المطر الغزير .... لماذا أصبح نقمة ؟

بدء بواسطة حكمت عبوش, فبراير 14, 2013, 03:04:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

المطر الغزير .... لماذا أصبح نقمة ؟
                                                                                   حكمت عبوش
منذ صغرهم تعود أهل القرى و الأرياف في العراق على اعتبار المطر رمزا للخير و العطاء حيث يسقي المزروعات التي نثر أهاليهم بذورها وينتظرون نضجها ومن ثم جنيها في نهاية الموسم وكلما كان المطر أكثر غزارة  كلما زاد فرح الفلاحين و كل الناس و حتى في المدينة- و كثير من ناسها أصولهم فلاحية- كان الحبور يصيبهم. ولكن هذه السنة أصبح الفرح يرافقه خوف كبير من غزارة سقوط الأمطار و بمعدلات لم يشهد لها العراق مثيلا منذ سنوات طويلة و الآثار الأليمة و الخسائر الفادحة تشهد بذلك فكانت خسائر بالأرواح في عدة مناطق وتهديم بيوت وغرقها وتعذر ممارسة العمل والدوام في المدارس وطغيان مياه السيول و الأنهار على حقول مزروعة بالمحاصيل و قد جرى هذا في معظم المحافظات العراقية، في البصرة و الموصل و بعقوبة و الانبار و الديوانية و كربلاء و صلاح الدين و السماوة و في القلب منها بغداد العاصمة. إن هذه الخسائر الجسيمة ما كان ليتكبدها العراقيون لو كانت استعداداتهم وتحضيراتهم مناسبة ومتوازية مع غزارة الأمطار ولو بشكل نسبي ولنسأل الجميع: هل إن مساكن الفقراء(أشباه البيوت)المتهرئة الجدران و السقوف غرقت وتهدمت فوق رؤوس ساكنيها كانت قادرة على الصمود سليمة أمام انهمار المطر الغزير ولعدة أيام؟ و لنسال ثانية: لِمَ بقيت فتحات المجاري في بغداد مسدودة؟ ولماذا بقي مشروع الخنساء للمجاري في قناة الجيش غير منفذ لحد الآن؟ (وهذا ما أكد أهميته أكثر من مسؤول في أمانة العاصمة ومجلس محافظة بغداد). هل من اجل توفير الجهد والمال للعراقيين بدلا من السفر إلى مدينة فينيسيا الايطالية؟ و هم يستطيعون التمتع بأوقاتهم في بغداد التي تحولت إلى فينيسيا جديدة.
من المعروف عندنا أن البيوت المبنية من السمنت أو حتى الجص لا يهزها و لا تخربها الأمطار الغزيرة بمستوى أمطار هذه السنة فهي لم تتحول إلى عواصف شديدة ولكن نقولها بأسف رغم مرور عشر سنوات على سقوط الصنم في 2003 والدولة دخلت ميزانيتها(700 مليار) دولار منذ عام 2004 إلى 2012 كما يقول مسؤولون عديدون إلا أن جهودها أي(الدولة) لا زالت تتسم بالعجز والتلكؤ في بناء مساكن- متينة- واطئة الكلفة للفقراء مثلها مثل التلكؤ في تبليط الشوارع والساحات و انجاز مشاريع الماء الصافي و فتح قنوات المجاري و تسريب مياه الأمطار و كل مشاريع الخدمات ونحن في غنى عن ذكرها الآن. التي تخص عموم الجماهير.
أن تحول المطر من ضيف خفيف إلى ضيف ثقيل بل نقمة لم يتعودها العراقيون وعلى الحكومة أن تصب جهودها في معالجة مشاكل العراق الأساسية و أبرزها حل مشاكل الفقراء الملحة و توظيف قسم من هذه الثروة العراقية الطائلة من اجل ذلك. و هنا نسال مجددا أليس للفقراء حصة في هذه الثروة؟ أليس من حقهم بوصفهم بشرا التخفيف عن بعض معاناتهم الثقيلة؟ و محاسبة كل سارق و مبذر للمال العام وفق القانون و حسابه الدقيق.


ماهر سعيد متي

[center]الدستور يقول ان النفط والثروات هي ملك الشعب لكن واقع الحال تقول غير ذلك ..
شكرا على المقال .. تحياتي
[/center]
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة