجود دستور طائفي وتمييزي يغيّب مفهوم المواطنة معتبرا إياها مجرد اقلية دينية بعيدا عن اي اقرار بتسميته القومية وحقوقه القومية كمكون اثني قومي عميق الجذور في ارض الرافدين. وهناك من الجانب الاخر تصاعد المد الاسلامي على المستويين الشعبي والرسمي، من خلال خطب منابر الجمعة وقنوات اخرى لا يتسع المجال لذكرها، ترافقها نظرة اجتماعية دونية وثقافة عامة لدى شرائح كثيرة من المجتمع العراقي بأننا اغراب في وطننا، إلى جانب استمرار ارهاب الحركات الإسلامية كتنظيم القاعدة بالتعاون مع تنظيمات ارهابية اخرى داخلية وخارجية.   

  إن حرمان الشعب المسيحي من اية حقوق قومية وتعرضه المستمر إلى الاضطهاد والقمع والتهجير والارهاب إلى هجرة اعداد كبيرة منه إلى الخارج مما ادى إلى تناقص خطير في عديده ليصبح اقلية عددية، ولكن ليس نوعية، الامر الذي يهدد بزوال وجوده في المستقبل المنظور ما لم يصار إلى ايجاد حل سياسي يضمن بقاءه وازدهاره في عراق فدرالي ديمقراطي تعددي حر وموحد.

لقد كان للاحتلال الامريكي للعراق انعكاسات سلبية على المكون المسيحي تحديدا بسبب معاناته كجزء من الشعب العراقي من تبعيات الاحتلال من جهة واتهامه جزافا من قبل بعض الحركات الاسلامية بمباركة الاحتلال والوقوف إلى جانبه. وهذا يعني اننا مضطهدين مرتين بسبب خصوصيتنا الدينية والقومية.

لقد باتت الحكومة العراقية المركزية لا أبالية، وعاجزة أمام ما يتعرض له المسيحيون في العراق من اضطهاد وارهاب وتهجير قسري وقتل، إذ أثبتت فشلها بل عدم قدرتها على الالتزام بمسؤوليتها في حماية هذا المكون العراقي الاصيل. غير متناسينَ الحقيقة المؤسفة أن نظام الحكم في العراق بعد 2003 قائم على المحاصصة الطائفية التي حرمت المكونات الصغيرة ومنها المكون المسيحي من أبسط حقوقها في المواطنة والحقوق القومية.   

وأخيراً وليس آخراً، تأتي المناهج التربوية والتقليدية في العراق لتحثَ على الكراهية وعدم الاعتراف بالاخر غير المسلم، وعدم الإعتراف بإنجازاته ومُساهماته التاريخية في بناء البلاد، وتناسي دوره الحضاري والإجتماعي، إضافة إلى وجود قانون للاحوال الشخصية ظالم بحق المسيحيين لتطبيقه الشريعة الاسلامية في قضايا الاحوال المدنية. غير متناسين حقيقةَ قيام الاحزاب والكتل الكبيرة باستقطاب مثقفي شعبنا في آجنداتهم السياسية التي لا تخدم الوجود الاثني لشعبنا على ارضه اجداده. اضافة إلى ذلك لا يوجد هناك اي دعم لقيام تنظيمات سياسية مستقلة تعبر عن الارادة الحرة لشعبنا وتوجهاته التي تخدم وجوده الاثني على ارض اجداده، اضافة إلى عدم تشجيع ودعم قيام منظمات المجتمع المدني بين ابناء شعبنا. 

ان كل هذه الامور وهذه البيئة تهدد وجود المسيحيين وتضع مستقبلهم على كف عفريت. ومن هذا المنطلق يكون البحث عن حل جذري وجدي وعميق مهمة ملحة جدا
فاذا أرادت المانيا وغيرها من البلدان مساعدة المسيحيين  للبقاء في وطنهم عليهم مساعدتهم في حماية أنفسهم من القتل والتهجير والتهميش وكل اشكال التمييز. الحل يكمن في ضمان حماية وطنية ودولية وتكوين او تاسيس كيان للمسيحيين في اطار الدستور وضمان وحدة العراق، تضمن الحماية وحرية ممارسة كل الخصوصيات وتطوير وجودنا كشعب.

كما نود الاشارة إلى ان المعاناة اليومية والقتل المستمر يجعل القوى السياسية لشعبنا المسيحي تتجه باتجاه ان تلتقي وتقلص الهوة بينها وتدفعها إلى تحمل المسؤولية وتجميع قواها وربما يؤدي كل ذلك إلى توحيد الخطاب وبروز ملامح قضيتنا كقضية شعب واحد. ونحن نريد التضامن والتعامل مع قضيتنا كقضية شعب اصيل وليس اقلية هامشية، وهذا أمرٌ مُباركٌ من قبلِ شعبنا بكل مكوّناته، آملين أن تُثمر جهودهم في تحقيق الرفاهية وكرامة العيش الإنساني التي يتطلّع إليها شعبنا لجميع العراقيين.

  التوصيات والمقترحات

 

1.       وجود كيان سياسي للمسيحيين من الكلدان الاشوريين السريان ضمن العراق الإتحادي الواحد، مُكفَل من قبل الدستور، ويتم توفير الحماية الوطنية والدولية له بما يحفظ وحدة وسلامة الأرض العراقية. لأننا لسنا الشعب الذي يتمّرد على العراق، بل لأننا حقيقة واقعنا العددي، وكمّ التهديدات التي نواجهها، تُضطرّنا إلى تذكير الجميع بمسؤولياته إزاء شعبٍ يُعاني إضطهاداً مُبرمجاً في العراق، وخطورة الذوبان في الشتات إذا تركَ العراق.

2.       تخصيص ميزانية لهذا الكيان لمشاريع التنمية من اموال الدولة العراقية بموجب قوانين تسن من اجل ذلك، من أجل إنعاش حياة ساكنيه من مسيحيين وعرب وأكراد وشبك وإيزيديين ومندائيين.

3.       ربط تأهيل العراق واندماجه بالمجتمع الدولي بضرورة حماية الحكومة والدولة العراقية للمسيحيين، من الممكن اشتراط رفع البند السابع عن العراق بحماية المسيحيين، للحفاظ على مورثهم الثقافي والحضاري والإجتماعي.

4.       تفعيل المادة (140) بالشكل الذي يستعيد فيه المسيحيون المتضررون من أنظمة الحكم السابقة في التغيير الديموغرافي الذي تمَّ ممارسته، وإعداة الممتلكات المُغتصّبة للمسيحيين وللمؤسسات الكنيسة، وتعويضهم بما يتناسب والضرر الذي لحِقَ بهم.

5.       زيادة نسبة الكوتا للمسيحيين بما يتناسب مع تاريخهم واصالتهم ودورهم الحضاري في بناء العراق قديما وحديثا لا بما يتناسب مع عددهم القليل الان. كما يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار المسيحيين العراقيين المهجرين عبر السنين السابقة في اوروبا واستراليا واميركا.

6.       اجراء تحقيق دولي في كل الجرائم التي ارتكبت بحق المسيحيين والتي لم يكشف عنها لحد الان لتصبح في ذمة التاريخ. واصدار قرارات دولية واممية حول ما يتعرض له المسيحيون في العراق واعتباره إبادة جماعية وجينوسايد والاعتراف بالمذابح التي اقترفت بحق شعبنا ( سميل / صوريا) في تاريخ العراق المعاصر.

7.       العمل على تغيير جذري في المناهج التربوية بما يتماشى مع احترام الاخر. وخاصة رفع مادة الدين وتبديلها بمادة الحضارة أو تاريخ الاديان أو الاخلاقيات المستنبطة من الاديان جميعا بلا استثناء. وكذلك اعادة صياغة مادة التاريخ كي لا يقتصر على العرب والاسلام.

8.       اعادة صياغة البنود الدستورية التي فيها الكثير من الغبن بحق الأقليات الدينية والاثنية والقومية وبما يتماشى مع مباديء الديمقراطية وحقوق الانسان دون تمييز.

9.       قيام الكنائس بالتعاون والتنسيق مع رجال الدين المسلمين المعتدلين بغية بيان موقفهم مما يجري ضد المسيحيين من جرائم باسم الله والاسلام. وإصدار فتاوى في تحريم الدم المسيحي وممتلكاته.

10.   إن حل مشكلة التنمية الاقتصادية + الأمن سيؤول إلى بقاء المسيحيين وتفعيل دورهم الثقافي والإجتماعي والسياسية في البلاد.

11.   تشجيع قيام منظمات المجتمع المدني الخاصة بشعبنا وتفعيل دورها في المساهمة في إعلاء ثقافة العدالة للجميع، والحياة الكريمة للمواطن العراقي.

12.   تخصيص مقاعد دراسية للدراسات الاولية والعليا في جامعات اوربا لابناء شعبنا.

13.   دعم قيام مؤسسات تعليمية وتربوية وثقافية لشعبنا وتأهيلها لخير البلاد فنحن لا نُريد الإنعزال عن حضارة العراق لأننا لم نكن يوماً منعزلين، بل أسهمنا دوماً في بناء العراق ودعم قضيّته ولنا في هذا شواهد وطنية نأسفَ أن التاريخَ لم يُنصفها.

14.   صيانة الموروث الحضاري والثقافي المسيحي، فهناك عشرات المواقع والشخواص الأثرية المسيحية المُهمَلة من شمال البلاد إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، وأن البعضَ منها تعرّض إلى التدمير المُتعمّد وتغيير الهوية.

شكرا لاصغائكم

ليبارككم الرب

المطران بشار وردة

رئيس اساقفة إيبارشية اربيل الكلدانية

اربيل /  العراق






http://www.ishtartv.com/viewarticle,34790.html