مشـــاكسة شـــخبط ....... شـــــخابيط/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 15, 2016, 09:00:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشـــاكسة
شـــخبط ....... شـــــخابيط     
   


برطلي . نت / بريد الموقع
 
  مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



زلزلت الأزمة المالية الخانقة أركان الحياة اليومية للفقراء والمعدمين وهي تلقي بافرازاتها الحادة على معظم الحاجات الاساسية للموظفين والمتقاعدين وذوي الدخول المحدودة، فتوقفت دعوات العشاء العائلية في المطاعم والنوادي والمراكز الاجتماعية،  وتقلصت السفرات السياحية واستغنت حفلات الاعراس عن المطربين والمطربات مكتفية بالـ(ســيديات) و(ردح) المدعوين وهز أرداف وصدور المدعوات، وتقنن هنا وتوقف هناك تماما شراء الالعاب المختلفة للاطفال، واكتفى بملابسهم وأحذيتهم القديمة الرجال ، وأدارت الزوجات ظهورهن مرغمات لعمليات التجميل وحقن البوتكس ولجراحات الشد والنفخ والتكبير والتصغير مما أدخل العلاقات الزوجية الحميمة في عصر جليدي،  فتراجعت وتوقفت المغازلت وتناسلت بسرعة الخلافات الزوجية وتضاعفت بشكل مخيف حالات الفراق والطلاق.
وحيث نهشت الازمة بأنيابها لحوم وعظام الفقراء والمعدمين (الاشـــرار) فانها لم تلامس ثروات وممتلكات بعض المسؤولين الكبار والسياسيين (الأطهــــار) ولاسيما بعض اصحاب المليارات منهم الذين جمعوا أموالهم من السحت (الحـــلال) و(نجـــح) بعضهم بعبقريته الاقتصادية (النزيهـــة) ان يحول بفترة قياسية أبناءهم ربما الخائبين والفاشلين وانصاف الاميين , الى (مليارديرييــن) يمتلكون اقطاعيات مالية فضائيـــه واستثمارات خياليه في مختلف الدول الخليجية منها والاوربية بفضل عبقريتم النضالية وامانتهم ونزاهتهم المفرطة في (تســـويق) ثرواتنا ومصالحنا وقضايانا الوطنية, بينما تفنن آخرون من المسؤولين (الأطهــــار) في المتاجرة بآلام ومعاناة النازحين والمهجرين (الأشـــرار) والاستيلاء ، خدمة للمصلحة العامة ،على ما يمكن الاستيلاء عليه من مخصصاتهم  وعقود انشاء كرفاناتهم.   
وفي خضم  مواصلة الازمة رمي افرازاتها على الموظفين والمتقاعدين  كونهم الحلقة الاجتماعية الأضعف والأفقر، مما اسهم في اشتعال حرائق الخلافات الزوجية ، ارتفعت ذات مساء حدة الحوارات الزوجية (الحميمة) بين جارنا و زوجته بطلة اولمبياد النكد العالمي واختلاق المشكلات العائلية، لاسيما امتلاكها قدرة خارقة على احداث الزلازل والانفجارات الزوجية العنيفة خلال جزء من الثانية مما يمنحها دائماً وفي جميع معارك (التحريــــر الزوجيـــــة) التي تخوضها, ميزة الامساك بزمام المبادرة اولاً, ومن ثم سرعة اطلاق مدافعها الرشاشة المحشوة بأقسى العبارات الجارحة والمهينة (للرجولـــــة) احيانا لاسيما  بعد ان اضطرتهما الازمة المالية اللعينة الى الاستغناء عن الكثير من احتياجاتهما المشتركة ومن بينها الحلويات والمنشطات والفواكه والشامبوات والعطور وغيرها.     
ومع ارتفاع حدة نزالهما الزوجي العنيف ذاك ووصوله لأرقام مخيفة على مقياس ريختر، وخشية هزات ارتدادية رجالية ربما تكون اشد عنفاً من ذلك الزلزال الانثوي المدوي، رغم ايماننا بأن جارنا أصبح يفتقد تماماً القدرة على احداث تلك (الهــــزات) بفعل تقدمه في السن إلا إننا سارعنا بتشكيل وفد وساطة أشبه بمنظمة (ازواج بــــلا حـــدود) قبل ان نتيح الفرصة للأمم المتحدة بالتدخل واصدار مذكرة قضائية بإحالة احد الجانبين الى محكمة الجزاء الدولية بتهمة ارتكاب انتهاكات زوجية بعد ان فشلت ومعها  الاسرة الدولية باحالة مجرمي داعش ومن دعمهم ويدعمهم الى القضاء الدولي جزاء مجازرهم المخزية وجرائم الابادة الجماعية التي اقترفوها وما زالوا يواصلون اقترافها ضد شعبنا.
كنا ونحن نسرع الى شقة جارنا لاقتحامها ومحاولة انقاذه من بين أنياب وأظافر تلك اللبوة الانثوية الشرسة نحاول توقع سبب المعركة الراهنة، أحدنا خمن أن يكون السبب تأخره في جلب مواد البطاقة التموينية وآخر عزا ذلك ربما الى تذمر الزوج من تصاعد عمليات النميمة اليومية المتواصلة بين زوجته ووالدتها وشقيقاتها بما فيها من احداث ومتغيرات وخيبات غرفة النوم، بينما توقع ثالثنا ان السبب يكمن في رفض جارنا الوديع تحمل نفقات عملية التجميل التي تحاول الزوجة إجراءها منذ سنتين عبثا لرغبتها في ان تصبح شبيهة (لنانســـي عجــــرم) ولتشدو باغنية (شــخبط شــخابيط لخبــط لخابيـــط مســـك الالــــوان ورســـم عالحيـــط) على الرغم من الفارق الكبير بينهما سواء في السن ام في تضاريس الوجه التي عمقت عجلات الزمن عليه خطوطها وتجاعيدها. 
الزوجة الغاضبة استقبلتنا ببرود وهي تفتح باب الشقة بيد وتحاول باليد الاخرى ان تخفي وراء ظهرها احد الاسلحة البيضاء صينية الصنع قياس (37) التي ربما لم يُتَح لها الوقت لاستخدامه بعد، وبدل ان ترحب  بنا وتدعونا للدخول سردت علينا جانباً من اسباب تلك المعركة بسرعة خمسة ألاف كلمة في الثانية.
المشكلة التي فجرت تلك الحرب الزوجية بدأت عندما عاد جارنا الى البيت ذلك اليوم متأخرا، ولم يتناول وجبة الغداء التي اعدتها له، وبدل ان تسأله عن سبب تأخره بلطف زوجي هاجمته بعنف  متهمة اياه بزيارة والدته وتناول طعام الغداء معها وتركه لها تنتظره على أحر من الجمر، واذ أكد لها بطلان توقعها واتهاماتها (العدائيـــة) تلك الحت عليه فاجابها مهموما حزينا مكتئبا والوجع يعتصر قلبه بانه اضطر لبيع سيارته البرازيلي الهرمة التي رافقته لثلاثين عاما بسبب الازمة المالية وعجزه عن دفع الايجار وتوفير متطلبات الاسرة الاساسية فضلا عن ان تلك السيارة تحتاج  لمتابعة يومية للاطمئنان على كفاءتها وصيانتها وتوفيرالمحروقات والزيوت لها.
ومن هنالك انطلق شرارة الانفجار الذي تحول الى إعصار لانه لم يخبرها ولم يناقشها ولم يستشرها وكأنها مجرد (ديكـــــور) في البيت وليست شريكة فعلية، وبعد ان احتوينا خلافهما بدبلوماسية رجالية وافقت اللبوة الانثوية على معاهدة وقف اطلاق النارعلى ان ينفذ طلباتها الاسرية ولا يستهين باحتياجاتها الانثوية وربما كانت في تلك اللحظة تحلم باجراء عملية التجميل التي انتظرتها طويلا متخيلة نفسها نانسي عجرم وهي  تغني (شـــخبط شـــــخابيط. ).
وبعد ان وضعت المعركة اوزارها وصمتت الاسلحة وتوقفت القذائف والاتهامات، وخلال تناولنا شاي الصلح، سألت اللبوة اسدها وكأنها استذكرت شيئا هاما (سيارة واحدة, لا تستطيع أنت ان تخصص خمس دقائق لصيانتها يوميا، فكيف يستطيع مسؤول رفيع يمتلك مكتبه (123) سيارة إدامة ذلك الاسطول كله من السيارات يوميا وصيانتها, وكم سيكلفه ذلك  من الوقت  كل يوم؟؟؟) أجابها وكأنه آلة حاسبة الكترونية اسرع من عجلات هذا الزمن الرديء الذي نعيشه، (لو ان ذلك المسؤول الرفيع الوديع خصص خمس دقائق يوميا للاشراف على صيانة وادامة كل سيارة من سيارات مكتبه فانه سيحتاج الى (615) دقيقة, اي الى اكثر من عشر ساعات)، اجابته بذهول (ومتى سيجد الوقت اذا للدوام ومتابعة القوانين وانجاز معاملات المواطنين؟).
ضحكنا جميعا وربما كان أحدنا يهمس في سره (فعـــلا شـــخبط شــــخابيط).