نظرية المؤامرة في سقوط الموصل ../ سهير القيسي

[matoka]

نظرية المؤامرة في سقوط الموصل ..

سهير القيسي

في الحياة بشكل عام قد تحدث المؤامرة مرة لكن ليس دائماً والناجحون في الحياة يتحملون مسؤولية كلامهم وتصرفاتهم ويلتزمون بوعودهم ..

في الجزء الثالث من سلسلة (برمجة العقل الباطن العراقي) أحدثكم عن واحدة من الأفكار التي استخدمها البعض من اللاعبين في الساحة السياسية وصدقها واعتقد بها بل وتبرمج عليها كثيرون وهي فكرة المؤامرة ..

فمنذ عشرات السنين لم نسمع عن استقالة وزير أو مسؤول في العراق وحتى عربياً بعد ثبوت قصوره وعدم كفاءته .. بل هناك دائماً أعذار وأسباب لهذا القصور والفشل في الأداء، وأهم الأعذار المستخدمة لدينا نختصرها في الجمل التالية :

١-  هذه مؤامرة ضدي

٢- آني ما عندي فساد بس همه سرقوا الخزينة

٣-  الارهابيين هجموا علينا

٤-  اني شيعي والسنة يكرهوني

٥- آني سني والشيعة يريدون يقتلوني

٦- ايران السبب   

٧-  الخليج والسعودية السبب

٨- الصهيونية

٩- امريكا

10- الله تعالى السبب .. قسمة ونصيب.

في اليابان اعزائي القراء استقالت وزيرة العدل اليابانية في اكتوبر الماضي وبكل شجاعة ادبية وابتسامة لأنها وزعت مراوح ورقية على الناخبين يعني (مهفة بألف دينار عراقي) ما أعتبر مخالفة انتخابية ورئيس الحكومة الياباني شينزو آبي اعتذر للشعب بسبب مهفات الوزيرة الورقية!! .

أما لدينا فلا كهرباء مستقرة في بغداد بعد إنفاق مليارات الدولارات.. ولا استقالات.. صفقات فساد بأكثر من مئتي مليار دولار في سنوات طويلة وبكل المؤسسات يعني ما يعادل تقريبا قيمة مئة برج وناطحة سحاب.. ولا أحد يعتذر للشعب.. سايبة الأمور.. عايشين على الأعذار ونظرية المؤامرة..

أما المصيبة الكبرى فهي سقوط الموصل ففي التاسع من حزيران العام الماضي سقطت ثاني أكبر محافظة عراقية بيد اسوأ تنظيم في العالم وهو تنظيم داعش.. استيقظنا صباحا على وقع صدمة سقوط نينوى!! خطابات المسؤولين في الحكومة في بغداد من رأسها وحتى ذيلها اتفقت في اليوم التالي على كلمة واحدة وهي المؤامرة، لم يتحمل اي قائد حكومي او عسكري مسؤولية الفشل الأمني في المحافظة ..

العراقي يتهجر وينزح ويقتل ويموت.. من سبايكر الى مجازر ديالى.. ومازلنا ننتظر لجنة التحقيق لتكشف الأسباب..

على أية حال.. يبدو أن رئيس الحكومة حيدر العبادي يحاول تلافي الاخطاء السابقة ونتمنى ان ينجح في ذلك.

لكن رجاءا لا تكونوا قليلي الوعي وتسيروا خلف نظريات المؤامرة.. هذه فكرة سيئة، تحمل المسؤولية هو الدليل الواضح على سلامة القيادة والأداء الناجح، لا وقت للأعذار..

http://rudaw.net/arabic/opinion/27042015