كيف يراك الآخرون 5- صورة الشيعة لدى السنة

بدء بواسطة صائب خليل, مارس 29, 2012, 11:22:27 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

قبل كل شيء، أود أن أعلم القارئ الكريم أنني أشعر بالحرج لانني كثيراً ما بدوت في هذه السلسلة كمن أخذ أكبر من حجمه وراح يحذر وينصح ويوبخ، مرة السنة ومرة الشيعة، وكأنه فوق السنة والشيعة، وكأنه يعتقد أنه يعلم ما لا يعلمون، وليس في ذلك شيء من الحقيقة، وأن هذا لا يعبر عن شعوري، بل عن قصر أدواتي وحيلتي أمام موضوع يحتاج كما قال بعض الأصدقاء، إلى مؤسسات لإنجازه، وسنوات أو عقود لطبخه وترتيبه، ففيه يختلط الدين والعقل والعقيدة والمذهب، فمن له أن يمتلك ناصية كل تلك الأدوات لكي يضمن أن لن تزل قدمه في أحدها، فيحيد عن الطريق ويجرح بدلاً من ان يداوي؟ أنني أدرك ما في الأمر من وعورة وحساسية، وما قبولي الدخول فيه عن شعور بالعلو والرؤية من فوق بأفضل من الآخرين، خاصة في مواضيع أساسية حساسة فيه، لكن لأني لا أرى حلاً آخر، فليس هناك مؤسسة في الأفق ستتولى القضية، ولا يبدو أن الوقت في صالحنا، بل نسير من سيء إلى أسوأ في علاقات مجتمعنا وتوتراته، وتقل الثقة كل يوم ويزداد الخوف، فإن لم نتكلم اليوم فربما لن يأت يوم أفضل، فلنقل ما نستطيع أن نقوله، فربما هي فرصتنا الأخيرة. ولأنها كذلك فلا مفر من أن تستخدم بكل قوتها، فتطرح كل المواضيع الممكنة الطرح من خلال مثل هذه الأداة: المقالة.

أملي أن لا يؤاخذني القراء كثيراً على أخطائي فهي موجودة بلا شك، وأخشى أن يكون بعضها كبيراً، وأن يساء فهم بضعها الآخر، لكني أعتمد على الثقة المتبادلة بيني وبين القارئ لكي تتحقق الفائدة المرجوة من هذا الجهد، وبأقل الخسائر الممكنة وأبسط الجروح التي لا مفر منها. أذكر هنا ثانية أن الموضوع ليس لوم أحد على شيء حتى لو بدا الأمر كذلك، وإنما النظر من خلال عين المقابل، لأجل أن نفهم ذلك المقابل حتى عندما يخطئ في تقديراته وفي معرفته للتاريخ والتراث المذهبي المقابل، وحتى عندما يفسر الأحداث ببعض الظلم.
لذا أذكّر ثانية بضرورة قراءة هذه المقالات من وجهة نظر المقابل، وبالنسبة لهذه المقالة، من وجهة نظر السنة، وليس من موقف شيعي يستمع إلى هجوم عليه وعلى تقاليده ورموزه، فينبري يبحث عن دفاع عنها. أملي أن تساعد هذه الملاحظات البعض على اتخاذ موقف صحيح وقوي ومحدد من العوامل الطائفية مما يفرق هذا الشعب ويجعله متناحراً، وهو شعب طيب بكل أعراقه، وأن يتمكن كل طرف من رؤية موقف الآخر بشكل أفضل، ويتمكن من فهم مخاوفه والتعاطف معها وطمأنتها قدر الإمكان وصولاً إلى إعادة ما عرفناه عن شعبنا من محبة متبادلة وصفاء، ليغتنم فرصة التحول ويجعل منها أملاً حقيقياً لأجياله القادمة، فلا يخجل أن ينظر أحدنا في عين إبنه أو حفيده غداً لأننا لم نفعل شيئاً بوجه هذه الآفة:الطائفية.

****

كان لسياسيين السنة نصيب كبير في تشويه صورتهم، لكن يمكن القول أن سياسيي الشيعة كانوا أكثر انتباها في تصريحاتهم ، فلن تجد بينهم من يمكن أن تقارنه بهيجان عدنان الدليمي مثلاً، وفيما عدا "زلات" طائفية متباعدة لهذا السياسي أو ذاك، لا يوجد الكثير مما يمكن أن نحذر الشيعي من صورته نتيجة تصريحات قادته، كما فعلنا مع السني في الحلقات السابقة. كذلك لا يتهم السنة الشيعة بتفجير انفسهم بشكل عام.
مقابل ذلك، توجد تهمة إرهاب من نوع آخر، كما أن لتراث التقاليد الشيعية والأدبيات الشيعية الدور الأساس في تكوين صورة غير إيجابية عن الشيعة، نوردها هنا باختصار شديد، وسنحاول تجزئة هذا الموضوع المعقد من أجل الوضوح قدر الإمكان.

الشيعة وصورة إرهاب آخر – إرهاب الدولة

مثلما صبغت صورة السنة لدى الشيعة بالإرهاب، فإن صورة الشيعة، أو بالأحرى صورة المسؤولين والأجهزة الأمنية للحكومة "الشيعية" كما يراها السنة، تصطبغ بالإرهاب أيضاً وإن كان مختلفاً. السنة يرون أن من يقوم بالتفجيرات أو "الإنتحار" قد يكون سنياً أو شيعياً، وحجتهم أن الكثير من تلك العمليات "الإنتحارية" كانت في مناطق عامة غير مقسمة طائفياً، أو في اسواق يختلط فيها الجميع. لا يوجد في الجانب السني اتهام للشيعة بتفجير أنفسهم في مناطق سنية، لكنهم يرون أن القوات الحكومية، (وقوات جيش المهدي سابقاً) هي التي تمارس الإرهاب ضدهم، فتقوم بحملات اعتقال أو اختطاف، وبسيارات الحكومة وباجاتها وملابسها، ليختفي المختطفون وقد يعثر عليهم أحياناً جثثاً هامدة، أو يختفون بلا أثر. ورغم أن معظم الروايات ليس لها إثبات فان بعضها يمتلك دليل الإدانة، مثل امتلاك زوجة أحد زملاء دراستي لأوراق تبين أن الجهات الأمنية إعترفت بوجود زوجها في أحد السجون، ليختفي بعد ذلك بلا اثر!
كذلك يتحدث الكثيرون من السنة، وأعرف بعضهم شخصياً عن قرب، عن أقارب وأصدقاء تم اغتيالهم حسب قولهم، من قبل جيش المهدي او ميليشيات تابعة لجهات في الحكومة. ويشيرون كدليلهم على تواطئ الحكومة إلى سيارات وملابس الخاطفين  ونوع أسلحتهم وسماح السيطرات الحكومية لهم بالمرور بلا اعتراض، وأحياناً يقولون أنهم تعرفوا على المجرمين شخصياً. ومن الطبيعي أن أي جهة قوية بشكل كاف، يمكن أن تلبس مثل الشرطة وتمتلك سيارات كالشرطة، لكن الحكومة لم تفعل شيئاً حول ذلك رغم تكرار الشكاوي نفسها، وهذا ما يزيد الشكوك.

ولأن صورة السنة قد ارتبطت بالإرهاب لدى الشيعة لأسباب اوضحناها في الحلقات السابقة، فأن جماهير الشيعة ترفض تصديق أو حتى إجراء مناقشة جدية للشكاوى التي يتقدم بها السنة من هذا الإرهاب الحكومي المزعوم، دع عنك مطالبة الحكومة المحسوبة عليهم بالرد على تلك الشكاوى ومعالجة الأمر، بل ان الغالبية منهم تتصور أن تلك الشكاوي ليست سوى محاولة لمنع الحكومة من تنفيذ القانون بحق المجرمين، (بتأثير من بعض تصرفات سياسيي السنة) ويرون أن حكومتهم متساهلة وضعيفة ويطالبونها بحزم أكبر وشدة تجاه "الإرهابيين". ويمكنك أن تتخيل موقف السني أو السنية التي اعتقل زوجها قبل سنين من قبل السلطة، وهي تجد على صفحات الإنترنت، ليس تفهماً واملاً، بل تكذيب مسبق ودعوة للمزيد من القسوة، فهم يخلطون بلا تمحيص بين الضحايا والمجرمين، ماداموا من طائفة واحدة، ولا يبذل الكثير من الجهد للتفريق فيما بينهما.

لكل هذا تظهر صورة الشيعي العام بالنسبة للسني كشخص طائفي عديم التعاطف والتفهم لغير جماعته، يناصر حكومته ظالمة او مظلومة، حتى حين تمارس إرهابها عليه. فإذا كانت صورة السني ترتبط بإرهاب الإنتحاريين لدى الشيعة، فإن صورة الشيعة ترتبط لدى السنة بإرهاب الحكومة. أن وضع نفسك في موقف المقابل ليس أمراً سهلاً، فما يخيفه لا يخيفك وما يهدده لا يهددك، وما تحبه وتقدسه قد لا يحبه ويقدسه، وبالتالي تتباين الأحكام مهما حاولنا. ومع ذلك فيجب محاولة ذلك.
فلا يجب أن يتوقع الشيعة مثلاً أن يصدق السنة أن حارس طارق الهاشمي قد مات نتيجة "فشل كلوي"، لمجرد أن الحكومة قالت ذلك، وبدون تقديم براهين أكثر من كافية، كما يفعل من يحب المالكي بطبيعة الأمر، ولن يصدقوا أن المالكي كان يقصد البعث حينما هتف "أخذناها وبعد ما ننطيهه"، أو أن الكهرباء انقطعت "صدفة" عنه اثناء مقابلة تلفزيونية له. فرغم أن احتمال الصدق موجود فيها نظرياً، لكنه يبدو ضعيفاً كاحتمال الصدق الضعيف في قصة صابرين بالنسبة للشيعة، حيث لم يصدقها احد. فعندما لا تصدق من الأحداث التي لا تناسبك، إلا ما كان معه ادلة قاطعة، فيجب أن تتفهم موقف المقابل الذي يتخذ الموقف نفسه، وان تشعر أن من واجبك أن تقدم تلك الأدلة وأن من حقه أن يرفض التصديق بدونها.

جوانب إقصائية في التراث الشيعي

وإذا كان سياسيو الشيعة وأئمتهم الكبار لهم صورة أفضل واقرب إلى العقلانية من السنة، فأن في التراث الشيعي من قصص الإقصاء ما لا يكاد يكون لدى السنة شيء منه. فاحترام علي والحسين وبقية رموز الشيعة قضية عامة لدى السنة، ولا يجري حتى نقدها إلا لدى القليل، وبأرق عبارات النقد، فالإحترام عام، وهم يسمون أولادهم بكثرة بأسماء علي وحسين وفاطمة، وهو أمر واضح الخلاف عن الشيعة.
إننا لا نتحدث هنا عن الجانب الرائع من التراث الشيعي المتمثل برمزية الإستشهاد من اجل الحق لدى الحسين، ولا بما قاله وما كتبه الإمام علي، الشخصية الأكثر وقوفاً في جانب الفقراء من المسلمين كرفيقه عمر، أو ما أسميه أنا باليسار الإسلامي، مقابل اليمين الإسلامي المتمثل بعثمان ومعاوية. ولا ننسى الجانب العقلاني المتفتح لدى الأئمة المحدثين المتمثل بجهود ومواقف المرحوم السيد محمد حسين فضل الله في لبنان وجهود الشهيد الصدر الأسطورية في توحيد العراق وغيرهما كثير، يحتفظ لهم السنة مثل الشيعة، بصورة في غاية الإحترام والتقدير.
فإذا كثرت نسبة مساحة الحديث في هذه المقالة عن الجوانب السلبية، فليس ذلك لأن هذه النسبة تمثل رأينا في ذلك التراث، وإنما لأننا بصدد البحث عن أسباب الصورة السلبية لكل طرف أمام الآخر، وهكذا يجب أن تفهم.

كيف اختلط التراث الشيعي بين "نهج البلاغة" المغرق في المطق والأخلاق من جانب، ومجموعة من المفاهيم المتعالية المفرقة وغير المنطقية أحياناً؟ ربما لأن الشيعة كانت دائماً أقلية تشعر بالتهديد، فقد حرصت على تمييز نفسها عن الباقين، وتوجه الكثير من التراث الشيعي والتاريخ الشيعي، أو التاريخ الإسلامي كما يرويه الجانب الشيعي، نحو قصص تبدو رافعة للشيعة وخافضة لغيرهم، وهو ما يثير حفيظة هذا الغير:السنة هنا، وتعطي صورة عدائية للشيعة عند السنة. وهو ما سنحاول أن نتلمسه مدركين الصعوبة في موضوع عميق الجذور في التربية ويلعب دوراً هاماً في التوازن النفسي لأفراد الطائفة، فيختلط التراث والتاريخ والإيمان والحاجة النفسية في بوتقة يصعب تمييز أجزائها.

قبل ذلك: هل التاريخ موثوق؟

يعرف المؤرخون أن التاريخ مليء بالتزوير والمبالغة والتحيز. لا نحتاج إلى الذهاب بعيداً لنكتشف قدرة الناس على تزوير كتابة التاريخ، فحتى في عصر الإنترنت نجد أنه أمر ممكن إلى حد يفوق خيالنا ويثير الدهشة.
حين رأت الولايات المتحدة أن لحظة إزالة ربيبها القديم صدام حسين قد حانت، أفهمت شعبها بالتعاون مع بلير، وبكمية هائلة من الجهود الإعلامية، ان صدام يوشك ان يضرب الغرب، ربما خلال 45 دقيقة، بأسلحة التدمير الشامل! وحين لم يجدوا تلك الأسلحة بعد الحرب حاولوا تزوير أوراق في إحدى الوزارات ليثبتوا ان صدام كان يملك تلك الأسلحة، فكشفها صحفي أميركي، وصارت فضيحة فاضطر فريق بوش إلى الإعتراف بعدم وجود تلك الأسلحة علناً، واستبدلوا الهدف من الحرب بـ "نشر الديمقراطية" بدلاً من هدف "حماية مواطنيهم من أسلحة صدام".
لكن لقوة أعلان الكذبة وتكرارها قياساً بضعف الإعتراف بها، بقيت نسبة من الشعب تصدق حتى اليوم أن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل! والأكثر دهشة هو تلك النسبة تزايدت مع مرور الوقت، كما تؤكد المصادر الأمريكية(1)
فبعد إعلان الفضيحة بقي حوالي ثلث الشعب الأمريكي مصدقاً بالكذبة، أو لم يسمع بالإعترافات. وبدلاً من ان تنتشر الحقيقة اكثر واكثر مع الوقت، بدأت تتراجع في ذاكرة الناس، حتى فارتفعت النسبة من الثلث إلى النصف، واليوم نصف الأمريكان اليوم يعتقدون بصدقها، وما زال عدد من السياسيين الأمريكان يجرؤ على الإشارة اليها كحقيقة بين الحين والآخر!
ما أردت قوله، أن أحداثاً تاريخية مازالت ساخنة، قد تم تزويرها رغم افتضاحها، وفي زمن الإنترنت وكوكل التي تتيح إمكانيات كبيرة للتحقق، ويبقى تزوير التاريخ فعالاً على نصف شعب يعيش في القرن الحادي والعشرين في واحدة من أكثر الدول تقدماً، وافتخاراً بحرية الصحافة، فكيف كان الأمر حين لم تكن هناك حتى صحف، بل أن من يعرف القراءة والكتابة من الناس كان معدوداً، وكان التاريخ يروى رواية من لسان إلى لسان، وكل لسان يضع فيه تعديله المقصود وغير المقصود بلا إمكانية تحقق فعالة؟ لهذا أرجو النظر إلى ما نصدق من أحداث التاريخ ببعض الشكوك، خاصة تلك التي يبدو أن في تصديقها مصلحة جهة ما، وتبدوا غير منطقية ولا تترابط مع أحداث اخرى في نفس الزمن.

حديث الكساء وأثره

وكمثل للتاريخ غير المعقول، والذي يناسب فئة معينة لتصديقه، "حديث الكساء" الذي يفسر في بعض رواياته أن الله خلق الكون كله من اجل النبي محمد والإمام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين فقط (ثم أضيف الملك جبريل بطلب منه!). أول ما خطر ببالي حين سمعت بحديث الكساء، سؤال: "لماذا خلق الله الديناصورات إذن وقد انقرضت قبل أن مئة مليون عام من خلقه أي هذه الجماعة؟" وكيف سيستفيد هؤلاء من كل مجرات الكواكب التي لن يصل ضوؤها إلى الأرض إلا بعد ملايين السنين من وفاتهم، أو تلك التي اندثرت قبل مليارات السنين من ولادتهم ولم يصل منها اي أثر للأرض؟
وهل تنسجم إقصائية هذا الحديث مع الخلق الإسلامي الشمولي للبشرية، بأن "لا فضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى" و " جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" وغيرها كثير؟
أن المؤمن الحقيقي بمثل هذا الحديث لا يمكن ان يعتبر الآخرين مثله، مساوين له بالحقوق والمنزلة، فهو أما من ذرية الجماعة التي خلق الكون من أجلها، أو من "الكومبارس" الضروري لتكملة المشهد فقط، والذي يشمل تقريباً كل أهل الأرض بدولهم وأنبياؤهم وعلمائهم.
الآن تخيل أن شخصاً يقول لك أن الله خلقك كخلفية إضافية من أجلي....فما يكون موقفك منه؟ أترك ذلك لك لتقرر.

قصة ضلع فاطمة

من القصص المتداولة لدى الشيعة، أن عمراً كسر ضلع فاطمة الزهراء واسقط جنينها، عندما حاولت منعه من دخول بيتها فدفع الباب فدخل مسمار في صدرها وكسر ضلعها. وقد علق أحد السنة في موقع على النت، يحاجج بأنه من غير المنطقي أن تكون فاطمة قد حاولت سد الباب وهي تتجه إليه بصدرها وبطنها المنتفخة بالحمل، والمنطقي ان تفعل ذلك بكتفها، مما لا يتيح مجالاً لكسر ضلعها بمسمار من الباب.
كذلك لا نستطيع ان نتخيل أن علياً يترك مسماراً بارزاً في باب بيته يتجه رأسه المدبب إلى الداخل، ليعرض سكان البيت للخطر. لقد علمت أن أحد كبار أئمة الشيعة في لبنان صرح بأنه لا يصدق بها.فالرواية تعاني من إشكالات منطقية، كما أنها تؤكد صورة الخير والشر التي تخدم الجانب الشيعي، لذا لا يستصعب الشيعة تصديقها، ولكنها لنفس السبب مرفوضة تماماً من قبل السنة، بل يرون فيها دليلاً على لا منطقية الشيعة.

قصة تآمر الصحابة على خلافة الإمام علي

لا يصدق السني ان أبا بكر وعمر تآمرا لسرقة الخلافة من الإمام علي، ولا يصدق أن العلاقة بينهم كانت تحكمها مثل هذه القضية. أنقل الأسطر التالية من أحد المعلقين على النت:
"عندما عاد جيش المسلمين من فتح بلاد فارس ومعه خزائن كسرى وبنات كسرى فأراد الخليفة عمر أن لا يهينَهما و يحفظ كرامتهما لأنهما بنات ملك الملوك فأعطاهما لخيرة شباب المدينة، البنت الأولى أعطاها الى الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، والثانية الى ابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب....ألم تقرأ في التأريخ أن علي عندما قرر ازاحة معاوية عن حكم بلاد الشام طلب أولاً من عبد الله بن عمر بن الخطاب أن يكون والياً على بلاد الشام ، أي عداوة بينهما يارجل،.....ذكرتُ لك بأن الرسول (ص) ذهب بعدها الى مسجده برفقة علي والفضل بن العباس وخطب في الناس ، فحثهم على الصلاة وأوصاهم بالنساء خيراً وغيرها ... فلماذا لم يخبرهم عما كان يريد قوله وهو طريح الفراش ! .....هل تعتقد يادكتور أن اهم شئ في الإسلام قرر الله أن يوحي به الى محمد (ص) إلا عندما ارتفعت حرارة جسم الرسول  فوق "الأربعين" وبدأ جسمه الطاهر يتصبب عرقاَ بينما الأمور التي هي أقل أهميه كأن تدخل رجلك اليمين قبل الشمال عند دخولك المسجد وأن يطرق أولادك الباب عندما تكون وزوجتك في غرفة نومكم يوحي بهما الله الى الرسول وهو بتمام صحته !!" (2)

وفي مكان آخر يقول:
"لو كان رأي علي بن أبي طالب في أبو بكر الصديق كرأي الغلاة من الشيعة من حيث أنه عصى أمر الله ورسوله في مسألة ولاية علي وأنه تسبب في (قتل) فاطمة زوجة علي فكيف يُعقَل أن يسمح علي بن أبي طالب أن تكون زوجة أبو بكر الصديق هي من تغسل زوجته فاطمة بنت محمد (ص) عند وفاتها. كيف يقبل علي أن يتزوج زوجة أبو بكر الصديق بعد وفاته ويعتني بأبنه، محمد بن أبي بكر الصديق. أليس هذا اكراماً من علي لأبي بكر؟" (3)

ويعلمنا التاريخ إن من يسرق السلطة عنوة لا يقف عندها، ولا يكتفي بها لفترة من الزمن ثم يسمح بعودتها إلى صاحبها، بل لا يتركه على قيد الحياة، فكل منهما يرى في الثاني غريماً وخطراً داهماً عليه وعلى سلطته التي اغتصبها.
ما يحدث هو أن يسعى الحاكم المعتدي ليورث السلطة أبناءه، كما فعل معاوية مثلاً، أما بالنسبة للشيخين، فلم يخبرنا التاريخ أن اي منهما قد حاول أن يستورث الخلافة لفرد من عائلته ولا أوصى أي منهما بها وهو يحتضر. وقد كان لعمر إبن بعمر مناسب لذلك. وبالفعل، استلم الإمام علي السلطة في نهاية الأمر. كذلك لا توجد مؤشرات لصراع بينهم، فهم متعاونون يسمي الواحد منهم أولاده على إسم الآخر ويزوجون أولادهم ويتزوجون من أراملهم، ويستشير الواحد منهم الآخر، فهل تشبه هذه حالة من يحكمهم الصراع المرير على السلطة في اية فترة وأي بلد في التاريخ؟

قصة بستان فدك

قصة فدك ليست موضع خلاف بين الشيعة والسنة، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، خاصة الذهن الذي لم يسمع قصة فدك بشكل بكائية دينية في اجواء خاصة، تجعل لها قيمة رمزية كبيرة، بل قرأها (السني) كحدث تاريخي اعتيادي، يتساءل: ما أهمية فدك؟ ما الذي يمكن ان تعنيه فدك في التاريخ؟
لست في موقع يتيح لي الحكم على قرار أبي بكر، وأتفهم من يراه ظلماً من وجهة نظر معينة، لكن من الصعب أن نتخيل أن الرجل كان يقصد الظلم لما عرف عنه من حبه للعدل، ولما له من علاقة طيبة جداً مع عائلة الإمام علي، كما سيأتي لاحقاً. وحتى لو كان في قراره ظلم ما، فلا يمكن أن يعتبر عمله في كل الأحوال جريمة تستحق أن تتداولها الأجيال الف واربعمئة سنة، حدث خلالها ما تشيب له الولدان من كوارث وجرائم. وما هو الهدف من إبقائها قصة مشتعلة؟ لماذا تسمى فضائية الشيخ ياسر الحبيب "فدك" ولماذ يطلق الإسم على سفينة عراقية؟ قصص الميراث وخلافاته قضايا بسيطة تحل عادة بالتفاهم والتعويض، فكيف نحل هذه؟ إن كانت قضية وراثة بستان، لنفكر كيف يمكن تسوية مشكلة هذه البستان؟ هل يعتبر أحد نفسه وارث لبستان فدك؟ هل يطالب أحد بتعويض عنها؟ وممن؟ أم أنها يجب أن تبقى تثير الضغينة بين فئات المسلمين؟ لا شك أن البعض يريد ذلك، فهل نريده ايضاً؟

مفاهيم إجتماعية وشعارات وعاداة مؤذية للصورة

التطبير

رغم أن التطبير ليس من التراث الموجه ضد جهة أخرى، لكنه يعطي بلا شك صورة بعيدة عن الحضارة. لقد كتب عنها الكثير من مثقفي الشيعة وأئمتهم الكبار مثل الوائلي وغيره ، وإنما أضيف هذه الأسطر لإكمال الصورة، وأول ما يقفز إلى الذهن صورة المواكب المغسولة بالدم، ويكفي أن تبحث عن تلك الصور في كوكل ليقشعر لها البدن. (4)

القول بأن السنة حكموا واضطهدوا الشيعة 1400 سنة

رداً على "زلة" النائب الصدري بهاء الأعرجي كتب المحامي "سليمان الحكيم" يقول : "ويتبدى جهل النائب ... في قوله بأن أهل السنة قد استولوا على الحكم منذ عهد أبي بكر وحتى عهد أحمد حسن البكر . ... فقد عرف تاريخ العراق والشرق الأوسط أربع دول شيعية على الأقل , منها الإمبراطورية الفاطمية التي توسعت رقعتها فشملت كل شمال افريقيا ومصر وغرب الجزيرة العربية وشمال السودان , وشملت سيادتها جزيرة صقلية الأوروبية , و قد عاشت هذه الإمبراطورية ثلاثة قرون .... ومنها الدولة الشيعية البويهية التي حكمت العراق و بلاد فارس حوالي المئة عام ؛ ومنها الدولة الصفوية التي حكمت العراق حوالي المئة عام أيضاً وتجاذبته مع الدولة العثمانية....وكذلك شهد العراق حكم الدولة الحمدانية الشيعية والتي اتخذت من الموصل عاصمة لها , ولكن نفوذها شمل العراق بأسره.
وكان يتعين على بهاء الأعرجي أن يحفظ غيبة أبي بكر الصديق على الأقل إكراماً لابنه محمد بن أبي بكر الذي اصطف إلى جانب الإمام علي بن أبي طالب وقاتل معه التيار المنحرف في المجتمع الإسلامي الوليد , ودفع حياته ثمناً لموقفه المبدئي ذاك. (5)

ثارات الحسين، ممن؟

قال لي صديق مرة، إنه يرتعب حين يسمع هتافات: "يا لثارات الحسين" ويتساءل: ممن يريدون الثأر؟ ثم اليس الثأر من ابرز صفاة الجاهلية التي نهى عنها الدين الإسلامي بكل وضوح؟ وحتى لو لم يلتزم هؤلاء بتعاليم الدين، فممن يكون الثأر؟ هل سيتم اختيار جهة ما على انها أحفاد يزيد مثلاً؟ وإن لم يكن هناك قصد لثأر حقيقي، فلماذا إذن تعطى صورة ثأرية عن الشيعة مادام ليس هناك في النفس شعور حقيقي بثأر من أحد، وإنما ألم على حدث مضى؟

السادة والعامة، تناقض مع سيرة الإمام علي

هناك فرق بين ان يحظى إمام أو قائد أو بضعة ائمة أو قادة، باحترام خاص لمكانتهم أوحكمتهم أوعلمهم أو إيمانهم، وأن تكون هناك طبقة كاملة تتوارث تمييزاً خاصاً عن الباقين، يتيح لها حتى الإثراء على حسابهم أحياناً. وإن كان الشيعة يقسمون انفسهم طوعاً (كما أفترض) إلى طبقتين، فهذا النظام يجعل السنة كتحصيل حاصل، ليس فقط في الطبقة الأدنى، بل طبقة ثالثة أدنى منها. فمن يعامل "العامة" من الشيعة بشكل أدنى من "السادة" على أساس وراثي أو عقيدي، فسوف يعامل السنة بطبيعة الحال وفق نفس المبدأ والمفهوم بشكل أدنى من طبقتي الشيعة، فكيف ينتظر من السني أن لا يرى في مثل هذا النظام ما يهدد كرامته ومساواته بالآخرين؟ كيف يتوقع منه أن لا يجد من حقه محاربة ذلك، بل من واجبه تجاه نفسه؟
وفوق ذلك ففكرة تقسيم الناس إلى طبقتين، "سادة وعامة" فكرة ليست منسجمة مع روح الإسلام، وإن كان هناك شخص في التاريخ الإسلامي سيعترض عليها بأشد من غيره، فهو الإمام علي نفسه!
كتب لي صديق من بغداد منزعجاً من هذه الظاهرة لتجربة له مع شرطة عاملت السادة بشكل مميز في ركوب سيارة، فوعدته بالكتابة في الموضوع. وذهبت ابحث في سيرة الإمام علي فوجدت فيها أروع مثال، وكأنه كتب من أجل قصة صاحبي، على رفضه بشكل قاطع إلى حد التطرف، اي تمميز له عن الناس، فجاء في مقالتي الإقتباس التالي:
"و من عظيم تواضعه (ع) أنه خرج يوما على أصحابه،و هو راكب، فمشوا خلفه، فالتفت إليهم فقال : "ألكم حاجة؟" قالوا:لا يا أمير المؤمنين! ولكنا نحب أن نمشي معك. فقال لهم: " إنصرفوا فإن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب و مذلة للماشي." *  (6)

الحكمة الكبيرة التي تتضمنها القصة تشير بوضوح الى أن التقسيم الطبقي الى "راكب" و "ماشي" يصيب بالضرر كلا الشخصين فهو " مفسدة للراكب و مذلة للماشي", لمجرد أحتمال أن يفهم الراكب أنه أعلى مرتبة والماشي انه أدنى مرتبة، فكيف إذا كان مفروضاً ومؤسساً بشكل نظام طبقي رسمي يقوم على الوراثة، وفيه من التبجيل لجهة وتصغير لجهة أخرى بشكل صريح؟ لماذا يقبل "عامة" الشيعة ما قال الإمام علي أنها "مذلة" لهم؟ ولم لا يتنازل السادة عن ما يصفه الإمام الذي يدعون احترام آرائه، بأنه "مفسدة" لهم؟ لنسأل أنفسنا بشكل مباشر ونتخذ موقفاً محدداً: هل نعتقد أن الإمام علي كان صادقاً فيما قال عن هذه الحالة أم لا؟ إن كان "نعم"، أفليس من العجيب أن يمارس أتباع الإمام علي بالذات دون غيرهم، عكس ما يقول الإمام؟ لماذا تخلى الشيعة عن الصورة الرائعة التي يقدمها إمامهم الأول، من أجل صورة طبقية أدنى منها كثيراً؟

شيوخ شيعة يشوهون صورة الشيعة

وأخيراً، كما طلبت من السنة أن يشاهدوا فلم عدنان الدليمي، وأفلام شيوخهم المسيئة، بعيون شيعية، أطلب من الشيعة أن يشاهدوا هذا الفلم للشيخ ياسر الحبيب بعيون سنية. إنه يقول أن كل رجل ليس شيعي هو لوطي بالولادة وكل امرأة فاجرة، إلا إذا تشيعا لاحقاً، فالله يمحو هذا ا لأمر عنه! الشيخ ياسر حسب ادعاءه، يستند على نص للإمام جعفر بن محمد الصادق، حسب رواية العياشي، ليصل إلى استنتاج أن عمر وعائشة هما كذلك بالضرورة! (7)
وفي تسجيل آخر يؤكد أن عمر وأبو بكر كانا من الجبناء، وان نظرة من الإمام علي كانت تكفي لإرسال عمر إلى جحر في إستراليا، وأنه هجم على الزهراء بمعية 300 من الجند! (8)
ليست هذه تخريفات لا يلتفت إليها أحد، فقد رأيت احد المعلقين يجادل بنفس المنطق ويتحدى آخر بنفس الطريقة ان يذكر له مشركا واحداً قتله عمر أو أبو بكر! والمقابل يرد بأنهما كانا خلفاء وقادة وليسا من الجنود.
لقد سارع الأستاذ غالب حسن الشابندر، بالرد على الشيخ ياسر الحبيب طالباً محاكمته، معطياً مثالاً يقتدى به، كما سنفصل في الحلقة الختامية (9)

أكرر ثانيةً أن الهدف من هذه المقالات هو عرض صورة جهة ما كما تراها الجهة الأخرى وليست مقارنة لمواقف وأخلاقيات الطرفين، وما آمله أن ينتبه كل طرف لتطور صورته لدى الآخر وتأثرها بمواقفه واقواله وما يعتقد، مدركا أن الإنجراف إلى المقارنة ومجادلة صحة الحقائق التاريخية من وجهة نظر كل من الطرفين، أمر شديد الإغراء.

أعلم تماماً أن ما أطلب صعب للغاية، ولكني أطمح على الأقل أن أجعل كل طرف يرى ما يراه فيه الطرف الآخر، وأن أجعل كل من الجانبين أن يرى ما تعنيه قناعاته ومواقفه بالنسبة للجانب الآخر، فلربما يمكنه تفسير مواقف هذا الآخر التي بدت له غريبة قبل هذا الفهم. 
ومثلما طلبت من السنة تخيل موقف الشيعي الذي يسمع عدنان الدليمي، فإني أدعوا الشيعة أن يضعوا أنفسهم مكان السنة وما يمكن أن يعني لهم قناعة الشيعة بحديث الكساء و أن "فدك" مشكلة، وتقسيم المجتمع إلى سادة وعامة و ما يقوله الشيخ ياسر الحبيب. فحتى لو بقيت قناعاتهم كما هي، فعلى الأقل أن يتمكن الشيعي أن يفهم لماذا لا يستطيع السنة أن يتفقوا معه، فهو يطلب منهم في حقيقة الأمر أن "يحتقروا أنفسهم" ورموزهم، وهو ما لا يستطيع إنسان أن يقبله على نفسه، وبالتالي فعليه أن يبحث عن حل إن كان يأمل أن يتفاهم مع هؤلاء وأن يعيش معهم يوماً بمحبة وسلام في مجتمع واحد.

الحلقات الباقية من هذه السلسلة كما وعدت، هي حلقة عن الإعلام الغربي والعربي الذي شوه الصورة الإيرانية في عيون السنة، وأخرى عن الصورة الكردية لدى العربي، وحلقة أخيرة نجمع بها خلاصة ما قلناه والدروس المستخلصة منه.
الحلقات السابقة كانت:

كيف يراك الآخرون؟ (1): حديث عام
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=61468

كيف يراك الآخرون (2): خرافات عن السنة
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=61755

كيف يراك الآخرون؟ (3) صورة السنة والفتاوي والإرهاب
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=61926

كيف يراك الآخرون 4- السنة ومواقفهم السياسية
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=62044


صائب خليل
http://www.facebook.com/saiebkhalil



(1) http://www.alternet.org/story/40177?page=entire
(2) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14354
(3) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14427
(4) http://img716.imageshack.us/img716/6616/sheaa3.jpg
(5) http://pharb.wordpress.com/2010/02/24/%d8%a7%d8%ac%d8%aa%d8%ab%d8%a7%d8%ab-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%a8%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%8a%d9%85/
(6) http://www.sciri.ws/555/MAKALAT/2005/12-05/ALABBODI-1.HTM
(7) عائشة فاجرة وعمر لوطى مأبون
(8) عمر وابو بكر في جهنم وهذا الدليل
(9) http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/9/598075.html


ماهر سعيد متي

ياسيدي انا عاشرت الشيعة ولم اجد اطيب منهم ولا أروع .. وعاشرت السنة ولم اجد اكرم منهم ولا أحسن ... انت على علم ان مسألة الأحتقان الطائفي يأخذ مدلولا خارجيا انطلاقا من مبدأ فرق تسد .. ومن خلال خلق قطبين متناحرين يكونان سوقا لتصريف البضايع والأسلحة الأجنبية المتهرئة .. فالثروات الموجودة ها هنا اصبحت وبالا علينا منذ تأميم النفط في العراق ومصر وأيران ... تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

صائب خليل

الأستاذ ماهر سعيد متي المحترم...صدقت فيما قلت وأتفق معك شاكرا لك كلمتك الطيبة.. لك مني التقدير والتحية