المحاصصة... أما أزفت ساعة اجتثاثها أيها السادة؟

بدء بواسطة حكمت عبوش, فبراير 05, 2013, 03:33:26 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

المحاصصة... أما أزفت ساعة اجتثاثها أيها السادة؟
                                                                                      حكمت عبوش
المحاصصة هذه الكلمة المقيتة التي زاد رواجها بعد التغيير في 2003 والتي كانت موضع ترحيب لدى الأمريكان لأنها تنسجم مع مشروعهم في التقسيم و قوى سياسية أيدتها معتقدة إنها تحقق مصالحها و أخرى رفضتها لأنها تعلم أنها معادية لوحدة الوطن و مصلحته العامة و المحاصصة لم يتضمنها أو يوصي أي نص دستوري ألا انه تم استخدامها منذ ما بعد التغيير في 2003 ورغم إجماع السياسيين من مختلف الكتل إن المحاصصة هي سبب كل المشاكل التي تفرزها العملية السياسية الجارية و أولها مشكلة الفساد والتي بدت و كأنها مستعصية ومشكلة تولي البعيدين عن الكفاءة و النزاهة المسؤولية في مختلف مواقع الدولة ولذلك حدث إهدار وسرقة مليارات الدولارات والدنانير خلال سنوات ما بعد التغيير وقد ظهر هذا واضحا و أمام الملأ بعدم اكتمال وتنفيذ مشاريع الدولة و الوزارات المختلفة، الدفاع والداخلية والتجارة والتربية ومعظم الوزارات الأخرى إن المحاصصة و وليدها الفساد كانت سببا رئيسيا في استمرار معاناة الجماهير العريضة من أزمات خانقة أهمها الفقر والبطالة والكهرباء والماء والمجاري والسكن والمدارس والمستشفيات و الأدوية و الأجهزة الطبية وتبليط الشوارع وغيرها الكثير من الحاجات المهمة لعموم المجتمع فلا زال ربع سكان العراق يعيشون دون خط الفقر ولا زالت الصرايف وبيوت التنك و أشباه البيوت هي ما يسكنه الكثيرون من أقصى شمال العراق مرورا ببغداد إلي أقصى الجنوب ولا زال الأطفال اليتامى والمشردين والمتسولين الذين تزدحم شوارع المدن العراقية بهم بالإضافة إلى إجهاض كل ما يرسم من خطط للنهوض بالواقع الزراعي والصناعي و كل النشاطات الاقتصادية التي يراد منها أن تكون لها دورها الأساسي مع النفط في دوران عجلة الاقتصاد العراقي فيساهم في حل المشاكل الأساسية و أولها البطالة وما تسببه من تدني مستوى المعيشة وهذا يضمن عدم الاعتماد على الريع النفطي الذي لا يزال يشكل أكثر من 90% من الموازنة ومنذ سنوات. ثم علينا أن لا ننسى استمرار أعمال الإرهاب التي تطال كل العراقيين بكل قومياتهم و طوائفهم و أديانهم التي تمارسها القاعدة و كل الإرهابيين و الذين يتصيدون في الماء العكر محاولين إفشال جهود العراقيين و ضرب نضالهم في الصميم من اجل بناء مجتمع ديمقراطي فدرالي مزدهر تسوده الحرية و التطور و العدالة الاجتماعية.
ملاحظات أخرى حول المحاصصة :-
ومن اجل التذكير بان المحاصصة قد ضربت أطنابها في المجتمع العراقي يقول السيد حسين درويش العادلي في ندوة على قناة الحرة يوم 12/1/2013: نحن لم نغادر الطائفية و أسسنا المجتمع العراقي مقسم أفقيا وعموديا و لا توجد امة عراقية واحدة إنما توجد أمم طائفية متعددة داخل العراق وهذا التعدد لا يصنع دولة.
وقال الدكتور شاكر كتاب رئيس حزب العمل الوطني و القيادي في التيار الديمقراطي في نفس الندوة: إن الصراع لم يكن طائفيا من قبل كنا نلاحظ نضالا وطنيا و طبقيا أي فوق الطوائف أما الآن فقد فرضت نظرية المكونات وتقسيم المجتمع طائفيا أو اثنيا.
وفي ندوة أخرى مؤخرا على نفس القناة قال النائب من التحالف الوطني الدكتور إحسان العوادي: إن المحاصصة أصلها طائفي واشترك معه النائب من القائمة العراقية الدكتور طلال الزوبعي بالقول: إننا لو لم نغير من صيغ العمل ونسبق بها الأحداث فأن المحاصصة ستبقى عقد أو عقدين آخرين من الزمن ونحن لا نستطيع أن نخرج من مأزق الطائفية لاصطدام ذلك بإرادة زعماء الكتل و متنفذيها و أكمل النائب الزوبعي نحن ليس لدينا كتل سياسية بل كتل طائفية و إن الأحزاب الدينية هي طائفية ولو لم تكن كذلك لتوحدت وقال: إن العراقيين وطنيين لكنهم مضطرون لتبني وجهات نظر طائفية بضغوط من قادة الكتل اللذين يرفضون تعديل الوضع وجعل الاصطفاف يكون مع أغلبية الشعب بل يكون مع الكتلة لخلق أغلبية كتلويه وقال الدكتور علي العقابي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي: إن فشل إنهاء المحاصصة سببه إن الكتل الكبيرة غير جادة في إنهائها. فكيف تنجح عمليات إصلاح الوضع السياسي إذا كان التعديل في قانون الانتخابات لم يقر و كذلك قانون من أين لك هذا؟ وقانون الأحزاب والتعقيدات المتمثلة الآن بمظاهرات الانبار ونينوى و ديالى و الفلوجة و ما آلت إليه الأوضاع فيها مؤخرا.

*نشرت في صحيفة طريق الشعب الغراء العدد 125 الخميس 31/1/2013