تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

"المبدع" في علم الغيب !

بدء بواسطة MATTIPKALLO, مارس 30, 2012, 08:15:05 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

المبدع" في علم الغيب !

"لا تمدح النهار قبل أن يحل الليل ،
و لا تحكم على أمر حتى ترى نهايته"

متي كلو

يحكى والعهدة على الراوي، أن احد الصحفيين كلف من قبل الأستاذ رئيس التحرير بان يسافر إلى مدينة كركوك لتغطية الاحتفال بعيد الجيش الذي سوف يقام تحت رعاية قائد الفرقة الثانية وحضور " المتصرف " * وتهيأ الصحفي للسفر مساء متخذا طريق القطار، ليكون في مكان الاحتفال في صباح اليوم التالي، وقبل أن يتجه إلى محطة انطلاق القطار بساعة، شعرت زوجته بآلام الحمل، فاتصل بأهله وأقربائه ولكن لم يستطيع أن يعثر على احد منهم ان يقوم بمساعدته، طلب سيارة أجرة بسرعة واستصحب زوجته إلى اقرب مستشفى، وأدخلت زوجته إلى صالة العمليات لإجراء عملية ولادة قيصرية، حاول أن يتصل برئيس التحرير أو بأحد من زملائه في هيئة التحرير ولكن دون جدوى.

خرج من المستشفى بعد منتصف الليل، بعد أن اطمئن على زوجته ووليده، ولكن كيف يصل إلى كركوك خطرت بذهنه فكرة تغطيه الحدث بدون حضوره مستعينا بأرشيف العام الماضي ويكتب عن حضور قائد الفرقة الثانية والمتصرف والاستعراض العسكري مع اضافة جملة حول ظهور اسلحة جديدة في الاستعراض.
نهض منذ الصباح الباكر قبل أن يتوجه إلى المستشفى ليطمأن على زوجته وطفله ليكتب التغطية بتغيير بعض تفاصيل الاستعراض للسنة الماضية مع تغيير اسم المتصرف الذي تم تعينه قبل عدة اشهر وفي المساء كانت التغطية على طاولة رئيس ألتحرير وبعد ان اطلع عليها، سأله لا أرى صورا لقائد الفرقة والمتصرف، أجابه الصحفي:
كان تركيزي على الأسلحة الجديدة، شكره على التغطية ألتفصيلية واستأذن من رئيس التحرير بعد أن اخبره بأنه رزق طفلا وان زوجته مازالت في المستشفى، قدم رئيس التحرير تهنئته و اوعده  بإكرامية نقدية مع راتبه في نهاية الشهر .
صدرت الجريدة وبالمانشيت العريض والإشارة إلى الاستعراض الذي جرى في موقع الفرقة ألثانية والصور القديمة لاستعراضات سابقة لآليات عسكرية مع الإشارة إلى حضور قائد الفرقة الثانية والمتصرف ، وبعد ساعة من صدور الجريدة كان تلفون الصحفي يرن، رفع السماعة كان صوت رئيس التحرير يتكلم بصوت عال يشبه الصراخ طالبا منه الحضور إلى مكتبه فورا ، نهض الصحفي الموفد وهو يسال نفسه، هل أن رئيس التحرير كشف " المستور " وكيف اكتشفه، مع العلم بأنه كتب التغطية الاخبارية بتفاصيل دقيقة لااحد يستطيع اكتشافها .
فتح باب غرفة رئيس التحرير والقى تحية الصباح ولكن الاستاذ كان متجهم الوجه، مقطب الجبين وعبوسا وبدا الكلام بتلعثم من شدة الغضب، نظر الى الصحفي بغضب قائلا:
كيف تكتب تغطية عن الاستعراض بحضور اللواء الركن..
وهو غائب عن الاستعراض لسفره مع وفد وزاري الى موسكو وان الذي حضر معاون المتصرف وليس المتصرف، وبدلا من الاكرامية تمت معاقبته ونقله الى قسم الارشيف.
تذكرت هذه الحكاية بعد ان اتصل احد الاصدقاء ليحدثني عن " حفل " او احتفالية او " مهرجان " وصفه بالإبداع والتألق الذي سوف يقام بحضور كثيف لا تستوعبه القاعات المفتوحة على مصراعيها والذي سوف يحضره مئات من " القامات " الثقافية المختصة بالشعر والنقد والفن التشكيلي ورؤساء المنتديات الثقافية والاجتماعية وسوف توزع الاوسمة والأنواط والنياشين والتي سوف يقدمها " الأغا " للمئات من المبدعين الذين دعوا للاشتراك في هذا ألحفل .. قاطعته قائلا :
وهل انت احد هؤلاء"المبدعين"!
اجابني بسرعة فائقة :
نعم
استأذنته لاني على وشك الخروج لموعد هام ، مع السلامة.

اتصلت به هاتفيا بعد يومين لأقدم له التهاني ،قاطعني قبل ان اكمل تهنئتي :
-        اخطأت بحضوري ، لان ما رويته لك لم يكن إلا سرابا.
-        انت يا صديقي مثل الصحفي الذي كتب عن الاستعراض العسكري ولم يشاهده وأنت تحدثت عن الاحتفالية قبل ان تشاهدها .
ورويت له "الحكاية"
----------------------------------------------------

* المتصرف وهو المسؤول الاداري للمدينة ، ثم تغير الى "المحافظ"

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة