الفرق بين اللغة السريانية الآرامية والآشورية ج3

بدء بواسطة موفق نيسكو, يونيو 28, 2016, 10:23:06 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

موفق نيسكو

الفرق بين اللغة السريانية الآرامية والآشورية ج3
ذكرنا في الجزئين الأول والثاني رد اللغوي والأديب جورج حبيب بأدلة ومصادر دامغة على أدور يوخنا الذي احترم الحقيقة واعترف أن لغة الآشوريين هي السريانية الآرامية ولا علاقة لها بالآشورية القديمة التي هي لغة أكدية أصلاً.
http://baretly.net/index.php?topic=58648.0
http://baretly.net/index.php?topic=58711.0
وإضافة إلى ما ذكره جورج حبيب، كنا قد نشرنا مقالات عديدة عن اللغة السريانية أهمها: لغة السريان الشرقيين (الكلدان والآشوريين)، ومقال: نيافة مطران استراليا مار ميلس يُزوِّر اسم لغته الأم في اليوم العالمي للغة الأم
http://baretly.net/index.php?topic=56800.0
http://baretly.net/index.php?topic=56808.0;nowap
ولكي يكتمل الموضوع إلى حد ما نقول:
مصطلح اللغات السامية حديث أطلقه الألماني شلوتسر سنة 1781م، ورغم أنه مصطلحاً مقبولاً، إلاَّ أنه ليس تقسيماً لغوياً بحتاً، فقد اعتمد على سفر التكوين لأبناء سام اصحاح10، واستثنى العيلامين والليدين رغم أن عيلام ولود هما ابنا سام، كما أُدخلت الكنعانية في اللغات السامية رغم أن كنعان ليس من أبناء سام حسب سفر التكوين.
وهناك تفرعات وجداول عدة للغات السامية، وباختصار تقسم اللغات السامية إلى قسمين، الشرقية والغربية، الشرقية هي الأكدية (البابلية-الآشورية) فقط ولا يوجد لها أية شقيقة، أمَّا الغربية فتقسم إلى شمالية، الكنعانية (الفينيقية) والعبرية والآرامية (السريانية)، وجنوبية، العربية والحبشية، واقرب اللغات السامية لبعضهما هي السريانية والعربية، فهما ليستا شقيقتان فحسب، بل أختان تؤمان، والعربية هي أنقى اللغات السامية، لأن العربية عاشت معزولة في الصحراء ولم تدخلها مفردات كثيرة من اللغات الأخرى كاليونانية والفارسية وغيرها، وكتب كثيراً من الآباء السريان باللغتين السريانية والعربية، واقترضت اللغتان من بعضهما البعض، إلاَّ أن اقتراض السريانية من العربية قليل واقتراض العربية من السريانية كثير جداً، حوالي ألفي لفظة، وهناك أكثر من ألف أخرى سيتم نشرها مستقبلاً من قبل الأديب اللغوي بالسريانية والعربية جوزيف اسمر ملكي، والجدير بالذكر أن أغلب الألفاظ التي اقترضتها العربية من السريانية هي باللهجة السريانية الشرقية، أمَّا حركات الأعجام وبعض القواعد وغيرها فاقتبسها العرب من السريان، والخط العربي ومنه خط القران هو سرياني (آرامي نبطي)، وجميع العلوم والفلسفة تُرجمت من اليونانية إلى السريانية ومنها إلى العربية. (راجع القرآن والسريان ج1).
http://baretly.net/index.php?topic=37599.0
ينقسم السريان إلى شرقيين أي شرق نهر الفرات وهم الكلدان والأشوريين، وغربيين وهم السريان الأرثوذكس والكاثوليك والموارنة والروم، واللغة السريانية الآرامية هي إحدى أقدم وأشهر اللغات في العالم، وسَمَّى كثيراً من الاختصاصيين الألف الأولى قبل الميلاد بإمبراطورية اللغة الآرامية، وبعد الميلاد أصبح اسمها السريانية، وإلى جانب عشرات الآلاف من المخطوطات في كنائس ومكتبات ومؤسسات الشرق الأوسط، فقد ملأت آلاف المخطوطات السريانية المتاحف والمكتبات العالمية، لندن، الفاتيكان، برلين، باريس، اكسفورد، كامبريج، مكتبة لوران، أمريكا، وغيرها.

