أزمة الكهرباء بين الفساد المستشري و الزمن المهدور والتظاهرات

بدء بواسطة حكمت عبوش, يونيو 25, 2011, 03:04:36 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

أزمة الكهرباء بين الفساد المستشري و الزمن المهدور والتظاهرات
                                               حكمت عبوش
وضع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني في الثامن من شهر أيار الماضي حجر الأساس لمحطة الخيرات الكهربائية في كربلاء والتي تعد من اكبر المحطات في العراق وقال الشهرستاني إنها ستغطي 20% أي 1/5 حاجة العراق للطاقة حيث ستكون طاقتها 1250 ميكاواط وكلفتها 445 مليون دولار وتنفذ من قبل شركة جالك التركية وأضاف إن زيارته لكوريا مع رئيس الوزراء مؤخرا تمخضت عن إبرام عقود مع شركات كورية متخصصة لتجهيز محطات كهربائية سريعة النصب بواقع 2500 ميكاواط مؤكدا إن هذه المولدات ستنجز خلال العام الحالي .
ورغم أهمية الكهرباء القصوى في حياتنا فان ما خصص لها مع الصناعة في ميزانية هذا العام 2011 هو أكثر من 3.5 تريليون دينار أي ما يوازي تقريبا 3.5 مليار دولار مما جعل وزير الكهرباء الحالي يقول مؤخرا : إن ما نعانيه هو قلة المخصصات فأعلن يوم 14/6/2011 عن إضافة مجلس الوزراء ل(927 مليون دولار) لميزانية الكهرباء وهنا من حق المواطن أن يسال أين ذهبت ال16 مليار دولار والتي خصصت للكهرباء من الميزانية العامة منذ 2003-2010 كما قالت هيئة النزاهة(ولا نقول -25-أو -27- قيل أنها أدخلت للكهرباء خلال هذه الفترة)ودعنا الآن مما سرقه ألحرامي الأسبق للكهرباء أيهم السامرائي الذي ثبت القضاء تلبسه وأدانته بسرقة 150 مليون دولار وحكم عليه بالسجن ولكن أمام السجن الذي أودع فيه حطت الهليكوبتر الأمريكية ليستقلها هادئا و(مترهيا) وكأنه جيمس بوند وقد أنجز للتو إحدى مهامه الخطيرة .
ودعنا مما سرقه الوزير الآخر (التكنوقراطي العتيد) الدكتور كريم وحيد ويكفي أن نذكر ما أنفقه على حفلة زواج ابنه التي كلفت 10 مليون دولار التي أقامها في احد فنادق (الانتركوننتنال) ذو النجوم الكثيرة وفي إحدى المدن الأمريكية ولكن هذه النجوم رغم لمعانها الشديد فإنها لم تعشوا عيون الصحافة الأميركية  فنشرت إحداها الخبر والذي بثته قناة الديار و الآن لنعد إلى محطة  الخيرات الكهربائية والى كلفة ومدة انجازها وطاقتها التوليدية ومعها المحطات الكورية السريعة التي ستنجز هذه السنة ونسأل كم من هذه المحطات كنا سننجز بناءها خلال ألثمان سنوات منذ سقوط الصنم ؟ ولنتواضع كعادة الأغلبية الساحقة من العراقيين ولنقل: إن المبالغ التي خصصت للكهرباء هي 10 مليارات دولار وليس 16 مليارا و ليس أكثر ولنفرض إن كلفة تشييد محطة الخيرات كانت 500 مليون دولار لان التضخم في العراق - بعكس كل العالم – يزداد كلما نزلنا إلى السنوات و ليس كلما تقدمنا إلى الأمام وهنا يبرز السؤال الكبير عن ملياراتنا الكثيرة، كم محطة خيرات كنا سنبني ؟ كم (خمسا) من حاجاتنا إلى الكهرباء كنا سنوفر؟ و منذ كم سنة كنا سننجزها ؟ و لنحسب حساب بسيط(حساب عرب) كما كان يقول أجدادنا سنجيب و نقول كان بإمكاننا الحصول ليس على ما  يشبعنا بل ما يتخمنا من الطاقة الكهربائية ، فهل الجارة تركيا بعيدة ؟ فلننظر إلى دجلة والفرات فقد أوشكت مياههما على النضوب. وهل كوريا رفعت من خارطة جنوب شرقي آسيا و هي قبل ثلاثين عاما كانت تحتل المركز الثالث عشر في الصناعة العالمية إنهما ليستا بعيدتين و إنما  البعيد هو الشعور بالمسؤولية تجاه العراق عند الوزراء و المسؤولين المؤتمنين على حال العراق وحال ملايينه الفقيرة هؤلاء المهتمين فقط بما عليهم نهبه من ملايين ومليارات المال العام المكشوف والمباح للسرقة بدون رادع. نقلت قناة الديار يوم 18/6/2011 عن الخبير القانوني سعيد دحدوح إن حالة الفساد المستشري سببه ضعف الإجراءات الرادعة بحق المفسدين وهذا ما يجمع الكثيرين عليه ونسال لماذا ضعف الإجراءات الرادعة بحق المفسدين سراق المال العام سراق الشعب ؟ ألا يعرف المسؤولون إن الكهرباء هو مفتاح التقدم والتنمية والحضارة ؟ ألا يعلم المسؤولون انه إضافة إلى المعاناة الشخصية الصعبة للمواطن من قلة الكهرباء هناك المعاناة الاقتصادية  والاجتماعية الشاملة وان أغلبية المعامل والمصانع في وزارة الصناعة والوزارات الأخرى والقطاع الخاص متوقفة أو تعمل بشكل نسبي وان إنتاجها كان يضاهي بل الكثير منه  أفضل من مثيله المنتج في دول الجوار( قالت قناة الحرية يوم 13/6/2011 إن في العراق 14 معمل للسمنت اغلبها لا يعمل والباقي يعمل نسبيا بسبب عدم توفر الكهرباء )  وشراء هذه المواد من الخارج كم سيكلف ميزانيتنا ؟ ثم حرمان معاملنا من إمكانية تطوير منتجاتنا في النوع والكم و الهدر الذي يصيب معاملنا بسبب التوقف و تقادم الزمن  ثم هناك الشئ الأهم ألا وهو المآسي الكثيرة و الإحباط  الذي تلاقيه إلى الآن من الفشل في حل مشكلة البطالة المستشرية بين الآلاف المؤلفة من الشباب ومنهم الخريجين الباحثين عن فرصة عمل وبعيدا عن المحاصصة الكريهة كعمال وكوادر وسط ومهندسين و معلمين و مدرسين و زراعيين و بياطرة و محاسبين و غيرهم، فإلى متى يبقى هؤلاء عاطلين بدون عمل؟
في لقاء صحفي مع(مصعب المدرس) مدير إعلام وزارة الكهرباء و نشرته صحيفة (طريق الشعب) في 28/5/2010 قال إن الطاقة المجهزة للكهرباء ما عدا إقليم كردستان تصل ما بين 11-12-13 ساعة يوميا و نقول للسيد المدرس، إن الكهرباء الوطني لحد الآن و نحن في شهر حزيران -2011 يتراوح ما بين 6-8 ساعات يوميا و ليس أكثر و نقول للسيد المدرس و كل المسؤولين بصراحة و أسف و لكن مع  اعتزاز بتظاهرات شباب 25 شباط و ما بعدها و ما قبلها في البصرة و الناصرية و مدن أخرى(من اجل الكهرباء و إصلاح العملية السياسية) إذ لولاها لما كان هذا التعجيل النسبي ببناء المحطات الكهربائية. إن ما يبرر قيام التظاهرات هو ضياع المليارات الكثيرة من مخصصات الكهرباء و ما قاله السيد باقر جبر الزبيدي وزير المالية السابق على قناة الحرة يوم 14/10/2010 : (إن المسؤول عن أزمة الكهرباء هو تقاعس لجنة الطاقة.... و أكمل لو كانت لجنة الطاقة تقوم بعملها لكان الوضع أحسن) و ما قاله الوزير و النائب السابق القاضي وائل عبد اللطيف في احد اللقاءات إن سيادة مبدأ (أنا اسكت لك و أنت اسكت عني ) في إطار المحاصصة هو سبب الفساد العملية تحتاج إلى تغيير جذري و ما قاله الدكتور إبراهيم الجعفري-رئيس تجمع التحالف الوطني- يوم 4/3/2011: من أن الفساد بدأ يعرقل عمل المؤسسات لهو خير دليل على مشروعية مظاهرات المطالبة بإصلاح الوضع السياسي و توفير الحقوق الأساسية لحياة عموم الناس و منها الكهرباء.

ماهر سعيد متي

استاذي العزيز انا اعتقد ان الأزمة مفتعلة وهذا تطبيق لسياسة خلق الأزمات .. ثم ان قطاع الكهرباء لن يكلفنا مايزيد عن 30 مليار دولار ، وهو مبلغ يمكن تطمينه وتوفيره خلال سنتين خاصة وان ميزانية العراق هي تزيد عن 80 مليار دولار سنويا .. فأين تذهب كل هذه الأموال؟
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة