اثبتوا في محبتي

بدء بواسطة الشماس سعد حنا بيداويد, يناير 11, 2012, 05:05:51 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سعد حنا بيداويد

                                                     اثبتوا في محبتي


يوحنا 9:15 "كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ أَحبَبْتُكُمْ أَنَا أَيضَاً، فَاثْبُتُوا فِي محَبَّتِي".
السلوك بالمحبة ليس صعباً. فقط أستمر فيه. تذكر ما قاله يسوع, لا تبدأ وحسب بل استمر. إن ثبتم في وصاياي ستثبتون في محبتي. كيف استمر في المحبة؟ كيف اثبت في المحبة؟ بحفظ الكلمة. إن جعلت كلمة الله في المكان الأول في حياتك واستمرت في الكلمة, سيصبح عندئذٍ السلوك بالمحبة هو أسلوب حياتك. سيكون الأمر صعباً وحسب عندما تحاول أن تفعل ذلك بنفسك بدون الكلمة. عندما لا تكون الكلمة في قلبك, سيصبح من الصعب أن تحب. لأنه عادة ما يكون الأشخاص الذين تقابلهم منفرين.
يُحكم العالم بالمعرفة الحسية - بالمعرفة المكتسبة من الحواس الجسدية الخمسة : النظر, السمع, اللمس, التذوق, الشم. يريد العالم أن يري الشيء قبل أن يؤمن به. هذا هو السبب الذي لأجله أعطانا يسوع علامة مميزة - شيء يمكن رؤيته وهو أن تمثل يسوع. ما يراه الناس في حياتك هو صورة ما يمكن أن ينالوه في المسيح. فإن كنت تسير بالمحبة فسينجذبوا إليه, وعندما تنساب محبة الله من خلالك لا يستطيع العالم أن يقف ليشاهد لأن ذلك ليست الطريقة التي يعمل بها العالم. العالم إناني. العالم يعيش في تنافس. لكن عندما يروا محبة الله عملياً سينجذبوا إليها. محبة الله المتدفقة من خلالك ستجعلهم يريدون أن يعرفوا إلهك.

عادة ما نعبر بلغتنا أننا نحب كل شيء : نحب هذا النوع من السمك, نحب هذه السيارة, نحب أزواجنا أو زوجاتنا. إن اشترينا بعض الموز ونحن راجعون إلى منازلنا من العمل فنمسك به ونقول, "أحب هذا الموز كما أحبكِ أيضاً يا عزيزتي". لقد وضع الموز في نفس المرتبة مع زوجته. هل تري ما أقصد ؟
لكن في اليوناني, الأمر يختلف جدًا. توجد كلمات عديدة مختلفة للمحبة. المحبة "أجابي" : هي محبة غير مشروطة هي نوع محبة الله. واقعياً, المحبة البشرية محبة مشروطة. فهي تقول, "أحبك إن كنت تحبني, أحبك إن عاملتني جيداً, أحبك إن كنت لطيف, أحبك إن لم ...., هذه محبة مشروطة.
أحب الله العالم حتى وإن كان العالم لا يحبه. هذه هي المحبة الغير مشروطة. المحبة "أجابي" تقول, "أحبك بغض النظر عن .....".
السلوك بالمحبة والتخلص من أي عدم غفران أو خصام في حياتك يسيراً جانبا إلى جنب. فطالما نتكلم عن السلوك بالمحبة, علينا أن نتكلم عن عدم الغفران والخصام. فهذه الأمور هي موانع للبركات. ستمنعك من استقبال مشيئة الله الكاملة لحياتك. فلكي تكون قادراً على التمتع بفيض مستمر من بركات الله, عليك أن تتخلص من أي عدم غفران أو خصام في حياتك.
لكن دعونا نكون صادقين. في بعض الأحيان, تكون محبة الناس صعبة. في بعض الأحيان, يكون من الصعب أن تحب حتى عائلتك. سيكون البعض وضيع وكريه ويبدو الحال جيداً في بعض الأحيان أن تمسك عليهم الإساءة. سيبدو جيداً أن تخاصمت معهم. ستبدو أنك على حق. في الواقع, هو أننا في بعض الأحيان نريد أن نكلف الناس ما فعلوه معنا. لكن السلوك بالجسد وعدم الرغبة في الغفران هو عكس السلوك بالمحبة.
سيقول جسدك, "دعهم يعانون. فهم لا يستحقون الغفران". لكن المحبة تقول, "سأغفر لك بغض النظر عن أي شيء. سأختار أن أسامحك". أعظم برهان على السلوك بالمحبة هو المقدرة على أن تغفر وتسامح شخص حتى وإن كان لا يستحق ذلك.
أليس هذا هو ما فعله المسيح لأجلنا؟ لقد قال على الصليب, "يا أبتاه أغفر لهم". إن لم تجد أي سبب تستطيع من أجله أن تغفر للأخريين في حياتك فأغفر لهم بسبب ما فعله يسوع من لأجلك. تقول رسالة أفسس 32:4, "كُونُوا لُطَفَاءَ وَشَفُوقِينَ بَعضُكُمْ نَحوَ بَعضٍ، مُستَعِدِّينَ لِمُسَامَحَةِ الآخَرينَ، كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيضَاً فِي المَسِيحِ".
أعظم إثبات على محبة الله لنا هو غفرانه لنا حتى وعندما كنا لا نستحق ذلك. الله يغفر. وإن كنا نريد أن نتمثل به فعلينا أن نغفر أيضاً. الغفران هو أعظم تعبير عن السلوك بالمحبة وهو أيضاً أقوى دليل مقنع أننا اخترنا أن نتشبه بالله.
يكون في بعض الأحيان غفراننا شرطي, "سأغفر لك فقط إن وعدتني إلا تفعل ذلك مجدداً". لكن ليس ذلك هو الأسلوب الذي يعمل به الله. ليس هذا هو توجه الله. "سأغفر لك إن لم ..., سأغفر لك فقط إن وعدتني إلا تعصيني مجدداً". إن كان هذا هو الأسلوب الذي يغفر به الله لأصبحنا كلنا في موقف خطير.
فكر في ذلك : كم مرة في حياتك المسيحية ضايقت الله ؟ لقد ظللت أخدم الله لمدة 37 سنة وأستطيع أن أقول أني على مدار هذه السنوات كان علىّ أن أذهب لله وأقول له, "أغفر لي سامحني". وفي كل هذه المرات لم يقل لي مرة واحدة "أنت ولد كريه". لم يصدر منه رد فعل مثل ذلك مطلقاً. كان دائماً يتجاوب بالمحبة. كان يغفر دائماً ولم يسترجع حتى الأمر مرة أخرى.
[/font]