الحقيقة العلمية والتاريخية الثابتة هي أن البابليين والأشوريين القدماء لم تكن لديهم لغة، وإنما كانت لغتهم أكدية مسمارية تكتب على الطين، ولما كانت الدولة الكلدانية التي دامت 73 سنة فقط أساساً دولة آرامية، لذا سأركز أكثر على الأشوريين، فقدت سادت اللغة الأكدية القديمة العراق وانتشرت إلى بلاد العيلاميين والحثيين ووصلت إلى مصر، وفي القرن الثامن قبل الميلاد اضمحلت الآشورية وأصبحت لغة عسكرية خاصة بالحكام لأن الآرامية غزت دولة أشور، وأصبح الوجود الآرامي في آشور كثيف، ولسهولة كتابة  الآرامية لفظاً وتصريفاً..الخ، ولأنها تكتب على الجلود والبردي، فالآرامية ألف باء عدد حروفها 22، أمَّا الأكدية مسمارية مقطعية صورية عدد رموزها حوالي 570، وتعتمد كتابتها على عدد المقاطع وعلامتها التي قد تصل إلى 8000 وكحد أدنى على الكاتب أن يستعمل من 1000-2000 مقطع لكي يكون كاتباً في شؤون الحياة التي لا تحتاج إلى مصطلحات خاصة، فالطب والكيمياء والهندسة والسحر وغيرها من الفنون الخاصة كانت لها رموز لا يكثر وردوها في اللغة العامة (حسن ظاظا الساميون ولغاتهم، ص 27)، واللغة الآرامية تكتب من اليمين إلى اليسار بينما المسمارية الأكدية بالعكس، وغيرها من الاختلافات اللغوية (الدكتور رمزي البعلبكي، الجامعة الأمريكية، بيروت، الكتابة العربية السامية، دراسات في تاريخ الكتابة وأصولها عند الساميين30 ،47).

إن الخط البابلي الذي استعمله الأكديون لم يشمل على كثير من حرف التضخيم والتفخيم كالطاء والضاد والظاد وحروف الحلق كالخاء والعين والغاء والهاء السامية، ونتيجة لاستعمال البابليين والآشوريين الخط السومري تأثر نطقهم وفقدوا النطق السامي الصحيح بمرور الزمن، والألفاظ التي وصلت من الأكدية قليلة لا يمكن للباحث أن يستخلص الصحيح منها لأنها خليط من ألفاظ سومرية وليس بالمستطاع تميز السامي عن السومري بعد أن اندمج الكل في بعضه وأصبح لغة واحدة (ولفنسون، تاريخ اللغات السامية ص8،39)، ويقول الراهب السرياني الشرقي النسطوري ثيودوروس بركوني سنة 600 تقريباً: لو قابلتَ اللغة البابلية القديمة مع السريانية فلن تجد فيها واحداً بالمئة من السريانية، (التأويل مج1، باريس1910م، ص113 سرياني)، وأن اللغة الأكدية (البابلية-الآشورية) تبتعد عن أخواتها السامية كثيراً، حتى أن جماعة من المعنيين بالآشوريات يرون أن اللغات السامية جميعها بما في ذلك العربية والحبشية تؤلف مجموعة مستقلة بالقياس إلى الآشورية التي فقدت الكثير من السامي القديم كفعل الماضي وأصوات الحلق، ولذلك فالآشورية تدرس مع البابلية فقط. (د. إبراهيم السامرائي، التوزيع اللغوي والجغرافي في العراق ص59-60).

وفعلاً لا يوجد أي ذكر للغة الآشورية فعندما قام المطران أدي شير الذي اخترع سنة 1912م عبارة كلدو-آثور لغرض كسب السريان الشرقيين (الآشوريين) إلى طائفته الكلدانية، وقام بتأليف كتاب الألفاظ الفارسية المعرَّبة، لم يذكر اللغة الآشورية إطلاقا لأنها غير موجودة أصلاً، فذكر 16 لغة، فإلى جانب العربية ذكر: الفارسية، التركية، الكردية، الآرامية، العبرية، اليونانية، اللاتينية، السنسكريتية، الحبشية، الجرمانية، الانكليزية، الفرنسية، الايطالية، الروسية، والأرمنية (مكتبة لبنان 1980م)، فهل يعقل أن مطران يُسمِّي نفسه كلداني- آشوري يذكر جميع لغات العالم وعلى غلاف الكتاب دون ذكر الآشورية؟؟، وقواميس واختصاصيو ولغويو اللغة السريانية الآرامية يختلفون عن لغويو اللغة الأكدية، فبعد اكتشاف اللغة الأكدية من قبل العلماء جورج فريدريك جورتفند، إدوارد هنكس، وفريدريش ديلتش، وراولنصون، وجوليس اوبرت وغيرهم، كتب فيها: شارل فوسي، تيرو دانجان، ماجي روتن، ريننية لابات، الأب شيل، فون تسودون وغيرهم، وقواميسها هي قاموس ديليش، بتسولد، ماس-أرنولت، والمعجم البابلي السومري للأب دايميل، وغيرهم.

وفي محاضرة للكاتب والأديب جميل روفائيل أقيمت في النادي الثقافي الآثوري بتاريخ 16/5/1971م بعنوان "دور اللغة السريانية في الحضارة الإنسانية"، قال بطي: إن الآثوريين والكلدان المعاصرين يتكلمون اللغة السريانية وليس اللغة الآشورية أو الكلدانية التي كانت إحدى اللهجات الأكدية وانقرضت قبل أكثر من 2500 سنة، مثبتاً ذلك بالأدلة اللغوية والتاريخية من مصادر الآشوريين والكلدان أنفسهم، فنهض أحد الحاضرين من الآشوريين المتعصبين، وأصر على أن اللغة التي يتكلم بها آثوريو اليوم هي الآشورية القديمة، وعدّدَ له بعضاً من الكلمات، فأجابه جميل روفائيل: إن علاقة هذه الكلمات باللغة الآشورية هو كعلاقة اللغات السامية ببعضها، وفي نفس الوقت نهض أحد الحاضرين وكان آثورياً طالباً في قسم الآثار بكلية الآداب، وبدأ يقرأ في ورقة كانت في يده، ثم طلب من السائل الآشوري الأول (المتعصب) أن يُبيّن له إن كان قد فهمها أم لا؟، فردَّ عليه "بأنه لم يفهمها"، فقال له: إن هذه هي اللغة الآشورية، ولو كانت لغتنا، لكُنتَ قد فَهِمتَ ما ورد في هذه الورقة.(أضواء على قرار منح الحقوق الثقافية للمواطنين الناطقين بالسريانية ص64).

إن اسم اللغة تحددها خصائص كثيرة كالقواعد والاشتقاق والبيان والأفعال وتصريفها والإعراب والحركات والصوائت والصوامت والحلقيات وأسماء الإشارة وعدد الحروف والأرقام والإبدال والإدغام...الخ، وليس تقارب بعض الألفاظ في اللغات الذي هو نسبي، فالمعروف أن هناك حوالي 2500-3500 لغة في العالم (امييه وكوهين، عدد اللغات الحية في العالم 1952م، وجراي، أصول اللغة 1950م)، وجميع اللغات تنحدر من ثلاث مجاميع رئيسية هي السامية، الحامية، اليافثية (الآرية، الهندو-أوربية)، وقطعاً أن الإنسان الأول كان لغته واحدة قبلها، وهناك بعض التقارب حتى بين المجاميع اللغوية التي ليست ضمن العائلة الواحدة لدرجة أن بعض العلماء اعتبر أن الساميين انحدروا من إفريقيا نتيجة تقارب الحامية مع السامية في بعض الأمور، ومن المعروف أن معظم اللغات تشترك في الحروف الأبجدية الأولى الأبجدية ألف باء، وكذلك ما يُسمَّى بأولى الكلمات مثل أم، أب، ارض، حرف النفي لا..الخ.


سبب قيام  بعض السريان الشرقيين بتزوير اسم لغتهم
نتيجة الانشقاقات الكنسية في التاريخ ظهرت أسماء عديدة للسريان كالكلدان الذين هم سريان شرقيين نساطرة اعتنقوا الكثلكة سنة 1553م وثبتت اسمهم بالكلدان نهائياً في5 تموز سنة 1830م، نتيجة قرار البابا اوجين الرابع سنة 1445م، أمَّا الذين بقوا سريان نساطرة فسمَّاهم الإنكليز أشوريين لأغراض سياسية استعمارية سنة 1876م وثبت اسم احد أقسام الكنيسة فقط رسمياً بالآشورية في 17 تشرين أول 1976م، أمَّا القسم الآخر منهم فيرفض التسمية الآشورية، والحقيقة أن الاثنين لا علاقة لهما بالكلدان والآشوريين بالقدماء سوى انتحال الاسم.
منذ بداية النهوض القومي لدى الشعوب في العصر الحديث بدأ السريان الذين سمَّاهم الانكليز آشوريين العمل السياسي بقوة مستغلين اسمهم كدعاية باعتبارهم أحفاد أولئك القدماء، ظنَّاً منهم أنه لشهرة الاسم في التاريخ سيفهمهم العالم أكثر ويستطيعون تحقيق مكاسب سياسية ويعطوهم بلاد آشور القديمة وعاصمتها الموصل التي لم تكن يوماً واحداً مقرَّاً لكنيستهم في كل التاريخ، بل إنها آخر مدينة عراقية دخلتها المسيحية في نهاية القرن السادس الميلادي.
بعد سنة 2003م بدأ الكلدان أيضاً وكردة فعل على الآشوريين بالعمل السياسي واستعمال اسمهم بأنهم أحفاد الكلدان القدماء، ولما كانت اللغة من أهم عوامل القومية ولإثبات وجودهم بدئوا ينقلون من الكتب القديمة كل كلمة سرياني أو نسطوري إلى آشوري وكلداني، ويزورون اسم اللغة والقواميس كل لصالحه، وتميّز في هذا الاتجاه الأشوريون أكثر من الكلدان، فعمليات التزوير بين الكلدان مقتصرة على بعض المثقفين المتعصبين، ونادراً بين رجال الدين، أمَّا الأشوريين فهم سياسيون محنكون ويشترك معهم رجال الدين في التزوير، وبصورة خاصة في أمريكا واستراليا، مثل مطران استراليا ميلس زيا الذي يُسمي لغته آشورية، وهو لا يعرف جملة وربما حرف واحد من اللغة الأشورية القديمة.

ومع أن الآشوريون الحاليين هم سريان في كل التاريخ ولا علاقة لهم بالآشوريين القدماء سوى انتحال الاسم من الإنكليز، وإلى جانب العهد القديم الذي يذكر اسم اللغة الآرامية في (عزرا 4:7، دانيال 2:4، 2 ملوك 18:26، واشعيا 36:11، والمذكورة والمعروفة لدى الجميع، لكننا نورد شواهد قليلة من الآثار الأشورية تحديدا على أن اللغة كانت استعملتها الدولة الآشورية بعد اضمحلال لغتها الأكدية هي الآرامية وليست الآشورية، وتسمية آشوريو اليم لغتهم آشورية هو تزوير لغرض سياسي استعماري، والشعب الآرامي يختلف عن الشعب الأشوري، بل أنهم كانوا أعداء، فقد ذكر الملك الأشوري تغلاث فلصر في سنة 1111 ق.م. أنه قاد 28 حملة على الآراميين، وألحق بهم الهزيمة وسباهم وممتلكاتهم إلى أشور، والأشوريون القدماء أنفسهم فرَّقوا بين لغتهم الأكدية القديمة والآرامية لأن الدولة الآشورية القديمة كانت في آخر قرنين قبل سقوطها دولة آرامية لغةً، وأغلبية آرامية عنصراً، وندرج عدة رسائل:

1: رسالة من سرجون الثاني يؤنب موظفه لأنه كتب بالآرامية فيقول الموظف: إذا كان مقبولا للملك دعني اكتب وابعث رسالتي بالآرامية على رسائل ملفوفة، وكان جواب الملك:
لماذا لم تكتب لي بالأكدية على رقم طيني، رسائلك التي كتبتها يجب أن تتوقف بهذا الأمر الملكي.
2: رسالة بعث بها حاكم أشوري إلى الملك يقول فيها:الرسالة الآرامية التي كتبتها للملك سيدي.
3: ورد عديد من أسماء الكتاب الآراميين في الدولة الأشورية مثل أباكو ونوريا، أحو،عوبري،حملا، أيلي.
4: ورد ذكر اللغة الآرامية في البلاط الأشوري من حاكم صور المدعو قوردي-أشور-لامور إلى الملك الأشوري يقول فيها: بعثت نابو-اوشيزب مع الرسالة الآرامية من مدينة صور.
5: رسالة تقول على الأشخاص الستة المعروفين المدونة أسمائهم في الوثائق الأشورية والآرامية دفع الضريبة في نهاية السنة.
6: عُثر في نمرود ونينوى على نقود وصكوك وأختام وتماثيل باللغتين المسمارية والآرامية قسم منها يحمل أسماء ملوك آشور.
7: عٌثر في قصر تل بارسيب على نقش يعود للعهد الملك تغلاث فلصر يظهر فيه كاتبان أحدهما آشوري يكتب بالمسمارية على طين والآخر آرامي يكتب بالآرامية على البردي.
(الدكتور يوسف متي قوزي، كليات اللغات جامعة بغداد، ومحمد كامل روكان كلية الآداب جامعة القادسية، آرامية العهد القديم، قواعد ونصوص  ص15-20).
8: يقول الدكتور أ، دوبون سومر: هناك رسالة مهمة بالآرامية تعود إلى عهد أشور بانيبال تُسمَّى صدفية أشور وجَّهَهَا موظف أشوري يدعى براتير إلى موظف أشوري آخر يدعى فيراور، وتمَّ اكتشاف مصطلحات آرامية كثيرة تدل على استعمال اللغة الآرامية في أشور وبابل، منها قوائم بأسماء تسليم حصص النبيذ في مدينة نمرود، ونقوش على الأوزان وعقود البيع والشراء وغيرها. (الآراميون، ترجمة الأب ألبير أبونا ص 108).
9: يقول أستاذ اللغات السامية ولفنسون في تاريخ اللغات السامية: إن الآراميين انتشروا وتدخلوا في بلاد أشور وبابل الفرس ولم حتى صارت لغتهم لجميع الشعوب السامية من البحر المتوسط إلى بلاد فارس، وأصبحت الآرامية اسمها السريانية منذ الميلاد وغدت لهجة الرها السريانية هي لغة الحضارة المسيحية وينقسم السريان إلى يعاقبة ونساطرة، أمَّا الاختلافات اللغوية فاخترعت منهم لأغراض سياسية ودينية أكثر منها لغوية وفي العراق وطورعبدين وبحيرة أروميا توجد بطون من النساطرة يتكلمون السريانية، أمَّا لهجة أروميا فهي آرامية شرقية، ودخلت فيها كلمات فارسية وتركية وكردية. (ص117، 145-148، 159).
10: يقول الدكتور حسن ظاظا: إن اللغة الآرامية غزت الشرق وقضت على غيرها من اللغات، وان السريان الشرقيين من النساطرة والكلدان لغتهم هي سريانية الرها (حسن ظاظا، ص93،101).
11: يقول أرنست رينان الفرنسي: إن الآرامية طمست كل اللغات وغزت بلاد آشور التي أصبحت لغتها الآرامية ( langus semitiqus historie generale des، تاريخ اللغات السامية، فرنسي، باريس 1855م، ص199-201).
12: يقول عالم الآثار إدورد كييرا (1885- 1933م): إن لغة الآشوريين القدماء هي الأكدية وهي تختلف كليا عن لغتهم الدراجة في الوقت الحاضر (كتبوا على الطين رقم الطين البابلية تتحدث اليوم، ترجمة الدكتور محمد حسين الأمين بغداد 1964م).
13: يقول كارل بروكلمان: تُطلق على اللغة البابلية الأشورية القديمة بالسامية الشرقية في مقابل السامية الغربية وتشمل الكنعانية والآرامية والسامية الجنوبية وتشمل الحبشية والعربية، ونُسمي لهجات بلاد الرافدين عادة الأشورية بحسب أول مكان اكتشافها والصحيح تسميتها بالبابلية، والآراميين ومنذ القرن 14 ق.م. اكتسحوا المنطقة واندمجوا واجبروا الأشوريين والبابليين على التحدث بلغتهم، وفي القرن التاسع عشر رفعت البعثات التبشيرية الأمريكية لهجة أروميا إلى لهجة أدبية لهؤلاء السريان، ويضيف المترجم الدكتور رمضان عبد التواب أستاذ اللغات بكلية الآداب في عين شمس وجامعة الرياض: والمعروف عند الدارسين في الوقت الحاضر أن الأكدية تقسم إلى البابلية والأشورية ولكل منها خصائصها (فقه اللغات السامية ص16،22، 28).
14: يقول سليمان بن عبد الرحمن الدييب: الآرامية أقدم اللغات وأوسعها انتشاراً، وأول نقوشها هو نقش تل حلف في الألف الأول قبل الميلاد، وما زالت الآرامية مستعملة حتى الوقت الحاضر، ونعلم من الآثار والنقوش أن بداية الكتابة السومرية تعود إلى أواخر الألف الرابع قبل الميلاد، وأثبتت الدراسات أن استخدام السومرية وصل إلى أدنى مستوياته عند سيطرة البابليين إن لم تكن قد اختفت تماماً، أو استمرت بشكل ضيق إلى أن صدرت شهادة وفاتها فعلياً سنة 50م، بينما الآرامية ظلت منتشرة حتى يومنا هذا، وهذا الأمر يجعلنا القول بدون تردد أن اللغة الآرامية الأطول عمراً بين اللغات القديمة. (نقوش تيماء الآرامية، طبعة الرياض ص37).
15: يقول طه باقر: إن الآرامية انتشرت انتشاراً واسعاً وعجيباً بدون سلطان سياسي وأصبحت لغة الدولة الأشورية وتركت آثاراً في البابلية والأشورية، وصارت فيما بعد لغة النبي عيسى وأتباعه. (مقدمة في تاريخ الحضارات ص496).
16: يقول الدكتور والآثاري يهنام أبو الصوف: حلَّت الآرامية في معظم بلاد الرافدين وكل بلاد آشور تدريجيا واستخدم الآشوريين الكتبة الآراميين فتجد مع الكاتب الآشوري بالمسمارية على الطين مدون آخر آرامي بيده جلد غزال يكتب بالآرامية، وفي فترة معينة أصبحت هناك لغة ثنائية (آشورية بالمسماري وآرامية بالآرامي) حتى  سقوط آشور, الذين كانت تجاورهم اللغة البهلوية لغة الدولة الاخمينية المنتصرة التي احتلت بابل في 539 ق.م، وبسبب هذه الأحداث لم يتبق في بلاد الرافدين أية لغة آشورية أو كلدية بابلية عدا مخلفات قليلة كهنوتية في المراكز الدينية المحافظة, وهذه أيضاً كانت في طريقها إلى الانقراض, كما انقرضت قبلها بأكثر من ألف سنة السومرية، وآخر كيان سياسي للأشوريين بعد سقوط نينوى كان في حرّان حيث قضى عليه نبوخذ نصّر، وتأسيساً على هذا فمن كان يتكلم باللغة الآشورية، لغة الحاكمين في الإمبراطورية الآشورية، انقرضوا تماما في مطلع القرنين الخامس والرابع ق.م وما بعدهما حتى مجيء المسيحية حيث كانت اللغتين السائدتين هما الآرامية واليونانية.
17: يقول اسماعيل، والدكتورة بهيجة خليل،: كانت الآرامية لغة الدولة الأشورية منذ القرن الثامن قبل الميلاد، وصار للحكام الأشوريين كتاب آراميون ووردت عدة نقوش كنقش قصر تل بارسيب تصور كاتب أشوري يقف إلى جانب كاتب آرامي، وورد ذكر الكاتب الآرامي في النصوص الأشورية منذ القرن الثامن قبل الميلاد في صيغة (lu،a،ba،mes kur aramaia)، والجزء الأول يعني كُتّاب، وترجمته الحرفية (رجال ألاف باء) والثاني الآراميين، ويعني المصطلح (الكتبة الآراميون). (الكتابة، بغداد 1985، حضارة العراق ج1ص225).
18: فرض الآراميون لغتهم على الشرق كله وبلاد آشور بدل السومرية والعبرية والأكدية، والنساطرة الحاليين لغتهم السريانية. (جورج رو، العراق القديم ص371- 372) 
19: يقول الدكتور وليم ويكرام وهو من لعب دورا سياسيا لصالح الانكليز بتثبيت اسم "الأشوريين" إن الآشوريين يستعملون اللغة السريانية واللغة الأشورية الحالية بلا شك هي لهجة من اللغة الآرامية. (مهد البشرية ص220).
20: لن نذكر مئات المصادر وبلغات عديدة وردت كثير منها في مقالاتنا (كيف سَمَّى الانكليز السريان النساطرة آشوريين)، وكيف أن السريان النساطرة أنفسهم والى قبل أن يُسميهم الانكليز آشوريين يعتزون بأفواههم أنهم سريان يتكلمون اللغة السريانية، ونكتفي بما قالته مجلةplanit truth  الأمريكية:
اللغة السريانية لن تموت مهما تغير الزمن لأنها لغة السيد المسيح. (المطران اسحق ساكا، السريان إيمان وحضارة ج3 ص113).
وشكراً
موفق نيسكو

