دوني جورج.. حامي الآثار العراقية القديمة يفارق الحياة في كندا.. جاهد لاستعادة ما

بدء بواسطة anmar_87, مارس 17, 2011, 08:16:48 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

anmar_87

دوني جورج.. حامي الآثار العراقية القديمة يفارق الحياة في كندا.. جاهد لاستعادة ما سرق بعد الغزو.. واضطرته التهديدات إلى مغادرة العراق

خدمة نيويورك تايمز/ دوغلاس مارتن

توفي دوني جورج، عالم الآثار العراقي الشهير الذي حاول منع اللصوص من نهب المتحف الوطني العراقي بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وبعد ذلك قاد عملية استرداد آلاف القطع الأثرية في السنوات التالية، بمدينة تورونتو الكندية الجمعة الماضي عن عمر ناهز الستين عاما. وذكرت صديقة جورج، غويندولين كيتس، أنه تعرض لسكتة قلبية في مطار تورونتو. وكان الدكتور جورج قد رحل عن العراق في عام 2006 بفعل تهديدات تلقتها أسرته. كما كان غاضبا أيضا على السياسيين العراقيين في مرحلة ما بعد الغزو الأميركي للعراق. وكان قد صرح في مقابلة مع جريدة «الغارديان» البريطانية بقوله: «لم يعد بمقدوري العمل مع هؤلاء الناس الذين قدموا للعمل مع الوزارة الجديدة. ليست لديهم أي معلومات عن علم الآثار، وليست لديهم معرفة عن الآثار والتحف القديمة». وكان جورج يشغل منصب مدير أبحاث بالهيئة العامة للآثار والتراث في العراق عندما غزت القوات الأميركية وحلفاؤها العراق. وكافح لكي يجتاز جسورا مغلقة ويتغلب على التفجيرات والقوات من أجل الوصول إلى المتحف في الأيام الغارقة بالفوضى بعد ذلك، ووجد أنه غير قادر على إقناع القوات الأميركية بحمايتها، لأنه لم يكن هناك أي أمر قد صدر بفعل ذلك. وقد سرق نحو 15.000 أثر فني، وهو عدد أقل من عشر التخمينات الأولية. وبالعمل مع الكولونيل ماثيو بوغدانوس، من قوات المارينز للتحقيق في السرقات، فقد استردوا نصف الآثار الفنية المسروقة، من خلال منح اللصوص عفوا بشكل جزئي. وأصبح جورج مديرا للمتحف بعد ذلك بوقت قصير، وبعدها أصبح رئيسا للهيئة العامة للآثار، ليحل محل أحد أبناء عمومة الرئيس العراقي صدام حسين. وأعاد جورج ترميم المتحف ببطء، كما أعاد بناء الجدران المدمرة وأصلح أعمال السباكة وبنى أماكن للحراسة والكثير من الأمور الأخرى. وحصل جورج على مساعدة من إيطاليا لبناء قاعة آشورية جديدة، ودشن برنامجا تدريبيا للحفاظ على الآثار. كما تحرك أيضا لحماية عدد من المواقع الأثرية في العراق، وأسس قوة لشرطة الآثار مدعمة بمركبات وأسلحة. وقالت إليزابيث ستون، أستاذة علم الإنسان في جامعة «ستوني بروك» بمنطقة لونغ آيلاند، إن القوة كانت فعالة في البداية، وبعد ذلك باءت بالفشل. وأضافت ستون أن نجاح جورج في الارتقاء إلى رأس المؤسسة الأثرية في العراق كان جديرا بالملاحظة، لأنه كان مسيحيا - وهو أول مسيحي يحقق هذه المكانة. ولكن كونه مسيحيا هو ما دفعه في النهاية إلى الرحيل عن العراق، بعدما تلقى مظروفا يحتوي على رصاصة كلاشنيكوف وخطاب يهدد بقتل ابنه. وفر جورج في البداية إلى سورية وبعدها رحل إلى الولايات المتحدة، حيث أصبح أستاذا لعلم الإنسان، وبعدها شغل منصب أستاذ الدراسات الآسيوية في جامعة «ستوني بروك». وكان دوني جورج يوحنا قد ولد في مدينة الحبانية (غرب العراق) يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1950. وعمل والده في القنصلية البريطانية. وأسقط جورج، وهو مسيحي آشوري، اسمه الأخير لأغراض مهنية. وتربى جورج على حب هواية صيد الأسماك مع والده، وكان يخرج في رحلات الصيد مع جده ويقود رحلات استكشافية. وسافر جورج الشاب لدراسة الأدب الإنجليزي في جامعة بغداد، ثم توجه للدراسة في فصول الأدب الفرنسي، ولكنه لم يكن مهتما بدراسة الأدب الفرنسي. وذهب جورج لمقابلة مساعد العميد الذي أخبره أن القسم الوحيد الآخر المتاح هو قسم الآثار. وكان جورج قد صرح في مقابلة مع جريدة «نيويورك تايمز» عام 2006: «سألته عما إذا كان هذا يعني العيش في خيام ومواقع الحفر، وعندما أجاب بـ(نعم)، قفزت على الفرصة». وحصل جورج على شهادة البكالوريوس وشهادتي الماجستير والدكتوراه في الآثار من جامعة بغداد، وبعد ذلك ذهب للعمل في الهيئة العامة للآثار. وبسبب إجادته للغة الإنجليزية، تم إرساله للمشاركة في عدد كبير من المؤتمرات الدولية، حيث طور شبكة من الاتصالات. وكان مسؤولون في الحكومة العراقية قد رفضوا النقد الموجه لهم من قبل جورج، الذي كان يؤكد أن الحكومة العراقية لم تتخذ إجراءات كافية لحماية الآثار العراقية القديمة. ووصفوا شكواه بأنها حيلة للهرب إلى الولايات المتحدة. من جانبه، كان جورج قد رفض هذه التهم، وقال إن علماء الآثار يمتلكون رؤية أكبر.
* خدمة «نيويورك تايمز»







http://www.ishtartv.com/viewarticle,34795.html