واقع التربية والتعليم في العراق بعد2003 عبد الجبار نوري/ستوكهولم- السويد

بدء بواسطة matoka, مايو 09, 2015, 09:36:35 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

واقع التربية والتعليم في العراق بعد 2003








لا شك واقع التربية والتعليم يشكل ركناً أساسيا في بناء مؤسسات الدولة ، لذا أنّ الدول المتقدمة والمتطورة حضارياً تعيرُ لها أهمية كبيرة وترصدُ لها ميزانية أنفاقية تعادل بل تفوق أحياناً على مفردات مؤسسات الدولة ، وتساير التطور والعولمة والتحديث وأستثمار العقول لرفد الرؤية المستقبلية بدماءٍ شابة مفعمة بالتحديث ومستوعبة ومتفهمة للجيل المتقدم من آخر صيحات التكنلوجية الرقمية لتغيير الواقع الأجتماعي والأقتصادي والبيئي للوطن ، أنطلاقا من مفهوم هذف أستراتيجي{ أنّ قطاع التعليم يشكل الركن الأساسي للبناء والتقدم والتحضرلعلاقته الصميمية بمستقبل البلد  " فأذا ما أنهار هذا القطاع أنهار الطن بأكملهِ " ----
منذُ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حظي بنظام تربوي رصين بالنسخة البريطانية التي تعتبر من أرقى النظم التي تستند ألى مؤسساتٍ تربوية لكلٍ تعمل بنظام ٍ دقيق ومدروس وتستند إلى طرفي معادلة وطنية { الأستاذ والطالب }وكانت أغلب المدارس والجامعات حكومية ونادراًما تتواجد مدارس خاصّة ، وسار العراق على هذا النمط المتقدم والمتطور في واقع التربية والتعليم حيث  (السنوات الذهبية) 1970-1984 أصبح نظام التعليم في العراق واحدٌ من أفضل النظم في المنطقة خلال هذه الفترة من الزمن وتحققت أنجازات تربوية مثل : * أرتفاع معدلات الألتحاق الأجمالية أكثر من 100 %. * أنخفضت نسبة الأمية بين الفئة العمرية 15-45 . * أنعدام التسرب كمقارنة مع دول الشرق الأوسط. * بلغ الأنفاق على التعليم 20 % من ميزانية الدولة .
ولم تدم الفرحة حيث سنوات العجاف 1984 – 1989 حيث التدهور الذي أصاب التعليم في العراق نتيجة السياسات الخاطئة لجر هذا القطاع لغايات سياسية بزج الجميع بحروب عبثية وفترة حصار دامت 13 عام والذي عزل العراق أقليمياً ودولياً ووضع تحت البند السابع الذي يحوي توصيات أممية بعدم التعامل مع العراق وأنعكست مشاكلها الجمة على المستوى العلمي والأجتماعي على طرفي المعادلة التربوية لهذا القطاع الأستاذ والطالب كما ذكرت سلفاً .
التراجيديا المأساوية بعد 2003
*تعرض مراكز الأبحاث والمكتبات والمختبرات إلى عملية نهبٍ وسلب وتدمير. * غياب المعايير الموضوعية لعملية التعليم . * محاولة أحد أطراف المعادلة أو كلاهما إلى تسييس هذا القطاع . * تحويل المدارس والجامعات والمعاهد إلى مقرات حزبية وطائفية تاركين مقاعد الدراسة ويتعايشون التجاذبات الطائفية والسياسية والدينية والأثنية . هاجر حوالي 40 % من الكوادر العلمية والتدريسية البلاد ، وقارب عدد  ضحايا الأرهاب لهذا القطاع أكثر من 500 تدريسي وبلغت ذروتها عام 2006 .

التغيرات التي طرأت على عملية التربية والتعليم بعد 2003
1-ألغاء الهوية البعثية .
2- الزيادة في رواتب التدريسيين والمعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعات والأكاديميين .
3- قلة البنايات المخصصة للمدارس والقديمة متهالكة يرثى لها ، حيث ظهر ما يقارب 80 % من نسبة المدارس العراقية ( 15 ألف مدرسة)بحاجة لأصلاح ودعم للمنشئات الصحية بها  وأغلب هذه المدارس القليلة تعاني نقصًأ في المياه النظيفة والمراحيض ، وللعلم حوالي ألف مدرسة يتم بناؤها من الطين والقش والسعف والخيام .
4- قلة المختبرات العلمية في هذه المدارس .
5- تزايد الرشوة والفساد الأداري والمالي في التلاعب في القرطاسية المدرسية والعقود مع مقاولين وهميين كما حدث في2008 في بناء 300مدرسة حديدية – تصور درجة الحرارة في صيف وباقي فصوله بين 50- 40 درجة مئوية ولم تكتمل فقط أرساء الهياكل وهروب المقاول بملايين الدولارات –
6- تداول وزارتي التربية والتعليم العالي تحت خيمة المحاصصة بين شخصين مختلفين في الآيدولوجية الطائفية بالتأكيد سوف يكون التلاميذ والأساتذة ضحاياهم .
7- قلة نسبة الدعم المالي لهذا القطاع المهم .
8- التعليم المهني في المنظومة التعليمية في العراق " أختيارية " مما يجعل الكثير من الطلاب العزوف عن التقديم لهذا الفرع المهم نظراً لرداءة النوعية التعليمية المقدمة فيه وعدم وجود بنية صناعية متكاملة وجادة بحيث تستوعب الخريجين .
9- الفصل بين الجنسين ومن المرحلة الأبتدائية حتى الدرجة السابعة طبق في عام 2005 .
10- الاضطرابات الأمنية والأحتلال الداعشي وتمدده في مناطق واسعة مما أدى إلى التأثير المباشر على العملية التربوية .
11- مشكلة النازحين حيث بلغ آخر أحصائية لهم 6-2 مليون نازح وهذا مما أدى إلى أضطراب العملية التربوية .

حلول متواضعة من مربي قديم
1-أبعاد المؤسسة التربوية من ظاهرة الكتلوية والمحاصصة .
2- تحديث النظم التعليمية .
3- تأهيل المدرس والمعلم وزيادة كفاءته.
4- تحسين طرق التدريس .
5- الأهتمام بالبنية التحتية للتعليم .
6- أعادة تأهيل 3600 مدرسة و 120 ألف معلم جديد .
7- أصلاح المناهج .
8- توفير مصادر التعليم .
9- العمل على أستقدام الكفاءات العلمية المهاجرة بتسهيل معاملاتها من الروتين والبيروقراطية .

مظاهر سلبية مقززة مرفوضة
***{ دور ثالث لأمتحان الطلبة الراسبين}  وهذه الخطيئة التربوية التي أبتكرتها المؤسسة التربوية في العراق وأستفزتني وهزتني من الأعماق لكوني قضيت في هذا الحقل المقدس أكثر من ثلاثين سنة وأفنيت زهرة شبابي فيها وأنا فخوربمشاركتي  ولم أرى في حياتي أحداً سبقنا فيه حتى جزر الواقواق أو جزر القُمرْ ، لأن هناك نصاً علمياً محترماً وهو {لا أكمال بعد الأكمال} لأنّ الطالب الذي لايجتازالدور الأول والثاني يتأكد بأنه من الطلاب الفاشلين والعابثين ، وتبين أنّ وراء هذه الظاهرة المخزية نواب كوسطاء لكسب الأصوات ، أنهُ أمرٌ خطير على مسيرة العملية التربوية وسوف لن نتمكن من أعداد جيل مُعدْ سلفاً إلى الجامعة التي تنتظر تقييم وأعتراف جامعات العالم بها ، وهذا المرض الطفيلي جاءنا من الديمقراطية العرجاء التي جرى فهمها حسب الأهواء الشخصية حيث كثُر المزورون الذين يحملون شهادات مزورة وتولوا مناصب حكومية  وأمسكوا برقاب العباد.
فعلى وزارتي التربية والتعليم أن لاتلبي طموحات الفاسدين وأنْ تلغي فقرة الدور الثالث وكفى اللُهُ المؤمنين شر القتال-----
*** أنتشار المدارس الأهلية وبشكلٍ واسع وكبير ، صحيح أنها موجودة في دول العالم العربي والغربي ولكن ليست بهذ الكم الملفت للنظر ، وهذا يعود إلى أرتفاع الدخل السنوي للفرد العراقي ، وهي بالأساس ملاذ آمن للنجاح المضمون ، وبالتأكيد هذا الأنتشار يعود إلى الهدف الريسي الكسب المادي ليس ألا .
***أنتشار ظاهرة التدريس الخصوصي بشكلٍ واسع لربما يرجع إلى أرتفاع مستوى المعيشة لدى البعض ويكون حتماً صعباً على الطبقات المتوسطة وخاصة ما سمعناه  أنّ سعر تدريس المادة الواحدة العلمية عشرة آلاف دولار أي 13 مليون دينار  للعام الدراسي ، وهذا ما يربك العملية التربوية ويكون الطالب أسير الملازم بأبتعاده عن الكتاب المقرر.
*** السوق السوداء الذي يفتح أبوابهُ قبيل الأمتحانات البكلوريا وينتشر الدلالون والوسطاء والمزورون ببيع بعض من الأسئلة وقد تكون صحيحة لهزالة الكونترول والضبط الأمني وتعود بي الذاكرة إلى سني الخدمة في السبعينات عندما رُشحتْ مع عشرة من زملائي لوضع أسئلة مادة الجغرافية للصفوف المنتهية لقد أحتجزنا لمدة ثلاثة أيام لم يسمح لنا الخروج ألا بعد يوم الأمتحان الساعة العاشرة صباحاً .








Matty AL Mache

متي اسو

جاء في مقال الاستاذ ما يلي :  " وسار العراق على هذا النمط المتقدم والمتطور في واقع التربية والتعليم حيث  (السنوات الذهبية) 1970-1984 أصبح نظام التعليم في العراق واحدٌ من أفضل النظم في المنطقة "
لما قرأتُ ذلك تسرّب الشك الى نفسي من انني كنت اعيش في عالم آخر وليس في العراق في تلك " الفترة الذهبية " حيث كان " التعليم " يرفل بمجده الذهبي !!!
لا ادري إن كنا نقيّم اي موضوع لاية فترة على اسس اوضاعنا الشخصية آنذاك ام هو حنين الى فترة عمرية تجعلنا ننسى مصائب
تلك الفترة ..
السنوات بين عام 1970 وعام 1984 هي سنوات العد التنازلي لكل ما هو جيد في العراق وعلى رأس ذلك " التعليم " و " الثقافة والمثقفين " ... لقد بدأ ذلك تدريجيا في غفلة من الناس ... لكنه بدا واضحا عام 1974 واستمر في انحداره حتى تم القضاء على البنية التحتية للتعليم والانسان نفسه .. سأذكر بعض العوامل :
1.   التوجه القومي بعد 1968 واتخاذ قرار بـ " تعريــــــب " المناهج التعليمية في الجامعات العلمية العراقية ( طب ، علوم - بايولوجي وغيره - ، هندسة ... الخ ) ، كان الطالب في الماضي يتقن اللغة العلمية ومصطلحاتها بالأنكليزية ، كان ذلك يؤهله للأطلاع على المصادر الاجنبية التي كانت عماد دراسته ... حكى لي صديقي من كلية العلوم أنذاك كيف ان الاساتذة ، ومعهم الطلاب ، تملكهم القنوط وهم يحاولون دراسة المادة بالعربية على شكل " ملازم " .
2.   اصبح الاهتمام منصبا على الاستاذ " الحزبي " وتبوّبه مناصب جامعية لا يستحقها ، كذلك كان الحال مع الطالب " الحزبي" الذي غالبا ما ينال النجاح بـ " اخلاصه " وليس بـ " علمه " .
اصبحت ابواب الدراسات العليا والزمالات الدراسية شبه محصورة بـ " المنتمين " او رجالات الدولة .
3.   الظروف الاقتصادية التي تعرضّ لها الموظف ( ومعهم سلك التعليم طبعا ) في تلك الفترة بدت وكأنها مقصودة لتدمير تلك الطبقة المثقفة ، والتي كانت تمثل الطبقة الوسطى وهي عنوان الاستقرار والتوازن في المجتمع ، تضخم وغلاء المعيشة المتسارع وظهور طبقات موسرة وطفيلية ، ازمة السكن الحادة  بعد عزوف النظام عن توزيع اراضي سكنية للموظفين خاصة في بغداد ، ظهور ازمة النقل ,,, وأزمات اخرى متلاحقة ... كل هذا جعل المدرس والمعلم حائرا في تدبير امور حياته او معيشة اطفاله ... كيف إذا لا يعزف الطلاب عن الدراسة وهم يجدون اساتذتهم على هذا الحال ؟ ... السبب الوحيد الذي كان يشد الطلاب على الدراسة  ، خاصة بعد عام 1980 ، هو التخلص من الخدمة العسكرية وليس طلبا للعلم .
4.   ان الجامعات التي تأسست في هذه الفترة كانت ضمن الخطط الموضوعة لهذا الغرض قبل 1968. والدليل ان الجامعة المستنصرية ( بالأضافة الى جامعة بغداد) ، وجامعة الموصل ، وجامعة البصرة ، والاقسام التكنولوجية التي كانت نواة للجامعة التكنولوجية كلها تأسست قيل 1968 .
ملاحظة : كنت موظفا في وزارة التربية حتى تركي الوظيفة .


متي اسو

نقطة اخرى مهمة نسيت ان اذكرها لغرض النهوض بـ " واقع التربية والتعليم ":

أليس من الأجدر إلغاء تدريس " الحصص الدينية " في المدارس ؟
ان مجرد حضور طلاب دون آخرين يزرع بذرة الكراهية في نفوس طلاب اتجاه زملاء لهم ... هل في ذلك تربية دينية فعلا ، ام هي وطنية يصعب علينا فهمها ؟.
خلق المواطن الجيّد هو اساس كل شيء .