تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الاعلام الخبيث

بدء بواسطة متي اسو, أكتوبر 06, 2014, 06:59:56 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

الاعلام الخبيث
قال احدهم :  " تستطيع ان تكذب على بعض الناس لبعض الوقت ، لكنك لا تستطيع ان تكذب على كل الناس كل الوقت "
كنا نعتقد قديما مثلا ، ان اذاعة الهيئة البريطانية هي الناطقة بأسم الحكومة البريطانية ، لذا كنا لا نحبها ، مع ذلك كنا نصدق اخبارها لأنها لم تكن تكذب في نقل الخبر .
نفس هذه الاذاعة الآن ، واخواتها الاخرى مثل سي ان ان  و فرانس بريس لا يختلفون عن اختهم " الجزيرة " كثيرا في تضليل الرأي العام . وسوف لن تفاجأ ان كان العاملون في هذه الاذاعات يتنقلون من هذه الاذاعة الى اخرى .
اما وكالات الاخبار العربية فحدث ولا حرج .
في الحقيقة ، إن العاملين في هذه الوكالات يتمتعون بمزايا احترافية فائقة في اذاعة الاخبار واجراء المقابلات و " كيفية " نقل الخبر على نحو يجعل المتلقي العادي يهضم ما يقولونه وهو " الممنون " .
مثال سمعته بنفسي :
محرر بي بي سي ، وبعد الانتهاء من مقابلته مع أحد مسؤولي الاحزاب الشيعية ( بعد الغزو ) قال لنا : " كانت هذه مقابلة مع مسؤول  في احد الاحزاب التي دخلت على ظهر الدبابات الامريكية ".
بعد اسبوع تقريبا ،  نفس المحرر يقابل نفس المسؤول ليقول لنا : " كانت هذه مقابلة مع مسؤول في حزب يتمتع بقاعدة شعبية عريضة في المجتمع العراقي " ( قالها بعد ان سمع ما اعجبه هذه المرة ).                                                                                   لا نستطيع ان نقول بأن المحرر المحترف هذا كان يكذب  في كلتا الحالتين . لكن هدفه لم يكن نقل الحقيقة ، بل ما اراده هو فرض آرائه على المستمع .
ومن الاعيب الاعلاميين المحترفين هؤلاء الكثير والكثير : " صرح مصدر لم يشأ ذكر اسمه "  .... " يقول المحللون !! " .... " سمعنا من مصادر موثوقة او مطلعة " ... " تتجه الاراء الى... " .
  المشكلة هي ان "هذا التصريح وهذا القول وهذا السمع وهذه الاراء " لا تصب إلا في بحر إنحيازه ، ستجد ذلك واضحا إن كنت دقيقا في قراءة الخبر.
لم يقتصر الاعلام الموجه ، والكاذب معظم الاحيان ، على الاذاعات والصحف والفضائيات التقليدية ، بل اصبح بإمكان فرد واحد او عصبة من الاشخاص ان يقوموا بنفس الدور المضلل ، الانترنيت ( مواقع ، صحف الكترونية ، وسائل التواصل الاجتماعي ) جعل الامر سهلا في الترويج لأكاذيب مدفوعة الثمن . بل اصبح الانترنيت وسيلة فعالة للترويج عن الافكار الارهابية ومن ثم تجنيد الارهابيين او الدفاع عنهم ( بالتبرير او تحويل انظارنا عنهم ) .
الاخطر في هؤلاء هم اولئك المدّعون ( مدّعي الثقافة او حاملي الشهادات العالية ) ، لأن الارهابي البسيط لاقدرة له إلا ان يخدع نفسه فقط ، لكن هؤلاء يخدعون الألاف من البسطاء .
الذي يساعد مهمة هؤلاء هو عدم وجود الوعي لدى الغالبية العظمى من الناس الآن . اصبحت التاس الآن تصدق فقط ما تريد ان تصدقه ، تصدق ما تريد ان تصدقه لاسباب قد تكون طائفية او حزبية ( لا فرق ) ولتذهب الحقيقة الى الجحيم . لذا تراهم يجوبون الانترنيت و " ينتقون " ما يريدون تصديقه ، وما يريدوه منا ان نصدقه ، والكثير للأسف يصدقون !!
لم نعد نسمع ابدا مثل " والله ان هذا الشخص اكرهه لكنه هنا يقول الحقيقة " أو " صحيح ان هذا الشخص احبه واحترمه لكنه ليس على حق هذه المرة "
فهل اصبح الأنترنيت نقمة ووسيلة لترويج الاكاذيب فقط ؟  كلا والف كلا .
لا اعلم لماذا انا متفائل دائما رغم هيجان الشيطان واعوانه الكذبة ؟ ربما لان لي ثقة دائما في الشباب ، إن كانت ضروفهم الان جعلتهم مخدوعين فلن يستمر ذلك للأبد . الانترنيت نفسه سيساهم في نضجهم ، غدا سيعرفون مدى الزيف الذي أحاطهم ، غدا سيتمنون لو دفنوا رأسهم في التراب من الافعال الشنيعة التي اقترفها من كانوا يتكلمون زورا  بإسمهم . وكما قلنا في بداية الحديث :
" تستطيع ان تخدع بعض الناس لبعض الوقت، لكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت "