النظام الغير مقبور !!..سعيد الياس شابو

بدء بواسطة baretly.net, يناير 31, 2011, 11:35:18 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

baretly.net



النظام الغير مقبور !!


سعيد الياس شابو                                                                                                  

17.01.2011.                                                                                                   





بعدما تناولنا عن الجزيء وليس الجزء من النظام المقبور الشمولي في حكمه وارهابه وتسلطه على رقاب العراقيين وطيلة عقود مضت وما جرى وحدث من ردود أفعال مقابل تعنت النظام وحتى مجيء (العلوج) لاحتلال العراق ودخول تلك العلوج الى الأرض العراقية بينما الاعلام العراقي والمتمثل بوزيره محمد سعيد الصحاف لم يقر دخول القوات الأمريكية الى العراق والمسمات ب ( العلوج ) من قبل سيادة الوزير حفظه الله ورعاه !

والكل يجب أن يصدق ويبارك ما قاله الصحاف والى لحظة السقوط الأخيرة في 9/4/2003 . ومن ثم نهاية الدكتاتورية الحاكمة في العراق كدولة وحكومة منتخبة بنسبة 99.99% . انها نسبة غير قابلة للتراجع والمساومة والجدل لكونها نازلة من السماء وهذا الواقع كان ديالكتيك العراق وتطوره !

ولكي لا نخلط الأوراق ولا نفقد رأس الخيط من الأفضل أن نعود الى النظام الغير مقبور أو النظام اللامقبور وهو حي بعد لم يقبر !! ، وهذا النظام الذي هو الوريث الشرعي للنظام المقبور وأضربلكم مثلا ، لكي لا يكون الحديث عابرا وكلاما للاستهلاك المحلي .... ففي 1963 جاء النظام المقبور بقطار أمريكي وهذا ما يعلمه الكثيرون من العراقيين وخاصة المعارضة للنظام القمعي المقبور ! وصالح مهدي عماش الذي ذكر ذلك في مذكراته وهو كان من الرؤس المتنفذة في النظام المقبور عند مجيئهم للسلطة في 8 شباط الأسود 1963 .

والنظام الغير مقبور ...جاء أيظا في العربات الأمريكية في 9/4/2003 . ولكن في ذلك الوقت كانت القطار الأمريكي ( وسخ ) والأن العربات الأمريكية ( نظيفة ) دسمة خالية وركوب الموجة هي من سمات العصر ويحرم على اولئك من الناس وحلال علينا  لكونها هذه المرة العربات مذبوحة على الطريقة الاسلامية ووجهها للقبلة لأنها جاءت من المملكة العربية السعودية والدول الاسلامية الأخرى!



من هو النظام الغير مقبور وماهي ماهيته وكيف يحكم وكيف يقبل بالسرقات ويقتل العراقيين ويدافع عن المجرمين ويحميهم ويكافئهم ويقبل بالمحاصصة الغير نزيهة وكيف يحرم العراقيين من الاعالة الاجتماعية وكيف يودع أرصدته في البنوك في الخارج وكيف يوزع الثروة وكيف يسطو على العقارات وكيف يبدع بالتخلف وتزوير الشهادات وكيف يعين بالفساد المالي وكيف يناقشون ويؤجلون القظايا المهمة ومئات القظايا الاخرى تبقى في ضمن السؤال وبعلامات التعجب ؟!



بما أن نحن عراقيين ضحينا وقاومنا النظام المقبور واسقطناه وليس بأيادينا وسواعدنا ونريد ونبغي الحقيقة فيجب علينا أن نصارح بعضنا بعضا لكي لا نقع في المستنقع الذي وقع فيه النظام المقبور في العراق أيام الدكتاتورية البغيضة ، ولا يجب خلط الأوراق وأن نساوي بين النظام المقبور واللامقبور .

والكل يعرف كيف هرعت قوى المعارضة الى أمريكا وبريطانيا وقبلها في صلاح الدين أربيل للاتفاق على التعاون فيما بينها على اسقاط النظام السابق وخصصت الولايات المتحدة الأمريكية 90 مليون دولار أمريكي كوجبة أولى كمساعدات لتلك القوى التي كانت تمثل المعارضة واليوم أصبحت في سدة الحكم المحاصصاتي الطائفي القومي والمذهبي بعيدا عن جوهر الديمقراطية الحقيقية التي ستؤدي بنا من جديد الى الهلاك ان لم يكن اليوم فغدا بأنتظارنا وهذا ما لا نحبذه أبدا لشعبنا الذي قدم بما فيه الكفاية من التضحيات الجسام وعلى مر العقود الغابرة والباقية آثارها الى الأجيال القادمة .

والكل يعلم ان في العراق أيادي عديدة تستخدم باذكاء الصراع الطائفي والقومي والمذهبي والديني والشعبي والمناطقي وذلك لعدم استقرار العراق وشعوبه أو بالأحرى شعب العراق المضحي وبكل تلاوينه العريقة والجميلة وان تغير مفهوم الشعب اليوم لو قورن بوقت ثورة العشرين والانتفاضات التي زعزعت الأنظمة البائدة في وثبة كانون 1948 وفي حزيران 1967 وفي انتفاضة 1991 وأخيرها في سقوط النظام ونعال أبو تحسين خير شاهد على العصر !

ماذا إذن بعد السقوط ؟ بعد السقوط وجاءت المعارضة لتذكي وتظيف على ما ارتكبه النظام المقبور ، بعدما كانت السرقات من قبل النظام المقبور بالطول ! فأصبحت بأيادي النظام الغير مقبور بالطول وبالعرض واضرب بالعشرة وبالمئة وبالألف وبالمليون وبالمليار ولا توقف أبدا ! واصبح الثراء عند البعض هو همهم الأول والأخير والتلاعب بأموال الدولة المنقولة والغير المنقولة لهم ولحاشياتهم ولتوابعهم ولشركائهم لا يطاق وبعد أن ملأت خزائنهم الداخلية من العملات المتنوعة أصبحت تفكر بتصديرها للخارج وايداعها في البنوك وشراء المصالح في الدول العديدة والعقارات وذلك لحسابات مستقبيلية كما حدث للنظام المقبور ، أي ايداع 5% من حصة مبيعات النفط في بنوك سويسرا .

فاما على مستوى التعينات في سلك الدوائر المتنوعة منها العسكرية والمدنية مقابل مبلغ من الأوراق ذات الفئة 100 دولار والحصول على العمل للشخص الذي لا يحب المساومة والمحاصصة وذلك دخلت سلك الشرطة والعساكر اناس لم ولن يريدوا خير العراق والعراقيين ومن ثم البدأ بالتخريب والقتل وبيع الطريق واسلاكه مقبل الأوراق التي تم تعينهم بها ، بغية رجوع المبلغ الذي نفق على التعين ولم يقفوا عند ذلك الحد بل أرادوا أن يثروا بذلك مادام هناك من يثري بمدة 6 أشهر فقط وذلك عبر الصفقات .



والنظام الغير مقبور هو امتداد للنظام المقبور وشريكه في الكثير من القظايا التي حدثت للعراقيين وأن لا كيف تمرر القضايا على العراقيين وليس للمرة الأولى سرقة البنوك وما فيها وقتل حراس تلك البنوك وكيف تفتح السجون ابوابها لكي يفرج عن الأرهابيين والمجرمين ولأكثر من مرة كما حصل في بغداد وبصرة والموصل والسليمانية وأماكن أخرى !

لماذا يتم السكوت عن مزوري الشهادات الجامعية والمدرسية الأخرى واناطة المسؤوليات والمناصب بأشخاص مزورين للمبادي الأنسانية ... الا وهي العلوم والمعرفة والآداب والأخلاق والأقتصاد ؟!

كيف يقبل البرلمان والحكومة في زمن النظام الغير مقبور على نفسه أن يكون راتبه ومخصصاته أكثر من 200% أو 300% أكثر من الراتب العادي ؟!

فبأي شريعة دينية وأنتم مسلمين تقبلون هذا الشرع وهذا التفصيل ؟ وهل تتذكرون عندما كنتن في المهجر ومناهضي للقمع والدكتاتورية ومعارضي النظام ووعدتم بالاحسان والتفاؤل والمساوات والقيم الانسانية ؟

وكيف تقبل المرجعيات بهذا الفرق الواسع والشاسع للحالة المعيشية المزرية للبعض والمنتعشة للبعض الآخر الذي فرض نفسه حاكما عبر تلك المحاصصة البائسة والمنبوذة في المجتمعات المتطورة والتي عاش وترعرع فيها أغلب حكام المتربعين في العراق في أوروبا والغرب المتنوع والذي لا يمكن لعضو البرلمان في أوروبا أن يكون راتبه أكثر من 5—10 أضعاف الحد الأدني والذي يقدم كمساعدة اجتماعية للعائلة والفرد ، اسألوا أنفسكم أيها السادة الجالسين في البرلمان والحكومة !!

والرابط بين النظام المقبور والغير مقبور هو الديالكتيك بالأفعال والمناصب والثراء والثروة الغير النزيهة وسماح للنفس بعدم سؤالها ولم لمرة واحدة أفعلوها أيتها السيدات وايها السادة ... اختاروا 325 شخصا من الشارع العراقي بدون الرجوع الى المحاصصصصصصة وقولوا لهم كم تقبضون وأنا أقصد الفقراء منهم ؟ ومن ثم ابدأو بالكلام وقولوا أيها العراقيين نحن عند حسن ضنكم ! في هذا الشهر سنبدل رواتبنا برواتبكم !! أي كل عضو برلمان وحكومة يستلم 300 ألف دينار! ويسلم راتبه الى الفقير المحروم العراقي سواء كان مسلما أو مسيحيا أو ايزيديا أو صابئيا أو ما خلق من التسميات الجميلة ، وانظروا كيف سيكون رد فعلكم ايها السادة ممثلين الشعب المنكوب والمغضوب على أمره في العصرين المقبور والغير المقبور !!

الستم شركاء في الجريمة وسرقة قوت الشعب وتقبلون أن تكونون أكثر انسانية من 200 الى 300 مرة من الانسان العراقي العادي ؟!

عشرات القضايا الأخرى تعملون بها للاستحواذ على ثروة العراق والعراقيين وأموال الدولة والكل راضيين وبأيماءات مخجلة معبرة عن الرضا !

ألا يحق لنا نحن العراقيين من ضحينا بالغالي والنفيس من أجل اسقاط النظام المقبور من حقنا بالتعويض لسنوات العمر ؟ لماذا توزعون صكوك متنوعة مالية وصكوك الغفران السياسية بحجة هذا مجتث وهذا غير مشمول بالاجتثاث وهذا مجرم وهذا غير مجرم ؟ وهل تعوضون من وقع في سجونكم ولمدد متفاوتة ومن لم تثبت ادانته بالتعويض المادي والمعنوي لكي تصبح عبرة للدولة العراقية ؟ أم هي صفقات وشراكة غير نزيهة ؟ أم هي حكومة عفى الله عما سلف ؟ واذا كانت حكومة عفا الله عما سلف يعني لنقرأ عليكم الفاتحة مسبقا !! لأن المجرمين ان لم يعاقبوا فهذا يعني ان الصالح والطالح كلاهما يذهبون الى الجنة!!

واذا المجرم والسارق والقاتل لم يحاسب فما فرقكم عن النظام المقبور ؟!

ونحن نعرف جيدا ان هناك من ركب الموجة واحتل أماكن وهو كان في النظام المقبور يؤذي الشعب واليوم هو ليس بأقل من يوم أمس وتحت مسميات أخرى يعمل بسكون متظاهرا اخلاصه للحزب أو الطرف الذي انتمى اليه ، فحذاري من هوية الهؤلاء الذين يمثلون بدورين وبنفس القناع مما يتطلب الانتباه من سوابق هؤلاء المسيئين للشعب والدولة والعراقة العراقية .



لذا نطلب من الحكومة والبرلمان المؤقرين العمل بجدية والموضوعية لوضع النقاط على الأحرف واعادة الحق لأصحابه ورفع الغبن عن الذين دفعوا الثمن غاليا ولم يعير لهم أي أهمية وهناك ذوات الياخات البيض يتمتعون ويستلمون وينهبون ثروات البلد المضحي  ونحن جزء منه .

وهل يفكر النظام الحالي من بناء مدارس جديدة يكون بنائها متطور بحيث يكون في المدرسة مطعم جيد مدعوم من الدولة وليس تأجيره مقابل الملايين من الدنانير ومن ثم غبن الطلاب ، وفي المدرسة أن يكون هناك مختبر متطور للفيزياء والكيمياء والأحياء ، وحديقة واسعة وأماكن لهو الطلبة اثناء الفرصة ؟ وهل تفكر البلديات بعمل أنفاق أو جسور لعبور الطلبة أثناء ذهابهم للدوام المدرسي ؟

لنبدأ من المدارس أيها البرلمان والحكومة العراقية المؤقرتين ولا تنسوا بدربكم أن يكون لكل طالب مساعدة طلابية لكي يواصل التعليم والدراسة لأنهم جيل المستقبل المفرح.