تهجير المسيحيين... لا تدعوها تصبح وصمة عار في تاريخنا!

بدء بواسطة صائب خليل, يوليو 31, 2014, 11:40:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل


ما يتعرض له المسيحيون خطير وكبير ومؤلم، ليس فقط عليهم، بل على البلد والشعب كله وما يتوقع أن يصيبه حين يراد اقتطاع فلذة من كبده، فليست تلك القطعة هي التي ستتألم وحدها بل هو أيضاً ، وسيدفع الثمن! ومن هنا فأن الوقوف بوجه هذا العمل الهمجي اللاإنساني من واجب الشعب العراقي ليس تجاه مسيحييه فقط بل تجاه نفسه، ودفاعه عنهم دفاعاً عن كيانه هو، ليس لأحد أن يشكره عليه.

الأسئلة الثلاثة المركزية في هذه المأساة هي: من يدير تهجير المسيحيين؟ ما هو موقف المسلمين منه؟ ما هو موقف المسيحيين منه؟ والأسئلة الثلاثة مترابطة بشكل كبير، ويرتبط السؤالان الأخيران بشكل خاص بالجواب عن السؤال الأول عن من يدير هذه المؤامرة... ومنه تنبثق المواقف.

هل تدير ذلك التهجير وتقوده، ردة فعل شعبية إسلامية ضد المسيحيين؟ سأترك الجواب عن هذا السؤال الأساسي الذي تلفه التكهنات، مكتفياً فقط بالبعد عن التسرع بالقبول بالجواب عليه بالإيجاب وأن المسلمين يريدون تهجير المسيحيين، فلا توجد شاردة واحدة أذكرها في تاريخ معيشتي في العراق تشير إلى أي أثر لمثل هذا الشعور، وإن وجدت الآن فهي مصطنعة بلا شك وغير طبيعية... رغم أنها قد تكون خطرة إن وجدت فعلاً. لكن حتى اليوم، بكل تعقيداته ومآسيه وتراجعاته: هل هي موجودة فعلاً؟ أنا لم ألاحظها أبداً، وأدعي أني حيادي وأمين في قول ما أراه، وأنا على يقين ان هناك مؤامرة تحاك على الشعب كله، ويصيب المسيحيون اليوم ضربة كبيرة منها!

لن أدخل في تفاصيل رأيي بتلك المؤامرة ومن يقوم بها، لكي لا يبدو الأمر دفاعاً عن الجانب المسلم الذي أنتمي إليه ولو بالدم، وسأعود إلى ذلك لاحقاً، لكني أريد هنا التركيز على موقفي الداعم بلا حدود والمتعاطف بلا حدود مع الدفاع عن اصدقاءنا المسيحيون الرائعون الذين نفخر بهم. سأكتفي هنا بالقول بأني أؤمن بأن الإنسان بشكل عام طيب في طبيعته، وأن الشر "خلل" يصيب بعض أفراده، ولا يصيب شعباً إلا ما ندر، حين يتعرض كل ذلك الشعب لإجهاد فوق طاقته الأخلاقية، وهنا فقط قد يصبح أشراره أكثر من أخياره، وهي حالة نادرة في التاريخ. لكن حساسية الأمر بالنسبة للمعتدى عليه، تجعل من فعل الشر الأقل، أكثر ثباتاً في الذاكرة من افعال الخيرين الأكثر. ومن ناحية أخرى فأن الأشرار القلة، لطبيعتهم العدوانية النشطة، يأخذون دوراً وتأثيراً أكبر بكثير من حجمهم العددي، وينجحون في العادة في الوصول إلى المراكز الأكثر حساسية. لذلك كله فأنا أثق بالشعب (أي شعب) عامة، ولا اثق بأحد معين، خاصة! ليس هذا الموقف نتيجة عاطفة ما، بل من تجارب ومتابعات كثيرة.

ولكن رغم طبية الشعب الطبيعية وحبه للخير، فقد يكون منتجاً للشر إن لم ينتبه. لقد فوجئت بزيارتي لأميركا بأني أقف أمام أحد أطيب شعوب الأرض قاطبة، ورغم ذلك، فمن يقرأ تاريخ نصف القرن الماضي يرى أن نهراً من الشر يصب من ذلك البلد على الإنسانية كلها، ويدميها في كل مكان وبشكل ليس له مثيل في التاريخ من حيث استمراريته في الحرب و "السلام"، حيث لا "سلام"!

فيكفي الشعب أن يكون لا أبالياً لكي يتيح لأشراره أن يسيطروا على الساحة وأن ينشروا في محيطهم وفي العالم، الآلام باسمه، فيتسببون بالكثير من الأذى للآخرين ويسيؤون إليه، وهو ما يحدث في العراق اليوم في قضية تهجير المسيحيين الخطيرة.
داعش ليست سوى فرقة عسكرية أمريكية إسرائيلية التدريب والأهداف، وفي كل يوم يأتي دليل إضافي على ذلك، وآخرها ما كشفه سنودن من ارتباط أبو بكر البغدادي بوكالة الأمن القومي الأمريكي والموساد، لكن هذا لا يكفي لإزالة المسؤولية عن الإنسان المسلم الذي يرى أخاه المسيحي يتعرض لتلك المؤامرة الخطيرة، ويخشى أن يفقده الوطن إلى الأبد. وهذا ما يراد للمسيحيين وللعراق كما تكشف دعوة الرئيس ووزير الخارجية الفرنسيين للمسيحيين العراقيين للهجرة إلى فرنسا، والتي انتقدها النائب كنا انتقاداً لاذعاً ووصفها بأنها تصف في خدمة أجندة داعش. وليس ذلك غريباً أو من ضمن "نظريات المؤامرة"، فحكومة فرنسا الحالية، رغم يساريتها المدعاة، وما أكثر الكذب فيمن يدعي اليسارية اليوم، ليست سوى ذيل من ذيول اميركا وتابع لها في أقذر مشاريعها في العالم، ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح من إلقاء نظرة واحدة على موقف فرنسا الشديد العدوانية من الحرب في سوريا، وإلقائها بكل ثقلها في خندق داعش هناك، فهل من عجب أن تفعل ذات الشيء في العراق؟