[/size]

بهنام السرياني

#1
الاستاذ موفق نيسكو المحترم

شكرا لك لهذا التوثيق الرائع لتاريخ وخصائص لغتنا السريانية القومية المجيدة
ملف كامل اكاديمي علمي يجيب على كل المتلاعبين باسم لغتنا لاغراض خاصة

تقول نينا بيغولفسكايا في كتاب اسمه واضح كالشمس وهو (ثقافة السريان في القرون الوسطى)
اللغة  السريانية انتشرت في الشرق فالابجدية السريانية الارامية كانت مريحة ولهذا انتشرت بسرعة وعلى نطاق واسع ص42

ان انتشار الكتابة السريانية في الشرق تثير الدهشة والعجب فالسريانية لغة عالمية تغلغلت في كل اسيا ووصلت الصين والهند ص38 و42
والادب السرياني لعب دورا هاما في تطور ثقافة الشرق عقدت مناظرات المبشرين السريان النساطرة واليعاقبة
والخزفيات المنقوشة بالسريانية والصينية تتحدث عن اسقفية يراسها سرياني نسطوري
ص38-42
ومهد السريانية وموطن مجدها وازدهارها كان منطقة بين النهرين التي صارت الارامية لغة المراسلات والعقود لقرون طويلة 54.

وتعود اقدم الشواهد  الكتابة الارامية الى اواسط الالف الثاني قبل الميلاد وكتبت من اليمين الى اليسار وتم فصل الكلمات بخطوط مستقيمة قصيرة ولعبت في هذا الجانب الابجدية الارامية ومروننتها دورا هاما وحاسما حيث ان استخدام الاحرف نصف صوتية منح امكانية تجسيد احرف المد في المقاطع الصوتية الارامية

وقد تمكنت الارامية في بلاد بين النهرين من ازاحة الاكدية بدا من القرن الخامس قبل الميلاد  وانتصرت الارامية في بلاد بين النهرين في كل من بابل واشور وفارس ص55

وتوكد بشكل اوضح من الشمس ان السريانية هي الارامية وتذكر اللغة الاكدية ولا وجود للغة اشورية مرة واحدة لانها كانت اكدية وتقول ان السريانية الارامية تغلبت وانتصرت على الاكدية
ولها فصل خاص باللغة السريانية وخصائصها  اسمه علوم السريان اللغة (والفيولوجيا) ص 158-168
وهي تسمي النساطرة دائما بالسريان وتتطرق الى جهودهم في مجال اللغة السريانية .

الشماس بهنام موسى السرياني

موفق نيسكو

كتاب المطران ادي شير الكلداني الاشوري فيه كل اللغات باستثناء الاشورية


وشكراً
موفق نيسكو

بشار سعدون

مرحبا استاذ موفق المحترم : أنا من المتابعين والمهتمين بهذا الموضوع .. وأسجل اعجابي الشديد وشكري الجزيل لجهودك والتي تتسم بالرصانة والدقة والموضوعية والحيادية في هذا المجال . اخي المحترم لدي سؤال حاولت ان احصل له على اجابة من اكثر من شخص .. ولم أتلقى إجابة شافية فأرجو أن تُجيبني إذا إمكن خاصةً وان السؤال يتعلق بموضوع مقالتك المحترمة هذه وهو : هل اسم اللغة العلمي التاريخي الصحيح هو الآرامية فقط ام السريانية ام هو السريانية الآرامية . ؟ واذا كان الجواب السريانية الآرامية فالمقصود ب وما معنى كلمة السريانية هنا ؟ وهل السريانية والسريان مترادفان ام كل وجزء ام فرعٌ وَأَصْلَ ؟ وهل لكلمة سريان او سريانية علاقة بكلمة سورايا او سورث المتداولة عندنا في العراق ؟ شكراً جزيلاً مُقدماً ولَك مني كل الاحترام والتقدير ولجميع المتابعين الأكارم .

موفق نيسكو


الاخ العزيز بشار سعدون المحترم
الاسم العلمي للغة بالعربي هو السريانية وبالانكليزي language Syriac كما ورد ي قاموس longman، لندن1968م ص 1124، والمورد، بيروت1996م، ص941، وقاموس وبستر الأمريكي 2000م، وسبستيان بروك، اللؤلؤة المخفية في تطور اللغة السريانية، ايطاليا2001م، ج1 ص38. وغيرهم
والاهم من ذلك هو اسمها بالسريانية ܠܫܐܢܐ ܣܘܪܝܝܐ لشانا سورييا اي اللسان السرياني، لان المهم  والاصل هو كيف تسمى الاشياء بلغتها وليس بلغة الاخرين.

السريانية والارامية اسمان للغة واحدة مثل المجر وهنكاريا او المانيا وتوسكلاند، وهناك عدة لهجات للارامية قبل الميلاد كالمندائية والفلسطينية وغيرها، والسريانية هي الوريثة الشرعية للارامية، والسريانية هي ارامية مملكة الرها تحديداً، مثل ما لهجة قريش هي وريثة الادب الجاهلي واللهجات الكثيرة للقبائل العربية قبل الاسلام واصبحت لغة القران واللغة العربية الرسمية الفصحى، فالسريانية هي التي كتب بها اباء الكنيسة ومثقفيها وطورها وهذبوها ووضعوا لها قواميس وقواعد وحركات ...الخ، فاللغة التي يستعملها السريان والمورانة والاشوريون والكلدان هي ارامية الرها التي اسمها السريانية.

الارامية عموما تستعمل قبل الميلاد، وبعد الميلاد ورد في التاريخ اسمها بالسريانية دائما، وكل ما في الامر بعد المسيحية الاراميون اتخذوا التسمية السريانية ليميزوا نفسهم عن الاراميين الوثنيين واصبحت عندهم كلمة ارامي تعني وثني او جاهلي، ومع هذا فقد ورد اسمها بالارامية بعد الميلاد ايضا، ولكن قليل جدا لا يمكن قياسه مع ورد باسم  بالسريانية، كما كتب بعد الميلاد البعض وذكر اسم الارامية قبل الميلاد بالسريانية ايضاً، وعموما استعمال االلغة الارامية بعد الميلاد ليس خطا، ولكن الاسم السرياني اعم منذ 2000 سنة حيث كتب الاباء واللغوين وطوروا..الخ السريانية (ارامية الرها) وليس لهجات الارامية الاخرى التي لم يستعملها ويطورها الباقين، ناهيك عن الاسم السرياني اضافة لكونه قومي فيه مدلول ديني مقدس ايضا.

نعم كلمة سريان بالعربية هي الترجمة الحرفية لكلمة سورايا، انا سورايا يعني انا سرياني، فكل سرياني مسيحي وليس كل مسيحي سرياني، الفرنسي والانكليزي والسويدي المسيحي ليسوا سورايا بل مشيحايا، وكلمة سورايا هي عامية مختصرة للتخفيف، والصحيح سورييا، وهكذا ترد في كل الكتب باللغة الفصحى، اما كلمة سورث فهي مركبة (سورييا باي ايث) اي بحسب السريانية، مثل القول للمتحدث بالكردية قردث والتركية تركث (ارجو مراجعة مقالي لغة السريان الشرقيين المرفق اعلاه).


ما هو سبب استعمال البعض اللغة السريانية الارامية اوالارامية احيانا
                                                                                                             

السبب الرئيس هو الاحوة الاشوريون، وهذا ا ليس تهكماً بل تاريخ موثق، فمنذ ان سماهم الانكليز اشوريين سنة 1876م وهم لا علاقة لهم بالاشوريون، بدا الاشوريون بالعمل السياسي بقوة  وعندما لاحظوا انهم سريان ولغتهم سريانية وان اللغة هي اهم عنصر في القومية ان لم تكن اللغة هي القومية بعينها، وكيف لامة لا تملك لغة، وحلا للاشكال ولقرب كلمة سرياني واشوري باللغة الانكليزية قاموا باضافة حرفي as الى كلمة سرياني syrian (بالانكليزي فقط) لتصيح اشوري وبداو يزورون كل التاريخ وليس اللغة فحسب واحدثوا مشاكل كبيرة ولا زالوا
اضطر البطريرك السرياني افرام برصوم المتوفى  1957 ان يقول للسريان في حالة اضطراركم استعملوا السريان الاراميون لكي يسحب البساط من تحت الذين يزورون الاسم، لان المعروف وفي كل التاريخ على الاطلاق ولا يختلف اثنان ان السريان هم الاراميين وليس الاشوريون كما اضطرت كثير من الموسسات السريانية حديثا في الغرب لتسجيل موسساتها باسم السريان الاراميون او الاراميون فقط، ولكن باللغة الاجنبية فقط!! ويبقى الاسم السرياني بالسرياني والعربي كما هو (سورييا، سرياني)، (طبعاَ هذا الامر حدا ببعض المتعصبين السريان وكردة فعل على الاشوريين باستعمال الاسم الارامي فقط حتى بدون السرياني احيانا لاثبات ان السريان هم االآرميون وليسوا الاشوريون).

ان المشكلة التي يفتعلها الاشوريون بالاشتقاقات والتاواليات لا يمكن ان تنطلي على احد من المهتمين بالامر او على اي هئية او موسسة علمية وهي للاستهلاك المحلي فقط، ولحضرتك الدليل باختصار
اذا افترضنا ان اسم لغة الاشوريون القدماء هي السريانية او ان السريانية اسمها الاشورية  ايضا كما يدعون، وهو افتراض احتماله صفر بالمئة، ولكن لايصال الفكرة، اقول:

إن لغة الدولة الاشورية القديمة هي بنت الاكدية وبدون تاويلات واشتقاقات، والسريانية التي يتحدثون بها اليوم هي الارامية، مثل ما شخص اسمه جاسم عمر له صفاته وشخصيته ومميزاته الخاصة فهو مثلا من بغداد مثقف مهندس متزوج ...الخ، فجاسم  هذا هو ابن عمر، وهو يختلف عن جاسم كريم الموجود في اليمن وله صفاته ومميزاته الخاصة

الحقيقة المطلقة هي ان اللغة السريانية الحالية مهما يكن اسمها ولنفرضه (س)، فلغة الدولة الاشورية القديمة لم تكن لغتها (س)، بل ص، ع، ك..الخ ، والمهم أنها ليست (س).

كنت اتمنى ان اجيب اكثر ولكني مسافر وخارج موقع استقراري  وكتبت لحضرتك سريعاً
وشكراً
موفق نيسكو


[/size][/size]

بشار سعدون

شاكر لَكَ لطفك و أدبك استاذ موفق و تفضلك بالإجابة الكريمة التي تميزت بالمهنية العالية والتي أزالت لبساً طالما توقف عنده كثير من المهتمين بهذا الموضوع .. تمنياتي لكم بدوام الموفقية والنجاح أخي المحترم .. تقبل فائق تقديري وشكري ..
               المحامي بشار سعد الله محمد