تساؤلات ... في الألحاد / بحث مختصر

بدء بواسطة يوسف تيلجي, يناير 07, 2015, 11:59:05 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف تيلجي

                                          تساؤلات ...  في الألحاد  / بحث مختصر
                     ( الألحاد كلمة مدادها الحبر ، أما فتاوى الجهاد و التكفير ففعلها الدم )
                                             

      تنويه :  سيكون الموضوع  / البحث على جزأين ..
                                            الجزء الاول

    *  الألحاد ، يعرف كلغة بأنه  الميل ، وأما أصطلاحاً ، فهو الميل عما يجب  اعتقاده  أو عمله .
   *   كما يعرف ، بانه وصف لأي موقف فكري لا يؤمن بوجود إله واعِ للوجود ، أو بوجود "كائنات" مطلقة القدرة ، والإلحاد بالمعنى الواسع هو عدم التصديق بل وإنكار وجود هذه الكائنات (الآلهة) خارج المخيلة البشرية ، أن شرط العلم بحسب افلاطون) هو أن يكون المعلوم قضية منطقية صحيحة، مثبتة ..)       
   *   وأيضا ، معنى الإِلحاد في اللغة المَيْلُ عن القصْد . ولحَدَ إِليه بلسانه : مال ، في قوله تعالى : لسان الذين يلحدون إِليه أَعجمي وهذا لسان عربي مبين ؛ قال الفراء: قرئ يَلْحَدون فمن قرأَ يَلْحَدون أَراد يَمِيلُون إِليه ، ويُلْحِدون يَعْتَرِضون . وأَصل الإِلحادِ : المَيْلُ والعُدول عن الشيء ( نقل من موقع الويكيبيديا بتصرف ) .

الخلفية الدينية :
* أسلاميا يكون في أسماء الله لقوله تعالى (  وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائه ) .. (الأعراف: الاية18)

ويكون أيضا في آيات الله لقوله تعالى : (إن الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ) .. (فصلت: الاية40 ) / أخذت بتصرف من موقع /  العقيدة و المذاهب المعاصرة . و لعل من أول و أهم الشخصيات الملحدة في الأسلام و التي أنكرت الدعوة والنبوة وإله الإسلام هو "عبد الله بن سعد أبي سرح" (توفى 659 م)، وكان من كتبة الوحي ، وفيه تقول المغازي للواقدي ج2 : 855 ، 856 :
"وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فربما أملى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سميع عليم فيكتب عليم حكيم فيقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول كذلك الله ويقره . وافتتن وقال ما يدري محمد ما يقول إني لأكتب له ما شئت ، هذا الذي كتبت يوحى إلي كما يوحى إلى محمد . وخرج هاربا من المدينة إلى مكة مرتدا ، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح (أي فتح مكة)" والذي أنقذه هو عثمان بن عفان ، أخاه في الرضاعة .
تعليق / وهنا نقف مرة أخرى أمام حقائق غريبة من التاريخ الإسلامي ، فمن  المفروض أن يكون كاتب الوحي هو أقرب الناس إلى فم الرسول وقلبه ، ومن البديهي أن يبتعد عن الشك أو إنكار العقيدة ، ولكننا نلحظ مرة أخرى أن الإسلام  يفاجئنا بأخبار مريبة !!
** أما في المسيحية ، فيقولون اللاهوتيين ، أن الالحاد كفكرة هي ليست من الانسان بل أنها من الشيطان ( علما لا يوجد في المسيحية قي بذورها الأولى / أيام تلامذة المسيح من ألحاد .. ) ، لهذا على الانسان أن يحاربها ويقاومها ، ويقول القديس بطرس أحد رسل السيد المسيح " قاوموها راسخين في الأيمان " رسالة بطرس الرسول الأولى  5: 9) ) ، ومع ذلك فإن وجود الله له إثباتات كثيرة . لعل في مقدمتها ما يسميه الفلاسفة أو المفكرون بالعلة الأولى ، أي السبب الأول . أي أن الله هو السبب الأول لوجود هذا الكون كله وبدون وجود الله لا نستطيع أن نفسر كيفية وجود الكون . / أخذت بتصرف من كتاب سنوات مع إسئله الناس : أسئله لاهوتية و عقائدية " أ – " من كتب البابا شنودة الثالث ... فبعد أن خان يهوذا الأسخريوطي سيده المسيح وسلمه الى اليهود ليصلب ، يحدثنا  الأنجيل أن  المسيح أنكره ثلاث مرات أهم تلامذته وهو بطرس بتجديف ولعن وأقسم أمام جارية ولكنه سرعان ما رجع لنفسه وثاب إلى رشده وندم ندمًا شديدًا وبكي بكاءًا شديدًا ، وقصد قبر معلمه باكرًا جدا فجر يوم القيامة ، و أصبح فيما بعد كما يقول اللاهوت الكنسي المسيحي الصخرة التي قامت عليها المسيحية ، وتذكرالتقاليد الكنسيّة أيضًا ، أن بطرس قد صلب في سبيل نشر المسيحية رأسًا على عقب أي على صليب مقلوب ، إذ إنه لم يرى نفسه أهلاً ليموت بنفس الطريقة التي مات بها يسوع المسيح .
*** في المزامير  ، الألحاد هو انكار وجود الله ،  وهو اتجاه ليس بجديد ، مزمور 1:14 الذي كتبه داوود حوالي سنة 1000 قبل الميلاد يذكر الألحاد – " قال الجاهل في قلبه ليس اله ".  .
**** وفي اليهودية ، أولا لا وجود لدليل تاريخي مستقل يدعم إثبات وجود موسى ، لذا فقد نحا بعض ملاحدة النقاد اعتباره شخصية اخترعها الفكر الديني اليهودي زمن السبي البابلي ، نظرًا لتشابه قصة انتشال موسى مع تقليد أنتشال سرجون الأكادي ، أنصار هذا الرأي يعتبرون موسى أسطورة لتفسير أصل الشعب اليهودي ، غير أن عددًا آخر من الباحثين دافعوا حول تاريخية موسى بنسب متفاوتة وبدلائل شتى ، من بينها استحالة فهم تاريخ بني إسرائيل في حال إنكار تاريخية موسى أو تاريخية الخروج من مصر . علاقة النبي موسى بشعبه كانت دائما متوترة ومشدودة بها الكثير من التذمر والتظلم و التمرد ونكران لدوره في خلاصهم ، بل إن بعضهم اقترحوا أن يُخلع موسى من قيادة الشعب ويقام رئيس جديد للجماعة يعيدهم إلى مصر، وحاول قسم آخر أن يرجموا موسى وهارون ويقتلوهما ، وهو ما ردّ عليه الله في التوراة : "حتى متى يهينني هذا الشعب ؟ وحتى متى لا يصدقونني رغم كل الآيات التي عملت في وسطهم؟" و موسى مجددًا طلب الصفح واستغفر وكفّر عن خطايا بني قومه ، وحين بلغ الشعب برية سين إلى الجنوب من البحر الميت نواحي صحراء النقب ، توفيت مريم أخت موسى ودفنت هناك، والمصيبة الثانية التي حلّت هي قحط البرية : "لماذا أصعدتمانا من مصر لتأتيا بنا إلى هذا المكان الرديء. ليس هو مكان زرع وتين وكرم ورمان ، ولا فيه مكان للشرب فكان أن أمر الله موسى بأن يأمر إحدى الصخور شفاهًا بأن تخرج ماءً فيخرج منها الماء، غير أن موسى ضرب الصخرة بعصاه التي فلق بها البحر فنزل الماء...
***** أما بالنسبة للملحدين ومدارسهم  الفكرية  فليست هناك مدرسة فلسفية واحدة تجمع كل الملحدين ، فمن الملحدين من ينطوي تحت لواء المدرسة المادية أو الطبيعية والكثير من الملحدين يميلون باتجاه العلمانية والتشكيك خصوصاً فيما يتصل بعالم ما وراء الطبيعة.  ويقول بعض الملحدين بأنه ليس هناك عناد بين الإلحاد ودين البوذية لأن البوذيين أو بعضهم يعتنقون البوذية ولكنهم لا يعتقدون بوجود إله .
تعليق ،
في الديانات الثلاث كان هناك جانب من الميل / الألحاد ، بين الانبياء وبين رسلهم أو شعوبهم أو رجالاتهم أو المقربين منهم أو مريديهم ..!! بتصورات مختلفة كالنكران وعدم التصديق و التمرد ..
حالات تأريخية :
* ومن الحالات العربية الأسلامية المثيرة للجدل والغريبة أجتماعيا هي حالة " أبن الراوندي " المتوفي حوالي 301 هجرية ، هذه الشخصية التي تعتبر أكبر الملحدين في الأسلام ، سأتناولها بشئ من التفصيل لأنها  متلونة متغيرة غير مستقرة سلوكا ، وتبين لنا دور الفكر والقلم في الأحداث ، وأعتقد أن الأسترسال في هذه الجزئية قد يمنحنا بعض الأجوبة عن أنتهازية بعض شخصيات الوقت الحاضر .
أبن الراوندي / هو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق ، فقد عاش هذا الرجل حياة غربية ، تنقَّل فيها بين الديانات والمذاهب على نحو عجيب . كان ابن الراوندى فى أول الأمر يهودياً ، وسرعان ما أعلن إسلامه ليدخل فى نطاق عزة الإسلام -آنذاك- ويستظل فى ظل الدولة العباسية التى كانت -آنذاك- فى أوج مجدها .. ووجد ابن الراوندى أن فرقة المعتزلة هى أكثر الفرق الإسلامية اقتراباً من الخفاء العباسيين ، فصار معتزليا ! وألَّف مجموعة من الكتب على مذهب المعتزلة .. لكن المعتزلة لم يفسحوا له مكانا لائقا بينهم ، ولم ينل ابن الراوندى ما كان يطمح إليه ، فانقلب على المعتزلة وهاجمهم فى كتاب مشهور له ، عنوانه : فضيحة المعتزلة ( نقض فيه كتاب الجاحظ : فضيلة المعتزلة! ) وقام المعتزلة بالهجوم على ابن الراوندى ، ويبدو أنهم أوغروا صدر الخليفة ضده ، فهرب والتجأ لأعداء الدولة - آنذاك- من الشيعة الباطنية ، وألف لهم كتابا ضد مذهب أهل السُّنة ، نظير مبلغ 33 ديناراً ! وكان عنوان الكتاب فى الإمامة .. وبعد فترة ، شعر ابن الراوندى أن الشيعة لن يحموه من السُّنة ، وأنه من الممكن أن يتقرب للسنة مرة أخرى ، فكتب كتابه : فى التوحيد .
    ثم اكتشف ابن الراوندى أنه لم يحقق مأربه عند أهل السنة ، وانقلب عليه الشيعة أيضاً .. فخرج عن نطاق الإسلام بما فيه من سُنة وشيعة ، ولجأ إلى اليهود. ومرة أخرى يستخدم ابن الراوندى فكره وقلمه لتحقيق أغراضه الدنيوية التافهة ، فيؤلف لليهود كتاب (البصيرة) ينتصر فيه لليهودية ويرد على الإسلام ، وتقاضى ابن الراوندى مبلغ 400 درهم من اليهود نظير تأليفه لهذا الكتاب .. ثم أراد بعد فترة أن ينقضه ويرد على ما ذكره فيه من آراء ضد المسلمين والإسلام ، فأعطاه اليهود 100 درهم أخرى ، فعدل عن الرد على الكتاب ! .
    وفى نهاية الأمر ، يقف ابن الراوندى ضد كل الديانات وجميع الأنبياء ، فيضع كتاب " الفرند " ليطعن فيه على الأنبياء والنبوة ، ثم يضع كتابه المشهور" الزمردة " فيطعن فيه ضد الرسالات السماوية كلها ، ويشكك فى الألوهية ذاتها .. وهكذا عاش ابن الراوندى حياته متنقلاً بين المذاهب والديانات ، وقضى أيامه (الدرامية) البائسة ساعيا وراء المجد الدنيوى ، وهو المجد الذى ما ناله ابن الراوندى قط  وإنما نال لقب : الملحد الأكبر فى تاريخ الإسلام.  ( نقل بتصرف من موقع د. يوسف زيدان للتراث ) .
**في القرن العشرين لدينا حالة مميزة ممكن أن نسلط الضوء عليها وهو الدكتور إسماعيل أحمد إسماعيل إبراهيم أدهم (13 يناير 1911 - 23 يوليو 1940) وهو كاتب مصرى ، من مواليد الاسكندرية ( أباه مسلم و أمه مسيحية ، وبقت أختاه على المسيحية ) ودرس بها أيضا ، و حصل على الدكتوراه في العلوم من موسكو سنة 1931 و هو واحد من الكتاب القليلين في "الوطن العربي" اللذين اعلنو الحادهم و كتبو عنه . ومن أشهر كتبه كتاب بعنوان "لماذا أنا ملحد؟". اسماعيل ادهم عانى من اكتئاب شديد بعد قرائته أعمال آرثر شوبنهاور و كيركجارد ، التي كانت سبب في انتحاره ، ومن أقواله " الإلحاد هو الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون فى ذاته وأن ثمة لاشىء وراء هذا العالم" و في عدد مجلة «الرسالة» المصرية رقم 366 بتاريخ 8 يوليو 1940 نشر لأسماعيل ادهم مقال علمى فى اربع صفحات بها معادلات فيزياوية معقده سماها (البناء الكهربى للذره) THE ELECTRICAL STRUCTURE OF THE ATOM ، يبين بها إن الذي توصل أليه العالم الألمانى «هينزنبرغ» هو اثبته قبله بسنين فى معامل البحث العلمى فى موسكو . وإن الذي أعلنه البروفيسور الروسى «سكوبلزن» سنة 1938 ينسجم مع مبادئ الفيزياء الحديثه التي اثبتها سنة  1933 ، وبعد ايام قليله من نشر المقال اعلنت وفاة د.إسماعيل أحمد أدهم غرقا على شط «جليم» بالاسكندرية ، ويقال انهم لقوا فى جيبه رساله يقول فيها انه انتحر ويطلب تشريح جثته ومخه وحرق جثمانه بدل دفنه ، عدم الاهتمام بحادثة وفاة الدكتور اسماعيل ادهم أول عالم ذره مصرى وراءها بعض الاسباب منها : إن انتحاره أو قتله حصل قبل قذف اليابان بقنابل ذريه بخمس سنين من قبل أميركا  ، ولم يكن من أهمية فى مصر بعلوم الذره اللتي كتب عنها د.أدهم ، كما ان بسبب إنه كان ملحد وأعلن عن أفكاره فى كتيب سماه لماذا أنا ملحد؟ - وكان نفس عنوان كتاب للفيلسوف البريطانى برتراند رسل كتبه فيما بعد – الذي جعل فى موته كعقاب ربانى له على الحاده وبالتالى ليس من داع أن يهتموا بالموضوع ( نقل بتصرف من الويكيبيديا و موقع شبكة الدفاع عن السنة ) .
تعليق / أوردت هذا الموضوع فقط لأبين كمثال بأن الملحدين ليسوا أغبياء كما يقول بعض المتدينيين ، كذلك هذا مابينه الكاتب ، أثير العاني في كتابه /  هل الملحدون واللادينيون أغبياء أم أذكياء وعلماء ؟
أحصائيات ونسب  / منتدى بيو فوروم للدين والحياة العامة :
* أكثر من 84% من سكان العالم هم من أتباع الأديان السماوية ، أو من المؤمنين باعتقاد أو بشيء ما . أما الباقي فلا يؤمنون بشيء على الإطلاق ، كما صنفوا هم أنفسهم في حملة قامت بأكثر من 2500 إحصاء في 230 دولة ومنطقة جغرافية بالعالم طوال العام 2010 ، ومنها اتضح أن سكان الشرق الأوسط هم أكثر تدينا في العالم ، الحملة قام بها "منتدى بيو فوروم للدين والحياة العامة" وهو مركز دراسات وأبحاث أمريكي متخصص بالأديان والمعتقدات ، ومن نتيجتها أكد أن الإلحاد أصبح "الديانة" الثالثة بالعدد في العالم بعد المسيحية والإسلام ، وبين أن اليهودية هي أضعف الأديان ، وأقل بقليل من نصف أتباعها يقيمون في إسرائيل.
كما ظهر من نتائج الإحصاءات أن للهندوسية نصيب كبير من الانتشار مستقبلا أيضا ، لكن "بيو فوروم" اعتبرها ديانة أمة واحدة تقريبا "فأكثر من 94% من الهندوس يقيمون في الهند" ، من ملخصات وجداول شملتها الإحصاءات التي يمكن استنباط نتيجة منها تؤكد بأن الإيمان ما زال فاعلا في العالم ، برغم أن واحدا بين كل 6 أشخاص ملحد لا يؤمن بشي !! وتشير الإحصاءات أن التوزيع الجغرافي لمن صنفوا أنفسهم لادينيين ، لا يؤمنون بأي معتقد، أي "عدميين" بلا أي ارتباط مع الماورائيات ، أن أقل نسبة منهم نجدها في الشرق الأوسط، حيث لا يزيدون عن 0.2% من المليار و100 مليون "ملحد" بحسب ما تسميهم الأديان السماوية ، وعددهم كما تبينه الدراسة  مليونين و100 ألف فقط.
يأتي بعدهم ملحدو القارة السمراء ، باستثناء مصر والسودان ودول شمال إفريقيا ، ونسبتهم 2.4% من المجموع العام، يليهم 4% بأمريكا اللاتينية والكاريبي، وبعدهم 5.2% في الولايات المتحدة وكندا، ثم 12% في أوروبا، والباقي في آسيا وأوقيانيا، ونسبتهم 76.2% يمثلون أكثر من 858 مليونا، منهم 62.2% في الصين وحدها، أي تقريبا 586 مليونا ممن يولدون ويعيشون ويرحلون وكأن شيئاً لم يكن . أما من اعتبرتهم الدراسة مؤمنين أو معتقدين بشيء ما، بحسب ما صنفوا هم أنفسهم في الإحصاءات، فعددهم مليارين و200 مليون مسيحي، أي 31.5% من سكان العالم البالغين في عام 2010 أكثر من 6 مليارات و900 مليون نسمة.
يأتي بعدهم المسلمون وعددهم مليار و600 مليون نسمة ، أي 23% من السكان ، يليهم مليار نسمة من الهندوس ، أي 15% من سكان العالم ، ثم 500 مليون بوذي (7%) يليهم 14 مليون يهودي، ممن نسبتهم 0.2% فقط ، وفي العالم أكثر من 400 مليون نسمة ، أي 6% من سكانه ، صنفوا أنفسهم بممارسين لشعائر وطقوس من دون توضيح لأي دين ، ومعظمهم في الصين أو من قبائل إفريقيا والهنود الحمر في القارة الأمريكية أو "الأيورجين" سكان أستراليا الأصليين وأشباههم في دول الشرق البعيدة ، كجزر الميكرونيزيا في المحيط الهادي، حتى وفي أوروبا حيث يمارس البعض طقوسا لا تنتمي لأي دين، لكن ممارستها بالنسبة لأتباعها هي فعل إيماني . وكشفت الإحصاءات أيضا عن وجود 58 مليون نسمة ، أي أقل من 1% من سكان العالم ، ممن يمكن اعتبارهم "حيارى" في أي دين ينتمون، ومنهم البهائيين والسيخ والزرادشت المجوس و"الويكا" وهي ديانة تأسست في بريطانيا بخمسينات القرن الماضي ، كما منهم "الجاينيين" المنتشرة اعتقاداتهم في الهند بشكل خاص ، وكذلك أتباع "الطاوية" المنتشرين في الصين وما جاورها، وأيضا أشباههم من اتباع معتقد "التنريكيو" المستمد فلسفته من امرأة اسمها ميكي عاشت في القرن 19 ويكتبون أنها كانت "تتلقى وحياً من السماء" بحسب ما يزعمون . نرى أيضا من الاتجاهات الدينية التي أوضحتها الإحصاءات في الدراسة أن ما هو مقدس للبعض ليس فيه أي قداسة للبعض الآخر. مع ذلك توضح روحية الدراسة أن الوجدان الديني هو واحد لدى المؤمنين، لكنه موزع في طقوس وتقاليد متناقضة ، وهو ما عناه الشاعر المهجري اللبناني الراحل ، إيليا أبو جودة ، في بيتين من الشعر قالهما في أربيعينات القرن الماضي :
لما سألت عن الحقيقة  قيل  لي            الحق  ماأتفق السواد عليه
فعجبت كيف ذبحت ثوري في الضحى      و الهند ساجدة هناك لديه
( نقل بتصرف من العربية نيت / كمال قبيسي )
** نشرت الموسوعة البريطانية  ،  ووجدت أن غير المتدينين يشكلون نحو 9.6٪ من سكان العالم ، والملحدين حول 2.0٪  ، عدد اللادينيين ( ربوبيين و ملحدين و غير ذلك ) = تقريبا 630 مليون  ، بينما عدد الملحدين تقريبا 140 مليون .


تعليق :
أن الدراسة السالفة الذكر ، أرى أنها لا تبين الحقيقة بالنسبة لأعداد الملحدين عربيا ، فلو علمنا أن عدد نفوس العالم وقت أعداد الدراسة / 2010 هو 6 مليارات 900 مليون نسمة ، وعدد نفوس الوطن العربي / حسب أحصاء عام 2011 هو 367 مليون و 400 ألف نسمة ( حسب موقع النهار ، منحازون للحقيقة فقط ) ، فهل من المعقول عربيا وحسب العقلية العربية التي يتمتع بها عالمنا العربي أن تكون للمواطن العربي الجرأة و الشجاعة والحرية أن يقول أنني ملحد ، أعتقد لا ، لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال وليس الحصر :
1.   حدود الردة التي ستطبق عليه خاصة أذا كان من مواطني السعودية  أو السودان .. وغيرها من البلدان العربية .
2.   الوضع الأسري وصعوبة الافصاح عن هكذا مواضيع فيه .
3.   الوضع القبلي أو العشائري الذي يعيش به بعض المواطنين خاصة سكان الريف و القرى و البادية .. وحساسية هكذا مواضيع و التي تعتبر من المحرمات .
4.   الخوف من الوضع السلطوي للحكومة ، ومن أحكامها تجاه الملحدين .
5.   بشكل عام الملحدون منغلقون على الأخرين منفتحون فيما بينهم  ، لهذا فهم متكتمين  على ألحادهم ولا يفحصون عنه  لاحد