لكن السؤال هو: ما هو موقف المسلمين من القضية؟ وهل هو بمستوى الموقف؟ لا شك أنه ليس كذلك، ولكن متى كان موقف الشعب العراقي من أية قضية بمستوى الموقف، حتى حين تهدد تلك القضية مستقبله ذاته وحياته ذاتها؟ بل كم من الشعوب الأكثر تطوراً يستطيع أن يقول أنه كان "بمستوى الموقف" من أية أحداث خطيرة على أرضه؟ هل عارضت شعوب أوروبا المتطورة الحربين العالميتين اللتان دمرتهما كما الحروب السابقة؟ هل عارضوا بقوة كافية الحروب على الشعوب الضعيفة الأخرى من قبل ساستهم، وهل اعترضوا بما يكفي لوقف أذى اليهود في بلادهم ذاتها، عندما كان يفترض بهم أن يفعلوا؟

إنني لا التمس العذر للمسلمين بموقف ضعيف من قضية تهجير المسيحيين ابداً، بل أحذرهم من هذا النهج وهذا الخطأ العام الذي يكاد يشمل كل البشر، والذي يهدد مصير البشر، بضمنهم اصحاب المواقف السلبية الذين لا يدركون أثر تلك المواقف عليهم أنفسهم.

هل وقف المسلمون العراقيون مع أخوتهم المسيحيين في محنتهم؟ هناك مؤشرات متناقضة كلها تمتلك المصداقية الكافية للتأثير في صورة ما حدث ويحدث اليوم. ففي حين تنقل لنا مواطنة مسيحية صورة حزينة مؤلمة وبخيبة أمل من ردود فعل المسلمين على مصابها،(1) ينقل لنا الأستاذ حسن حاتم المذكور شهادة معاكسة وجريئة في مقالته "من يفجر ويهجر المسيحيين إذن؟"(2) فيقول: "بحضور جمع من الأساتذة , سألت اكاديمي مسيحي ..
ـــ من يفجر ويهجر ويسلب المسيحيين ... ومن المستفيد .. العرب المسلمين مثلاً ام داعش ام من ... ؟؟؟ . اجاب : " لا يا صديقي , انهم من ادخلوا داعش ... المشروع القديم الجديد دائماً , التوراتي الصهيوني الأمريكي , ان يخلق في خاصرة شعوب الهلال الخصيب اسرائيل ثانية , فكان الشمال العراقي , المنطقة الأخصب في مخيلتهم , وفي مقدمة اجندتهم اخلاء المنطقة من المكونات العراقية ــ الأصل ــ خاصة المسيحيين والأيزيديين والشبك , وعرب الطوائف المسلمة عراقية الجذور , في هذا المشروع الأستئصالي الأستئطاني, تورطت اغلب القيادات الكوردية , وابتلى به الشعب الكوردي مدفوعاً نحو مستقبل , سوف لن يكون اقل سواداً من مستقبل المكونات العراقية الأخرى " .

ويعود المذكور بضعة سنوات عدة إلى الوراء ..."حيث كنا وفداً للتضامن مع مسيحيي العراق اثنا حملة التهجير عام 2008 في الموصل وسهل نينوى , هناك وجهنا للعوائل المهجرة , ذات السؤال . من هجركم ... ومن المستفيد , وهل هم المسلمين العرب كما يشاع هنا ... ؟؟؟ .ـــ لا ... ابداً اجابوا : اخوتنا من الطوائف الأسلامية تضامنوا معنا تألموا لمصابنا , وبعضهم تحملوا مسؤولية اسكان جزء من عوائلهم في بيوتنا للحفاظ عليها حتى لا تصادر , بكوا وبكينا عندما افترقنا , ونحن على اتصال بهم . ـــ اذن : من هجركم ... ؟؟؟ .امتنعوا عن الأجابة , وطلبوا منا عدم نشر خبر المقابلة , كما رفضوا اخذ صور تذكارية معهم , كانوا في حالة خوف وذعر , ونحن نغادر باب دار احدهم التحق بنا ثلاثة شباب وهمسوا لنا " نحن في حماية من هجرنا ... الناس تخاف " . استوعبنا الأشارة وكنا السيدة تيرزا اشو ( ام ميسون ) وانا . ... بعد مغادرتنا بعشرة دقائق , تم في ذات المكان الذي كنا متواجدون فيه تفجيراً , قتل شخص وجرح اربعة , وعلينا ان نغادر الى دهوك , من المستهدف ؟؟؟ سألتها , الوفد طبعاً .. اجابت"...

نحن إذن أمام صور مختلفة منها ما يفتخر به من مبادرة وتلاحم ومنها ما يخجل منه من سلبية ومحاولة استغلال لئيم للوضع، والناس أنواع في كل مكان، لكن من المؤكد وبدون أي شك أن المسلمين لم يضمروا للمسيحيين يوماً إلا الخير والمحبة، وحقيقة الأمر أنهم لم يضمروا لليهود أيضاً غير الخير والمحبة واستقبلوهم في مواطنهم بترحاب لم يجدوه في مكان آخر، حتى الإعتداء الغادر على فلسطين الذي قامت به الصهيونية باسم اليهود. وفي هذه الأيام هناك أياد تنشط بشكل مهووس لتشويه صورة المسلمين سواء بالفعل من خلال مجنديهم المدربين في إسرائيل وغيرها، أو بالإعلام المبالغ والمتحيز والكاذب، عن التاريخ وعن الحاضر، ومحاولة تشويه الصورة التي نعرفها جيداً عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، ولا يمكن أن يقنعنا أي إعلام بأنها غير ذلك.

قد الغضب والخوف بالمسيحيين من جهة أن يصدقوا الصورة المشوهة أو يروجوها دفاعاً عن أنفسهم واستدعاءاً للمساعدة، وهذا مفهوم. ومن الناحية الأخرى قد يروج لها مسلم أغضبه الحال ففقد القدرة على النظر في الحقائق والتاريخ واتخذ موقف الإتهام تجاه أبناء دينه المسلمين لخيبة أمله، وما أكثر هذه الحالات، وهي مؤذية ومثبتة لصورة مزيفة رغم أنها تنطلق غالباً من حسن نية وحرقة قلب إنسانية...


رأيت لأحد الكتاب المسيحيين (سأحتفظ باسمه) مقالة كتبها بحسن نية كما أفترض تتحدث عن كيف يجب أن يتصرف المثقفون المسيحيون تجاه حملة تهجيرهم فيشير إلى أن من الضروري رفض المقولات التي تؤكد أن المسلمين يتعرضون أيضاً للظلم وأن ما يجري هو إرهاب عام على الجميع، وأنها "مؤامرة" خارجية، مؤكداً أن هذا سقوط في "نظرية المؤامرة"! وكأنه "لا توجد مؤامرة" وأن الأمر هذا طبيعي وأنه كان هكذا منذ القدم! وهذا مغالط للحقيقة وكذب صريح على الواقع والتاريخ... إنه يؤكد أن الذين يهجرون المسيحيين في الموصل هم من أهل الموصل، فلماذا لم يفعلوا ذلك سابقاً؟ ولماذا لم يضايقوا المسيحيين أية مضايقة سابقاً؟ ثم يصنع هذا الرجل من الحبة قبة، فيثير الغبار حول كلمة "نصرانيين"، وهي التسمية الإسلامية القديمة للمسيحيين، ويصمم شعاراً لرفضها وكأنها مسبة وإهانة للمسيحيين، وهي ليست كذلك أبداً، وليس لها علاقة بـ "الجزية" التي أرفضها طبعاً بكل قوة، والتي هي محاولة سخيفة لا علاقة لها بالإسلام، حيث أنها كانت تعتبر تعويضاً عن الخدمة العسكرية، والتي يقوم بها المسيحيون في الجيش العراقي (وليس جيش داعش الذي لا يشرف إنسان أن يكون فيه)، ولم يبق لـ "الجزية" أي معنى إلا لمن يريد الإساءة للإسلام ولتحطيم الشعب العراقي. أما "النصارى" فصراحة لا أعرف مصدر الكلمة، ولم يهمني يوماً لابحث عنه، لكنها توحي بالمناصرة والمؤازرة، فأين موضع الإحتجاج عليها؟ طبيعي أني لا اسمي المسيحي "نصراني" بل اطلق عليه الإسم الذي يحبه وأؤكد على هذا بلا تردد، لكن العمل على خلق بلبلة من إسم إيجابي أطلق بحسن نية في التاريخ القديم، وليس فيه أي تلميح لإساءة، وتصميم شعارات أحتجاج عليه، أمر غريب، وفي هذا الوقت بالذات!

أنظروا من الجهة الأخرى إلى هذه المقالة لكاتب مسلم، والتي انتشرت في الإعلام والنت "كالنار في الهشيم"..بعنوان "اخرجوا أيها المسيحيون من أوطاننا!" (3) يقول فيها الكاتب: "اخرجوا يا مسيحيي دمشق ويبرود ومعلولا من أوطاننا، واخرجوا يا مسيحيي الموصل ونينوى وبغداد من بلداننا، واخرجوا يا مسيحيي لبنان من جبالنا وودياننا، واخرجوا يا مسيحيي فلسطين والجزيرة من شواطئنا وترابنا، اخرجوا جميعا من تحت جلودنا، ...."
لينهي مقالته الساخرة المتألمة : "نعم ارتحلوا عنا فإننا نريد العودة إلى صحارينا، فقد اشتقنا إلى سيوفنا واتربتنا ودوابنا، ولسنا بحاجة لكم ولا لحضارتكم ولا لمساهماتكم اللغوية والشعرية، فلدينا ما يغنينا عنكم من جماعات وقتلة وسفاكي دماء. اغربوا ايها المسيحيون عنا بثقافتكم، فقد استبدلنا بها ثقافة حفر القبور!"...

كاتبها المسلم كما هو واضح، ينتقد أبناء دينه على ما يحدث، ولعلها قد كتبت بصدق وبغضب إنساني لما يجري من مأساة، وهي جميلة ومؤثرة بهذا المعنى، لكنها للأسف ظالمة أيضاً، وتنشر الصورة التي يريد أعداء هذا الشعب نشرها عن المسلمين وبأنهم "قتلة وسفاكي دماء" يشتاقون لثقافة "حفر القبور"! فهل هذه الصورة قريبة من الواقع بأي شكل كان، وتمثل غالبية المسلمين أونسبة معتبرة منهم؟ كيف استطاع المسيحيون وقبلهم اليهود أن يعيشوا في كنف مثل هؤلاء المتوحشين، ولم ارتاحوا لهم فلم يتركوا بلادهم كل تلك القرون؟

صحيح أن الكاتب يستخدم ضمير من يشير إلى نفسه باللوم لكنه يعلم ونعلم جميعاً أن المقصود هو "الآخرين من المسلمين".. إنه يضع نفسه خارجهم وعالياً عنهم ليهبط بهم إلى منزلة "سفاكي الدماء وحفاري القبور" ، وهو دون غيره صاحب الضمير الحي والمثقف الإنساني الذي يحتج! إنه يرفع نفسه على حساب تشويه سمعتهم بقسوة كبيرة ظالمة، وليس في ذلك من الشهامة بشيء! إن من يقرأ مثل هذه المقالة يتصور أن كل المسلمين هم "داعش" ، بينما ليس للمسلمين علاقة بداعش مهما ادعت ومهما اختارت من أسماء! ليس هذا صحيحاً.. وليس إنسانياً أبداً الكذب لتشويه صورة أناس هم ضحايا آخرين لذات الهجمة الوحشية وغير قادرين على الدفاع عن انفسهم إعلامياً، وهم في أغلبيتهم القصوى طيبون حائرون لا يعرفون مصيرهم، حتى لو لم يهجروا بعد... لكنهم يشعرون أن مصيراً مجهولاً مخيفاً ينتظرهم، فيأتي مثقفيهم ليصبوا الملح على الجرح ويسهموا في المؤامرة دون أن يعلموا، إرضاءاً لغضبهم!

لا ننكر بعض الحقائق المرة، ولكن علينا أن لا نهمل الحقائق الجميلة ايضاً. علينا أن نثبت هذه الصورة الإيجابية دون أن نتهرب من الحقائق القاسية ونواجهها .. إننا جميعاً أمام امتحان عسير، يتعلق به مصير المسيحيين من جهة، وشرف وسمعة المسلمين من الجهة الأخرى واعتزازهم بتاريخهم ومواقفهم. مبارك كل من ينتصر لمظلوم ويقف مدافعاً عن حقه فينتصر لشرفه وسمعته. نعم الطرفان يتعرضان للظلم ، وليس هناك أية "نظرية مؤامرة" في هذا القول، فهي حقيقة يؤكدها كم من الأحداث يستطيع حتى الأعمى أن يراها، وإنكار ذلك لا يخدم سوى أصحاب تلك المؤامرة، مهما كانت النوايا حسنة.

إن المطلوب من المسيحيين والمسلمين معاً، أن يتحلوا بالشجاعة اللازمة للإبقاء على قدرة التفكير السليم ومواجهة الحقائق بعقل بارد، محلل، يستطيع أن يرى خلال الغبار والضباب والعواطف الجياشة، ليعرف عدوه من صديقه. ومطلوب من المسلمين فوق ذلك وقبل كل شيء، موقف شهم شجاع في لحظة زمن، يسجل فيها التاريخ حروفه بمداد لن يمحى!


(1) بالفيديو .. شاهد حقيقة ما يحصل للعوائل المسيحية في الموصل على لسان هذه المواطنة العراقية
http://www.knoozmedia.net/?p=55633
(2) حسن حاتم المذكور: من يفجر ويهجر المسيحيين اذن ... ؟؟؟ .
http://arusalahuar.com/archives/25132
(3) اخرجوا أيها المسيحيون من أوطاننا!
http://www.lebanondebate.com/details.aspx?id=176306







ماهر سعيد متي

تحليل جميل .. وواقعي .. فأنا كنت دائما ما استشعر المحبة من اخوتنا المسلمين الذين ينظرون الينا بنظرة الاخوة والشراكة والاصالة والاعتزاز .. وما يحدث ليس سوى برنامج واجندة خارجية الغاية منها خلق كاونتات صغيرة متقاتلة ومتصارعة ضعيفة لصرف النظر عن الارض الموعدة ( اسرائيل ) فالهولوكوست ( ابادة اليهود ) والسبي البابلي الاول والثاني لا يزال القاعدة التي ينطلق منها تجاه الافعال .. والغاية لم تكن يوما تقتيل او التنكيل بالمسيحيين بل تهجيرهم ولملمتهم في مناطق معينة كما هو الحال في تهجير السنة من المناطق الشيعية او العكس .. شكرا لك على محبتك و تقبل مروري .. مع التقدير
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

صائب خليل

شكرا لك استاذ ماهر .. تكاتفنا في غاية الأهمية اليوم .. تحياتي وتقديري واعتزازي

ARAMI

ما يحدث للمسيحيين والاقليات هو وصمة عار على الانسانية، ومهما دافعت او حاولت لوي عنق الحقيقة فالمنفذ للجريمة هو المتشددين الاسلاميين والتعاليم المتشددة في الدين الاسلامي والتي لا تستطيع لا انت ولا غيرك ان ينكرها لانها موجودة في القران ويتحجج بها المتشددون ويسكت عنها ما يسمى بالمعتدلون لانهم يعرفون يقينا بانها موجودة ويعرفون ما تعني ولكنهم يسكتون خوفا من ان يعرفهم العالم على حقيقتهم.  وعندما يتم انتقاد التعاليم والممارسات فلا يعني انتقاد المسلمين جميعا، بل انقاد كل من يومن بهذه التعاليم والايات والممارسات والكثير الكثير ممن يعتبرون انفسهم "مسلمين" يجهلون هذه التعاليم.
سيدي ، من حقك ان تدافع عما تؤمن به، ولكن لو تدافع عن الاسلام فاجزم قطعا انك لا تعرف الاسلام جيدا او انك تعرف قشوره فقط مع احترامي الشديد لك، واقول لك هذا لاني اعرف من مقالاتك انك محلل بارع وقاري للاحداث (مع مأخذي عليك بانك مولع بنظرية المؤامرة) ولو قرات ما موجود في الاسلام لما دافعت عنه.
وان رجعت وقلت جرائم باسم الدين المسيحي على مدى التاريخ اجاوبك، لم يامر الدين المسيحي باي جرائم وليس في تعاليمه اي اعتداء على احد بل بالعكس قال الرب "احبوا اعدائكم" ولم يقل اقتلوهم ، وهو دين محبة وتسامح.
سلام المسيح معك.

ماهر سعيد متي

العزيز ARAMI .. انا اعتقد جازما بنظرية المؤامرة .. مؤيدا رأي استاذ صائب كاتب المقال وبما يكنه لنا المسلمين من محبة  .. لا ينكر وجود بعض الآيات التحريضية والتعنيفية في القرآن الكريم لكن وبالمقابل هناك التفسير المعتدل والمواكب للحياة والذي يعترف بالآخر .. اما اخطاء الكنيسة في الماضي فهي واضحة لا ينكرها التاريخ من محاكم التفنيش واعدام جاندارك وحراك ما يسمى بالحروب الصليبية وسوى ذلك .. علينا ان نعترف بأخطائنا ان اردنا ان ننتقد اخطاء الاخرين .. تقبل مروري ومحبتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

ARAMI

عزيزي استاذ ماهر ، ما تسميه بالتفسير المعتدل والمواكب للحياة هو الغير صحيح باعتراف المسلمين انفسهم ويمكنك قراءة التاريخ الاسلامي او لا تذهب بعيدا في التاريخ ويمكنك مشاهدة الشيوخ وخطبهم ودعواتهم ولعناتهم على النصارى وغير المسلمين وهي تملأ اليوتيوب وهذا ما لا نجده في المسيحية.
الاخطاء اخطاء كنيسة معينة وليست اخطاء ديانة كاملة، فلم يأمر الدين المسيحي بقتال الكفار وقتلهم وسبي نسائهم وغيرها من التعاليم الشاذة. كما لم يدعوا الدين المسيحي لمحاكم التفتيش وغيرها من الممارسات الشاذة، وما قامت به احدى الكنائس المعروفة هو بالضد من تعاليم الدين المسيحي ولا يمكن باي شكل من الاشكال نسبها للمسيحية.
اما ايمانك بنظرية المؤامرة لا يجعلها صحيحة كما هو عدم الايمان بها لا يجعلها غير موجودة، ولكن القصد هنا هو انه من الخطأ ان ننسب كل شي الى مؤامرة، فأن تم تقديم قدح الشاي باردا فهي مؤامرة لمنعنا من الاستمتاع بطعمه وان تم تقديمه حارا فهي مؤامرة لحرق لساننا وهلم جرا، تقبل تحياتي

MAJED



الاستاذ صائب المحترم، لطالما قرأت بعض مقالاتك وأعجبت بها، لا يعني هذا أني ساتفق معك في هذه المقالة، ودفاعك عن الاسلام بانه ليس له صلة بقتل المسيحيين على مر التاريخ تبدو فيه وكأنك تنظر بعين واحدة... هناك الكثير من المسلمين الطيبين و كونك مسلم معتدل لا يعني ان الاسلام بريء من هذا كله، حالما تطبق الاسلام الصحيح فأنت لن تكون سوى داعش، أين ستذهب من الآيات التي تحرض على قتال النصارى واليهود وخصوصا (أية التوبة ٢٩)، ومن أين يستقي داعش تعاليمه؟!، أليس من الأحاديث النبوية الصحيحة وانا أكرر الصحيحة، لا تستطيعون ان تغطوا الشمس بغربال بعد الان يا أستاذ صائب، لان زمن حز الرقاب من شيوخ النفاق عند النطق بالحقيقة قد ولى. انا اكتب لك وانت تبعد عني آلاف الأميال، بفضل التكلنوجيا المتقدمة. الاسلام هو من دمر بلداننا التي لم تغب شمس الحضارة يوما حتى تشرق بحضارة جديدة والتاريخ شاهد على هذا حتى أتى الاسلام. وتقول أيضاً بأنك لا تعلم ماذا تعني كلمة نصارى وما الى ذلك، فأنا أدعوك لان تقرا التاريخ وتصحح معلوماتك قبل ان تكتب.

انا لا انكر بان المقالة عموما تحوي أمور صحيحة وقد أضحت للعيان ساطعة بسطوع الشمس، كنظرية المؤامرة مثلا والتى تفضلت بها. انا أؤمن بان هناك قوى استعمارية، إمبريالية لها أجندة معينة في هذه المنطقة، متمثلة بالاستعمار الحديث، وهي لا تهمها لا المسيحي ولا المسلم ولا اي ديانة اخرى، وهي تستخدم جيوشها المدججة باعتى الأسلحة في حالة واحدة، في حالة عدم نجاح أجندتها وجواسيسها في إسقاط الحكم في ذلك البلد، كما حدث في بلدنا العراق.


وايضاً أؤمن ومن خلال قرائتي لبعض الأمور التاريخية وربطها بالأحداث الجارية استخلصت شيئا مهما بالنسبة لي، الغرب والشرق كانوا في الماضي قوتان متوازيتان، وكانوا عدائيتان منذ فجر التاريخ، وقد قرأنا جميعا عن غزو الالكسندر المقدوني على شرقنا، وايضاً احتلال الرومان دام حتى بعد المسيح قرونا، حتى الاسلام كان أيضا قوة كبيرة امتدت الى اسبانيا،  لكن ما اختلف في الوقت الحاضر هو وقت السيف والهمجية قد مضى وأضحى مكانه التكلنوجيا المتطورة، فالعرب لم ولن يستطيعوا مواكبة هذا التطور الهائل بسبب العقلية البدوية الصحراوية،...وبسبب الأحادية ونفي الاخر، ولا ننسى ان أطماع الغرب لا زالت في المنطقة،، والغرب يستغل هذا بكل دقة،

الغرب لا يريد منا ان نتطور، كلما تتطورنا قليلا نراه يهدم ما وصلنا اليه اما من خلال الحروب كالتي قادها صدام او من خلال البدو من ال سعود واذنابهم في خلق بؤر الإرهاب كعصابات القاعدة وداعش، فداعش ماهي الا الابن اللقيط لأمريكا من عاهرتها السعودية كما نوهت في تعليق اخر، لم نرى العريفي صاحب فتوى جهاد النكاح يفتى للقتال في غزة على اثر الهجوم الذي تقوم به اسرائيل عليها، فما باله الان هل قص لسانه. إذن أضحت أصابع الدول الغربية في كل ما يحدث لبلداننا واضحة وضوح الشمس، ونحن المسيحيون نعلم جيدا ولم نكن يوما تابعين للغرب في مشاريعهم تستطيع ان تلتمس هذا من خلال ما يدلوا به رجال ديننا، لأنهم اعلم بغدر الغرب وقد قرؤوا التاريخ جيدا.

كذلك اضحينا سوق استهلاكية لهم، لبيع الأسلحة و السيارات والمعدات والغذاء وما شابه.. وعلى سبيل المثال لو تطور العراق او اي بلد اخر وبدا يصنع سياراته وأسلحته وينتج اغذيته، فماذا يكون حال هذه الدول الغربية، انا اعتقد سيسرحون نصف الأيدي العاملة على الأقل والبطالة ستزداد، وستحدث فوضى خلاقة كما أسمتها القردة ام أذان كوندوليزا رايس. أسف للإطالة وشكرا 





صائب خليل

أخي الأستاذ آرامي..
بالنسبة لي أولاً، أنا شخص علماني تماماً، وبالتالي فمن "مصلحتي" إبتعاد الدين عن السياسة، وقد قضينا معظم حياتنا ، أصدقائي وأنا، نحلل الدين ونضع تناقضاته أمامنا بكل صراحة ووضوح، والحقيقة أنني لا اذكر أني دافعت عن الدين إلا قبل بضعة سنوات، وكرد فعل على مجموعة مأجورة في "الحوار المتمدن" حيث أكتشفنا، وكنا جميعاً علمانيين والبعض شيوعيين سابقين، أن هناك كذب وتجني على الإسلام والمسلمين وتشويه متعمد لصورتهم، وقد كان دفاعنا عن الإسلام والمسلمين وتاريخهم من دافع الحقيقة البحتة فقط ومن دافع الخجل من المشاركة في الكذب، حتى ضد من لا نعتبرهم من "فريقنا"..

ولم نكن لوحدنا.. كان هناك عدد من المسيحيين أيضاً معنا، وحتى هنا في هولندا دافع مسيحيون عن المسلمين والإسلام بأفضل مما دافع المسلمون أنفسهم .. فعندما قدم بعض العنصريين فلم "فتنة" الذي يتصيد عبارات العنف في القرآن، كتب مجموعة من المسيحيون وانتجوا "فتنة مضادة" تقتبس الكثير من العبارات المسيحية التي تدعو للعنف والقتل والعنصرية.. ليبينوا "عور" عين من كتب "فتنة" ...
لم احفظ تلك العبارات ، ولن أبحث عنها لآتيك بها، وأنا متأكد من وجودها كما أنا متأكد من إسمي... وهي موجودة حسب ما أذكر في كتب العهد الجديد، أما "العهد القديم" فهو كتاب في الوحشية المتناهية ، يصبح أمامه كتاب كفاحي كتاباً مسالماً وإنسانياً وقصة اطفال!! ولا أدري إن كنت لا تعتبر "العهد القديم" جزءاً من المسيحية.

وهناك نقطة مهمة أيضاً وهي أن المسيح لم يحكم، بل قضى حياته مطارداً، وهي الفترة "الرومانسية" في أي دين، فـ "الآيات المكية" هي التي تقارن بفترة المسيح كلها، وهي آيات كلها تدعو إلى التسامح والإنسانية و "لا إكراه في الدين" و ما شابه "أحبوا أعداءكم" الخ... الفترة المدينية كانت مختلفة ومع ذلك فكانت مختلطة بين العنف الذي يفسر ضمن سياق الدفاع عن النفس أحياناً والإعتداء أحياناً، ولكن لا يوجد وجه مقارنة حتى بين هذه الفترة وما كتب في "العهد القديم" ولم يذهب الإسلام إلى حد الإبادة وقتل الأطفال وقلع الأشجار في أية ظروف... وقد قال مؤرخ مسيحي مهم " المسلمون ارحم الفاتحين"....

هذا كله لا يعني أن المسلمون أفضل من غيرهم ، لكنهم أيضاً ليسوا أسوأ من غيرهم .. وليسوا انبه من غيرهم وأقل عرضة للغش والخداع ، خاصة مع انتشار الجهل والتخلف في معظم بلدانهم وسيطرة أعدائهم على مقدراتهم وتمكنهم من خنق تطورهم وتثبيت تخلفهم رغم أموالهم (خذ السعودية مثالاً).. معظم المسلمين لا يعرفون حتى الإسلام ولا أتصور أن هناك واحد بالألف منهم قد قرأ القرآن كله (بحيث أن من يكمله يفخر بأنه "ختم القرآن"!) وبالتالي فمن الصعب أن نلقي بتعبة تصرفاتهم على ما جاء في الإسلام ذاته، إنما ما قيل لهم أن الإسلام يأمرهم به... وفي تصوري (الذي يحق لك رفضه) أن سيطرة إسرائيل على دول السنة بالذات (السعودية ، مصر) كان لها الأثر المباشر في اختراق مؤسسات الإسلام في تلك الدول وجعلها تتحرك حسب توجيهها (وقد أخترقوا الفاتيكان أيضاً بالمناسبة، وجعلوا من البابوات الثلاثة أو الأربعة الأخيرين يتصرفون وفق ما تشتهي إسرائيل والرأسمالية عموما أيضاً)..

أنت تقول "الجرائم التي ارتكبت باسم المسيحية" لكنك لا تقول ذلك عن الإسلام، .. لقد استطاع مسيحيون أن يجدوا في تعاليم المسيحية ما يبرر لهم جرائم في غاية البشاعة ومنها إبادة الهنود الحمر ذاتها، وجرائم الحروب الصليبية من الجانب المسيحي كانت أشد بما لا يقاس من جرائم الجانب المسلم في تلك الحروب ويمكن رؤية ذلك حتى في كتابات التاريخ التي كتبها مسيحيون واضحي التحيز للمسيحية في رسالتهم...

أؤكد لك أنه ليس هناك أي حقد إسلامي على المسيحيين وأنا لم أجد ذلك الحقد حتى في المسلمين الذين اعتبرهم متطرفين، فدينهم يقول لهم بوضوح تام أن المسيح نبي وأنه مساو للنبي محمد في القيمة (رغم أن بعض الآيات تفضل محمداً على غيره، لكن لا توجد آية واحدة تنتقص من المسيح أو موسى كأنبياء) وبالتالي لا يستطيع حتى المتطرف أن يحقد على المسيحيين أو يريد قتلهم لأنهم مسيحيون..والعراق الذي عرفناه يؤكد ذلك.. بل أؤكد لك أني عرفت مسيحيين حاقدين على الإسلام والمسلمين ولم أعرف مسلمين حاقدين على المسيحيين، وربما كان ذلك أمراً طبيعياً في العلاقة بين الأقليات والأكثرية في أي مكان.

هذا كله ليس لتبرئة من يقوم بتنفيذ الجريمة، بل أنا أدعو إلى إنزال أقصى العقوبات به، مهما كان إيمانه ومهما كان عمله عن حماقة وجهل، لكن افتراض أن هؤلاء ينطلقون من منطلقات ذاتية خطأ كبير سيضيع علينا المجرم المخطط للجريمة والداعم لها.. أنا أدعو للإنتباه ومحاسبة ومعاقبة كل من ينفذ تلك الجرائم بأقصى العقوبات وكل من يخطط لها أيضاً... لكن أن لا يتعدى ذلك ليصب الغضب على الأبرياء من الناس وإهانة دينهم ونشر الأكاذيب عنه، فذلك لن ينتج إلا رد الفعل المعاكس لما نرجوه.. نحن نعلم أن لا أحد يترك دينه بالمناقشات المنطقية، فما هو القصد إذن من التأكيد على أن الإسلام ضد المسحييين في تعاليمه، وما الذي سينشره هذا بين المسلمين؟ إنه دعوة لهم للتطرف والقتل وتطمينهم أن دينهم يدعم ذلك، فلمصلحة من هذا التأكيد؟ تحياتي لك، وللأخ الأستاذ ماهر شاكراً مداخلته..


صائب خليل

الأستاذ ماجد، لا أنظر بعين واحدة أبداً، ولا اسعى لتغطية "الشمس" بأي شيء، لكني أرجو أن لا تنظر أنت بعين واحدة... هل تريدني أن آتيك بآيات مسيحية أشد عنفاً من آية التوبة؟ حقيقة أنا لست مهتم بذلك ولا أريد الدخول في هذه المباراة ، وأعلم تماماً أن المسيحيين لا يتصرفون أنطلاقاً منها، كما لا يتصرف المسلمون أنطلاقاً من آية التوبة أو غيرها...
إسمح لي أيضاً أن اقول لك أنك توجه كل اتهامك للمسلمين لأنهم الضحية الأسهل، والتي لا يكلف الهجوم عليها أي شيء ، على الأقل بالنسبة لمن هم خارج سلطة داعش (التي لا يهمهما الإسلام قيد شعره) من أين يستقي داعش تعاليمه؟ يمكنك أن ترى حقيقة ذلك من الموقف من غزة مثلاً، فهي لم تحتج حتى على مذابح غزة ، دع عنك أن تذهب للقتال معهم، فأي "مسلمون متطرفون" مضحكون هؤلاء؟) ولكي أبرهن لك دوافع موقفك وما شابهه من مواقف فإني قد أتيت بالكثير من الأدلة على أن الأمريكان وراء جريمة كنيسة سيدة النجاة ولا علاقة للمسلمين بها، واتصور أنك قرأت تلك الأدلة التي كررتها في مقالاتي حتى تعب القراء منها.. فهل تفحصت تلك الأدلة؟ أم فضلت أن تستمع إلى اللحن المفضل لدى الإعلام في أن من وراء ذلك هو التطرف الإسلامي؟ ليس هذا الإتهام لك وحدك بل أكثر منك الكتاب والقراء المسلمون أنفسهم، فالهجوم على الإسلام والإسلام المتطرف أسهل بكثير وأقل كلفة للجميع مسلمين وغير مسلمين.. أنظر مثلاً.... أنك تكرر قصة "جهاد النكاح" ولا أتصور أنك لم تقرأ أن العريفي (الذي لا أكن له أي احترام) قد أنكر علاقته بها وبالتالي فهي من مصدر مجهول تماماً، ولا توجد أية جهة إسلامية نسبتها إلى نفسها، ورغم ذلك مازال الإعلام يلوكها بلا كلل وكأنها حقيقة مثبتة، وأتصور أن معظم من يلوكها قد عرف أنها كذبة لا اكثر، لكنه لا يريد أن يتخلى عن "كذبة جميلة" تضع في يده هراوة كبيرة لضرب من يراه عدوه...

أخي العزيز... لقد التزمت في كتاباتي دائماً بمبدأ: إن لم أكن قادراً على الدفاع عن موقفي بالحقائق والصدق وبدون الإستعانة بأية أكاذيب، فموقفي لا يستحق أن أدافع عنه.. أرجو أن تشاركني هذا المبدأ، ولك مني التحية والتقدير في كل الأحوال..

ARAMI

عزيزي الاستاذ صائب،

لا احد يحاول تغيير دين احد بهذا النقاش ولو كان هذا الحال فلا داعي للنشر في موقع برطلة وهنالك مواقع اخرى لهذا الغرض !!

وكونك علماني او اسلامي لا يهم بقدر اهتمامي بكتاباتك لان ما انت عليه يخصك، اما بالنسبة للجرائم بأسم الاسلام فلا حاجة لذكرها لاننا نعيشها يوما بعد يوم وقرأناها عبر تاريخ هذا الدين. ولو كان الدين المسيحي دين وحشي (مع تحفظي على هذا الكلام) فهذا لا يبرر وحشية الاسلام. اما ما قاله احد المؤرخين ان المسلمين ارحم الفاتحين فاقول لك ان المنتصرين يكتبون التاريخ وانت انبه من هذا. وفقط سؤال بسيط، اين اصبحت الشعوب التي احتل المسلمون بلدانها؟ هل انصهرت في رحمة هذا الدين؟ وان كنت علماني وتؤمن بالمساواة (اعتقد)، فهل تعتقد ان الاسلام ساوى بين البشر؟ 
هنالك الكثير لقوله وتفاصيل الموضوع شائكة، وكونك تدافع عن دين فالافضل ان تقرأه جيدا وان تعرف تفاصيله، اما ان تبرر افعال سيئة لدين بما تعتبره حضرتك وحشية دين اخر فهذا اسلوب غير صحيح. ولو كان دين رحمة لما وجدنا ما يحدث.
اريدك ان تفهم شيئا يا استاذي، نحن لا نحقد على احد، كلنا بشر والكل حر بايمانه، ولكن لا يعني اننا موافقون على هذه الاعمال او اننا نحبها، وعندما يبدأ البشر بتكفير غيره وتهديدهم فهنا الخط الفاصل، انت تقول (لا يستطيع حتى المتطرف أن يحقد على المسيحيين أو يريد قتلهم لأنهم مسيحيون) وانا اقول لك: عندما يريد المسلمون القول ان لا فرق بيننا يقولون هذا، وعندما يريدون اظهار الحقيقة يقولون مشركين وهؤلاء حرفوا الانجيل وهذا موجود في القران ولا تستطيع انكاره،  وبالنهاية فالمسيح ليس نبيا بأيماننا بل هو ابن الله المتجسد وهذا ايضا احد الاختلافات الجوهرية والتي يعتبرنا المسلمون مشركين بسببها.
الغرض هنا هو ليس اظهار العضلات او اظهار (الحق!!) بل القضية هنا هي عدم السكوت على ما (اعتقده) مغالطات والالتزام بالواقع.
ولك تحياتي




صائب خليل

أخي استاذ آرامي... إن لذ لك طعم ضرب المسلمين بالسوط الإعلامي العالمي، فلا ألومك لأن هذه حالة شائعة، وإن أحببت تحمل الحقيقة من أجل نفسك أولاً، فستجد أنها أقل دراماتيكية وإثارة وليست مسرحية يتقاتل فيها "الشر المطلق" مع "الخير المطلق"... كما يصوره هذا الإعلام، وربما وجدت "المجرمين" في الفلم، "ضحايا" في الحقيقة... واختلطت الأمور .. على كل حال هذا خيارك ، لكن هناك بعض النقاط الصغيرة التي أحب الإشارة إليها:

1- لا تستطيع أن تطلب من أتباع دين، أن يصدقوا أن من يقود الدين الآخر هو "الله" ذاته.. هذا طلب "متطرف" حقاً، لأنه يعني مطالبتهم باتباع الدين الآخر.. كونهم يعتبرونه "نبياً" موقف نبيل بحد ذاته، وبالتأكيد أكثر نبلاً ودعوة للسلام ممن يعتبر نبي الآخر "محتالاً" كما يرى اليهود عيسى ومحمد .. وبعض المسيحيين محمد..

2- هل انصهرت الشعوب المحتلة في هذا الدين؟ لو انصهرت لربما كان ذلك دليل على وحشية ذلك الدين، لأنه يعني في الغالب أنها أجبرت على الإنصهار.. مع ذلك، أكبر الدول الإسلامية عدداً قد انضم إلى الإسلام بدون حروب.. (أسئلتك تجعلني أبدو كداعية إسلامي، ولست كذلك، لكنها الحقائق التي تجيب عن أسئلتك)

3- لم أبرر أية وحشية، لكني أحتج على تصوير أحد الأديان وكأنه الوحشي والآخرين مسالمين...إنني لم أبدأ المقارنة بل أنت من خلال اتهاماتك، و لو احصينا عدد القتلى الذين قتلوا بأيدي اتباع الأديان، لما فاز المسلمون بالجائزة الأولى ...

4- "هل ساوى الإسلام بين البشر؟" بين البشر الذين يسلمون فقط، (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى) ، ولا أتصور ان بقية الأديان قد ساوت بين البشر، إلا إن كانت متناقضة، فالمفروض أن النبي (أو الإله إن شئت) عندما يدعو الإنسان إلى ان يؤمن بما يأتيه به من دين، فإنه يعده بأنه سيرتقي بهذا الإيمان

5- "عندما يريد المسلمون القول ان لا فرق بيننا يقولون هذا، وعندما يريدون اظهار الحقيقة يقولون مشركين وهؤلاء حرفوا الانجيل".. أنت محق هنا تماماً، لكن المسلمين الأولين عاملوا هؤلاء الذين "حرفوا الإنجيل" بطريقة حسنة نسبياً وأوصى القرآن بهم خيراً في مواضع عديدة، وبالتالي فمن يستخذم هذه كحجة لاضطهاد المسيحييين يخالف السنة النبوية وتعاليم القرآن... والمفروض أن "المتطرفين" هم أبعد الناس عن ذلك، وهذا ما يبرهن أن هؤلاء ليسوا "مسلمين متطرفين" بل "إسرائيليين متدربين" وإن لم ينتموا إلى تلك القومية في جيناتهم.. وما أكثر هؤلاء.. (نسبة كبيرة من الأقباط في مصر هم كذلك أيضاً، إضافة إلى معظم منتسبي الأزهر غير الشريف).. تحياتي

MAJED


الأخ صائب، قرات ردك وهو يصب بأكثر من محور، ومع هذا لا اريد ان اجعل من موقع برطلة منبر للهجوم على أي ديانة، مع العلم انك تهجمت على الإنجيل وعلى شخص المسيح في ردك على الأخ ارامي، انا ناقشت ما في مقالتك وقلت لم تنطق بالحقيقة كما هي رغم كونك كاتب علماني وانت قصدت هذا على اغلب الظن. ولم ترد حتى على بقية الرد بخصوص أمريكا والمؤامرة وأمور أخرى تطرقت اليها، وانما حصرت ردك في محور واحد اني اتهم المسلمين والاسلام وتحاول التبرير فقط، مع اني قلت هناك الكثير من المسلمين الطيبين في ردي لك. للأسف جعلتني اشكك في علمانيتك. لا اريد الاطالة وكي لا يحتدم النقاش بيننا ولأننا في وضع لا يحسد عليه اليوم. تحياتي

صائب خليل

الأستاذ ماجد، آسف إن أزعجك ردي، لكني أؤكد أني لم أسيء إلى السيد المسيح ولا للإنجيل بل قلت أن فيه ، وخاصة في العهد القديم، نصوصاً عنصرية ووحشية شديدة ، وهذه ليست إهانة بل نقل لحقيقة، يمكنك أن تنكرها إن شئت، وإن اعتبرتها إهانة فكنت أتمنى أن تعتبر نفس المقولة عن القرآن إهانة أيضاً... المشكلة يا أخي أن البعض، لكثرة تهجمهم على المسلمين لم يعودوا يرون الإهانة في كلامهم عنهم، ولا يحسون بتلك الإهانة إلا حين يوجه نفس الكلام لهم، وهذه حالة غير طبيعية حقاً...
أنت مثلاً، قلت أننا إن طبقاً الإسلام الحقيقي فسيكون المسلمين داعش، فهل هناك في كلامي أية إهانة للمسيحية تصل إلى مثل تلك الإهانة للإسلام؟ أخي العزيز... رغم أني لا اعد نفسي مسلماً ملتزماً ، شعرت بأنك تهين الإسلام والمسلمين، فكيف تريد من المسلم الملتزم ، مهما كان "معتدلاً" أن يتفق معك ولا يحس بأن كلامك إهانة متعمدة وظالمة لدينه، ولا يشجعه ذلك على إهانة مقابلة أو التسامح مع من يهين المسيحية من رفاقه؟

ARAMI

عزيزي الاستاذ صائب
كلامك مردود عليه، مع هذا
ما دمت تعرف بالايات المكية والمدينية فأعتقد من كلامك انك تخادع نفسك، واعتقد ان قصدي واضح. وكلامك بهذا الشأن عن السيد المسيح مليء بالمغالطات، فقد اكمل المسيح رسالته على الصليب وبالقيامة، وليس هنالك مما تدعي بشهر عسل او خلافه، فلا تخلط الامور وحاول ان تدقق بكتاباتك او على الاقل قارن بواقعية. هل سألت نفسك لماذا كل الانبياء من اليهود؟ ولماذا الله "غير سياسته" فجأة لتظهر النبؤة في الجزيرة العربية؟ وانت لبيب وتكفيك الاشارة.
لن اقارن المسيح بمحمد، فلا مجال للمقارنة وستكون تجني على شخص السيد المسيح ولا تحسبها بأساءة لانك بنفسك لو قرأت سيرة كل منهما وقارنتها بنفسك وبواقعية فستعرف السبب.
تحدثنا عن الانصهار، لن اكرر كلامك ولكن المصادر التاريخية تقول ان العراق كان يسكنه بحدود الثلاثين مليون نسمة قبل احتلاله من قبل العرب المسلمون، فأين تبخر هؤلاء؟؟؟ اكيد تبخروا برحمة الدين الجديد، وما يحدث لنا ليس بجديد، فأما الاسلام او الجزية او قطع الرقبة، والتاريخ حافل بهذا، فهل تنكر اسلم تسلم؟؟
لا اريد الاطالة بالكلام ويمكننا ان نناقش الى امد غير قصير، فأن كنت لا ترى الواقع وتبرر دائما نظرية المؤامرة على الاسلام وان الصهيونية وامريكا هي السبب فالكلام ليس ذو معنى.
في النهاية، قلت للاخ ماجد (إن لم أكن قادراً على الدفاع عن موقفي بالحقائق والصدق وبدون الإستعانة بأية أكاذيب، فموقفي لا يستحق أن أدافع عنه)، وانا اقول لك عطفا على قولك لا تقل انا علماني وتدافع عنه، لانك لست بعلماني، وهذه ليست بتهمة ولكن حاول ان تقرأ التاريخ الاسلامي وتعاليم الاسلام قبل ان تبدأ الدفاع عنه، واتمنى ان تكون جيدا بهذا بنفس اجتهادك بنظرية المؤامرة.
سلام المسيح معك.





د.عبد الاحد متي دنحا

#14
اعزائي المناقشين,ان الصراع سياسي وليس ديني, فرجاء وقف النقاش الغير مجدي

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير